عـيـد الـفـرح والانـتـصـار [خطبة عيد الفطر]
محمد الأحمد
1434/09/30 - 2013/08/07 19:36PM
.
خطبتي في عيد الفطر لعام 1432هـ
محمد بن فهد الأحمد
خطبتي في عيد الفطر لعام 1432هـ
محمد بن فهد الأحمد
( عيد الفرح والانتصار )
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الله أكبر ما عنت الوجوه لعظمته، وذلَّت الخلائق لقدرته.
الله أكبر ، وهو الحي القيوم الذي خضع له كلُّ شيءٍ بعزه وهيبته.
الله أكبر عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.
الحمد لله { رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِين*وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم}[الجاثية:37] وأشهد ألا إله إلا الله {مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير}[آل عمران:26]، وأشهد أن محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه، مبشراً وهادياً ، كان بالمؤمنين رحيماً، وللمسلمين في أفراحهم مشاركاً صلَّى الله وسلَّم وبارك على محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن تبعم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد ،،
فيا أيها المسلمون ،،
لن نبدأ عيدَنا هذا بما قاله المتنبي/ عيدٌ بأية حال عدتَ يا عيد،،،
لماذا ؟
لأنَّ عيدنا هو عيد الفرح، وهو عيد الفلاح، وهو عيد القوة والانتصار ،،
والعيدُ أقبلَ مزهواً بطلعتِه *** كأنَّه فارسٌ في حُلّة رفلا.
الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرةً وأصيلاً ،،
أيها الكرام المسلمون ،،
لقد قال الله، ومن أصدق من الله قيلاً:
{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَاد}[غافر:51]
نعم ،، المؤمنون منتصرون في هذه الدنيا قبل انتصارهم في الآخرة..
والمسلمون هم الأعلى شأناً ، والأرفعُ مقاماً في هذه الدنيا ،،
خلقنا الله لعبادته، وأمرنا بتوحيده {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} [النحل:36].
فاستجبنا لله، وتوجهنا إليه ، فأكرمنا ربُّنا بوعده الأبدي السرمدي، بأن النصر للمؤمنين في الدنيا قبل الآخرة ، حتى لو استبطأه البعض { أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيب }
الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً،وسبحان الله بكرة وأصيلا.
أيها المسلمون ،،
في هذا العيد ، يفرح المسلمُ بانتصاره،
بانتصاره أولاً على الشيطان بنبذ الشركِ والخرفات ..
انتصر بأمر الله ولأمر الله، في حينِ كانت الناسُ تقودهم أهواؤهم لعبادة غير الله، والتذلل لحجرٍ أو صليب، أو من انتكس عن فطرته فألحد وجحد ربَّه .
انتصرَ لله ولأمره، بأن { أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا } [النساء:125].
انتصر على الشيطان { وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِين } [النحل:120]
نعم أيها الأعزة الكِرام
هذا العيد، هو عيد فرح وانتصار..
انتصر الصائم على شهوته فكسرها ، وانتصر على رغبته، فجاع لله وامتنع عن الأكل والشرب.
انتصر الصائم على خُلقِه، فكان ذا خلقٍ عالٍ في رمضان، وامتنع عن الجهل والغضب، وكان يقولُ حينما يخاصمه أحد: إني صائم
انتصر المسلم على نفسه الأمَّارةِ بالسوء، فاستجاب لأمر الله بالصيام، والصلاة والقيام، حتى وهو في خلوته التي لا يراه فيها أحد، إلا أنَّه استشعر عظمة الله في قلبه فانقاد له واستجاب لأمره، وانزجر عن معصيته،
بل .. وفاضت عينه من خشيته الله، ملتمساً رحمة الله ومغفرته .
هذا العيد، يفرحُ فيه الصائم بانتصاره، فكانت جائزته عيداً له ولجميعِ المسلمين، وكان قانونُ السماء وأحدُ مظاهر الدين أن يَظهَر الفرح في هذا العيد.
بل ويحرُم أن يُصام في هذا اليوم، ويُستحبُّ أن يأكل المسلم قبل مجيئه للمصلى تمرات، تأكيداً وتعزيزاً لمبدأ المشاركة في فرحة هذا العيد.
بالبِـرِّ صُمْـتَ وأنتَ أفضلُ صائـمٍ *** وبسنَّـةِ اللهِ الـرَّضيَّــةِ تُفْـطِـرُ
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المسلمون الفرِحون بعيدِ الله ،،،
دائماً ما يكون رمضان شهراً تقع فيه الأحداث الجسام، ومنعطفات التاريخ، ويكون العيد تتويـجاً لذلك النصر، وتلك النصرة.
كبَّر الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابُه في السنة الثانية من الهجرة، حينما التقى الحقُّ بالباطل، والتقى صفُّ التوحيدِ بصفِّ الشرك، كبّروا في العيد، لأن الله كسر شوكة المشركين في غزوة بدر الكبرى، وتحطمت القوانين المادية فنصر اللهُ الفئةَ القليلة على الفئة الكثيرة..
نصرهم الله لأنهم آمنوا به، ولأن المشركين كفروا به.
{لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُون}[الأنفال:8]
الله أكبرُ ما أعظمك، (وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)
وبعد بضعِ سنين، من الدعوة الإسلامية، وامتلاء قلوب الصحابة بالإيمان، وبعد أن ربَّاهم رسولهم صلى الله عليه، أكرمَهم اللهُ بأعظم فتحٍ في تاريخهم، ألا وهو فتحُ مكة، وإعادةُ الحرمِ المكي والكعبةِ الشريفة إلى حظيرة الإسلامية، بعد أن طهّروا مكة المكرمة من أهل الشرك والأوثان، طهر الصحابةُ الكرامُ البيتَ الحرامَ في رمضان ليكون خالصاً { لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُود } [الحج:26]
فكان تكبيرهم في العيدِ شكراً لله على إتمام صومهم، وعلى هذا الفتح الكبير المبين.
الله أكبر ما أعظمك .. الله أكبر ربَّنا .. تُكرِم عبادَك في شهر صومِك بأحسنِ ما عملوا ..
{يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِين}[آل عمران:171]
وبعد أن منَّ الله على المسلمين بإكمال الدين وإتمام النعمة، تفرَّغ الصحابة للجهاد في سبيل الله، ولنشر هذا الدين العظيم في أصقاع الأرض، إلا أن المجوسَ الفرس كانوا أشدَّ على المسلمين، ولذلك كانت من أوائل المعارك معهم معركةُ الجسر، في السنة الثالثة عشرة، فخسر المسلمون في شهر شعبان،،
إلا أن المسلمين لم ييأسوا، بل علموا أنهم مقبلون على شهر الانتصار، فدخل رمضان، وأقاموا دين الله كما يريد ربُّ العباد.
علموا أن خسارتهم بذنوبهم {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ }[آل عمران:165]
فأعادوا الكرة في منتصف رمضان، فكان نصراً ساحقاً للمسلمين، وهزيمةً نكراءً على الفرس الكافرين ..
كبر المسلمون في عيدهم، لأن الله جعل أوَّلَ انتصارٍ لهم على المجوسِ في شهر رمضان ,،،
{ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُون * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيم}[الروم:4-5]
الله أكبر، ما أعظمك، تجود على عبادك بالنصر والفرح في شهر الجود والكرم.
{فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيم}[آل عمران:174]
أيها الصائمون المسلمون ،،
هل تعرفون الأندلس؟
هل تعرفون الأرض المسلمة التي سُلِبت من المسلمين بعد ثمانمائة سنةٍ من الحكم الإسلامي الرشيد، بعد أن كانت قبلةً للمجتمع الأوربي ينهلون من علمائها ويدرسون في مدارسها ويستفيدون في شتى الفنون والعلوم، ابتداء من علوم الشريعة وانتهاء بعلوم الطبيعة...
كانت الأندلس الأمنيةَ الأسمى لشباب أوربا..
دخلها الجهاد الإسلامي لأول مرة في رمضان من عام واحدٍ وتسعين للهجرة، ثم كانت معركة البحيرة في شهر رمضان من عام اثنين وتسعين، والتي كاد أن يفنى فيها الجميع، إلا أن وعدَ الله للمؤمنين بالنصر كان أسبقَ وأصدق، فانتصر المسلمون بحمد الله،،
وأتمَّ الله فتح الأندلس على يد المسلمين في شهر رمضان من عام ثلاثٍ وتسعين،،
كبر المسلمون في عيدهم، لأنهم فرحوا بنصر الله وانتصارهم لقبلة العلم وأرض العلماء، ومُلهمةِ الشعراءِ والأدباء.
{فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ }[آل عمران:170]
اللهم أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرةً وأصيلاً ،،
عامَ ثلاث وعشرين ومائتين، استغاثت امرأةٌ هاشمية بالمعتصم، من أفعال الروم بها في عمّورية، وتنادى الناس "فاشْتَعَلَتِ الحَمِيَّةُ الدِّينِيَّةُ ، ورتَّب الخَلِيفَةُ المُعْتَصِمُ قَادَتَهُ، وَجَمَعَ جُنْدَهُ، وَيَمَّمَ شَطْرَهُ للمُسْتَغِيثِينَ مِنَ المُسْلِمِينَ يَرُومُ إِنْقَاذَهُمْ، فِي عَمُّورِيَّةَ مِنْ بِلادِ الرُّومِ.. فدكَّ حصنها، وَدَخَلَهَا المُسْلِمُونَ فِي السَّادِسِ مِنْ رَمَضَانَ عَامَ ثَلاثَةٍ وَعِشْرِينَ وَمِئَتَيْنِ؛ فَفَتَحَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ فَتْحًا مُبِينًا، وَكَانَ هَذَا الفَتْحُ مِنْ أَعْظَمِ فُتُوحِ المُسْلِمِينَ."( ).
كبّر المسلمون في العيد لهذا النصر الإسلامي العظيم
فَتْحُ الفُتوحِ تَعَالَى أَنْ يُحيطَ بِهِ *** نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْرٌ مِنَ الخُطَبِ
يَا يَوْمَ وَقْعَة ِ عَمُّوريَّة َ انْصَرَفَتْ *** منكَ المُنى حُفَّلاً معسولة ََ الحلبِ
أبقيْتَ جَدَّ بني الإسلامِ في صَعَدٍ *** والمُشْرِكينَ ودَارَ الشرْكِ في صَبَبِ
الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرةً وأصيلاً ..
شهرُ رمضان، نَصَر الله به المسلمين في بعض معاركهم مع الصليبيين أثناء الحروب الصليبية وأثناء احتلالهم لأراض الشام المباركة.
وفي عيد الفطر من عام ثمانٍ وخمسين وستمائة للهجرة، كبّر المسلمون في العيد تكبيراً ارتجّت له أذربيجان شرقاً ومروراً ببغدادَ ودمشقَ والقاهرة ، وانتهاءً بالأندلسِ غرباً ..
أتدرون لماذا ؟
لأن الله نصر المسلمين في شهر رمضان في معركة عين جالوت، فسحق اللهُ التتار بعد أن عاثوا في الأرض فساداً ، وملؤوا نهر دجلة دماً و ومدنَ المسلمين خراباً .
طهر الله المسلمين من رجس الوثنين التتار، فلذلك كان تكبير المسلمين شكراً لله، وفرحاً بنصر الله،{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِين* إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُون*وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُون} [الصافات:171-173].
الله أكبر ، الله أكبر، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد
لننتقل أيها المسلمون لهذا العيد الحاضر، والذي نُكبّر فيه بانتصار الإسلام وانتصار العدل والحق،
نُكبر فيه بانبلاج نور الفجر، بعد عقودٍ من الظلام ..
"تَأَمَّلُوا عِبَادَ الله هَذَا العَيدَ، وَقَارِنُوهُ بِالعِيدِ المَاضِي.
أَيُّ قَضَاءٍ قَضَاهُ اللهُ تَعَالَى فِي هَذَا العَامِ؟! وَأَيُّ قَدَرٍ قَدَّرَهُ؟!
جَبَابِرَةٌ عَبَّدُوا النَّاسَ لِأَنْفُسِهِمْ مِنْ دُونِ الله تَعَالَى عِشْرِينَ سَنَةً وثَلاثِينَ وَأَرْبَعِينَ، قَدْ أَلْهَهُمْ أَعْوَانُهُمْ، وَأَخَافُوا النَّاسَ مِنْ سَطْوَتِهِمْ، مَضَى فِيهِمْ قَضَاءُ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ، فَنَزَعَهُمْ مِنْ عُرُوشِهِمْ، ، وَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ شُعُوبَهُمْ، وَأَذَاقَهُمُ الذُّلَّ وَالهَوَانَ بَعْدَ العِزِّ وَالسُّلْطَانِ.
خَمْسَةٌ مِنْ زُعَمَاءِ العَرَبِ كَانُوا فِي العِيدِ المَاضِي يَتَرَبَّعُونَ عَلَى عُرُوشِهِمْ، فِي عِزِّ سُلْطَانِهِمْ، وَأُبَّهَةِ مُلْكِهِمْ، قَدْ أَحَاطَتْ بِهِمْ حَوَاشِيهِمْ، وَذَلَّتْ رِقَابُ الرِّجَالِ لِجَبَرُوتِهِمْ، وَتَمَنَّى الكَثِيرُونَ قُرْبَهُمْ!!
مَا حَالُهُمُ الآنَ؟ وَهَلْ كَانُوا يَظُنُّونَ أَنْ يَصِيرُوا إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ؟!
سَجِينٌ بَيْنَ قُضْبَانِهِ يُجَرُّ لِمُحَاكَمَتِهِ، وَشَرِيدٌ مُغْتَرِبٌ مَحْبُوسٌ بَيْنَ جُدْرَانِهِ، وَمُصَابٌ مَحْرُوقٌ يُعَالَجُ مِنْ حُرُوقِهِ، وَمُخْتَفٍ يَخَافُ أَنْ تَظْفَرَ بِهِ رَعِيَّتُهُ، وَمُتَرَبِّصٌ يَفْتِكُ بِشَعْبِهِ بَعْدَ يَأْسِهِ مِنْهُ، وَلاَ يَدْرِي مَا عَاقِبَتُهُ.
مَا عَلِمُوا فِي العِيدِ السَّالِفِ أَنَّهُمْ يَعِيشُونَ هَذَا العِيدَ فِي حَالٍ غَيْرِ الحَالِ؛ فَيَنْقَلِبُ العِزُّ إِلَى ذُلٍّ، وَالأَمْنُ إِلَى خَوْفٍ، وَالقُوَّةُ إِلَى ضَعْفٍ، وَالكَرَامَةُ إِلَى إِهَانَةٍ؛ [فَالحُكْمُ لله العَلِيِّ الكَبِيرِ] {غافر:12} {الحشر:23} [تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] {الملك:1}، لاَ مُلْكَ يَسْتَمِرُّ، وَلاَ حَالَ لِلْعَبْدِ تَدُومُ، فَلاَ يَغْتَرُّ بِالدُّنْيَا وَزِينَتِهَا، وَلاَ يَبْطَرُ بِالنِّعْمَةِ وَاكْتِمَالِهَا إِلاَّ مَغْرُورٌ، فِي لمْحِ البَصَرِ تَغَيَّرَتِ الأَحْوَالُ، وَتَبَدَّلَتِ المَقَامَاتُ، فَعَظِّمُوا اللهَ تَعَالَى كَمَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُعَظَّمَ.. اقْدُرُوهُ حَقَّ قَدْرِهِ، وَأَكْثِرُوا مِنْ ذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ، وَجِدُّوا فِي عِبَادَتِهِ؛ فَتَالله إِنَّهُ لاَ حَوْلَ لِلْعَبْدِ وَلاَ قُوَّةَ وَلاَ نَجَاةَ إِلاَّ بِالله تَعَالَى، وَلاَ مَلْجَأَ مِنْهُ إِلاَّ إِلَيْهِ.
إِنَّهَا سُنَّةُ الله تَعَالَى فِي الظَّالِمِينَ؛ [إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ] {الأنعام:21}، وَالظَّالِمُ وَإِنْ طَالَ أَمَدُهُ فَلاَ بُدَّ لَهُ مِنْ يَوْمٍ، وَلاَ يَدُومُ لَيْلُ الظُّلْمِ وَالقَهْرِ عَلَى المَظْلُومِ إِلاَّ بَدَّدَهُ فَجْرُ انْتِصَارِ الله تَعَالَى لَهُ، وَإِنْصَافِهِ مِنْ ظَالِمِهِ، وَهُوَ سُبْحَانَهُ القَائِلُ فِي دَعْوَةِ المَظْلُومِ:«وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ»، وَكَمْ مِنْ دَعَوَاتٍ لِمُسْتَضْعَفِينَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ شَقَّتْ عَنَانَ السَّمَاءِ وَالظَّالِمُونَ عَنْهَا غَافِلُونَ، فَاسْتُجِيبَ لَهُمْ!
فَيَالَهُ مِنْ عِيدٍ لِلْمَظْلُومِينَ وَالمُسْتَضْعَفِينَ يَجِدُونَ طَعْمَهُ غَيْرَ طَعْمِ الأَعْيَادِ المَاضِيَةِ فِي شَوَارِعِ تُونُسَ وَمِصْرَ وَلِيبْيَا وَاليَمَنِ، فَالحَمْدُ لله الَّذِي شَفَى صُدُورَهُمْ مِنَ الطُّغَاةِ الظَّالِمِينَ، وَنَسْأَلُهُ أَنْ يُفَرِّجَ عَنِ المُسْتَضْعَفِينَ فِي الشَّامِ المُبَارَكَةِ، وَأَنْ يَجْعَلَ عِيدَهُمْ عِيدَيْنِ بِقُدْرَتِهِ وَعِزَّتِهِ، وَأَنْ يَنْتَقِمَ مِنَ النِّظَامِ البَعْثِيِّ النُّصَيْرِيِّ بِجَبَرُوتِهِ وَقُوَّتِهِ، اللَّهُمَّ آمِينَ.
تِلْكُمْ -عِبَادَ الله- سُنَّةُ الله تَعَالَى فِي الظَّالِمِينَ، وَهَذَا قَانُونُهُ فِي الظُّلْمِ وَأَهْلِهِ؛ [فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَحْوِيلًا] {فاطر:43}"( )،
عباد الله .. أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم من كلِّ ذنبٍ فاستغفروه، إنَّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على محمد خير النبيين وعلى آله ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فاتقوا الله ربكم، وتوبوا إليه وأنيبوا له واعبدوه ، فقد "أَرَانَا فِي هَذَا العَامِ مِنْ قُدْرَتِهِ مَا يُبْهِرُ العُقُولَ، وَيَمْلِكُ النُّفُوسَ؛ مَحَبَّةً لَهُ وَتَعْظِيمًا وَذُلاًّ وَخَوْفًا وَرَجَاءً، فَأَذَلَّ الجَبَّارِينَ، وَأَسْقَطَ الظَّالِمِينَ، وَهَزَّ عُرُوشَ المُسْتَكْبِرِينَ، وَنَصَرَ المُسْتَضْعَفِينَ؛ [وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ] {البقرة:117}.
اللهُ أَكْبَرُ؛ المُلْكُ مُلْكُهُ وَإِنْ رَغِمَ المُتَكَبِّرُونَ، وَالخَلْقُ خَلْقُهُ وَلَوْ أَنْكَرَ المُلْحِدُونَ، وَنَحْنُ عَبِيدُهُ وَإِنِ اسْتَكْبَرَ المُسْتَكْبِرُونَ، رَضِينَا بِهِ رَبًّا مَلِكًا خَالِقًا مُدَبِّرًا، ذَلَّتْ لَهُ رِقَابُنَا، وَتَعَفَّرَتْ لَهُ جِبَاهُنَا، وَتَعَلَّقَتْ بِهِ قُلُوبُنَا؛ فَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَلله الحَمْدُ.
فرحنا بالعيد "بعثٌ للأمل في الأمة، وإحياء للتفاؤل فيها ، فَفَرْحت العيد تلقي في روعنا أن أيام الحزن مهما امتدت سيأتي بعدَها يومٌ فيه يغاث الناس وفيه يعصرون، سيأتي يوم تشرق الدنيا بعز الإسلام وعلو أهله ، فالعسر يتبعه اليسر, و الشدة يتلوها الفرج، وبعد الحزن يأتي الفرح.
يأتي العيد فنفرح وتشرق نفوسنا بالأمل، ونتعلم من هذا الفرح أن أمتنا لا زالت قوية متينة، فهي تستطيع أن تفرح مع أنها مثخنة بالجراح، وسيأتي يومٌ تُشفى من جراحها وتضاعف فرحتها بالعيد.
إن تكبيرنا في العيد يملئ نفوسنا اعتزازاً، ونؤمن أنه ليس أكبر من الله ولا أقوى منه (وهو الكبير المتعال). ونحن المكبّرون جُنْدُ الله، والأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين.
إنه الأمل المشرق كلما أشرق العيد.. فأبشروا وأمّلوا فعُمر الإسلام أطول من أعمارنا، وأُفُقُه أوسع من أوطاننا، وماكان لعدوٍ أن يحيط بالإسلام فيطفئَ نوره: (وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (التوبة: من الآية32)."( ).
{قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُون}[يونس:58]
اللهم أدم علينا فرحنا، وأكمل فرحتنا بلقائك واجتماعنا جميعاً في الفردوس الأعلى، اللهم عجّل فرج إخواننا في سوريا، واربط على قلوبهم وانصرهم على طاغيتهم، اللهم أفرحنا في هذا العيد بهلاك الظالمين، وانتصار المسلمين، اللهم أنعم علينا بالإيمان والصدق واليقين، وأكرمنا بنصرك ونصرتك على نفوسنا وأهوائنا ، وعلى أعدائنا يا ربَّ العالمين،،
اللهم كن لإخواننا المسلمين في كلِّ مكان، اللهم كن لهم في ليبيا وسوريا واليمن، وكل لهم في الصومال وفي كلِّ مكان،،
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[الأحزاب:56]
فاللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك محمد وعلى آله وصحبه،
و أَعَادَ اللهُ هذا العيد عَلَيْنَا وَعَلَيْكُمْ وَعَلَى المُسْلِمِينَ بِاليُمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلامِ، وَتَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ صَالِحَ الأَعْمَالِ.
الله أكبر ما عنت الوجوه لعظمته، وذلَّت الخلائق لقدرته.
الله أكبر ، وهو الحي القيوم الذي خضع له كلُّ شيءٍ بعزه وهيبته.
الله أكبر عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.
الحمد لله { رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِين*وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم}[الجاثية:37] وأشهد ألا إله إلا الله {مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير}[آل عمران:26]، وأشهد أن محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه، مبشراً وهادياً ، كان بالمؤمنين رحيماً، وللمسلمين في أفراحهم مشاركاً صلَّى الله وسلَّم وبارك على محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن تبعم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد ،،
فيا أيها المسلمون ،،
لن نبدأ عيدَنا هذا بما قاله المتنبي/ عيدٌ بأية حال عدتَ يا عيد،،،
لماذا ؟
لأنَّ عيدنا هو عيد الفرح، وهو عيد الفلاح، وهو عيد القوة والانتصار ،،
والعيدُ أقبلَ مزهواً بطلعتِه *** كأنَّه فارسٌ في حُلّة رفلا.
الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرةً وأصيلاً ،،
أيها الكرام المسلمون ،،
لقد قال الله، ومن أصدق من الله قيلاً:
{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَاد}[غافر:51]
نعم ،، المؤمنون منتصرون في هذه الدنيا قبل انتصارهم في الآخرة..
والمسلمون هم الأعلى شأناً ، والأرفعُ مقاماً في هذه الدنيا ،،
خلقنا الله لعبادته، وأمرنا بتوحيده {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} [النحل:36].
فاستجبنا لله، وتوجهنا إليه ، فأكرمنا ربُّنا بوعده الأبدي السرمدي، بأن النصر للمؤمنين في الدنيا قبل الآخرة ، حتى لو استبطأه البعض { أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيب }
الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً،وسبحان الله بكرة وأصيلا.
أيها المسلمون ،،
في هذا العيد ، يفرح المسلمُ بانتصاره،
بانتصاره أولاً على الشيطان بنبذ الشركِ والخرفات ..
انتصر بأمر الله ولأمر الله، في حينِ كانت الناسُ تقودهم أهواؤهم لعبادة غير الله، والتذلل لحجرٍ أو صليب، أو من انتكس عن فطرته فألحد وجحد ربَّه .
انتصرَ لله ولأمره، بأن { أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا } [النساء:125].
انتصر على الشيطان { وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِين } [النحل:120]
نعم أيها الأعزة الكِرام
هذا العيد، هو عيد فرح وانتصار..
انتصر الصائم على شهوته فكسرها ، وانتصر على رغبته، فجاع لله وامتنع عن الأكل والشرب.
انتصر الصائم على خُلقِه، فكان ذا خلقٍ عالٍ في رمضان، وامتنع عن الجهل والغضب، وكان يقولُ حينما يخاصمه أحد: إني صائم
انتصر المسلم على نفسه الأمَّارةِ بالسوء، فاستجاب لأمر الله بالصيام، والصلاة والقيام، حتى وهو في خلوته التي لا يراه فيها أحد، إلا أنَّه استشعر عظمة الله في قلبه فانقاد له واستجاب لأمره، وانزجر عن معصيته،
بل .. وفاضت عينه من خشيته الله، ملتمساً رحمة الله ومغفرته .
هذا العيد، يفرحُ فيه الصائم بانتصاره، فكانت جائزته عيداً له ولجميعِ المسلمين، وكان قانونُ السماء وأحدُ مظاهر الدين أن يَظهَر الفرح في هذا العيد.
بل ويحرُم أن يُصام في هذا اليوم، ويُستحبُّ أن يأكل المسلم قبل مجيئه للمصلى تمرات، تأكيداً وتعزيزاً لمبدأ المشاركة في فرحة هذا العيد.
بالبِـرِّ صُمْـتَ وأنتَ أفضلُ صائـمٍ *** وبسنَّـةِ اللهِ الـرَّضيَّــةِ تُفْـطِـرُ
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المسلمون الفرِحون بعيدِ الله ،،،
دائماً ما يكون رمضان شهراً تقع فيه الأحداث الجسام، ومنعطفات التاريخ، ويكون العيد تتويـجاً لذلك النصر، وتلك النصرة.
كبَّر الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابُه في السنة الثانية من الهجرة، حينما التقى الحقُّ بالباطل، والتقى صفُّ التوحيدِ بصفِّ الشرك، كبّروا في العيد، لأن الله كسر شوكة المشركين في غزوة بدر الكبرى، وتحطمت القوانين المادية فنصر اللهُ الفئةَ القليلة على الفئة الكثيرة..
نصرهم الله لأنهم آمنوا به، ولأن المشركين كفروا به.
{لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُون}[الأنفال:8]
الله أكبرُ ما أعظمك، (وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)
وبعد بضعِ سنين، من الدعوة الإسلامية، وامتلاء قلوب الصحابة بالإيمان، وبعد أن ربَّاهم رسولهم صلى الله عليه، أكرمَهم اللهُ بأعظم فتحٍ في تاريخهم، ألا وهو فتحُ مكة، وإعادةُ الحرمِ المكي والكعبةِ الشريفة إلى حظيرة الإسلامية، بعد أن طهّروا مكة المكرمة من أهل الشرك والأوثان، طهر الصحابةُ الكرامُ البيتَ الحرامَ في رمضان ليكون خالصاً { لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُود } [الحج:26]
فكان تكبيرهم في العيدِ شكراً لله على إتمام صومهم، وعلى هذا الفتح الكبير المبين.
الله أكبر ما أعظمك .. الله أكبر ربَّنا .. تُكرِم عبادَك في شهر صومِك بأحسنِ ما عملوا ..
{يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِين}[آل عمران:171]
وبعد أن منَّ الله على المسلمين بإكمال الدين وإتمام النعمة، تفرَّغ الصحابة للجهاد في سبيل الله، ولنشر هذا الدين العظيم في أصقاع الأرض، إلا أن المجوسَ الفرس كانوا أشدَّ على المسلمين، ولذلك كانت من أوائل المعارك معهم معركةُ الجسر، في السنة الثالثة عشرة، فخسر المسلمون في شهر شعبان،،
إلا أن المسلمين لم ييأسوا، بل علموا أنهم مقبلون على شهر الانتصار، فدخل رمضان، وأقاموا دين الله كما يريد ربُّ العباد.
علموا أن خسارتهم بذنوبهم {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ }[آل عمران:165]
فأعادوا الكرة في منتصف رمضان، فكان نصراً ساحقاً للمسلمين، وهزيمةً نكراءً على الفرس الكافرين ..
كبر المسلمون في عيدهم، لأن الله جعل أوَّلَ انتصارٍ لهم على المجوسِ في شهر رمضان ,،،
{ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُون * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيم}[الروم:4-5]
الله أكبر، ما أعظمك، تجود على عبادك بالنصر والفرح في شهر الجود والكرم.
{فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيم}[آل عمران:174]
أيها الصائمون المسلمون ،،
هل تعرفون الأندلس؟
هل تعرفون الأرض المسلمة التي سُلِبت من المسلمين بعد ثمانمائة سنةٍ من الحكم الإسلامي الرشيد، بعد أن كانت قبلةً للمجتمع الأوربي ينهلون من علمائها ويدرسون في مدارسها ويستفيدون في شتى الفنون والعلوم، ابتداء من علوم الشريعة وانتهاء بعلوم الطبيعة...
كانت الأندلس الأمنيةَ الأسمى لشباب أوربا..
دخلها الجهاد الإسلامي لأول مرة في رمضان من عام واحدٍ وتسعين للهجرة، ثم كانت معركة البحيرة في شهر رمضان من عام اثنين وتسعين، والتي كاد أن يفنى فيها الجميع، إلا أن وعدَ الله للمؤمنين بالنصر كان أسبقَ وأصدق، فانتصر المسلمون بحمد الله،،
وأتمَّ الله فتح الأندلس على يد المسلمين في شهر رمضان من عام ثلاثٍ وتسعين،،
كبر المسلمون في عيدهم، لأنهم فرحوا بنصر الله وانتصارهم لقبلة العلم وأرض العلماء، ومُلهمةِ الشعراءِ والأدباء.
{فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ }[آل عمران:170]
اللهم أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرةً وأصيلاً ،،
عامَ ثلاث وعشرين ومائتين، استغاثت امرأةٌ هاشمية بالمعتصم، من أفعال الروم بها في عمّورية، وتنادى الناس "فاشْتَعَلَتِ الحَمِيَّةُ الدِّينِيَّةُ ، ورتَّب الخَلِيفَةُ المُعْتَصِمُ قَادَتَهُ، وَجَمَعَ جُنْدَهُ، وَيَمَّمَ شَطْرَهُ للمُسْتَغِيثِينَ مِنَ المُسْلِمِينَ يَرُومُ إِنْقَاذَهُمْ، فِي عَمُّورِيَّةَ مِنْ بِلادِ الرُّومِ.. فدكَّ حصنها، وَدَخَلَهَا المُسْلِمُونَ فِي السَّادِسِ مِنْ رَمَضَانَ عَامَ ثَلاثَةٍ وَعِشْرِينَ وَمِئَتَيْنِ؛ فَفَتَحَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ فَتْحًا مُبِينًا، وَكَانَ هَذَا الفَتْحُ مِنْ أَعْظَمِ فُتُوحِ المُسْلِمِينَ."( ).
كبّر المسلمون في العيد لهذا النصر الإسلامي العظيم
فَتْحُ الفُتوحِ تَعَالَى أَنْ يُحيطَ بِهِ *** نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْرٌ مِنَ الخُطَبِ
يَا يَوْمَ وَقْعَة ِ عَمُّوريَّة َ انْصَرَفَتْ *** منكَ المُنى حُفَّلاً معسولة ََ الحلبِ
أبقيْتَ جَدَّ بني الإسلامِ في صَعَدٍ *** والمُشْرِكينَ ودَارَ الشرْكِ في صَبَبِ
الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرةً وأصيلاً ..
شهرُ رمضان، نَصَر الله به المسلمين في بعض معاركهم مع الصليبيين أثناء الحروب الصليبية وأثناء احتلالهم لأراض الشام المباركة.
وفي عيد الفطر من عام ثمانٍ وخمسين وستمائة للهجرة، كبّر المسلمون في العيد تكبيراً ارتجّت له أذربيجان شرقاً ومروراً ببغدادَ ودمشقَ والقاهرة ، وانتهاءً بالأندلسِ غرباً ..
أتدرون لماذا ؟
لأن الله نصر المسلمين في شهر رمضان في معركة عين جالوت، فسحق اللهُ التتار بعد أن عاثوا في الأرض فساداً ، وملؤوا نهر دجلة دماً و ومدنَ المسلمين خراباً .
طهر الله المسلمين من رجس الوثنين التتار، فلذلك كان تكبير المسلمين شكراً لله، وفرحاً بنصر الله،{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِين* إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُون*وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُون} [الصافات:171-173].
الله أكبر ، الله أكبر، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد
لننتقل أيها المسلمون لهذا العيد الحاضر، والذي نُكبّر فيه بانتصار الإسلام وانتصار العدل والحق،
نُكبر فيه بانبلاج نور الفجر، بعد عقودٍ من الظلام ..
"تَأَمَّلُوا عِبَادَ الله هَذَا العَيدَ، وَقَارِنُوهُ بِالعِيدِ المَاضِي.
أَيُّ قَضَاءٍ قَضَاهُ اللهُ تَعَالَى فِي هَذَا العَامِ؟! وَأَيُّ قَدَرٍ قَدَّرَهُ؟!
جَبَابِرَةٌ عَبَّدُوا النَّاسَ لِأَنْفُسِهِمْ مِنْ دُونِ الله تَعَالَى عِشْرِينَ سَنَةً وثَلاثِينَ وَأَرْبَعِينَ، قَدْ أَلْهَهُمْ أَعْوَانُهُمْ، وَأَخَافُوا النَّاسَ مِنْ سَطْوَتِهِمْ، مَضَى فِيهِمْ قَضَاءُ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ، فَنَزَعَهُمْ مِنْ عُرُوشِهِمْ، ، وَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ شُعُوبَهُمْ، وَأَذَاقَهُمُ الذُّلَّ وَالهَوَانَ بَعْدَ العِزِّ وَالسُّلْطَانِ.
خَمْسَةٌ مِنْ زُعَمَاءِ العَرَبِ كَانُوا فِي العِيدِ المَاضِي يَتَرَبَّعُونَ عَلَى عُرُوشِهِمْ، فِي عِزِّ سُلْطَانِهِمْ، وَأُبَّهَةِ مُلْكِهِمْ، قَدْ أَحَاطَتْ بِهِمْ حَوَاشِيهِمْ، وَذَلَّتْ رِقَابُ الرِّجَالِ لِجَبَرُوتِهِمْ، وَتَمَنَّى الكَثِيرُونَ قُرْبَهُمْ!!
مَا حَالُهُمُ الآنَ؟ وَهَلْ كَانُوا يَظُنُّونَ أَنْ يَصِيرُوا إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ؟!
سَجِينٌ بَيْنَ قُضْبَانِهِ يُجَرُّ لِمُحَاكَمَتِهِ، وَشَرِيدٌ مُغْتَرِبٌ مَحْبُوسٌ بَيْنَ جُدْرَانِهِ، وَمُصَابٌ مَحْرُوقٌ يُعَالَجُ مِنْ حُرُوقِهِ، وَمُخْتَفٍ يَخَافُ أَنْ تَظْفَرَ بِهِ رَعِيَّتُهُ، وَمُتَرَبِّصٌ يَفْتِكُ بِشَعْبِهِ بَعْدَ يَأْسِهِ مِنْهُ، وَلاَ يَدْرِي مَا عَاقِبَتُهُ.
مَا عَلِمُوا فِي العِيدِ السَّالِفِ أَنَّهُمْ يَعِيشُونَ هَذَا العِيدَ فِي حَالٍ غَيْرِ الحَالِ؛ فَيَنْقَلِبُ العِزُّ إِلَى ذُلٍّ، وَالأَمْنُ إِلَى خَوْفٍ، وَالقُوَّةُ إِلَى ضَعْفٍ، وَالكَرَامَةُ إِلَى إِهَانَةٍ؛ [فَالحُكْمُ لله العَلِيِّ الكَبِيرِ] {غافر:12} {الحشر:23} [تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] {الملك:1}، لاَ مُلْكَ يَسْتَمِرُّ، وَلاَ حَالَ لِلْعَبْدِ تَدُومُ، فَلاَ يَغْتَرُّ بِالدُّنْيَا وَزِينَتِهَا، وَلاَ يَبْطَرُ بِالنِّعْمَةِ وَاكْتِمَالِهَا إِلاَّ مَغْرُورٌ، فِي لمْحِ البَصَرِ تَغَيَّرَتِ الأَحْوَالُ، وَتَبَدَّلَتِ المَقَامَاتُ، فَعَظِّمُوا اللهَ تَعَالَى كَمَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُعَظَّمَ.. اقْدُرُوهُ حَقَّ قَدْرِهِ، وَأَكْثِرُوا مِنْ ذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ، وَجِدُّوا فِي عِبَادَتِهِ؛ فَتَالله إِنَّهُ لاَ حَوْلَ لِلْعَبْدِ وَلاَ قُوَّةَ وَلاَ نَجَاةَ إِلاَّ بِالله تَعَالَى، وَلاَ مَلْجَأَ مِنْهُ إِلاَّ إِلَيْهِ.
إِنَّهَا سُنَّةُ الله تَعَالَى فِي الظَّالِمِينَ؛ [إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ] {الأنعام:21}، وَالظَّالِمُ وَإِنْ طَالَ أَمَدُهُ فَلاَ بُدَّ لَهُ مِنْ يَوْمٍ، وَلاَ يَدُومُ لَيْلُ الظُّلْمِ وَالقَهْرِ عَلَى المَظْلُومِ إِلاَّ بَدَّدَهُ فَجْرُ انْتِصَارِ الله تَعَالَى لَهُ، وَإِنْصَافِهِ مِنْ ظَالِمِهِ، وَهُوَ سُبْحَانَهُ القَائِلُ فِي دَعْوَةِ المَظْلُومِ:«وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ»، وَكَمْ مِنْ دَعَوَاتٍ لِمُسْتَضْعَفِينَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ شَقَّتْ عَنَانَ السَّمَاءِ وَالظَّالِمُونَ عَنْهَا غَافِلُونَ، فَاسْتُجِيبَ لَهُمْ!
فَيَالَهُ مِنْ عِيدٍ لِلْمَظْلُومِينَ وَالمُسْتَضْعَفِينَ يَجِدُونَ طَعْمَهُ غَيْرَ طَعْمِ الأَعْيَادِ المَاضِيَةِ فِي شَوَارِعِ تُونُسَ وَمِصْرَ وَلِيبْيَا وَاليَمَنِ، فَالحَمْدُ لله الَّذِي شَفَى صُدُورَهُمْ مِنَ الطُّغَاةِ الظَّالِمِينَ، وَنَسْأَلُهُ أَنْ يُفَرِّجَ عَنِ المُسْتَضْعَفِينَ فِي الشَّامِ المُبَارَكَةِ، وَأَنْ يَجْعَلَ عِيدَهُمْ عِيدَيْنِ بِقُدْرَتِهِ وَعِزَّتِهِ، وَأَنْ يَنْتَقِمَ مِنَ النِّظَامِ البَعْثِيِّ النُّصَيْرِيِّ بِجَبَرُوتِهِ وَقُوَّتِهِ، اللَّهُمَّ آمِينَ.
تِلْكُمْ -عِبَادَ الله- سُنَّةُ الله تَعَالَى فِي الظَّالِمِينَ، وَهَذَا قَانُونُهُ فِي الظُّلْمِ وَأَهْلِهِ؛ [فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَحْوِيلًا] {فاطر:43}"( )،
عباد الله .. أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم من كلِّ ذنبٍ فاستغفروه، إنَّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على محمد خير النبيين وعلى آله ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فاتقوا الله ربكم، وتوبوا إليه وأنيبوا له واعبدوه ، فقد "أَرَانَا فِي هَذَا العَامِ مِنْ قُدْرَتِهِ مَا يُبْهِرُ العُقُولَ، وَيَمْلِكُ النُّفُوسَ؛ مَحَبَّةً لَهُ وَتَعْظِيمًا وَذُلاًّ وَخَوْفًا وَرَجَاءً، فَأَذَلَّ الجَبَّارِينَ، وَأَسْقَطَ الظَّالِمِينَ، وَهَزَّ عُرُوشَ المُسْتَكْبِرِينَ، وَنَصَرَ المُسْتَضْعَفِينَ؛ [وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ] {البقرة:117}.
اللهُ أَكْبَرُ؛ المُلْكُ مُلْكُهُ وَإِنْ رَغِمَ المُتَكَبِّرُونَ، وَالخَلْقُ خَلْقُهُ وَلَوْ أَنْكَرَ المُلْحِدُونَ، وَنَحْنُ عَبِيدُهُ وَإِنِ اسْتَكْبَرَ المُسْتَكْبِرُونَ، رَضِينَا بِهِ رَبًّا مَلِكًا خَالِقًا مُدَبِّرًا، ذَلَّتْ لَهُ رِقَابُنَا، وَتَعَفَّرَتْ لَهُ جِبَاهُنَا، وَتَعَلَّقَتْ بِهِ قُلُوبُنَا؛ فَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَلله الحَمْدُ.
فرحنا بالعيد "بعثٌ للأمل في الأمة، وإحياء للتفاؤل فيها ، فَفَرْحت العيد تلقي في روعنا أن أيام الحزن مهما امتدت سيأتي بعدَها يومٌ فيه يغاث الناس وفيه يعصرون، سيأتي يوم تشرق الدنيا بعز الإسلام وعلو أهله ، فالعسر يتبعه اليسر, و الشدة يتلوها الفرج، وبعد الحزن يأتي الفرح.
يأتي العيد فنفرح وتشرق نفوسنا بالأمل، ونتعلم من هذا الفرح أن أمتنا لا زالت قوية متينة، فهي تستطيع أن تفرح مع أنها مثخنة بالجراح، وسيأتي يومٌ تُشفى من جراحها وتضاعف فرحتها بالعيد.
إن تكبيرنا في العيد يملئ نفوسنا اعتزازاً، ونؤمن أنه ليس أكبر من الله ولا أقوى منه (وهو الكبير المتعال). ونحن المكبّرون جُنْدُ الله، والأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين.
إنه الأمل المشرق كلما أشرق العيد.. فأبشروا وأمّلوا فعُمر الإسلام أطول من أعمارنا، وأُفُقُه أوسع من أوطاننا، وماكان لعدوٍ أن يحيط بالإسلام فيطفئَ نوره: (وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (التوبة: من الآية32)."( ).
{قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُون}[يونس:58]
اللهم أدم علينا فرحنا، وأكمل فرحتنا بلقائك واجتماعنا جميعاً في الفردوس الأعلى، اللهم عجّل فرج إخواننا في سوريا، واربط على قلوبهم وانصرهم على طاغيتهم، اللهم أفرحنا في هذا العيد بهلاك الظالمين، وانتصار المسلمين، اللهم أنعم علينا بالإيمان والصدق واليقين، وأكرمنا بنصرك ونصرتك على نفوسنا وأهوائنا ، وعلى أعدائنا يا ربَّ العالمين،،
اللهم كن لإخواننا المسلمين في كلِّ مكان، اللهم كن لهم في ليبيا وسوريا واليمن، وكل لهم في الصومال وفي كلِّ مكان،،
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[الأحزاب:56]
فاللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك محمد وعلى آله وصحبه،
و أَعَادَ اللهُ هذا العيد عَلَيْنَا وَعَلَيْكُمْ وَعَلَى المُسْلِمِينَ بِاليُمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلامِ، وَتَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ صَالِحَ الأَعْمَالِ.
المرفقات
خطبة عيد الفطر 1432هـ - للنشر.docx
خطبة عيد الفطر 1432هـ - للنشر.docx