عشرُ ذي الحِجة وسباق القلوب! [خطبة مُوجزة]
عبداللطيف بن عبدالله التويجري
عشرُ ذي الحِجة وسباق القلوب!
[خطبة مُوجزة]
1441/12/3هـ
الخُطبة الأولى:
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾، أَمَّا بَعْد:
عبادَ الله:
إنها زينةُ أيامِ دهرِكم، اختارَها اللهُ على سائرِ الأيام، قالَ كعبُ الأحبارِ رحمَه الله: (اختارَ اللهُ عزَّ وجلَّ البلاد، فأحبُّ البلدانِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ البلدُ الحرام، واختارَ اللهُ الزمانَ فأحبُ الزمانِ إلى اللهِ الأشهرُ الحرم، وأحبُّ الأشهرِ إلى اللهِ ذو الحجة، وأحبُّ ذي الحجةِ إلى اللهِ تعالى العشرُ الأولُ منه).
أيُّها الفضلاء:
ومنْ رحمةِ اللهِ في هذه الأيامِ المباركةِ تعددُ أبوابِ البرِ فيها، من ذكرٍ لله تعالى وصيامٍ وصدقةٍ وأضحيةٍ وحجٍ ودعاء، فإنْ فرغتَ من عبادةٍ شرعتْ في أختِها، فكنْ مستثمرًا في بنكِ الآخرة، ولقدْ أعانَك اللهُ ووسع، فنوَّعَ عليك أنواعَ الطاعات، وضروبَ العبادات؛ فشمرْ وبادرْ واغتنم:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ*لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ* وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ* الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35)﴾
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم..
الخُطبة الثانية:
أمَّا بعد: عبدَالله:
إنْ حالتِ الأعذارُ بينَك وبينَ حجِّ بدنِك، فإنَّه لا حائلَ بينَك وبينَ حجِّ قلبِك، فاقصدْ إلى اللهِ بقلبِك؛ تبلغْ نيةَ الحجاج، فمناطُ الأمرِ تقوى القلوب: ﴿لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ﴾ فالفلاحُ كلَّ الفلاحِ بما في القلبِ من تقوى وصلاح.
فأوقدُوا قلوبَكم بالتقوى كما توقدون سرجَكم لعبادةِ أبدانِكم، فالنورُ نورُ القلوب، والعملُ عملُ القلوب، والسعيُ سعيُ القلب، فالتقوى هوَ رأسُ المقاصدِ في هذه الأيامِ من صلاةٍ وزكاةٍ وصومٍ وحج.
عبادَ الله:
واللهَ اللهَ عبادَ اللهِ بالتكبيرِ فإنه شعارُ هذه الأيام، كبِّروا ليبلُغَ تكبيرُكم عَنانَ السماء، كبِّروا فإن اللهَ عظيمٌ يستحقُّ الثناء، أكثِرُوا منَ الأعمالِ الصالحة، وتزوَّدُوا من ساعاتِ هذه الأيام، فهيَ التجارةُ الرابحة، واعلمُوا أن للهِ تعالى نفَحَاتٍ فاستكثِرُوا من الصالحات، وتطهَّرُوا من دَنَسِ المعاصي والسيئات، إن العُمرَ لا يعُود، والمَوسِمَ لا يدُوم، والزادَ زادُ القلوب: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ﴾.
المرفقات
عشرُ-ذي-الحِجة-وسباق-القلوب
عشرُ-ذي-الحِجة-وسباق-القلوب
عشرُ-ذي-الحِجة-وسباق-القلوب-2
عشرُ-ذي-الحِجة-وسباق-القلوب-2