عشر ذي الحجة-26-11-1441ه-مستفادة من خطبة الشيخ عنان

محمد بن سامر
1441/11/26 - 2020/07/17 05:52AM
عشر ذي الحجة-26-11-1441ه-مستفادة من خطبة الشيخ عنان   
الحمدُ للهِ ربِ العالمينَ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وليُ الصالحينَ، وأشهدُ أنَّ محمدًا رسولُه الأمينُ، عليه وآلهِ أتمُ الصلاةُ والتسليمِ.
"يا أيها الذينَ آمنوا اتقوا اللهَ حقَ تقاتِه ولا تموتُنَّ إلا وأنتم مسلمون".
أما بعد: فيا إخواني الكرام:
سنستقبلُ أيامًا فاضلةً، وأزمنةً شريفةً، وموسمًا مباركًا للعملِ الصالحِ، إنها الأيامُ العشرُ الأُولُ من شهرِ ذي الحجةِ، وهي أيامٌ مباركاتٌ، خصها اللهُ-عزَ وجلَّ-بخصائصَ، وميزها بِمُمَيزاتٍ، لِيقبلَ المسلمُ على طاعةِ اللهِ-عز وجل- فيها، ويبتعدَ عن معصيته، وهذه عشرُ خصائصَ:

    • أنَّ اللهَ-عز وجل-اختارَها واصطفاها وجعلَها أفضلَ أيامِ السنةِ على الإطلاقِ.

    • أنَّ اللهَ أقسمَ بها تشريفًا لها، وإعلاءً لشأنِها قال-سبحانه-: "والفجر*وليالٍ عشرٍ*والشفعِ والوترِ"، قال المفسرون: "المرادُ بالعشرِ في الآيةِ العَشْرُ الأُوَلُ مِن ذِي الحجةِ".

    • أنها خيرُ أيامِ العملِ الصالحِ؛ فما تقرَّب إلى اللهِ مُتقربٌ بعبادةٍ أفضلَ مِن التقربِ إليه-تبارك وتعالى-في هذه الأيامِ الشريفةِ الفاضلةِ، قالَ النبيُ-صلى اللهُ عليه وآلهِ وسلم-: "ما مِن أيامٍ العملُ الصالحُ فيها أحبُّ إلى اللهِ من هذهِ الأيامِ-يعني أيامَ العشرِ-قالوا: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ قال: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلا رجلٌ خرجَ بنفسِه ومالِه ولم يرجعْ من ذلك بشيْءٍ".

    • أنها أيامٌ تجتمعُ فيها من أٌماتِ الطاعاتِ التي لا تجتمعُ في غيرِها من أيامِ السنةِ، ففي هذه العشرِ تجتمعُ: الصلاةُ والصيامُ والحجُ والذبحُ، وغيرُها من الطاعاتِ الجليلةِ، والعباداتِ العظيمةِ.

    • أنَّ اللهَ-تبارك وتعالى-جعلَها موسمًا لحجاجِ بيتِ اللهِ الحرامِ، وجعل فيها أيامَه العظيمةَ؛ ففي هذه العشر يومُ عرفةَ الذي قالَ فيه النبيُّ-صلى اللهُ عليه وآلهِ وسلمَ-: لما سُئل عنه: "يُكفِّر السنةَ الماضيةَ والباقيةَ".

    • يُشرَع فيها التكبيرُ المطلقُ، وهو في جميعِ الأوقاتِ، من أولِ دخولِ شهرِ ذي الحِجةِ إلى آخرِ أيامِ التشريقِ؛ لقولِه-سبحانَه-: "ليشهدوا منافعَ لهم ويذكروا اسمَ اللهِ في أيامٍ معلوماتٍ"، وهي الأيامُ العشرةُ من عشرِ ذِي الحِجةِ، أو عاشرُها وأيامُ التشريقِ الثلاثةُ بعدَه، وقالَ-سبحانَه-: "واذكروا اللهَ في أيامٍ معدوداتٍ"، وهي أيامُ التشريقِ: الحادي عشرَ، والثاني عشرَ، والثالثُ عشرَ؛ لقولِ النبيِّ-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَ-: "أيامُ التشريقِ أيامُ أكلٍ وشربٍ وذكرٍ للهِ-عزَّ وجلَّ-".

    • التكبيرُ المقيَّدُ بعد الصلواتِ الخمسِ المفروضةِ، ويبدأ من صلاةِ الصبحِ يومَ عرفةَ إلى صلاةِ العصرِ من آخرِ أيامِ التشريقِ وقد دلَّ على ذلك الإجماعُ وفعلُ الصحابةِ-رضي الله عنهم-، وصفته: "اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدِ".

         أستغفر اللهَ العظيمَ لي ولكم...
    الخطبة الثانية
    الحمدُ للهِ كما يحبُ ربُنا ويرضى، أَمَّا بَعْدُ:

      • فمما يُشرَع للمسلمِ في هذهِ العشرِ المباركةِ: الصدقاتُ بأنواعِها، وبذلُ الإحسانِ، وصلةُ الأرحامِ، والبرُّ بأبوابِه ومجالاتِه الواسعةِ.

      • ومِما يُشرَع للمسلمِ العنايةُ بها في هذه العشرِ المباركةِ وما بعدَها مِنْ أيامِ العيدِ، أنْ يتقربَ إلى اللهِ-سبحانَه وتعالى-بنحرِ أضحيتِه في يومِ النحرِ، وهو اليومُ العاشرُ من هذهِ الأيامِ تقربًا إلى اللهِ وطلبًا لثوابِه، فإنَّ الحُجَاجَ يتقربونَ إلى اللهِ في يومِ النحرِ بذبحِ الهديِ، والمسلمينَ في البلدان يتقربونَ إلى اللهِ بذبحِ الأُضحيةِ، قال النبيُّ-صلى اللهُ عليه وآله وسلم-: "إذا رأيتمْ هلالَ ذي الحِجةِ، وأرادَ أحدُكم أنْ يضحيَ فلْيُمْسِكْ عن شعرِه وأظفارِه"، فمنْ أرادَ أن يُضَحِيَ، فعليه إذا دخلتِ العشرُ ألا يأخذَ من شعرِه ولا من أظفارِه شيئًا حتى يُضَحِيَ، وهذا حُكْمٌ خاصٌ بمن أرادَ أنْ يُضَحِيَ، أما أهلُه وأولادُه ومن يُضحي عنهم فإنه لا يشملُهم ذلك الحكمُ، وإذا لم يأخذوا من أشعارِهم وأظافرِهم احتياطًا وخروجًا من الخلافِ فهو حسنٌ، والحكمةُ من النهيِ أنْ يبقى كاملَ الأجزاءِ ليُعتَقَ من النَّارِ.

      • منْ أخذَ من المضحين شيئًا من شعرِه أو أظفارِه متعمدًا دونَ ضرورةٍ فإنه يأثمُ بذلك، ولا يضرُّ ذلك أُضْحِيَتَه، فإنها مجزئةٌ، وليس عليه كفارةٌ، وإنما عليه التوبةُ والاستغفارُ.

      لا إله إلا اللهُ العظيمُ الحليمُ، لا إله إلا اللهُ ربُ العرشِ العظيمِ، لا إله إلا اللهُ ربُ السماواتِ وربُ الأرضِ وربُ العرشِ الكريمِ، لا إله إلا أنتَ سبحانَك إنَّا كنا من الظالمينَ، اللهم اهدنا والمسلمينَ لأحسنِ الأخلاقِ والأعمالِ، واصرفْ عنا والمسلمينَ سيِئ الأخلاقِ والأعمالِ، اللهم أصلحْ ولاةَ أُمورِنا وولاةَ أُمورِ المسلمينِ، وارزقهمْ البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ، ووفقهمْ لما تحبُ وترضى، وانصرْ جنودَنا المرابطينَ، ورُدَّهُم سالمينَ غانمينَ، اللهم اغفرْ لنا ولوالدينا وللمسلمينَ، أسألُك لي ولهم من كلِّ خيرٍ، وأعوذُ وأُعيذُهم بك من كلِّ شرٍ، اللهم اشفنا واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم اجعلنا والمسلمينَ ممن نصرَك فنصرْته، وحفظَك فحفظتْه، اللهم عليك بأعداءِ المسلمينَ فإنهم لا يعجزونَك، اكفنا واكفِ المسلمين شرَّهم بما شئتَ يا قويُ يا عزيزُ.
      المرفقات

      عشر-ذي-الحجة-26-11-1441ه-مستفادة-من-خطبة-الشيخ-ع

      عشر-ذي-الحجة-26-11-1441ه-مستفادة-من-خطبة-الشيخ-ع

      عشر-ذي-الحجة-26-11-1441ه-مستفادة-من-خطبة-الشيخ-ع-2

      عشر-ذي-الحجة-26-11-1441ه-مستفادة-من-خطبة-الشيخ-ع-2

      المشاهدات 748 | التعليقات 0