عَرَفَةَ - الْعِيدِ -الْهَدْيِ و الْأَضَاحِيِّ التزاحم والتدافع -المتعجلين
محمد البدر
1439/12/05 - 2018/08/16 08:49AM
الْخُطْبَةَ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ : قَالَ تَعَالَى :﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾[الحج : 28].فلنحمد الله على ما من به علينا من إدراك أيام العشرة من ذي الحجة ونسأله أن يمن علينا بإدراك يَوْمُ عَرَفَةَ وهو اليوم الذي يعم الله عباده بالرحمات ويكفر عنهم السيئات ويمحو عنهم الخطايا والزلات يوم عرفة يوم يغيظ الشيطان ،وأجر صيامه لغير الحاج كما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :« يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ »رَوَاهُ مُسْلِمُ. وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي يُبَاهِي اللَّهَ مَلَائِكَتَهُ بِأَهْلِ عَرَفَةَ فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ »رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
عِبَادَ اللَّهِ :إِنَّ يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمُ يرجى إجابة الدعاء فيه قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ،لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وختام أيام العشر يوم العيد ويستحب فيه :
1- التَّكْبِيرِ :ويشرع التَّكْبِيرِ مِنْ فَجْرِ يَوْمِ عَرَفَةَ عَقِبَ كُلِّ صَلَاةٍ إلى عصر آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ.
2- الذهاب إلى مصلى العيد ماشياً إن تيسر له ذلك ،إلا إذا كان هناك عُذْرٌ مِنْ مَطَرٍ أَوْ غَيْرِهِ فيصلى في المسجد لفعل الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
3- استحباب حضور الخطبة :يقول شَيْخُ الإسْلامِ ابنُ تَيْمية يَرْحَمُهُ اللَّهُ أن صَلاَةِ الْعِيدِ واجبة ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ولا تسقط إلا بعذر، والنساء يشهدن العيد مع المسلمين حتى الحيض والعواتق، ويعتزل الحيض المصلى فَعَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال« لِتَخْرُجِ الْعَوَاتِقُ ذَوَاتُ الْخُدُورِ - أَوِ الْعَوَاتِقُ وَذَوَاتُ الْخُدُورِ وَالْحُيَّضُ ، فَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ ، وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ ، وَيَعْتَزِلُ الْحُيَّضُ الْمُصَلَّى »رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
4- مخالفة الطريق:يستحب الذهاب إلى مصلى العيد من طريق والرجوع من طريق آخر فعن جابر رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :«كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يومُ عيدٍ خَالَفَ الطَّريقَ »رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
قَوْله :(خَالَفَ الطَّريقَ)يعني : ذَهَبَ في طريقٍ ، وَرَجَعَ في طريقٍ آخَرَ .
5- التَّهْنِئَةِ بِالْعِيدِ :يجوز التهنئة بالعيد وذلك لثبوته عن الصحاب رضي الله عنهم ونقول: « تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ» .
6 – وأن يذبح بعد الصلاة ، فَعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ :خَطَبَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ قَالَ « إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا ،وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ عَجَّلَهُ لأَهْلِهِ ، لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ »مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَاعلموا أن فِي الأَضَاحِي أَرْبَعٌ لاَ تَجُوزُ: فَعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : خَطَبَنَا النَّبِيُّ صَلَّى الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :«أَرْبَعٌ لاَ تَجُوزُ فِي الأَضَاحِي الْعَوْرَاءُ بَيِّنٌ عَوَرُهَا وَالْمَرِيضَةُ بَيِّنٌ مَرَضُهَا وَالْعَرْجَاءُ بَيِّنٌ ظَلْعُهَا وَالْكَسِيرُ الَّتِي لاَ تُنْقِي » رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
عِبَادَ اللَّهِ : عِبَادَ اللَّهِ :كَانَ مِنْ هَدْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَذْبَحَ أُضْحِيَّتَهُ بعد صلاة العيد فيأكل منها فَعَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّىَ فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى ، وَمَنْ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللَّهِ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. أقول قولي هذا....
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ: ان مما يلاحظ ويشاهد بين الحجاج ظاهرة التزاحم والتدافع والتي نتج عنها الحقد والبغض والتنافر والتناحر والجدال والاقتتال والدهس بالأقدام بين الحجاج وهذا مما ينافي الحج المبرور فمن ذلك ما يحدث في الطواف والتنقل بين المشاعر وفي رمي الجمرات وذبح الأضاحي...إلخ ومن تلك الظواهر السيئة التدافع والتزاحم في عرفات كذلك طريق المشاة الى المزدلفة مليئة بالأوراق وقوارير الماء والكراتين وأعقاب السجائر وقشور الفواكه وبعض المأكولات والمشروبات وكل أنواع القاذورات وغيرها كذلك نرى شدة التزاحم والتدافع بين الحجاج المتعجلين ومزاحمة كبار السن والنساء والعجزة والأطفال والضعفة والمساكين والله المستعان لذا فإن التأخير فيه أجر كبير واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وصاحبته رضي الله عنهم أجمعين والسلف الصالح فليعي ذلك الحجاج.
عِبَادَ اللَّهِ: واعلموا ان من اهم الأسباب التي ساعدت على التجمعات والحشود البشرية والتزاحم ووقوع بعض الحوادث وكثرة الوفيات ووقوع قتلى واختناقات ووقوع حوادث التدافع والدهس بالأقدام
اولاً : ظاهرة الافتراش في الطرقات والأرصفة والممرات وحتى دورات المياه لم تسلم من ذلك.
ثانياً :الحجاج الذين لا يحملون تصريح وليس لهم مأوى فبعضهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء والآخر يقيمون في المساجد يشتركون بشكل مباشر في مزاحمة الحجاج النظاميين ويعطلون السير بتجمعاتهم .وكل ذلك له تأثير سلبي على الخدمات المقدمة للحجاج كتأخر اسعاف المصابين في الحوادث وغيرها...
الا وصلوا ..