عقيدتنا في عيسى عليه الصلاة والسلام وحكم التهنئة بأعياد الكفار

عبد الله بن علي الطريف
1445/06/14 - 2023/12/27 20:24PM

عقيدتنا في عيسى عليه الصلاة والسلام وحكم التهنئة بأعياد الكفار 1445/6/16هـ

أيها الإخوة: الإيمان بالرسل أحد أركان الإيمان ومبانيه العظام قال الله تعالى آمراً به: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ) [آل عمران:179] وأثنى اللهُ على المؤمنين برسلِهِ؛ لاقتِدائِهم برسولِ الله ﷺ وملائكته الكرام والمؤمنين من بعدهم فقال: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ..) [البقرة:285] بل وصف الله تعالى الإيمان بالرسل كلهم، بأنه هو الإيمان الحقيقي، واليقين المبني على البرهان فقال: (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) [النساء:152]. ووعد سبحانه المؤمنين به وبرسلِه الفردوس الأعلى من الجنة فقال: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الحديد:21] وحينما أَتَى جِبْرِيلُ عَلَيهِ الصَلَاةُ السَلاَم إِلَى الرَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَسْأَلُهُ، فَقَالَ أَخْبِرْنِي عَنْ الْإِسْلَامِ. فأَخْبَرَه، ثم قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِيمَانِ أي أركانه «فَقَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ قَالَ: صَدَقْتَ..» وروى البخاري ومسلم حديثَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عَنْهُ.  

أيها الإخوة: ومن رسل الله المسيح عيسى بنَ مريم عَلَيهِ الصَلَاةُ وَالسَلاَم وقد ذكره تعالى في كتابه العزيز كثيراً، وبين موقف اليهود الجافي منه، وموقف النصارى الغالي.. وبين ما يجب على المسلم بالنسبة له بالتفصيل الذي ليس فيه لبس، وشنع على معتقداتهم الباطلة..  

وقد بين الإسلام ما يجب على المسلم اعتقاده بعيسى عَلَيهِ الصَلَاةُ السَلاَم بياناً شافياً

بل قرن الإيمان به بالإيمان بمحمد ﷺ، وجعل الإيمان به سبباً لدخول الجنة قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَابْنُ أَمَتِهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ». رواه مسلم عن عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رَضيَ اللهُ عَنْهُ.    

قال النووي رحمه الله تعالى: "هَذَا حَدِيثٌ عَظِيمُ الْمَوْقِعِ وَهُوَ أَجْمَعُ أَوْ مِنْ أَجْمَعِ الْأَحَادِيثِ الْمُشْتَمِلَةِ عَلَى الْعَقَائِدِ فَإِنَّهُ ﷺ جَمَعَ فِيهِ مَا يُخْرِجُ عَنْ جَمِيعِ مِلَلِ الْكُفْرِ عَلَى اخْتِلَافِ عَقَائِدِهِمْ وَتَبَاعُدِهِمْ فَاقْتَصَرَ ﷺ فِي هَذِهِ الْأَحْرُفِ عَلَى مَا يُبَايِنُ بِهِ جَمِيعَهُمْ" أهـ 

فنحن نقول ونعتقد ما قاله رسول الله ﷺ بأن عيسى عبد الله وليس شريكاً مع الله خلافاً للنصارى..  

وأنه رسول الله مبعوث بما أوحاه إليه ربه فليس كاذباً على الله، خلافًا لما تقوله اليهود.. وهو كلمة الله ألقاها إلى مريم أي خلقه الله بكلمة وجهها إلى مريم وهي قوله: كن فيكون قال الله تعالى: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [آل عمران:59] وقوله وروح منه أي صار عَلَيهِ الصَلَاةُ السَلاَم جسدًا بالكلمة فنفخت فيه هذه الروح التي من الله، وقوله (منه) أي من للابتداء وليست للتبعيض: أي روح صادرة من الله عز وجل وليست جزء من الله جل جلاله كما تزعم النصارى..    

أيها الإخوة: عيسى بنُ مريم هو خاتم رسل بني إسرائيل، أرسله الله إليهم مصدقاً لرسالة موسى عَلَيهِمَا الصَلَاةُ السَلاَم، ومبشراً برسالَةِ محمدٍ ﷺ قال الله تعالى: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) [الصف:6]. 

وقد أرسله الله لليهود بعدما تلاعبوا في كتاب الله وحرفوه، فدعاهم إلى الدين الحق، وأعطاه الله من الآيات الباهرة ما يؤمن على مثلها البشر، ومع ذلك لم يؤمنوا جميعاً برسالته وكَذَّبْ بها المجرمون وآذوه عَلَيهِ الصَلَاةُ السَلاَم وما زال يناظرهم ويجادلهم حتى ألزمهم الحجة.. فضاقوا به.. وبدعوتِهِ ذرعاً، وفكروا بالخلاصِ منه وإنهاءِ دعوتِهِ.. وانتهى بهم التفكيرُ المنحرف إلى قتلِ عيسى عَلَيهِ الصَلَاةُ السَلاَم ووشوا به عند ملكهم الكافر، فأمر بالقبض عليه وأن يقتل ويُمثل به أمام الناس.!  

وأحاط الآثمون بمنزلِ عيسى عَلَيهِ الصَلَاةُ السَلاَم، وما كان يملك جُندًا لمقاتلتهم؛ فأسلم أمره إلى الله، وهو واثق بنصره سبحانه، وما زال يستنصر ربه؛ حتى فتح الله له بابًا من السماء وانفتحت له فُرجةٌ في سقفِ البيت فخرجَ منها فرفعه الله إلى السماء وأهلُ البيت ينظرون.. 

أما اليهود فقد اقتحموا المنزل بعد رفعه عَلَيهِ الصَلَاةُ السَلاَم، وألقى الله شبه عيسى على رجل آخر كان داخل البيت فظنوه عيسى فأخذوه وقتلوه ثم صلبوه، وهم لا يشكون أنه عيسى.. وقد علم الآثمون أن الله حفظ نبيه من أن تمسَهُ أيدي الكافرين، وأبطل الله كيد الكائدين، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.. وكذلك ينجي الله المسلمين" ذكر هذا ابن كثير رحمه الله..  

وقال رحمه الله: "عن ابن عباس رضي الله عنهما أن المسيح عَلَيهِ الصَلَاةُ السَلاَم قَالَ لمن كان معه من أصحابه في البيت: "أَيُّكُمْ يُلْقَى عَلَيْهِ شَبَهِي فَيُقْتَلَ مَكَانِي فيكون مَعِي فِي دَرَجَتِي؟ فَقَامَ شَابٌّ مِنْ أَحْدَثِهِمْ سِنًّا فَقَالَ لَهُ: اجْلِسْ ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِمْ فَقَامَ الشَابُّ فَقَالَ أَنَا: فقال عِيسَى اجْلِسْ.. ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِمْ فَقَامَ الشَّابُّ فَقَالَ أَنَا.. فَقَالَ: أَنْتَ هُوَ ذَاكَ.. فَأُلْقِيَ عَلَيْهِ شَبَهُ عِيسَى، وَرُفِعَ عِيسَى مِنْ رَوْزَنَةٍ فِي الْبَيْتِ إِلَى السَّمَاءِ" وقال ابن كثير رحمه الله: "وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ إِلَى ابْنُ عبَّاس عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ به نحوه، وذكر ذلك غير واحد من السلف". 

وقال أيضا رحمه الله: "وبعض النصارى يزعم أن الذي دلَّ اليهودَ على عيسى هو الذي شُبه لهم فصلبوه، وهو يقول: إني لست بصاحبكم أنا الذي دللتكم عليه.. فالله أعلم أي ذلك كان انتهى كلام ابن كثير.. 

قال الله تعالى: في معرض بيانه لكفر اليهود: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا، بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) [النساء: 157، 158] فأخبر تعالى أنه رفعه إلى السماء بعد ما توفاه بالنوم على الصحيح المقطوع به، وخلَّصه ممن أراد أذيته من اليهود الذين وشوا به إلى بعض الملوك الكفرة في ذلك الزمان..

أيها الإخوة: ومما يجب أن نعتقدَه أن عيسى بنَ مريم عَلَيهِ الصَلَاةُ السَلاَم موجودٌ وحيٌ في السماء وسينزلُ إلى الأرضِ قبلَ يوم القيامة ليكذب اليهود الذين قالوا قتلناه.. والنصارى الذين أطروه وادعوا فيه ما ليس فيه.. وسينزل عيسى في آخر الزمان كما أخبر بذلك رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فقد قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا؛ فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» رواه البخاري في صحيحه عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.    

وفي الحديث الطويل الذي ذكر فيه النبيُ ﷺ خروجَ الدجالِ ونزولَ عِيسَى عَلَيهِ الصَلَاةُ السَلاَم: « فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ [أي الدجال] إِذْ بَعَثَ اللهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ [أي لابساً ثوبين مصبوغين بورس ثم بزعفران] وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ.. الحديث» رواه مسلم عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 

وقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ -يَعْنِي عِيسَى- نَبِيٌّ وَإِنَّهُ نَازِلٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ: رَجُلٌ مَرْبُوعٌ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، بَيْنَ مُمَصَّرَتَيْنِ (وهي ثياب صُفر ليست صفرتها شديدة)  كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ، وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ، فَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلَّا الْإِسْلَامَ، وَيُهْلِكُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ» رواه أبو داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وصححه الألباني. هذه عقيدتنا في عيسى مؤصلة على نصوص الكتاب والسنة.. فاللهم صلى وسلم على نبي الله عيسى، ثبتنا على التوحيد الخالص، وصلى وسلم على نبينا محمد... 

الخطبة الثانية: 

أيها الإخوة: وهنا سؤال: هل يجوز تهنئة النصارى بعيد مولد المسيح وهو الكريسمس أو رأس السنة.؟ قال ابن القيم رحمه الله في ذلك: "وَأَمَّا التَّهْنِئَةُ بِشَعَائِرِ الْكُفْرِ الْمُخْتَصَّةِ بِهِ فَحَرَامٌ بِالِاتِّفَاقِ مِثْلَ أَنْ يُهَنِّئَهُمْ بِأَعْيَادِهِمْ وَصَوْمِهِمْ، فَيَقُولَ: عِيدٌ مُبَارَكٌ عَلَيْكَ، أَوْ تَهْنَأُ بِهَذَا الْعِيدِ، وَنَحْوَهُ، فَهَذَا إِنْ سَلِمَ قَائِلُهُ مِنَ الْكُفْرِ فَهُوَ مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ، وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ أَنْ يُهَنِّئَهُ بِسُجُودِهِ لِلصَّلِيبِ، بَلْ ذَلِكَ أَعْظَمُ إِثْمًا عِنْدَ اللَّهِ وَأَشَدُّ مَقْتًا مِنَ التَّهْنِئَةِ بِشُرْبِ الْخَمْرِ وَقَتْلِ النَّفْسِ وَارْتِكَابِ الْفَرْجِ الْحَرَامِ وَنَحْوِهِ. 

وَكَثِيرٌ مِمَّنْ لَا قَدْرَ لِلدِّينِ عِنْدَهُ يَقَعُ فِي ذَلِكَ، وَلَا يَدْرِي قُبْحَ مَا فَعَلَ، فَمَنْ هَنَّأَ عَبْدًا بِمَعْصِيَةٍ أَوْ بِدْعَةٍ أَوْ كُفْرٍ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِمَقْتِ اللَّهِ وَسَخَطِهِ" أحكام أهل الذمة انتهى كلامه رحمه الله. 

وسُئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: في الأيام القريبة القادمة يحتفل الكفَّار بأعيادهم التي منها: عيد الكريسمس، وعيد رأس السنة، وغيرها، فهل من نصيحةٍ حول هذا، مع بيان الحكم الشرعي؟ 

فأجاب: لا يجوز تهنئة الكفَّار بأعيادهم مُشافهةً، أو من طريق الهاتف –التليفون- أو بأوراقٍ تُطبع، كل هذا منكر لا يجوز من المسلم، لا في بلاد الإسلام، ولا في غير بلاد الإسلام، لا يُهنِّئهم بأعيادهم، ولا يُشاركهم فيها، ولا يعمل معهم فيها ويُعينهم عليها؛ لأنَّ هذه إعانة على الباطل، فلا يشترك معهم، ولا يُعينهم، ولا يُهنّئهم بأعيادهم الباطلة. أهـ المصدر موقع الشيخ رحمه الله

وقال شيخنا محمد العثيمين رحمه الله: يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة، أو تبادل الهدايا، أو توزيع الحلوى، أو أطباق الطعام، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك.. وقال: وإذا هنأونا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك لأنها ليست بأعياد لنا، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى.. وقال: ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملةً، أو توددًا، أو حياءً، أو لغير ذلك من الأسباب؛ لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم. أ . هـ مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين   369/3

 

 

 

 

المشاهدات 2817 | التعليقات 0