عـزوة بــدر
فهد عبدالله الصالح
1438/09/13 - 2017/06/08 09:49AM
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً كما يحب ربنا ويرضى , والشكر له على ما أولى من نعم وأسدى . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نستجلب بها نعمه, ونستدفع بها نقمه, وندخرها عنده , وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله,صفيه وخليله,صل الله عليه وعلى آله وأصحابه , نجوم الهدى , ومن سار على نهجهم واقتفى إلي يوم الدين
أما بعد : فاتقوا الله أيها المسلمون واعتصموا بحبله المتين وصراطه المستقيم
عباد الله :فى ثنايا هذا الشهر المبارك كانت ملحمة من ملاحم الإسلام ويوم من أيامه الجليلة العظام , يوم الفرقان يوم التقي الجمعان , يوم أعز الله فيه جنده , ونصر فيه عبده وأزل فيه عدوه , يوم خاضه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثبات واليقين والإيمان , خاضه مع الصحب الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم , ثلاث مائة وأربعة عشر رجلاً ما على وجه الأرض يومها أحب إلى الله منهم , رجال نادى عليهم منادي الرحمن : يا أهل بدر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم , رجال أقدامهم حافية وثيابهم بالية , وأحشاؤهم خاوية , ولكن قلوبهم نقية زكية , وهممهم شريفة سامية .
وقعت عزوة بدر في شهر رمضان , شهر العمل والصبر والجهاد في سبيل الله , شهر تتضاعف فيه همة المؤمن ويقترب من ربه الكريم الرحيم وتفتح فيه أبواب الجنان فهي أثمن وأنفس فرصة للمؤمن لكي لكي يضاعف فيها نشاطه وعمله في سبيل الله عز وجل وأكثر المعارك الإسلامية الكبرى في تاريخ المسلمين وقعت في هذا الشهر الكريم .
غزوة بدر – أيها المسلمون : تبين بجلاء أن النصر كله بيد الله يؤتيه من يشاء , فالصحابة رضوان الله عليهم لما خرجوا معه النبي صلى الله عليه وسلم لم يكونوا يريدون الحرب وما ظنوا أن سيكون قتال ولذلك لم يتهيئوا للحرب والقتال ولم يعدوا ما يكفي من العدة ومع ذلك أظفرهم الله ونصرهم على عدوهم لما صدقوا ما عاهدوا الله عليه وامتثلوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم, فببركة إيمانهم وبصدقهم مع الله وطاعتهم لرسوله نصرهم الله وأظفرهم وأظهرهم على عدوهم , وحينما تكون المعركة بين الإيمان والكفر – أيها المؤمنون – فإن النتائج لا تقاس بالمقاييس البشرية التي تبنى عادة على الأسباب المادية وحدها , فإن الله عز وجل يؤيد جند الإيمان , يؤيد المؤمنين على الكافرين وان كان الميزان المادي بينهم ويبن عدوهم ليس متكافئاً فان الله الرحيم بعباده المؤمنين يعوض ما عساه نقص من استعداداتهم بما شاء من جنوده وما يعلم جنود ربك إلا هو .
فالصحابة رضوان الله عليهم في بدر كان عدوهم أكثر منهم عدداً واقوي عدةً , كان جيش المشركين ثلاثة أضعاف جيش المؤمنين ولكنهم لما لجئوا إلى ربهم واستغاثوا به نصرهم الله عز وجل على عدوهم رغم هذا الفارق المادي الكبير في العدد والعدة .
لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوانى عن مشاورة أصحابه في جلائل الأمور وخاصة في المواقف الخطيرة كغزوة بدر وغزوة أحد وغزوة الخندق كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بمبدأ المشاورة امتثالاً لأمر ربه عز وجل ولأن القرار الفردي عرضة للخطأ ولذلك كانت بركات هذا المبدأ تنزل عليه وعلى أصحابه نجاحاً وفلاحاً وفوزاً في الأمور ونصراً وظفراً في المعارك .
والأمر كله لله ،الملك ملكه والخلق عبيده , فالخلق مفتقرون كلهم إلى الخالق وهذه هي حقيقة العبودية فهي حقيقة عرفها المؤمن وامتثل لها وعاندها الكافر وتمرد عليها, وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الموقف العظيم يعلمنا هذا الدرس الجليل مهما كانت الأحوال فإن إظهار الافتقار إلى الله عز وجل والتضرع بين يديه والتذلل له سبحانه وإظهار الضعف بين يديه والحاجة إليه والاستغاثة به , هذه كلها أمور مطلوبة من المؤمن مهما كانت الاستعدادات أو المعطيات فالنبي صلى الله عليه وسلم مع يقينه بالنصر حتى إنه حدد المواضع التي سيقتل فيها زعماء المشركين ومع ذلك يقف بين يدي ربه يدعو ويلح في الدعاء والتضرع والاستغاثة ولذا استجاب لهم الله فنصرهم وأيدهم على الرغم من ذلتهم ذلت ضعف القوة وقلة العدد يقول تعالى ( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ).
إن من ابرز سمات معركة بدر – أيها المسلمون – انه تلاشت فيها العصبيات والقبليات ونعرات الجاهلية فلم يكن المسلمون ينتصرون لقبيلة أو لون أو جنسية , بل كانوا ينصرون الإسلام وأهل الإسلام ويواجهون الشرك والمشركين (الذين امنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت ) وهذا هو حال المسلم في كل مكان وزمان , ينصر إخوانه المسلمين ولو اختلفت ألسنتهم وألوانهم , لأنه بذلك ينصر الدين وإخوانه المؤمنين .
والتقوى – أيها المتقون – سبيل النصر للمؤمنين وطريق الفلاح للمفلحين (بلى إن تصبروا وتتقوا) بالصبر والتقوى تنزل ملائكة الرحمن نصرة لجند الإيمان , فمن صبر واتقى جعل له ربه من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً .
الصبر عاقبته الخير والسعادة وفي الحديث الصحيح ( ما أعطى أحد عطاء خيرا من الصبر)
ألا فاتقوا الله أيها المسلون وخذوا من درس الغزوة الدروس العظات واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين )
أما بعد : فاتقوا الله أيها المسلمون واعتصموا بحبله المتين وصراطه المستقيم
عباد الله :فى ثنايا هذا الشهر المبارك كانت ملحمة من ملاحم الإسلام ويوم من أيامه الجليلة العظام , يوم الفرقان يوم التقي الجمعان , يوم أعز الله فيه جنده , ونصر فيه عبده وأزل فيه عدوه , يوم خاضه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثبات واليقين والإيمان , خاضه مع الصحب الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم , ثلاث مائة وأربعة عشر رجلاً ما على وجه الأرض يومها أحب إلى الله منهم , رجال نادى عليهم منادي الرحمن : يا أهل بدر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم , رجال أقدامهم حافية وثيابهم بالية , وأحشاؤهم خاوية , ولكن قلوبهم نقية زكية , وهممهم شريفة سامية .
وقعت عزوة بدر في شهر رمضان , شهر العمل والصبر والجهاد في سبيل الله , شهر تتضاعف فيه همة المؤمن ويقترب من ربه الكريم الرحيم وتفتح فيه أبواب الجنان فهي أثمن وأنفس فرصة للمؤمن لكي لكي يضاعف فيها نشاطه وعمله في سبيل الله عز وجل وأكثر المعارك الإسلامية الكبرى في تاريخ المسلمين وقعت في هذا الشهر الكريم .
غزوة بدر – أيها المسلمون : تبين بجلاء أن النصر كله بيد الله يؤتيه من يشاء , فالصحابة رضوان الله عليهم لما خرجوا معه النبي صلى الله عليه وسلم لم يكونوا يريدون الحرب وما ظنوا أن سيكون قتال ولذلك لم يتهيئوا للحرب والقتال ولم يعدوا ما يكفي من العدة ومع ذلك أظفرهم الله ونصرهم على عدوهم لما صدقوا ما عاهدوا الله عليه وامتثلوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم, فببركة إيمانهم وبصدقهم مع الله وطاعتهم لرسوله نصرهم الله وأظفرهم وأظهرهم على عدوهم , وحينما تكون المعركة بين الإيمان والكفر – أيها المؤمنون – فإن النتائج لا تقاس بالمقاييس البشرية التي تبنى عادة على الأسباب المادية وحدها , فإن الله عز وجل يؤيد جند الإيمان , يؤيد المؤمنين على الكافرين وان كان الميزان المادي بينهم ويبن عدوهم ليس متكافئاً فان الله الرحيم بعباده المؤمنين يعوض ما عساه نقص من استعداداتهم بما شاء من جنوده وما يعلم جنود ربك إلا هو .
فالصحابة رضوان الله عليهم في بدر كان عدوهم أكثر منهم عدداً واقوي عدةً , كان جيش المشركين ثلاثة أضعاف جيش المؤمنين ولكنهم لما لجئوا إلى ربهم واستغاثوا به نصرهم الله عز وجل على عدوهم رغم هذا الفارق المادي الكبير في العدد والعدة .
لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوانى عن مشاورة أصحابه في جلائل الأمور وخاصة في المواقف الخطيرة كغزوة بدر وغزوة أحد وغزوة الخندق كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بمبدأ المشاورة امتثالاً لأمر ربه عز وجل ولأن القرار الفردي عرضة للخطأ ولذلك كانت بركات هذا المبدأ تنزل عليه وعلى أصحابه نجاحاً وفلاحاً وفوزاً في الأمور ونصراً وظفراً في المعارك .
والأمر كله لله ،الملك ملكه والخلق عبيده , فالخلق مفتقرون كلهم إلى الخالق وهذه هي حقيقة العبودية فهي حقيقة عرفها المؤمن وامتثل لها وعاندها الكافر وتمرد عليها, وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الموقف العظيم يعلمنا هذا الدرس الجليل مهما كانت الأحوال فإن إظهار الافتقار إلى الله عز وجل والتضرع بين يديه والتذلل له سبحانه وإظهار الضعف بين يديه والحاجة إليه والاستغاثة به , هذه كلها أمور مطلوبة من المؤمن مهما كانت الاستعدادات أو المعطيات فالنبي صلى الله عليه وسلم مع يقينه بالنصر حتى إنه حدد المواضع التي سيقتل فيها زعماء المشركين ومع ذلك يقف بين يدي ربه يدعو ويلح في الدعاء والتضرع والاستغاثة ولذا استجاب لهم الله فنصرهم وأيدهم على الرغم من ذلتهم ذلت ضعف القوة وقلة العدد يقول تعالى ( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ).
إن من ابرز سمات معركة بدر – أيها المسلمون – انه تلاشت فيها العصبيات والقبليات ونعرات الجاهلية فلم يكن المسلمون ينتصرون لقبيلة أو لون أو جنسية , بل كانوا ينصرون الإسلام وأهل الإسلام ويواجهون الشرك والمشركين (الذين امنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت ) وهذا هو حال المسلم في كل مكان وزمان , ينصر إخوانه المسلمين ولو اختلفت ألسنتهم وألوانهم , لأنه بذلك ينصر الدين وإخوانه المؤمنين .
والتقوى – أيها المتقون – سبيل النصر للمؤمنين وطريق الفلاح للمفلحين (بلى إن تصبروا وتتقوا) بالصبر والتقوى تنزل ملائكة الرحمن نصرة لجند الإيمان , فمن صبر واتقى جعل له ربه من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً .
الصبر عاقبته الخير والسعادة وفي الحديث الصحيح ( ما أعطى أحد عطاء خيرا من الصبر)
ألا فاتقوا الله أيها المسلون وخذوا من درس الغزوة الدروس العظات واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين )