عمرو بن لحي وقصة الإفساد

عبدالله حمود الحبيشي
1438/08/08 - 2017/05/04 21:10PM
عمرو بن لحي وقصة الإفساد *

عباد الله ..
منذ بداية الخليقة وهناك من أقسم أن لا يدع بني آدم على الفطرة السليمة وهي فطرة التوحيد فأقسم على إضلالهم وفساد حالهم ..إنه الشيطان الرجيم (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (لَّعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا * وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا) .
ومنذ ذلك الحين وشياطين الجن والإنس مجتهدون في هذه المهمة.. وبين أيدينا واحد من هؤلاء الذين أخذوا على عاتقهم إضلال الناس وصدهم عن الدين وعن الحنيفية السمحة .. إنه عمرو بن لحي .
لقد كانت جزيرة العرب تسودها الحنيفية ملة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ، حتى جاء عمرو بن لحي ليكون أول من أحدث التغيير ..
كان رجلا غنيا كريما أحبه الناس لذلك ، ذُكر أنه ربما ذبح أيام الحجيج عشرة آلاف بدنة ، وكسى عشرة آلاف حلة في كل سنة يطعم العرب ويحيس لهم الحيس بالسمن والعسل ، ويلت لهم السويق قالوا : وكان قوله وفعله فيهم كالشرع المتبع لشرفه فيهم ومحلته عندهم ، وكرمه عليهم .
يقول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :
وأمّا قصّة عمرو بن لُحَيٍّ، وتغييره دين إبراهيم: فإنّه نشأ على أمرٍ عظيمٍ من المعروف والصّدقة، والحرص على أمور الدّين. فأحبّه النّاس حبّاً عظيماً، ودانوا له لأجل ذلك حتى مَلَّكُوه عليهم، وصار ملكَ مكّة وولاية البيت بيده، وظنّوا أنّه من أكابـــــــر العلماء، وأفاضـــــــل الأولياء .
تأملوا .. لم يكن كرمه ولا بذله وإحسانه للناس ولا بُدنه ولا عسله ولا سويقه الذي ملأ به البطون لينفعه أمام ما أحدثه من إفساد ، بل لقد بقي عهده عهدا مشؤوما كما يقول ابن كثير عن بني خزاعة : وكانوا مشئومين في ولايتهم ؛ وذلك لأن في زمانهم كان أول عبادة الأوثان بالحجاز ؛ وذلك بسبب رئيسهم عمرو بن لحي - لعنه الله - فإنه أول من دعاهم إلى ذلك .
لقد اعتمد ابن لحي على الفكر المستورد ، دون إعمال للعقل ودون تمحيص .. تقليد وتبعية وانبهار فحسب .
يقول ابن هشام عن بعض أهل العلم : إن عمرو بن لحي خرج من مكة إلى الشام فلما قدم مآب من أرض البلقاء ورآهم يعبدون الأصنام فقال لهم ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون ؟ قالوا له : هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا فقال لهم: ألا تعطوني منها صنما فأسير به إلى أرض العرب فيعبدوه؟ فأعطوه صنما يقال له : هبل فقدم به مكة فنصبه ، وأمر الناس بعبادته وتعظيمه .
لقد كان في الشام حضارة وعلما وتقدما وأشياء كثيرة أكثر نفعا وفائدة لجزيرة العرب .. إلا أن عمرو بن لحي لم يحضر منها إلا الصنم (هبل) !! .. فماذا حقق لهم .. لم يحقق لهم رقي علمي ولا خلقي ولا سعادة ولا أمن ولا أمان .. بل زادهم جهلا وذلا .
عَظُم تأثير التغيير وتفرع عن هبل ؛ أحجارا تُعبد في أكثر البيوت ، وتستصحب في أغلب الأسفار !!
وطغت الجهالة على العلم والعقل .. وظهر الشرك .
قال ابن إسحاق : واستبدلوا بدين ابراهيم وإسماعيل عليهما السلام غيره فعبدوا الأوثان وصاروا إلى ما كانت عليه الأمم قبلهم من الضلالات وفيهم على ذلك بقايا من عهد ابراهيم عليه السلام يتمسكون بها من تعظيم البيت والطواف به والحج والعمرة والوقوف على عرفات والمزدلفة وهدي البدن والإهلال بالحج والعمرة مع إدخالهم فيه ما ليس منه فكانت كنانة وقريش إذا أهلوا قالوا : لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك فيوحدونه بالتلبية ، ثم يدخلون معه أصنامهم ، ويجعلون ملكها بيده يقول الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ) أي ما يوحدون الله لمعرفة حقه إلا جعلوا معه شريكا من خلقه.
عباد الله .. إن عمرو بن لحي لم يحدث التغيير وهو يقول لقومه سأنقلكم من الحنيفية إلى عبادة الأصنام .. ولم يقل لهم إني سأضلكم واحرفكم عن ملة إبراهيم وإسماعيل .. لم يكن ذلك .. ولكنه اعتمد على أهداف جميلة ليخفي قبح ما شرعه للناس ، وما كان ليفلح لولا استجابة الرعاع والجهلة من الناس .
يقول ابن كثير رحمه الله : ما كانوا ابتدعوه من الشرائع الباطلة الفاسدة التي ظنها كبيرهم عمرو بن لحي - قبحه الله - مصلحة ورحمة بالدواب والبهائم وهو كاذب مفتر في ذلك ، ومع هذا الجهل والضلال اتبعه هؤلاء الجهلة الطغام فيه بل قد تابعوه فيما هو أطم من ذلك وأعظم بكثير وهو عبادة الأوثان مع الله عز وجل ، وبدلوا ما كان الله بعث به ابراهيم خليله من الدين القويم والصراط المستقيم من توحيد عبادة الله وحده لا شريك له ، وتحريم الشرك ، وغيروا شعائر الحج ، ومعالم الدين بغير علم ولا برهان ولا دليل صحيح ولا ضعيف .
هكذا هو التغيير للشر والتحول للفساد لا يتم إلا على أيدي أكابر المجرمين وسادة الضلال يتبعهم فيه الجهلاء والغوغاء .
وفي مقابل ذلك التغيير للخير والصلاح لا يتم بعد توفيق الله إلا على أيدي أمراء صالحين وعلماء ربانيين ودعاة مخلصين .
والتاريخ شاهد على ذلك ويؤكده ، وأوضح مثال على ذلك في هذا الزمان حال هذه البلاد كيف قامت وكيف بدأت .. كان صلاحها وتغيير حالها للخير والأمن والأمان حين قام أمير صالح وعالم رباني .. فنسأل الله أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن .. وأن يصلح أحوال المسلمين ويردهم إليه ردا جميلا .


الخطبة الثانية ..

عباد الله .. هذا هو الشيطان وما أقسم عليه من إضلال بني آدم ، وهذا هو أحد شياطين الإنس وشيء من إفساده وتغييره لبلد كامل بل عم ضلاله أرجاء واسعة من جزيرة العرب .. والسؤال يأتي .. ألم يكن من الخير والسلامة لأهل مكة أن يقولوا لعمرو بن لحي لا للفساد والإفساد .. أليس من الخير لهم والسلامة لدينهم أن يأخذ العقلاء من أهل مكة على يديه ويردونه عن ضلاله وإفساده .. نعم والله إن من الخير لهم والسلامة لدينهم ودنياهم لو فعالوا ذلك .. بل من الخير لعمرو بن لحي أن يفعوا ذلك .. كي لا يتمادى في ضلاله ويعرض نفسه لعقوبة الله .. ولكنهم للأسف لم يفعلوا .. فما هي النتيجة .. لقد ضلوا وعمهم الجهل فأفسدوا دينهم ودنياهم ..
هذا حالهم .. فما هو حال عمرو بن لحي .. لقد كان الجزاء من جنس العمل ..
عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا ورأيت عمرا يجر قصبه وهو أول من سيب السوائب"
وعن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن أول من سيب السوائب ، وعبد الأصنام أبو خزاعة عمرو بن عامر بن لحي وإني رأيته يجر أمعاءه في النار"
نعم .. لقد كان الأول .. كان هو من حاز السبق في إفساد مجتمع على فطرة الدين الحنيفي ، فتميزت عقوبته عن عقوبة من جاء بعده.
فليس هينا عند الله أن تكون أول من يحدث التغيير ، وأول من يعطل شرائع الله ، وأول من يفسد عباده ، وأول من يتحدى وعيده .
ومع هذا نقول عباد الله .. حقيقة واقعة وسنة ثابتة .. فرغم ذلك الأثر في الفساد والإفساد وعمقه .. انتهت الأصنام واندثرت من جزيرة العرب وانتصر التوحيد وباء ابن لحي بإثمه .
فنسأل الله أن يحفظ بلادنا وجميع بلاد المسلمين من فساد المفسدين وضلال المضلين .


*تم الاستفادة من مقال للكاتبة / لمنى الشهري بعنوان : لو أن عمرو بن لحي لزم بيته !
المشاهدات 1911 | التعليقات 1

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
معاشر المؤمنين ... منذ بداية الخليقة وهناك من أقسم أن لا يدع بني آدم على الفطرة السليمة وهي فطرة التوحيد فأقسم على إضلالهم وفساد حالهم ..إنه الشيطان الرجيم ( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ) ( لَّعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا * وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا )
ومنذ ذلك الحين وشياطين الجن والإنس مجتهدون في هذه المهمة.. وبين أيدينا واحد من هؤلاء الذين أخذوا على عاتقهم إضلال الناس وصدهم عن الدين وعن الحنيفية السمحة .. إنه عمرو بن لحي .
لقد كانت جزيرة العرب تسودها الحنيفية ملة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ، حتى جاء عمرو بن لحي ليكون أول من أحدث التغيير في جزيرة العرب .. إنه نشأ على أمرٍ عظيمٍ من المعروف والصّدقة، والحرص على أمور الدّين، كان رجلا غنيا كريما فأحبّه النّاس حبّاً عظيماً، ذُكر أنه ربما ذبح أيام الحجيج عشرة آلاف بدنة ، وكسى عشرة آلاف حلة في كل سنة يطعم العرب ويحيس لهم الحيس بالسمن والعسل ، ويلت لهم السويق.. فكان قوله وفعله فيهم كالشرع المتبع لشرفه فيهم حتى مَلَّكُوه عليهم، وصار ملكَ مكّة وولاية البيت بيده، وظنّوا أنّه من أكابر العلماء، وأفاضل الأولياء .
تأملوا .. لم يكن كرمه ولا بذله وإحسانه للناس ولا بُدنه ولا عسله ولا سويقه الذي ملأ به البطون لينفعه أمام ما أحدثه من إفساد ، بل لقد بقي عهده عهدا مشؤوما في بني خزاعة لأن في زمانهم كان أول عبادة الأوثان بالحجاز ؛ وذلك بسبب رئيسهم عمرو بن لحي - لعنه الله - فإنه أول من دعاهم إلى ذلك .
لقد اعتمد ابن لحي على الفكر المستورد من الخارج دون إعمال للعقل ودون تمحيص .. تقليد وتبعية وانبهار فحسب .
فيذكر أهل السير .. أن عمرو بن لحي خرج من مكة إلى الشام فلما قدم مآب من أرض البلقاء ورآهم يعبدون الأصنام فقال لهم ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون ؟ قالوا له : هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا فقال لهم: ألا تعطوني منها صنما فأسير به إلى أرض العرب فيعبدوه؟ فأعطوه صنما يقال له : هُبَل فقدم به مكة فنصبه ، وأمر الناس بعبادته وتعظيمه .
لقد كان في الشام حضارة وعلما وتقدما وأشياء كثيرة أكثر نفعا وفائدة لجزيرة العرب .. إلا أن عمرو بن لحي لم يحضر منها إلا الصنم (هُبَل) !! .. فماذا حقق لهم .. لم يحقق لهم رقي علمي ولا خلقي ولا سعادة ولا أمن ولا أمان .. بل زادهم جهلا وذلا .
عَظُم تأثير التغيير وتفرع عن هُبَل أحجارا تُعبد في أكثر البيوت ، وتستصحب في أغلب الأسفار !!
وطغت الجهالة على العلم والعقل .. وظهر الشرك .
استبدلوا بدين ابراهيم وإسماعيل عليهما السلام غيره فعبدوا الأوثان وصاروا إلى ما كانت عليه الأمم قبلهم من الضلالات وفيهم على ذلك بقايا من عهد ابراهيم عليه السلام يتمسكون بها من تعظيم البيت والطواف به والحج والعمرة والوقوف على عرفات والمزدلفة وهدي البدن والإهلال بالحج والعمرة مع إدخالهم فيه ما ليس منه.
عباد الله .. إن عمرو بن لحي لم يحدث التغيير وهو يقول لقومه سأنقلكم من الحنيفية إلى عبادة الأصنام .. ولم يقل لهم إني سأضلكم واحرفكم عن ملة إبراهيم وإسماعيل .. لم يكن ذلك .. ولكنه اعتمد على أهداف جميلة ليخفي قبح ما شرعه للناس ، وما كان ليفلح لولا استجابة الرعاع والجهلة من الناس .
ومع هذا الجهل والضلال اتبعه هؤلاء الجهلة الطغام فيه بل قد تابعوه فيما هو أطم من ذلك وأعظم بكثير وهو عبادة الأوثان مع الله عز وجل ، وبدلوا ما كان الله بعث به إبراهيم خليله من الدين القويم والصراط المستقيم من توحيد عبادة الله وحده لا شريك له ، وتحريم الشرك ، وغيروا شعائر الحج ، ومعالم الدين بغير علم ولا برهان ولا دليل صحيح ولا ضعيف .
هكذا هو التغيير للشر والتحول للفساد لا يتم إلا على أيدي أكابر المجرمين وسادة الضلال يتبعهم فيه الجهلاء والغوغاء .
وفي مقابل ذلك التغيير للخير والصلاح لا يتم بعد توفيق الله إلا على أيدي أمراء صالحين وعلماء ربانيين ودعاة مخلصين .
والتاريخ شاهد على ذلك ويؤكده ، وأوضح مثال على ذلك في هذا الزمان حال هذه البلاد كيف قامت وكيف بدأت .. كان صلاحها وتغيير حالها للخير والأمن والأمان حين قام أمير صالح وعالم رباني .. فنسأل الله أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن .. وأن يصلح أحوال المسلمين ويردهم إليه ردا جميلا .




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
معاشر المؤمنين ... هذا هو الشيطان وما أقسم عليه من إضلال بني آدم ، وهذا هو أحد شياطين الإنس وشيء من إفساده وتغييره لبلد كامل بل عم ضلاله أرجاء واسعة من جزيرة العرب .. والسؤال يأتي .. ألم يكن من الخير والسلامة لأهل مكة أن يقولوا لعمرو بن لحي لا للفساد والإفساد .. أليس من الخير لهم والسلامة لدينهم أن يأخذ العقلاء من أهل مكة على يديه ويردونه عن ضلاله وإفساده .. نعم والله إن من الخير لهم والسلامة لدينهم ودنياهم لو فعلوا ذلك .. بل من الخير لعمرو بن لحي أن يفعلوا ذلك .. كي لا يتمادى في ضلاله ويعرض نفسه لعقوبة الله .. ولكنهم للأسف لم يفعلوا .. فما هي النتيجة .. لقد ضلوا وعمهم الجهل فأفسدوا دينهم ودنياهم ..
هذا حالهم .. فما هو حال عمرو بن لحي .. لقد كان الجزاء من جنس العمل ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا ورأيت عمرا يجر قصبه وهو أول من سيب السوائب ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن أول من سيب السوائب ، وعبد الأصنام أبو خزاعة عمرو بن عامر بن لحي وإني رأيته يجر أمعاءه في النار ).
نعم .. لقد كان الأول .. كان هو من حاز السبق في إفساد مجتمع على فطرة الدين الحنيفي ، فتميزت عقوبته عن عقوبة من جاء بعده.
فليس هينا عند الله أن تكون أول من يحدث التغيير ، وأول من يعطل شرائع الله ، وأول من يفسد عباده ، وأول من يتحدى وعيده .
ومع هذا نقول عباد الله .. حقيقة واقعة وسنة ثابتة .. فرغم ذلك الأثر في الفساد والإفساد وعمقه .. انتهت الأصنام واندثرت من جزيرة العرب وانتصر التوحيد وباء ابن لحي بإثمه.
إلى كل مسؤول يكون على يديه السبق لتغيير المجتمع من قيم الإسلام إلى قيم الغرب فليعتبر بما حصل لعمرو بن لحي ( فالجزاء من جنس العمل ) إلى كل من يريد حيازة السبق في تغيير مجتمعنا ، وإلى كل من يريد أن يدخل على مجتمع الحرمين ما لا يليق به من مفاسد أقول :
هذه الأرض التي انطلق منها الإسلام وتربى فيها أهلها على يد معلم البشرية صلى الله عليه وسلم ، إنها أرضنا التي نعيش فيها بإسلامنا وننشر فيها تعاليم إسلامنا ونطالب فيها بالحفاظ على إسلامنا ، وأما من يريد العيش وفق نيويورك وواشنطن فليذهب لها أو ليلزم بيته.. ولو أن ابن لحي قد لزم بيته ، لما جاء هبل ، ولما جرجر في النار أمعاءه
فنسأل الله أن يحفظ بلادنا وجميع بلاد المسلمين من فساد المفسدين وضلال المضلين .