عشرة تنبيهات بين يدي الامتحانات
عبدالله بن رجا الروقي
1435/02/29 - 2014/01/01 10:27AM
إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلامضل له ومن يضلل فلاهادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾
أما بعد ففي هذه الأيام تبدأ الامتحانات ولا يكاد يخلو بيت من أحد معني بهذا الأمر ولذا فهو أمر عام نحتاج فيه إلى التذكير والتناصح.
ولأجل ذلك فهذه تنبيهات بين يدي الامتحانات:
التنبيه الأول : هو الوصية بتقوى الله للجميع ومنهم الطلاب فإن تقوى الله هي السبب الأعظم للفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة
قال تعالى ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا﴾ وقال تعالى: ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾ وتقوى الله تكون بطاعته فعلاً لما أمر به واجتناباً لمانهى عنه فأبشر يامن اتقيت الله بماوعد الله به في هاتين الآيتين بأن الله سيجعل لك مما أهمك مخرجاً ومن أمرك يسراً في الامتحانات وغيرها.
التنبيه الثاني : توكل على الله فمن توكل على الله كفاه من كل شيء قال تعالى ﴿ ومن يتوكل على الله فهو حسبه﴾ والتوكل على الله يكون باعتماد القلب على الله مع فعل الاسباب المشروعة فليكن قلبك متعلقاً بالله ولا تعتمد على فهمك أو حفظك أو صحتك فتُخذل بل اعتمد على الله اعتمادَ مفتقرٍ إليه مع بذل الأسباب من حفظ وتَفَهُّم وغيرها فالتوكل على الله هو أصل أسباب النجاح.
التنبيه الثالث : الصلاة عمود الإسلام والفارقة بين الكفر والإيمان قال ﷺ : إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة. رواه مسلم. فحافظ عليها مع جماعة المسلمين في المساجد ، واعلم أن الصلاة من أسباب النجاح وقد أمر الله بالاستعانة بها فقال تعالى : ﴿ وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ واحذر من تضييعها والتقصير فيها فإن أيام الامتحانات مظِنة ذلك فربما نام عنها بعض الطلاب فلم يؤدها في المسجد تساهلاً منه وهذا محرم وأعظم من ذلك أن ينام عنها ولا يأخذَ بأسباب الاستيقاظ لها حتى يخرج وقتها وهذا منكر عظيم ويُخشى على فاعله أن يكون له حكم تارك الصلاة فيخرج بذلك من الإسلام وهو لايشعر.
التنبيه الرابع : على المسلم في كلّ أموره أن يفزع إلى الله بالدعاء وخاصة أوقات الشدائد كالامتحانات فكم من عسير يسره الله بالدعاء وكم من كربة كشفها الله بالدعاء فارفع يديك
وناد الكريم عز وجل فهو نعم المولى ونعم الوكيل ومن ذلك الإكثار من قول لاحول ولاقوة إلا بالله ، وقد قال عنها العلامة ابن القيم : لو أن عبداً قال لاحول ولاقوة إلا بالله وكان مأموراً بإزالة جبل لأزاله. انتهى.
وقبل ذلك هي كنز من كنوز الجنة كما أخبر النبي ﷺ.
واغتنم أيها المسلم دعاء الوالدين لك فإن دعاء الوالد لولده مستجابٌ.
ثم ليُعلم أنه ليس هناك دعاء خاص بالامتحانات فما يتداوله بعض الطلاب من دعاء للحفظ أو ودعاء للنجاح : ليس بصحيح بل يدعو الإنسان بماتيسر من الأدعية دون التقيد بدعاء معين.
التنبيه الخامس :إياك أيها الطالب وامتهانَ الكتب المدرسية برميهاعلى الأرض أو في النفايات خاصةً التي بها آيات وأحاديث فإن هذا كله فعل محرم وهذا المنظر يتكرر - وللأسف - كل عام.
وإن من تعظيم الله تعظيم ذكره سبحانه قال تعالى: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) وشعائر الله كل ما أشعر الله بتعظيمه ومنها هذه الكتب لما تضمنته من ذكر الله تعالى.
وممايُذكر في سير الصالحين أن رجلاً صالحاً رؤي في المنام بعد موته في حال حسنة فقيل بمَ غفر الله لك فقال : رأيت ورقة ملقاة فيها ذكر الله فرفعتها من الأرض فغفر الله لي.
التنبيه السادس: ألا فليتنبه الطلاب وأولياء أمورهم إلى خطرالمخدرات التي يكثر ترويجها من قِبل المفسدين الذين يتحينون أوقات الامتحانات ليُغروا بها الشباب بدعوى أنها تساعد على المذاكرة.
والواقع أنها تدمر عقل الطالب وتوقعه في فخ الإدمان.
التنبيه السابع : معاشر الآباء إن رعاية أولادكم ليست بتوفير الطعام والشراب لهم فحسب بل هناك أمر آخر أوجب من هذا وهو حفظ دينهم وخلقهم فكل فساد يقع فيه الولد بسبب تفريط والده وتقصيره في رعايته فإن الأب آثم بذلك مسؤول عنه أمام الله قال ﷺ :
كلكم راع ومسؤول عن رعيته ، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته ، والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته. رواه البخاري
وقال ابن القيم رحمه الله: من أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء إليه غاية الإساءة وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه فأضاعوهم صغارا فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارا. انتهى.
فاحفظوا أولادكم معاشرَ الآباء ولاتتركوهم فريسة سهلة لرفقاء السوء الذين يستغلون خروجهم من الامتحانات مبكراً فيدعونهم إلى الركوب معهم فيوقعونهم في المخدرات أو التدخين وربما اعتدوا على أعراضهم وكل هذه المصائب تكثر خلال فترة الامتحانات وأقسامُ الشرطة شاهدة بذلك.
التنبيه الثامن : يكثر التفحيط في أيام الامتحانات ومخاطره لاتخفى على العقلاء فكم من نفس ذهبت بسببه وكم تضرر به من أناس وكم دعوة ارتفعت إلى السماء على هؤلاء المفحطين فعلى الآباء متابعة ابنائهم ولايتركوا لهم الفرصة لهذا العمل ولا يعطوا السيارة لمن لايحسن استخدامها.
التنبيه التاسع : الحذرَ الحذرَ من الغش في الامتحانات ومن التساهل فيه سواء أكان من قبل الطلاب أو من قبل المدرسين الذين ربما تغاضوا عمن يغش وقصروا في أمانة المراقبة التي أوكلت إليهم ، والغش من كبائر الذنوب قال ﷺ من غشنا فليس منا. رواه مسلم.
التنبيه العاشر وهو الخاتمة نسأل الله حسنها: إن في هذه الامتحانات عبرة للمتفكرين فإنها تذكر المسلم بأسئلة القبر الثلاثة وهي أسئلة معلومة لنا في الدنيا : من ربك ومادينك ومن نبيك فمن أجاب عنها سعِد سعادة لايشقى بعدها أبداً ومن أخطأ الجواب خسر خسراناً لا فلاح بعده
وليتذكر بتسليم الشهادات تطاير الصحف فآخذ كتابه بيمينه جعلنا الله منهم وآخذ كتابه بشماله.
فالدنيا دار ابتلاء وامتحان ونتائجه عند الموت وفي البرزخ ويوم القيامة.
فاللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة يابر يارحيم.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾
أما بعد ففي هذه الأيام تبدأ الامتحانات ولا يكاد يخلو بيت من أحد معني بهذا الأمر ولذا فهو أمر عام نحتاج فيه إلى التذكير والتناصح.
ولأجل ذلك فهذه تنبيهات بين يدي الامتحانات:
التنبيه الأول : هو الوصية بتقوى الله للجميع ومنهم الطلاب فإن تقوى الله هي السبب الأعظم للفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة
قال تعالى ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا﴾ وقال تعالى: ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾ وتقوى الله تكون بطاعته فعلاً لما أمر به واجتناباً لمانهى عنه فأبشر يامن اتقيت الله بماوعد الله به في هاتين الآيتين بأن الله سيجعل لك مما أهمك مخرجاً ومن أمرك يسراً في الامتحانات وغيرها.
التنبيه الثاني : توكل على الله فمن توكل على الله كفاه من كل شيء قال تعالى ﴿ ومن يتوكل على الله فهو حسبه﴾ والتوكل على الله يكون باعتماد القلب على الله مع فعل الاسباب المشروعة فليكن قلبك متعلقاً بالله ولا تعتمد على فهمك أو حفظك أو صحتك فتُخذل بل اعتمد على الله اعتمادَ مفتقرٍ إليه مع بذل الأسباب من حفظ وتَفَهُّم وغيرها فالتوكل على الله هو أصل أسباب النجاح.
التنبيه الثالث : الصلاة عمود الإسلام والفارقة بين الكفر والإيمان قال ﷺ : إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة. رواه مسلم. فحافظ عليها مع جماعة المسلمين في المساجد ، واعلم أن الصلاة من أسباب النجاح وقد أمر الله بالاستعانة بها فقال تعالى : ﴿ وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ واحذر من تضييعها والتقصير فيها فإن أيام الامتحانات مظِنة ذلك فربما نام عنها بعض الطلاب فلم يؤدها في المسجد تساهلاً منه وهذا محرم وأعظم من ذلك أن ينام عنها ولا يأخذَ بأسباب الاستيقاظ لها حتى يخرج وقتها وهذا منكر عظيم ويُخشى على فاعله أن يكون له حكم تارك الصلاة فيخرج بذلك من الإسلام وهو لايشعر.
التنبيه الرابع : على المسلم في كلّ أموره أن يفزع إلى الله بالدعاء وخاصة أوقات الشدائد كالامتحانات فكم من عسير يسره الله بالدعاء وكم من كربة كشفها الله بالدعاء فارفع يديك
وناد الكريم عز وجل فهو نعم المولى ونعم الوكيل ومن ذلك الإكثار من قول لاحول ولاقوة إلا بالله ، وقد قال عنها العلامة ابن القيم : لو أن عبداً قال لاحول ولاقوة إلا بالله وكان مأموراً بإزالة جبل لأزاله. انتهى.
وقبل ذلك هي كنز من كنوز الجنة كما أخبر النبي ﷺ.
واغتنم أيها المسلم دعاء الوالدين لك فإن دعاء الوالد لولده مستجابٌ.
ثم ليُعلم أنه ليس هناك دعاء خاص بالامتحانات فما يتداوله بعض الطلاب من دعاء للحفظ أو ودعاء للنجاح : ليس بصحيح بل يدعو الإنسان بماتيسر من الأدعية دون التقيد بدعاء معين.
التنبيه الخامس :إياك أيها الطالب وامتهانَ الكتب المدرسية برميهاعلى الأرض أو في النفايات خاصةً التي بها آيات وأحاديث فإن هذا كله فعل محرم وهذا المنظر يتكرر - وللأسف - كل عام.
وإن من تعظيم الله تعظيم ذكره سبحانه قال تعالى: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) وشعائر الله كل ما أشعر الله بتعظيمه ومنها هذه الكتب لما تضمنته من ذكر الله تعالى.
وممايُذكر في سير الصالحين أن رجلاً صالحاً رؤي في المنام بعد موته في حال حسنة فقيل بمَ غفر الله لك فقال : رأيت ورقة ملقاة فيها ذكر الله فرفعتها من الأرض فغفر الله لي.
التنبيه السادس: ألا فليتنبه الطلاب وأولياء أمورهم إلى خطرالمخدرات التي يكثر ترويجها من قِبل المفسدين الذين يتحينون أوقات الامتحانات ليُغروا بها الشباب بدعوى أنها تساعد على المذاكرة.
والواقع أنها تدمر عقل الطالب وتوقعه في فخ الإدمان.
التنبيه السابع : معاشر الآباء إن رعاية أولادكم ليست بتوفير الطعام والشراب لهم فحسب بل هناك أمر آخر أوجب من هذا وهو حفظ دينهم وخلقهم فكل فساد يقع فيه الولد بسبب تفريط والده وتقصيره في رعايته فإن الأب آثم بذلك مسؤول عنه أمام الله قال ﷺ :
كلكم راع ومسؤول عن رعيته ، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته ، والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته. رواه البخاري
وقال ابن القيم رحمه الله: من أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء إليه غاية الإساءة وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه فأضاعوهم صغارا فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارا. انتهى.
فاحفظوا أولادكم معاشرَ الآباء ولاتتركوهم فريسة سهلة لرفقاء السوء الذين يستغلون خروجهم من الامتحانات مبكراً فيدعونهم إلى الركوب معهم فيوقعونهم في المخدرات أو التدخين وربما اعتدوا على أعراضهم وكل هذه المصائب تكثر خلال فترة الامتحانات وأقسامُ الشرطة شاهدة بذلك.
التنبيه الثامن : يكثر التفحيط في أيام الامتحانات ومخاطره لاتخفى على العقلاء فكم من نفس ذهبت بسببه وكم تضرر به من أناس وكم دعوة ارتفعت إلى السماء على هؤلاء المفحطين فعلى الآباء متابعة ابنائهم ولايتركوا لهم الفرصة لهذا العمل ولا يعطوا السيارة لمن لايحسن استخدامها.
التنبيه التاسع : الحذرَ الحذرَ من الغش في الامتحانات ومن التساهل فيه سواء أكان من قبل الطلاب أو من قبل المدرسين الذين ربما تغاضوا عمن يغش وقصروا في أمانة المراقبة التي أوكلت إليهم ، والغش من كبائر الذنوب قال ﷺ من غشنا فليس منا. رواه مسلم.
التنبيه العاشر وهو الخاتمة نسأل الله حسنها: إن في هذه الامتحانات عبرة للمتفكرين فإنها تذكر المسلم بأسئلة القبر الثلاثة وهي أسئلة معلومة لنا في الدنيا : من ربك ومادينك ومن نبيك فمن أجاب عنها سعِد سعادة لايشقى بعدها أبداً ومن أخطأ الجواب خسر خسراناً لا فلاح بعده
وليتذكر بتسليم الشهادات تطاير الصحف فآخذ كتابه بيمينه جعلنا الله منهم وآخذ كتابه بشماله.
فالدنيا دار ابتلاء وامتحان ونتائجه عند الموت وفي البرزخ ويوم القيامة.
فاللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة يابر يارحيم.
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق