علامة القبول ١٤٤٥/١٠/٣هـ
يوسف العوض
الخطبة الأولى
عباد الله : لقد كان من فضل الله تعالى علينا أن أعاننا على إكمال عدة شهر رمضان، وهذا مما يستوجب علينا شكر الله عز وجل وهو علامة من علامات قبول العمل الصالح,قال تعالى:" ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون" وإن من أحب الأعمال إلى الله تعالى المداومة والاستمرار على عمل الطاعات، والاستقامة على فعل الخيرات، التي تبلغ بالعبد إلى رضوان الله تعالى ودخول جناته، وتمنح السكينة في الحياة وبعد الممات، قال تعالى:" إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون، نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون" والمعنى :إن الذين قالوا ربنا الله تعالى وحده لا شريك له، ثم استقاموا على شريعته، تتنزل عليهم الملائكة عند الموت قائلين لهم: لا تخافوا من الموت وما بعده، ولا تحزنوا على ما تخلفونه وراءكم من أمور الدنيا، وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون بها, فالمداومة على فعل الطاعات فضيلة من أعظم الفضائل التي كان رسول الله صل الله عليه وسلم كثيرا ما يوصي بها الناس، فعن سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال قلت:" يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك قال: قل: آمنت بالله، ثم استقم" رواه مسلم . والحرص على الطاعة والثبات عليها من أعظم الأمور التي يحبها الله تعالى ورسوله صل الله عليه وسلم فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سئل النبي صل الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: أدومها وإن قل".متفق عليه.
عباد الله : إن من علامات القبول بعد شهر رمضان فعل الطاعة بعد الطاعة ، قال تعالى:"ويزيد الله الذين اهتدوا هدى" ومن ثم ينبغي على العبد الدوام على بعض الأعمال الصالحة بعد رمضان من الذكر أو قراءة القرآن الكريم أو قيام الليل ، وذلك لأن الهدى يرشد إلى الهدى، والخير يدعو إلى الخير فاتقوا الله عز وجل واحرصوا على فعل الخيرات، وابتغوا الأجر والفضل من الله عز وجل، وأتبعوا الحسنة بالحسنة، فإن للحسنة ضياء في الوجه، وقوة في البدن، وسعة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق،وبركة في الرزق واستقامة وصلاحاً في أُسرنا وبيوتنا ومجتمعاتنا .
الخطبة الثانية
عباد الله : ومن المداومة على الأعمال الصالحة صيام الست من شوال فعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر» .رواه مسلم
عباد الله :وهذه الست ليس لها أيام معدودة معينة، بل يختارها المؤمن من جميع الشهر، فإن شاء صامها في أوله، وإن شاء صامها في أثنائه، وإن شاء صامها في آخره، وإن شاء فرقها، صام بعضها في أوله، وبعضها في وسطه، وبعضها في آخره، الأمر واسع بحمد الله، وإن بادر إليها وتابعها في أول الشهر كان ذلك أفضل من باب المسارعة إلى الخير، ولكن ليس في هذا ضيق بحمد الله، بل الأمر فيها واسع إن شاء تابع وإن شاء فرق، ثم إذا صامها بعض السنين وتركها بعض السنين فلا بأس؛ لأنها نافلة، وهي تطوع ليست فريضة، فإذا صامها في بعض السنين وتركها في بعض السنين، أو صام بعضها وترك بعضها فلا حرج عليه والحمد لله.