على رسلكم أيها الصحفيون - الشيخ د صالح بن فوزان الفوزان
الفريق العلمي
1439/06/17 - 2018/03/05 13:46PM
طالعتنا الصحف المحلية في آخر الأسبوع الماضي بضجة عارمة استهدفت معالي الشيخ/سعد بن ناصر الشثري, عضو هيئة كبار العلماء, بسبب إجابته في قناة المجد لمّا سئل عما يشاع من أن جامعة الملك عبدالله التقنية سيكون فيها اختلاط بين الرجال والنساء, كما صرّح به بعض منسوبيها ، فكانت إجابته - وفقه الله- بأن هذا عمل لا يجوز ولا يقره ولاة أمور هذه البلاد وعلماؤها وفي مقدمتهم خادم الحرمين – حفظه الله -لأن الاختلاط بين الرجال والنساء على وجه يثير الفتنة أمر محرم بالكتاب والسنة والإجماع فماذا على الشيخ سعد –حفظه الله- إذا أجاب بتحريم ذلك ووجوب منعه ونصح لولي الأمر –حفظه الله- بمنعه.
وهؤلاء الصحفيون المشنعون على الشيخ سعد, لم ينفوا أنه قد يحصل اختلاط في الجامعة وإنما شنعوا على من أنكره وطالب بمنعه وهم العلماء المعتبرين وأهل الخير الغيورين وليس الشيخ سعد بن ناصر الشثري فقط , فلا يرضون باختلاط النساء بالرجال في مقاعد الدراسة وصالات الامتحان واللقاءات والاحتفالات وجالس الجامعات؛ لما يجره ذلك من الفتة ويسببه من الشر.
وما امتازت هذه البلاد –حماها الله-إلا بتمسكها بالمنهج السليم وإبعاد رجالها ونسائها عن مواطن الفتنة وهو منهج ستبقى عليه –بإذن الله-لا تأخذها فيه لومة لائم,
وإليكم بعض الأدلة من الكتاب والسنة على تحريم الاختلاط:
1. قال الله تعالى في قصة موسى عليه الصلاة والسلام ( وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ .فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ .فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) القصص: ٢٥.
فهاتان المرأتان أبت عليهما حشمتهما أن تزاحما الرجال على الماء وانتظرتا حتى يصدر الرعاء حتى يستطيعا سقي أغنامهما من غير مزاحمه, وحينما أرسل أبوهما إحداهما إلى موسى لتبلغه طلب حضوره إليه جاءت تمشي على استحياء من موسى عليه السلام, وانتهى الأمر بأن اختارها الله سبحانه زوجة لرسوله وكليمه موسى؛ نتيجة لتمسكها بالحياء والحشمة والبعد عن مخالطة الرجال كما قال تعالى: ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) النور: ٢٦ جاءت هذه القصة في القرآن الكريم لتتخذ منها المؤمنات قدوة صالحة إلى يوم القيامة.
2. قال النبي صلى الله عليه وسلم في صفوف الصلاة: (خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها, وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها) فدل هذا الحديث الشريف على ما يلي :
أولاً: على انعزال النساء عن الرجال في صفوف خاصة بهن منعاً لاختلاطهن مع الرجال في أثناء العبادة وفي المساجد فكيف يجوز لهن الاختلاط في الجامعات.
ثانياً: دل الحديث على أن خير صفوفهن آخرها لأنه أبعد عن الرجال مع ما يلزم من ذلك من بعدهن عن الإمام وتمكنهن من سماع صوته حفاظاً عليهن وعلى الرجال من الفتنة لأن درأ المفسدة مقدم على جلب المصلحة.
3. كانت النساء تحضر صلاة العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكان خاص بهن خلف الرجال, وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الرجال أولاً ثم يذهب إلى النساء في مكانهن فيخطبهن ويأمرهن وينهاهن فلماذا لا يترك النساء مع الرجال ويخطب الجميع خطبة واحدة إلا لأجل منع الاختلاط المسبب للفتنة.
4. لماذا المرأة إذا صلت وحدها مع الرجال تكون خلفهم منفردة مع أن الرجل لا يجوز أن يقوم وحده خلف الصف إلا لأن اختلاط المرأة بالرجال لا يجوز. قال أنس رضي الله عنه: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت أنا ويتيم خلفه وقامت أم سليم خلفنا.
وأخيراً أختم بأنه كان قد صدر الأمر السامي ذو الرقم (11651) وتاريخ 16/5/1403هـ والمكد عليه بالأمرين الكريمين ذي الرقم (2966) وتاريخ 19/9/1404هـ وذي الرقم (759/8) وتاريخ 5/10/1421هـ والمتضمن: (أن السماح للمرأة بالعمل الذي يؤدي إلى اختلاطها بالرجال ونحوها في الإدارات الحكومية أو غيرها من المؤسسات العامة أو الخاصة أو الشركات أو المهن ونحوها؛ أمر غير ممكن سواء كانت سعودية أو غير سعودية لأن ذلك محرم شرعاً ويتنافى مع عادات وتقاليد هذه البلاد, وإذا كان يوجد دائرة تقوم بتشغيل المرأة بغير الأعمال التي تناسب طبيعتها أو في أعمال قد تؤدي إلى اختلاطها بالرجال فهذا خطأ يجب تلافيه وعلى الجهات الرقابية ملاحظة ذلك والرفع عنه).
هذا آخر ما أردت ايضاحه مما يبين أن الشيخ سعد –وفقه الله-لم يقل منكراً من القول وزوراً حتى تثار ضده هذه الضجة.
وأسأل الله للجميع التوفيق لما فيه الخير والصلاح, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
* عضو هيئة كبار العلماء
وهؤلاء الصحفيون المشنعون على الشيخ سعد, لم ينفوا أنه قد يحصل اختلاط في الجامعة وإنما شنعوا على من أنكره وطالب بمنعه وهم العلماء المعتبرين وأهل الخير الغيورين وليس الشيخ سعد بن ناصر الشثري فقط , فلا يرضون باختلاط النساء بالرجال في مقاعد الدراسة وصالات الامتحان واللقاءات والاحتفالات وجالس الجامعات؛ لما يجره ذلك من الفتة ويسببه من الشر.
وما امتازت هذه البلاد –حماها الله-إلا بتمسكها بالمنهج السليم وإبعاد رجالها ونسائها عن مواطن الفتنة وهو منهج ستبقى عليه –بإذن الله-لا تأخذها فيه لومة لائم,
وإليكم بعض الأدلة من الكتاب والسنة على تحريم الاختلاط:
1. قال الله تعالى في قصة موسى عليه الصلاة والسلام ( وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ .فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ .فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) القصص: ٢٥.
فهاتان المرأتان أبت عليهما حشمتهما أن تزاحما الرجال على الماء وانتظرتا حتى يصدر الرعاء حتى يستطيعا سقي أغنامهما من غير مزاحمه, وحينما أرسل أبوهما إحداهما إلى موسى لتبلغه طلب حضوره إليه جاءت تمشي على استحياء من موسى عليه السلام, وانتهى الأمر بأن اختارها الله سبحانه زوجة لرسوله وكليمه موسى؛ نتيجة لتمسكها بالحياء والحشمة والبعد عن مخالطة الرجال كما قال تعالى: ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) النور: ٢٦ جاءت هذه القصة في القرآن الكريم لتتخذ منها المؤمنات قدوة صالحة إلى يوم القيامة.
2. قال النبي صلى الله عليه وسلم في صفوف الصلاة: (خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها, وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها) فدل هذا الحديث الشريف على ما يلي :
أولاً: على انعزال النساء عن الرجال في صفوف خاصة بهن منعاً لاختلاطهن مع الرجال في أثناء العبادة وفي المساجد فكيف يجوز لهن الاختلاط في الجامعات.
ثانياً: دل الحديث على أن خير صفوفهن آخرها لأنه أبعد عن الرجال مع ما يلزم من ذلك من بعدهن عن الإمام وتمكنهن من سماع صوته حفاظاً عليهن وعلى الرجال من الفتنة لأن درأ المفسدة مقدم على جلب المصلحة.
3. كانت النساء تحضر صلاة العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكان خاص بهن خلف الرجال, وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الرجال أولاً ثم يذهب إلى النساء في مكانهن فيخطبهن ويأمرهن وينهاهن فلماذا لا يترك النساء مع الرجال ويخطب الجميع خطبة واحدة إلا لأجل منع الاختلاط المسبب للفتنة.
4. لماذا المرأة إذا صلت وحدها مع الرجال تكون خلفهم منفردة مع أن الرجل لا يجوز أن يقوم وحده خلف الصف إلا لأن اختلاط المرأة بالرجال لا يجوز. قال أنس رضي الله عنه: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت أنا ويتيم خلفه وقامت أم سليم خلفنا.
وأخيراً أختم بأنه كان قد صدر الأمر السامي ذو الرقم (11651) وتاريخ 16/5/1403هـ والمكد عليه بالأمرين الكريمين ذي الرقم (2966) وتاريخ 19/9/1404هـ وذي الرقم (759/8) وتاريخ 5/10/1421هـ والمتضمن: (أن السماح للمرأة بالعمل الذي يؤدي إلى اختلاطها بالرجال ونحوها في الإدارات الحكومية أو غيرها من المؤسسات العامة أو الخاصة أو الشركات أو المهن ونحوها؛ أمر غير ممكن سواء كانت سعودية أو غير سعودية لأن ذلك محرم شرعاً ويتنافى مع عادات وتقاليد هذه البلاد, وإذا كان يوجد دائرة تقوم بتشغيل المرأة بغير الأعمال التي تناسب طبيعتها أو في أعمال قد تؤدي إلى اختلاطها بالرجال فهذا خطأ يجب تلافيه وعلى الجهات الرقابية ملاحظة ذلك والرفع عنه).
هذا آخر ما أردت ايضاحه مما يبين أن الشيخ سعد –وفقه الله-لم يقل منكراً من القول وزوراً حتى تثار ضده هذه الضجة.
وأسأل الله للجميع التوفيق لما فيه الخير والصلاح, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
* عضو هيئة كبار العلماء