عليكم بالرِّفقِ
عبدالمحسن بن محمد العامر
الحمدُ للهِ الرفيقِ، والشكرُ للهِ وهوَ بالشُّكرِ حقيقٌ، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه أزكى البشرِ، وخاتَمُ الرسلِ، صلى اللهُ وسلم عليه وعلى آله وصحبِه ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ..
أمّا بَعدُ: فأوصيكم ونفسي بتقوى اللهِ، فمَن حققَ التقوى وجدَ السَّعادَةَ، وحازَ الريادَةَ، ونالَ السيادَةَ "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ"
معاشرَ المؤمنينَ: عن مالكِ بن الحُويرِثِ رضي اللهُ عنه قالَ: "أَتَيْنا إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ونَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقارِبُونَ، فأقَمْنا عِنْدَهُ عِشْرِينَ يَوْمًا ولَيْلَةً، وكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَحِيمًا رَفِيقًا، فَلَمَّا ظَنَّ أنَّا قَدِ اشْتَهَيْنا أهْلَنا - أوْ قَدِ اشْتَقْنا - سَأَلَنا عَمَّنْ تَرَكْنا بَعْدَنا، فأخْبَرْناهُ، قالَ: ارْجِعُوا إلى أهْلِيكُمْ، فأقِيمُوا فيهم وعَلِّمُوهُمْ ومُرُوهُمْ - وذَكَرَ أشْياءَ أحْفَظُها أوْ لا أحْفَظُها - وصَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي، فإذا حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أحَدُكُمْ، ولْيَؤُمَّكُمْ أكْبَرُكُمْ" رواه البخاريُّ.
شبابٌ صغارٌ أتوا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلمَ لطلبِ العلمِ، فأقاموا عندَه عشرينَ يوماً؛ يلفتُ أنظارهُم، ويرسخُ في أذهانهِم خُلُقٌ عظيمٌ مِن أخلاقِه صلى الله عليه وسلمَ وهو الرِّفقُ؛ حيثُ ذكرَ مالكُ ابنُ الحويرثِ أوَّلَ ما ذكَرَ مِن خبرِ إقامَتِهم عند رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قولَه: "وكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَحِيمًا رَفِيقًا"
إنَّه خُلُقُ الرِّفقِ الذي تحلَّى به الرسولُ الكريمُ صلى الله عليه وسلَّمَ، ذلكم الخلُقُ الذي جَبلَه عليه الله تعالى، فألانَ له القلوبَ، وخضَّع له النَّفُوسَ، وانقادتْ له الأرواحُ، وبَلَغَتْ رسالتُه الآفاقَ.
قالَ تعالى: " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ"
وكما تحلّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلمَ بالرفقِ؛ فقد أمرَ به في العبادةِ، وفي التعاملِ مع النَّاسِ، وفي كلِّ شؤونِ الحياةِ؛ الحسِّيَّةِ والمعنويةِ؛ "يأتي يَهُودٌ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلمَ فيقولونَ: السَّامُ عَلَيْكَ، قَالَ: وعلَيْكُم، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: السَّامُ علَيْكُم، ولَعَنَكُمُ اللَّهُ وغَضِبَ علَيْكُم، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَهْلًا يا عَائِشَةُ، عَلَيْكِ بالرِّفْقِ، وإيَّاكِ والعُنْفَ، أوِ الفُحْشَ، قَالَتْ: أوَلَمْ تَسْمَعْ ما قالوا؟! قَالَ: أوَلَمْ تَسْمَعِي ما قُلتُ؟ رَدَدْتُ عليهم، فيُسْتَجَابُ لي فيهم، ولَا يُسْتَجَابُ لهمْ فِيَّ" رواه البخاريُّ.
هذا رِفقُه صلى الله عليه وسلمَ بِمَن دعا عليه بالموتِ والهلاكِ، وهذا توجيههُ لعائشةَ رضي الله عنها، ولأُمَتِه مِن بعدِه "مَهْلًا يا عَائِشَةُ، عَلَيْكِ بالرِّفْقِ، وإيَّاكِ والعُنْفَ، أوِ الفُحْشَ"
وكانَ رفقُه عليه الصلاة والسلامُ بالجاهِلِ شيئاً عَجَبَاً، لا يُعنِّفه، ولا يُغْلِظ عليه، ولا يَقْسُوا في مخاطَبَتِه، حتى مَلامِح وجْهه لا تتغيَّرُ، وابتسامَتُةُ حاضرةٌ؛ ولو أخطأَ عليه الجاهلُ؛ قالَ أنسُ ابن مالكٍ رضي اللهُ عنه: "
كُنْتُ أمْشِي معَ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعليه بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ، فأدْرَكَهُ أعْرَابِيٌّ، فَجَبَذَهُ برِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً، حتَّى نَظَرْتُ إلى صَفْحَةِ عَاتِقِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قدْ أثَّرَتْ بهَا حَاشِيَةُ البُرْدِ مِن شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ، مُرْ لي مِن مَالِ اللَّهِ الذي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إلَيْهِ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثُمَّ ضَحِكَ، ثُمَّ أمَرَ له بعَطَاءٍ" رواه البخاري
وفي موقفٍ آخرَ يثيرُ النُّفوسَ، ويُهيِّجُ الغَضَبَ، ويدعو للانفعالِ والشِّدَةِ؛ يكونُ رفقُه صلى اللهُ عليه وسلّمَ سيدُ الموقفِ، وخيرُ سبيلٍ لكسبِ القلبِ، ومعالجةِ الواقِعِ المتأزِّمِ، عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه قالَ: " دخلَ أعرابِيٌّ المسجِدَ ، والنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جالِسٌ ، فصلَّى، فلما فرغَ قال: اللهمَّ ارحمني ومحمدًا، ولَا ترحمْ معنا أحدًا، فالتفَتَ إليهِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: لقدْ تَحَجَّرْتَ واسعًا، فلم يلبثْ أنْ بالَ فِي المسجدِ، فأسرعَ إليه الناسُ، وفي روايةِ البخاريِّ " فزَجَرَهُ النّاسُ" فقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أهْريقوا عليْهِ سَجْلًا مِنْ ماءٍ، أوْ دلْوًا مِنْ ماءٍ، ثُمَّ قال: إِنَّما بُعِثْتُم مُيَسِّرينَ ولَمْ تُبْعَثوا مُعَسِّريْنَ" رواه الترمذي وقالَ حسنٌ صحيحٌ وأصلُه في البخاريِّ.
عبادَ اللهِ: الرِّفقُ خيرُ صاحبٍ، وأجَمَلُ مُرافقٍ، يقودُ للسلامةِ، ويُعْقِبُ الكرامَةَ، ويَنْشُرُ المَحَبّةَ، ويُدِيْمُ المودَّةَ، ويقوِّي العلاقاتِ، ويَشُدُّ الأواصرَ، عن عروةَ بنِ الزبيرِ قالَ: (كانَ يقالُ: الرِّفقُ رأسُ الحكمةِ) ومجتَمَعٌ بلا رِفقٍ؛ مُجتَمَعٌ مُتوَتِّرٌ؛ مُكْتئِبٌ؛ مُتنافِرٌ؛ اسمعوا ماذا قالَ نبيُّكُم عليه الصلاةُ والسلامُ : "مَن أُعْطيَ حظَّهُ منَ الرِّفقِ فقد أُعْطيَ حظَّهُ منَ الخيرِ، ومن حُرمَ حظَّهُ منَ الرِّفقِ فقد حُرِمَ حظَّهُ منَ الخيرِ" رواهُ الترمذيُ عن أبي الدّرداءِ رضي الله عنه، وصحَحَه الألبانيُّ.
وعن عائشةَ رضي اللهُ عنها قالتْ: قالَ رسولُ الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "إنَّ الرِّفْقَ لا يَكونُ في شَيءٍ إلَّا زانَهُ، ولا يُنْزَعُ مِن شَيءٍ إلَّا شانَهُ" رواهُ مسلمٌ.
وعن قيسِ بنِ أبي حازمٍ قالَ كانَ يُقالُ: (الرِّفقُ يُمْنٌ، والخَرَقُ شؤمٌ)
باركَ الله لي ولكم بالكتابِ والسُّنة، ونفعنا بما فيهما من الآياتِ والحكمةِ.
أقولُ قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم إنَّه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتنانِه، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ تعظيماً لشأنِه، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه الدَّاعي إلى رِضوَانِه، صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه وعلى آلِه وأصْحَابِه وأتباعِه وإخوانِه.
أما بعدُ: فيا عبادَ اللهِ: اتقوا اللهَ "قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَـٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ"
معاشرَ المؤمنينَ: المرءُ مُطالبٌ بالرِّفقِ في كلِّ شيءٍ، وفي كلِّ شأنٍ مِن شؤونِ حياتِه، فيَرْفُقُ بنفسِه في عبادتِه للهِ تعالى، فلا يُرْهِقْهَا، ولا يَشُقُّ عليها، ولا يُحمِّلها مالا تُطيقُ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قالَ: قالَ رسول ُ الله صلى الله عليه وسلّمَ: " إنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، ولَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أحَدٌ إلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وقَارِبُوا، وأَبْشِرُوا، واسْتَعِينُوا بالغَدْوَةِ والرَّوْحَةِ وشيءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ" رواهُ البخاريُّ.
وكما يرفقُ المسلمُ بنفسِه في العبادَةِ؛ يرفقُ بها أيضاً في يومِ القيامَةِ، فيؤدي الفرائضَ والواجباتِ، والحقوقَ والأماناتِ، ويجتهدُ في الطّاعاتِ، ويُجاهِدُ نفسَه على فعلِ القُرُباتِ، كما قالَ مسروقٌ ــ رحمه الله ــ لابْنَتِه حينما قالتْ له أفْطِرْ في يومٍ صائفٍ وقدْ أدْرَكَه التَّعبُ (قال. يا بُنَيَّةُ؛ إنَّما طلبتُ الرِّفقَ لنفسي في يومٍ كان مقدارُه خمسينَ ألفَ سنةٍ)
ويكونُ الرِّفقُ مع النَّاسِ عامةً؛ بلينِ الجانبِ وعدمِ الغِلْظَةِ والجَفَاءِ، والتعاملِ معهم بالسَّمَاحَةِ واللطفِ، عن ابن عمرَ رضي اللهُ عنهما قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ: " المؤمنونَ هيِّنونَ ليِّنونَ، كالجَمَلِ الأَنِفِ؛ إنْ قِيْدَ انقادَ، وإذا أُنيْخَ على صخرةٍ استناخَ" حسّنه الألبانيُّ.
ويكونُ الرِّفقُ معَ الزوجةِ بالصبرِ عليها، وعدمِ الشِّدةِ والقسوةِ معها، واحترامِها؛ فهي أمُّ الأولادِ، والعِرْضُ، والسُّمعَةُ، والمأوى الآمنُ، والجانبُ الليّنُ، عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ صلى الله عليه وسلّمَ: "أكْملُ المؤمنينَ إيمانًا أحسنُهُم خلقًا وخيارُكُم خيارُكُم لنسائِهِم" رواه الترمذيُّ وقالَ حسنٌ صحيحٌ.
وليس مِنَ الرفقِ المنعُ مِنْ زيارةِ الأهلِ والأقاربِ، وليسَ مِنَ الرِّفقِ البخلُ والشُّحُّ والتَّقتِيرُ، وليس مِنَ الرفقِ التَّعنيفُ والشتمُ عند أيِّ خطأٍ أو زلَّةٍ أو تقصيرٍ، وليس مِن الرِّفقِ إلقاءُ مسؤولياتِ البيتِ والأولادِ كلِّها على الزوجةِ، فلم يَكُنْ ذلكَ مِنْ هدي النبيِّ عليه الصلاةُ والسلامُ، عن الأَسْودِ قال: "سألْتُ عائشةَ: ما كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يصنعُ في بيتِه؟ قالتْ: كان يكونُ في مِهْنةِ أهلِه - تعني خِدمةَ أهله - فإذا حضرت الصَّلاةُ خرجَ إلى الصَّلاة" رواه البخاري.
قالَ الحافظُ ابنُ حجرٍ ــ رحمه الله ــ : (شِدَّةُ الوَطأةِ على النِّساءِ مذمومٌ؛ لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أخذَ بِسِيْرَةِ الأنصارِ في نسائِهم، وتركَ سِيْرةَ قومِه)
وأرشدَ النبيُّ عليه الصلاةُ والسلامُ إلى مُداراةُ الزوجةِ فقالَ: "فدارِها تعِش بِها فدارِها تعِش بِها" رواه الإمامُ أحمدُ، وقالَ الحاكمُ هذا حديثٌ صحيحُ الإسنادِ على شرطِ الشيخين، ووافقَه الذهبيُّ. وبوّبَ البخاريُّ في (كتاب النكاح) لِهذا فقالَ: (بابُ المُدَارَاةِ معَ النَّساءِ).
ويكونُ الرفقُ مِنَ المُدَرِّسِ بطلابِه في تدريسِهِم، والتعاملِ معهم، واختباراتِهِم، ووضعِ الأسئلةِ المناسبةِ لمستوياتِهم، بلا إفراطٍ ولا تفريطٍ، وإعطائهم ما يستحقونَ بكلِّ أمانةٍ.
ويكونُ الرِّفقُ بالعُمَّالِ، وبالخدمِ، وكلِّ مَنْ تحتَ سُلْطَةِ اليدِ، والتزامُ العهودِ والمواثيقِ التي وضعتها الدولةُ المنظِّمةِ للعلاقةِ بينَ هذينِ الطَّرفينَ؛ واجب شرعيٌّ ونظاميٌ، الإخلالُ به مدعاةٌ للمحاسبةِ والمجازاةِ في الدنيا والآخرة.
وبعدُ عبادَ: الرفقُ يكونُ في كلِّ ميدانٍ، ومجالٍ، وفي كلِّ بابٍ وشأنٍ، فلا يقفُ عندَ الرفقِ بالإنسانِ وبني آدمَ، بل يتعدّى ذلك إلى الحيوانِ، والممتلكاتِ والأموالِ مِنْ مساكنَ وسيّاراتٍ، وآلاتٍ وغيرها
ويكفي خُلُقَ الرفقِ شرفاً وفضلاً؛ أنَّه صفةٌ مِنْ صفاتِ اللهِ وتسمّى اللهُ جلّ جلاله بالرفيقِ..
ألا ما أحوجنا إلى الرفقِ والتواصِي بِه، والحثِّ عليه، ونشرِه في بيوتِنا، ومجتمعاتِنا، وأنْ نلتزمَه في تعامُلاتِنا وعلاقاتِنَا كلها.
هذا وصلوا وسلموا على رسولِ اللهِ كما أمركم بذلك اللهُ إذ يقولُ: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"