عذرا ..يا أهل الشام
إبراهيم بن سلطان العريفان
1434/03/12 - 2013/01/24 14:14PM
الحمد لله الذي نزل على عبده الفرقان ليكون للعالمين نذيراً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إنه كان بعباده خبيراً بصيراً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صفيه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة، أرسله بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، صلوات ربي وسلامه عليه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) فحياكم الله جميعا وطبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا.
أُوصِيكُم ـ أَيُّهَا النَّاسُ ـ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَاتَّقُوا اللهَ ( وَاعلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ )
إخوة الإيمان والعقيدة ... قال الله تعالى ( كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) وصح في الحديث الذي يرويه الصحابي الجليل زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُؤَلِّفُ – أي نجمع - الْقُرْآنَ مِنْ الرِّقَاعِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( طُوبَى لِلشَّامِ ) فَقُلْنَا : لِأَيٍّ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ طوبى بمعنى ..بشرى أي أصبحت خيرا وطيبا، لما هذه البشرى !! قال صلوات ربي وسلامه عليه ( لِأَنَّ مَلَائِكَةَ الرَّحْمَنِ بَاسِطَةٌ أَجْنِحَتَهَا عَلَيْهَا ) أي تحفها بإنزال البركة ، ودفع المهالك والمؤذيات، فطوبى يا شام.
عباد الله ... كلنا يتابع الأخبار من محطات وفضائيات، كلنا يتابع الأحداث الدامية على أرض الشام، على يد فرقة باطنية خبيثة، جمعت الكفر والضلال.
يا عباد الله ... هي كلمات وآهات، بل هي صرخات ورسالة اعتذار، نقولها من قلوبنا ( عذرا يا شام .. عذرا يا شام ) عذرا يا من تدافعون عن كرامة الأمة والإسلام، فشبابنا بالكرة مشغلون، والأمة بالمعاصي والربا غارقون، فها هي الشام تنادي وتستغيث، لكن أين السامعون!! فالشام صوت لا يسمع ، الشام تقصف وأنتم نائمون.
هل ماتت قلوبنا نحن نشاهد القتل والتدمير والخراب !! أين أنتم أيها العرب !! أين أنتم أيها المسلمون !! أين أمة المليار !! غثاء كغثاء السيل.
هي قصة الإسلام في أوطانـــــــــــه *** أمسى غريبا كالطريد الجانـي
هي قصة صاغ الحديـد فصولهـــا *** عن أمة التوحيد والقـــــــــرآن
فالشــام تنــدب والعـــراق كئيبــــــة *** والحزن خيم في ربى لبنــــــان
ويردد الأقصى حزينــــــا دائمــــــا *** يا أمة التوحيــــد أين مكانــــي
ها هي الشام تنادي وتستغيث *** ولكن هل من مجيب!! هل من مغيث!!
أتسبى المسلمات بكل أرض *** وعيش المسلمين إذن يطيب
أما لله والإسلام حق *** يدافع عنه شبان وشيب
عباد الله ... إن ما يحدث اليوم في الشام ...أمر عظيم ...من قتل وتدمير، فالشعوب والحكومات، حكاما ومحكمين مسؤولون عن هذه الجريمة، كلنا سنقف بين يدي الله تعالى ، ماذا قدمنا لأهلنا بالشام.
القضية ليست عنصرية أو وطنية، بل قضية الشام مرتبطة بالعقيدة، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ( إني رأيت أن عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي ( القران الكريم )، فأتبعته بصري ، فإذا هو نور ساطع عُمد به إلى الشام، ألا وإنَّ الإيمان إذا وقعت الفتن في الشام) .
يا من تقرؤون القرآن ، وتقرؤون سورة الإسراء وسورة الأنفال...سيسألنا ربنا جل وعلا، ألم أنزل عليكم في القرآن ( وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ ..الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً ).
استنجدت امرأة بالمعتصم فصرخت 'وامعتصماه' فسمع المعتصم بالخبر وجهز جيشا وفتح عمورية
رب وامعتصماه انطلقت *** ملء أفواه البنات اليتم
لامست أسماعهم لكنها *** لم تلامس نخوة المعتصم
غزة تحترق ، سوريا تنزف ، لبنان تتألم ، الأردن تختنق ، العراق تتمزق ... وشعبنا يشاهدون مبارايات مع الأرجنتين، والأمة تقضي أوقاتها على المعاصي والمنكرات، لا يتألمون لجراح المسلمين، ولا يهتمون لأمرهم.
يا عبد الله ... يا من أكرمك الله بالسجود بين يديه، ربما تقول وماذا أصنع؟ وماذا أفعل؟ اقرع أبواب السماء بالدعاء.
من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم. فالمسلمون كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
يا حماة الشام ... يا من تدافعون عن الدين، نواسكم بآية من كتاب الله جل وعلا، آية واسى ربنا جل وعلا بها نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال ( وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌفَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ * وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ).
يا أهل الشام ... وإن تكالبت عليكم الدول الكافرة، والأمم الفاجرة، فإنّ معكم القوة التي لا ترام.. والعزة التي لا تضام.. والقدرة التي لا تغلب ( إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ ).
يا أهل الشام ... إنْ تخلَّى عنكم النّاس، فالتجئوا إلى ربِّ النّاس، ملكِ النّاس، إله النّاس.
وأنتم يا عباد الله ...عليكم بالدعاء لإخوانكم في الشام، إذا انقطعت الحبال الأرضية فاقرعوا أبواب السماء، وإذا انقطعت الأسباب، فالتجئوا إلى رب الأرض والسماء، فرُبَّ دعوة خرجت من قلبِ صادقٍ يُدمّر الله بها جحافل الكفر والنفاق ( وَإِذَا سَأَلَك عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ) وهدا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في معركة بدر يدعو الله حتى سقط رداؤه عن جنبه الشريف صلى الله عليه وسلم، وهو يدعو الله طيلة الليل يقول ( اللهم نصرك الذي وعدت، اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد بعد اليوم ) فنصره الله ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ ) كان صلى الله عليه وسلم يقول قبل المعركة ( اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم ).
اللهم يا من تملك خزائن السموات والأرض، وتملك خزائن النصر والتمكين، اللهم نصرك المبين لعبادك المجاهدين على أرض الشام.
بارك الله لي ولكم في القران العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمدُ للهِ الذي أنشأَ وبَرَا، وخلقَ الماءَ والثَّرى، وأبْدَعَ كلَّ شَيْء وذَرَا، ولا يَعْزُبُ عن علمه مثقالُ ذرةٍ في الأرض ولاَ في السَّماء، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله , أرسله هاديًا ومبشرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا.
معاشر المؤمنين ... قال الله تعالى ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ )
نصرخ ونستغيث متى نصر الله ؟ وكيف يأتي نصر الله !! ولربما كنا نحن من أسباب تأخير النصر.
يقول رب جل وعلا ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) هل تخلف وعد الله !! أم أننا لم نحقق الشرط!!
هل حافظنا على صلاة الفجر في جماعة ثم تخلف النصر؟ هل حافظنا على الصلوات في جماعة ثم تخلـف النصر؟ هل فتحنا كتاب الله فقرأناه وعملنا به ثم تخلـف النصر؟ هل تركنا سماع الأغـاني ومشاهدة الأفلام ثم تخلـف النصر؟ هل قمنا في وقت السحر فدعونا الله لإخواننا ثم تخلف النصر؟ هل قهرنا اليهود والنصارى في بيوتنا وحياتنا بترك عاداتهم وتقاليدهم ثم تخلف النصر؟.
عباد الله ... فقبل أن نحرر البلاد، لابد أن نحرر نفوسنا وقلوبنا.
فالطريق يبدأ من هنا .. صدق من قال : يا له من دين، لو أن له رجالاً.
فهل نحن من الرجال ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا. تَبْدِيلاً )
أُقسم بالله الذي رفع السماء بلا عمد، ليس النصر بالقنابل والصواريخ وحاملات الطائرات، إنما النصر بالثبات واليقين بوعد الله ( وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ ..وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ ).
وأُقسم بالذي رفع السماء بلا عمد ... الله ينصرنا إن نصرنا دينه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )
اللهم اقلب أرض الشام على أعدائك نارا، وسماءها شهبا وإعصارا، اللهم سلط على أعداء الشام ما خرج من الأرض، وما نزل من السماء، اللهم ثبت المؤمنين المرابطين في ارض الشام، اللهم أنصر من نصرهم... واخذل من خذلهم، اللهم سدد رأيهم واجمع صفهم وألف بين قلوبهم، للهم اجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين، اللهم سدد رميهم وجبر كسرهم. اللهم منزل الكتاب ، ومجري السحاب ، وهازم الأحزاب اهزم النصيرية العلوية الحاقدين، واهزم المنافقين والوثنيين وأعداء الملة والدين، اللهم لا تدع لهم قوة في الأرض إلا دمرتها، ولا قوة في السماء إلا أسقطتها، ولا قوة في البحر إلا أغرقتها، اللهم اجعل جنودهم غنيمة للمسلمين. اللهم مكن المجاهدين من رقابهم.
اللهم لا ترفع لطاغية الشام وجنوده في بلاد الشام راية، ولا تحقق لهم في بلاد المسلمين غاية، واجعلهم عبرة وآية. اللهم إنا نجعلك في نحورهم ، ونعوذ بك من شرورهم، اللهم وازرع الرعب في قلوبهم، ونوع الأمراض في عقولهم وأجسادهم. اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا.
عباد الله .... صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة عليه
أخوكم
خطيب جامع أبي عائشة
السعودية- الخبر - حي الثقبة
أُوصِيكُم ـ أَيُّهَا النَّاسُ ـ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَاتَّقُوا اللهَ ( وَاعلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ )
إخوة الإيمان والعقيدة ... قال الله تعالى ( كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) وصح في الحديث الذي يرويه الصحابي الجليل زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُؤَلِّفُ – أي نجمع - الْقُرْآنَ مِنْ الرِّقَاعِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( طُوبَى لِلشَّامِ ) فَقُلْنَا : لِأَيٍّ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ طوبى بمعنى ..بشرى أي أصبحت خيرا وطيبا، لما هذه البشرى !! قال صلوات ربي وسلامه عليه ( لِأَنَّ مَلَائِكَةَ الرَّحْمَنِ بَاسِطَةٌ أَجْنِحَتَهَا عَلَيْهَا ) أي تحفها بإنزال البركة ، ودفع المهالك والمؤذيات، فطوبى يا شام.
عباد الله ... كلنا يتابع الأخبار من محطات وفضائيات، كلنا يتابع الأحداث الدامية على أرض الشام، على يد فرقة باطنية خبيثة، جمعت الكفر والضلال.
يا عباد الله ... هي كلمات وآهات، بل هي صرخات ورسالة اعتذار، نقولها من قلوبنا ( عذرا يا شام .. عذرا يا شام ) عذرا يا من تدافعون عن كرامة الأمة والإسلام، فشبابنا بالكرة مشغلون، والأمة بالمعاصي والربا غارقون، فها هي الشام تنادي وتستغيث، لكن أين السامعون!! فالشام صوت لا يسمع ، الشام تقصف وأنتم نائمون.
هل ماتت قلوبنا نحن نشاهد القتل والتدمير والخراب !! أين أنتم أيها العرب !! أين أنتم أيها المسلمون !! أين أمة المليار !! غثاء كغثاء السيل.
هي قصة الإسلام في أوطانـــــــــــه *** أمسى غريبا كالطريد الجانـي
هي قصة صاغ الحديـد فصولهـــا *** عن أمة التوحيد والقـــــــــرآن
فالشــام تنــدب والعـــراق كئيبــــــة *** والحزن خيم في ربى لبنــــــان
ويردد الأقصى حزينــــــا دائمــــــا *** يا أمة التوحيــــد أين مكانــــي
ها هي الشام تنادي وتستغيث *** ولكن هل من مجيب!! هل من مغيث!!
أتسبى المسلمات بكل أرض *** وعيش المسلمين إذن يطيب
أما لله والإسلام حق *** يدافع عنه شبان وشيب
عباد الله ... إن ما يحدث اليوم في الشام ...أمر عظيم ...من قتل وتدمير، فالشعوب والحكومات، حكاما ومحكمين مسؤولون عن هذه الجريمة، كلنا سنقف بين يدي الله تعالى ، ماذا قدمنا لأهلنا بالشام.
القضية ليست عنصرية أو وطنية، بل قضية الشام مرتبطة بالعقيدة، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ( إني رأيت أن عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي ( القران الكريم )، فأتبعته بصري ، فإذا هو نور ساطع عُمد به إلى الشام، ألا وإنَّ الإيمان إذا وقعت الفتن في الشام) .
يا من تقرؤون القرآن ، وتقرؤون سورة الإسراء وسورة الأنفال...سيسألنا ربنا جل وعلا، ألم أنزل عليكم في القرآن ( وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ ..الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً ).
استنجدت امرأة بالمعتصم فصرخت 'وامعتصماه' فسمع المعتصم بالخبر وجهز جيشا وفتح عمورية
رب وامعتصماه انطلقت *** ملء أفواه البنات اليتم
لامست أسماعهم لكنها *** لم تلامس نخوة المعتصم
غزة تحترق ، سوريا تنزف ، لبنان تتألم ، الأردن تختنق ، العراق تتمزق ... وشعبنا يشاهدون مبارايات مع الأرجنتين، والأمة تقضي أوقاتها على المعاصي والمنكرات، لا يتألمون لجراح المسلمين، ولا يهتمون لأمرهم.
يا عبد الله ... يا من أكرمك الله بالسجود بين يديه، ربما تقول وماذا أصنع؟ وماذا أفعل؟ اقرع أبواب السماء بالدعاء.
من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم. فالمسلمون كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
يا حماة الشام ... يا من تدافعون عن الدين، نواسكم بآية من كتاب الله جل وعلا، آية واسى ربنا جل وعلا بها نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال ( وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌفَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ * وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ).
يا أهل الشام ... وإن تكالبت عليكم الدول الكافرة، والأمم الفاجرة، فإنّ معكم القوة التي لا ترام.. والعزة التي لا تضام.. والقدرة التي لا تغلب ( إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ ).
يا أهل الشام ... إنْ تخلَّى عنكم النّاس، فالتجئوا إلى ربِّ النّاس، ملكِ النّاس، إله النّاس.
وأنتم يا عباد الله ...عليكم بالدعاء لإخوانكم في الشام، إذا انقطعت الحبال الأرضية فاقرعوا أبواب السماء، وإذا انقطعت الأسباب، فالتجئوا إلى رب الأرض والسماء، فرُبَّ دعوة خرجت من قلبِ صادقٍ يُدمّر الله بها جحافل الكفر والنفاق ( وَإِذَا سَأَلَك عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ) وهدا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في معركة بدر يدعو الله حتى سقط رداؤه عن جنبه الشريف صلى الله عليه وسلم، وهو يدعو الله طيلة الليل يقول ( اللهم نصرك الذي وعدت، اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد بعد اليوم ) فنصره الله ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ ) كان صلى الله عليه وسلم يقول قبل المعركة ( اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم ).
اللهم يا من تملك خزائن السموات والأرض، وتملك خزائن النصر والتمكين، اللهم نصرك المبين لعبادك المجاهدين على أرض الشام.
بارك الله لي ولكم في القران العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمدُ للهِ الذي أنشأَ وبَرَا، وخلقَ الماءَ والثَّرى، وأبْدَعَ كلَّ شَيْء وذَرَا، ولا يَعْزُبُ عن علمه مثقالُ ذرةٍ في الأرض ولاَ في السَّماء، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله , أرسله هاديًا ومبشرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا.
معاشر المؤمنين ... قال الله تعالى ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ )
نصرخ ونستغيث متى نصر الله ؟ وكيف يأتي نصر الله !! ولربما كنا نحن من أسباب تأخير النصر.
يقول رب جل وعلا ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) هل تخلف وعد الله !! أم أننا لم نحقق الشرط!!
هل حافظنا على صلاة الفجر في جماعة ثم تخلف النصر؟ هل حافظنا على الصلوات في جماعة ثم تخلـف النصر؟ هل فتحنا كتاب الله فقرأناه وعملنا به ثم تخلـف النصر؟ هل تركنا سماع الأغـاني ومشاهدة الأفلام ثم تخلـف النصر؟ هل قمنا في وقت السحر فدعونا الله لإخواننا ثم تخلف النصر؟ هل قهرنا اليهود والنصارى في بيوتنا وحياتنا بترك عاداتهم وتقاليدهم ثم تخلف النصر؟.
عباد الله ... فقبل أن نحرر البلاد، لابد أن نحرر نفوسنا وقلوبنا.
فالطريق يبدأ من هنا .. صدق من قال : يا له من دين، لو أن له رجالاً.
فهل نحن من الرجال ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا. تَبْدِيلاً )
أُقسم بالله الذي رفع السماء بلا عمد، ليس النصر بالقنابل والصواريخ وحاملات الطائرات، إنما النصر بالثبات واليقين بوعد الله ( وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ ..وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ ).
وأُقسم بالذي رفع السماء بلا عمد ... الله ينصرنا إن نصرنا دينه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )
اللهم اقلب أرض الشام على أعدائك نارا، وسماءها شهبا وإعصارا، اللهم سلط على أعداء الشام ما خرج من الأرض، وما نزل من السماء، اللهم ثبت المؤمنين المرابطين في ارض الشام، اللهم أنصر من نصرهم... واخذل من خذلهم، اللهم سدد رأيهم واجمع صفهم وألف بين قلوبهم، للهم اجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين، اللهم سدد رميهم وجبر كسرهم. اللهم منزل الكتاب ، ومجري السحاب ، وهازم الأحزاب اهزم النصيرية العلوية الحاقدين، واهزم المنافقين والوثنيين وأعداء الملة والدين، اللهم لا تدع لهم قوة في الأرض إلا دمرتها، ولا قوة في السماء إلا أسقطتها، ولا قوة في البحر إلا أغرقتها، اللهم اجعل جنودهم غنيمة للمسلمين. اللهم مكن المجاهدين من رقابهم.
اللهم لا ترفع لطاغية الشام وجنوده في بلاد الشام راية، ولا تحقق لهم في بلاد المسلمين غاية، واجعلهم عبرة وآية. اللهم إنا نجعلك في نحورهم ، ونعوذ بك من شرورهم، اللهم وازرع الرعب في قلوبهم، ونوع الأمراض في عقولهم وأجسادهم. اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا.
عباد الله .... صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة عليه
أخوكم
خطيب جامع أبي عائشة
السعودية- الخبر - حي الثقبة