علاج كثرة الطلاق+ لَقَاح الانفلونزا الموسمية (مختصرة) 24/ 4 / 1444

نجم الدين
1444/04/24 - 2022/11/18 08:28AM

   عِلاجُ كَــثرَةِ الطَلاقِ+ لَقَاح الانفلونزا الموسمية  (مختصرة)      24 - 4 - 1444هـ 

إن الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آله وَصَحْبِهِ أجمعين وسَلَّمَ تَسْـلِيمًا كَــثِيْــرا، أمَّا بَعْدُ :

فأُوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله - عزَّ وجل -، فاتقوا الله - رحمكم الله -، ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281]،

أيها المسلمون:

خلق الله آدمَ وحواءَ لتكونَ بداية البشر، ومن ذريتهِما تسلسل بنو آدم إلى يومنا هذا، فالمجتمعُ يتكونُ من أفراد، والأفراد ينشؤون في أُسَرٍ، والأُسَرُ تتكون كُلُّ أسْرَةٍ في بدايتها من رجل و امرأة ارتبطا في الإسلام بعقد زواج شرعي، فالأسرة هي اللَّبِنةُ الأولى في بناء المجتمع .

 وهَنَاءُ الزوجين واستقرارَهُما، والثقةُ، بينهما، هو هناءُ الحياة واستمرارُها، وسعادةُ المُجتمع واستقرارُه.

أيها المسلمون: عندما يعيش الزوج والزوجة بنفسية الخصيمين، فكُلٌ يلتقط عيوبَ الآخر، ويتصيد زلاته، عندها تكون حياتُـهُما تعاسةً وشقاءً، وعندما يعيش الزوجانِ متوادينِ متحابينِ يرى كُلُّ واحد منهما أَنَّ الآخرَ نِعمةٌ مِن الله عليه، عندها تـــتـحقق السعادةُ الزوجية، ويُكَمّلُ أحدهما الآخر             ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ ﴾  [البقرة:187]

عبادالله: الأصل في الزوجين، أن يرى كل منهما في الآخر شريكا في حياته، قد يختلفان، قد يعتبُ أحدُهما على الآخر، لكنّ هذا الاختلافَ لايـَمَسُّ المحبةَ والاحترام المتبادلَ بينـَــهُما، بل هاجسُ أحدِهِـمَا عند وقوع الخلاف، هو خوفُه مِنْ أنْ يـَمَــسَّ هذا الخلافُ كَيانَ أُسرتهما ، ويُكَدّرَ صَفْوَ مودتِهِمَا، لذا يسارع كُلٌّ منهما  لِوأدِ هذا الخلافِ أو الخروج بتوافق وتفاهم يضمن سيــرَ وسعادةَ عيشهِما، ولا أحدَ سَالـــمٌ من العيبِ والنقص، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ"     رواه مسلم

عبادالله:لا توجد حياةٌ زوجيةٌ بدون خلافات، لكنَّ زوجينِ يحتويانِهِ، وزوجينِ آخرَيـــنِ يقعُ بينهما الخلاف فلا يفكران أو لا يفكر أحدهما في حل سوى في الطلاق، فتنهدم الأسرة، وبعض الزوجات لأتفه أمرٍ تطلب من زوجها الطلاق، ومن طلبت الطلاق من غير عُذرٍ مُـــعتَــبَـــرٍ فقد وقعت في الـمحذور ،       قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَيُّـمـَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ مِنْ غَيْرِ بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ" أخرجه أحمد وصححه الألباني

عبادالله : الطلاق أباحَه الإسلام بضوابطه؛  ﴿ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ﴾ [البقرة: 229]، وعندما يصل الزوجان لاستحالة تعايشهما مع بعضهما فالطلاق والفراق قد يكون حلّاً وعلاجا ، ولكن بعد استِنفاذِ وسائِلِ الإصلاح والاستِصلاح، ويكونُ بطلقة واحدة في طُهْرٍ لم يعاشرها فيه، وللطلاق أحكام أخرى لا ينبغي أن يُـــقْدِمَ المضطرُ للطلاق بدونِ أن يعرفَ أحكامَهُ لكي لا يقعَ في المحذورِ ويخالفَ الشرع. ﴿وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً﴾ [النساء:130] .

ألا فاتقوا الله - رحمكم الله -، وحافِظوا على بيوتكم وأولادكم وأُسَركم.

باركَ اللّهُ لِي ولَكُم في الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بـما فِــيهِ مِنَ الآيَاتِ والذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُوُلُ قَوْلِي هَذَا، وأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ ا الْجَلِيلَ لي وَلَكم ولِسَائرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. 

الخُطْبَةُ الثَانِيَةُ :

 الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحدهُ لاشريك لهُ، تَعْظِيمًا لِشَأنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ، وَأَصْحَابِهِ، وَأَتْبَاعِهِ، إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرا ، أمَّا بَعْدُ:

أيها المسلمون: مع قدوم فصل الشتاء ينتشر مرض ما يسمى بالأنفلونزا الموسمية، والتي تصيب الجهاز التنفسي للإنسان، ويوجد في المراكز الصحية لَــقَاحٌ لـمكافحته،متاح لكل أفراد المجتمع،خاصة فئة المصابين بالأمراض المزمنة وكبار السن، وهو من التداوي الـمباح ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "...تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ الْهَرم" . رَوَاهُ أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَأَبُو دَاوُد

اللَّهُمَّ إِنّا أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ وَالْجُذَامِ وَالْجُنُونِ وَمِنْ سَيِّئِ الأسقام

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:: صَلُّوا وَسَلِّمُوا -رحمكم الله- على مَنْ أمركم الله بالصلاة عليه، فقال عَـــزّ مِنْ قائل:

 ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [ الأحزاب:56]

 اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ، وَأَصْحَاْبِهِ الطَّاهِرِينَ، وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ وَ اقْتَفَى أَثَرَهُ إلى يَوْمِ الدِّينِ، وَعَنَّا مَعَهُم بكرمكَ وَمَنّكَ، يَاْ أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ

المرفقات

1668768645_خطبة عن الطلاق ولقاح الانفلونزا الموسمية.docx

1668768663_خطبة عن الطلاق ولقاح الانفلونزا الموسمية.pdf

المشاهدات 654 | التعليقات 0