عداوة اليهود على مر الزمان

الحمد لله مُعزّ من أطاعه مذل من عصاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وسلم تسليما كثيرا.

فاتقوا الله تعالى، فإن من اتقى الله وقاه، وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه.

عباد الله .. إنّ من يتأمَّل التاريخ على طول مداه، ويتأمل في أحوال الأمم وأخلاقها ومعاملاتها، يجد أن أسوء الأمم خُلقا وأشرَّها معاملة أمّةُ اليهود. تلك الأمة الغضبية الملعونة، أمّة الكذب والطغيان والفسوق والعصيان والكفر والإلحاد، أمّة ممقوتة لدى الناس لفضاضة قلوبهم وشدّة حقدهم وحسدهم، ولعظم بغيهم وطغيانهم، أهل طبيعة وحشية همجيّة، لا يباريهم فيها أحد، كلّما أحسوا بقوة ونفوذ وتمكن وقدرة هجموا على من يعادونه هجوم السبُع على فريسته، لا يرقبون في أحد إلًّا ولا ذمة، ولا يعرفون ميثاقا ولا عهدا. لا يُعرف في الأمم جميعها أمة أقصى قلوبًا ولا أغلظ أفئدةً من هذه الأمة. قد التصق بهم الإجرام والظلم والعدوان والجور والبهتان من قديم الزمان، يقول الله تعالى﴿فبما نقضهم ميثاقهم لعنَّاهم وجعلنا قُلوبَهم قاسية﴾  ويقول تعالى ﴿ثم قَسَت قُلوبُهم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدَّ قَسوة﴾.

ومن قسوة قلوب هؤلاء أنهم قتلوا بعضَ أنبياءِ الله الذين جاءوا يحملون إليهم الهداية والصلاح والسعادة والفلاح، وهكذا شأنهم دائمًا وأبدًا يقتلون الذين يُصْلِحون في الأرض ﴿كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون﴾ قال الله تعالى ﴿إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشِّرهم بعذاب أليم﴾ هذه القسوة التي وصفهم الله بها في القرآن ملازمةٌ لهم على مر العصور واختلاف الأزمان إلى زماننا هذا.

ثم هم مع ذلك أهل مكر وخديعة وخبث وكيد، وقد عان المسلمون الأوّل من صفة اليهود هذه الشيء الكثير، ولا يزال المسلمون يعانون الويل من جراء مكر اليهود وكيدهم ﴿إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتَّقوا لا يَضرُّكم كيدُهم شيئًا إنَّ الله بما يعملون محيط﴾ وقد دأب اليهود من قديم الزمان على الغدر والخيانة ونقض العهود والوعود ﴿يَنقُضون عهدَهم في كلِّ مرَّةٍ وهم لا يتَّقون﴾.

لقد عاش اليهود طوال حياتهم بؤرة فساد في المجتمعات وأساس كل منكر وفحشاء، ينشرون الرذيلة ويشيعون الفساد، وقد كانوا عبر التاريخ مصدرًا للمنكر والفحشاء، فهم أصحاب بيوت الدعارة في العالم، وناشرو الانحلال الجنسي في كل مكان، يبتزون أموال الشعوب، ثم يسخرونها في إشاعة الرذيلة بينهم، ليحطِّموا بذلك قيمهم، ويخلخلوا إيمانهم، ويضعفوا قوتهم، وليكونوا بذلك فريسة سهلة لهم.

عباد الله .. إن عِداء اليهود للإسلام عداء قديم منذ فجر الإسلام الأوّل، وعِداءهم وحقدهم على أهله معروف لدى الخاص والعام في قديم الزمان وحديثه، لأن الإسلام - عباد الله - عرى حالهم وكشف أمرهم وفضح مخازيهم وأظهر قبائحهم وشنائعهم، فبات أمرهم معلنًا بدل أن كان سرًّا، وباديا لكل أحد بعد أن كان خفيًا. وجاءت آيات القرآن الكريم آية تلوى الأخرى معرية أمر هؤلاء مجلية حقيقة أمرهم كاشفة كل مكرهم وكيدهم وخداعهم ﴿وكذلك نفصل الآيات ولتستبينَ سبيلُ المجرمين﴾.

لا غرابة -عباد الله- أن كان عداء اليهود للإسلام شديدًا فالإسلام جاء هادمًا لكل ما لديهم من بهتان، مبطلاً ومناقضًا لكل ما عندهم من جنوح وانحراف.

ظلال الإسلام يدعو إلى الإيمان والتوحيد والإخلاص، واليهود يدعون إلى الكفر والإلحاد والتكذيب والإعراض.

الإسلام يدعو إلى المُثُل العليا والقيم الرفيعة والرحمة والإحسان، واليهود يدعون إلى القسوة والإجرام والوحشية والعدوان والظلم والبهتان.

الإسلام يدعو إلى الحياء والستر والحشمة والعفاف، واليهود يدعون إلى الرذيلة والفساد والمكر والبغي.

الإسلام يحفظ الحقوق ويحترم المواثيق ويحرِّم الظلم، واليهود لا يعرفون حقّا ولا يحفظون عهدا ولا ميثاقًا، ولا يتركون الظلم والعدوان.

الإسلام يحرم قتل النفس بغير الحق ويحرم السرقة والزنا، واليهود يستبيحون سفك دماء غير اليهود وسرقة أموالهم وانتهاك أعراضهم.

ورغم كل هذا الضلال الذي هم فيه فإنهم يعتقدون في أنفسهم أنهم شعب الله المختار وأنهم أبناء الله وأحباؤه وأن أرواحهم متميزة عن بقية أرواح البشر بأنهم جزء من الله وأنه لو لم يخلق اليهود لانعدمت البركة من الأرض ولما نزلت الأمطار ولا وجدت الخيرات. ويعتقدون فيمن سواهم أنهم أشبه بالحمير وأن الله خلقهم على صورة الإنسان ليكونوا لائقين لخدمة اليهود، ألا شاهت وجوه الأخسرين ولعنة الله على المجرمين الظالمين المعتدين.

فمن أصدق من الله قيلا، وهو القائل جل في علاه ﴿قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ﴾

بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم .

 

 

الحمد لله عظيم الإحسان واسع الفضل والجود والامتنان وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيراً أما بعد

معاشر المؤمنين ... يجب أن ندرك جميعًا أن عدوان اليهود على المسلمين في فلسطين ليس مجرد نزاع على أرض، وأن ندرك أن قضية فلسطين قضيةٌ إسلامية يجب أن يؤرق أمرها بال كل مسلم. ففلسطين بلد الأنبياء وفيها ثالث المساجد الثلاثة المعظمة وهي مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبلة المسلمين الأولى وليس لأحد فيها حقّ إلا الإسلام فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين.

ويجب علينا أن ندرك أن تغلب هذه الشرذمة المرذولة والفئة المخذولة وتسلطهم على المسلمين إنما هو بسبب الذنوب والمعاصي وإعراض كثير من المسلمين عن دينهم الذي هو سبب عِزهم وفلاحهم ورفعتهم في الدنيا والآخرة ﴿وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير﴾  فلا بد من عودة صادقة وأوبة حميدة إلى الله جلّ وعلا ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾

ثم اعلموا رعاكم الله أن المؤمن في كل أحواله وفي جميع شؤونه في شدته ورخائه وفي سرائه ضرائه لا مفزع له إلا إلى الله ولا ملجأ له إلا إلى ربِّه وسيده ومولاه، فتوجهوا عباد الله بقلوبكم إلى الله .

إلهنا إليك المشتكى وأنت حسيبنا، يا من يجيب المضطر إذا دعاه ويجبر الكسير إذا ناداه ويفرِّج هم المهموم إذا ذل له ورجاه إلهنا إن اليهود تسلطوا على إخواننا المسلمين في فلسطين قتلا وتشريدا وعلى بيوتهم هدما وتخريبا وعلى حرماتهم هتكا وإفسادا. فكم من بيوت هدمت وكم من أعراض هتكت وكم من نساء رمِّلت وكم من دماء أريقت وكم من أطفال يتموا لقد تفاقم من اليهود الطغيان وتزايد السطو والإجرام وعظم الجبروت والعدوان إلهنا عليك باليهود المعتدين اللهم عليك باليهود المعتدين اللهم عليك باليهود المعتدين اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم اللهم مزقهم شر ممزق اللهم اجعل تدبيرهم تدميرا عليهم يا ذا الجلال والإكرام اللهم لا مفر لنا ولا ملجأ إلا إليك اللهم وأبطل كيدهم يا حي يا قيوم يا من بيده أزمة الأمور.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين.

اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، سريع الحساب، اهزم اليهود ومن عاونهم على المسلمين، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، الله أنزل عليهم رجزك وغضبك ومقتك وبأسك وعذابك إله الحق.

اللهم أنت مولانا ونصيرنا، وأنت حولنا وقوتنا، نسألك ربنا أن تفرج عن إخواننا المستضعفين في فلسطين، اللهم تقبل من قتل منهم، واشف جرحاهم، وعافي مبتلاهم، وفك أسراهم، واجعل اللهم لهم من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم. اللهم أمدهم بمدد من عندك، وجند من جندك.

اللهم يا حي يا قيوم، يا قوي يا عزيز، انصر عبادك الموحدين في فلسطين وفي كل مكان.
اللهم من أرادنا وأراد ديننا وبلادنا وأمننا بسوء فأشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميراً له يارب العالمين.

اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى، اللهم أمده بعونك وتوفيقك، واجعل عمله في رضاك يا أكرم الأكرمين، اللهم أصلح له البطانة، واصرف عنه بطانة السوء يا رب العالمين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات، وألف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، واهدهم سبل السلام. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

المرفقات

1698392574_عداوة اليهود.pdf

1698392590_عداوة اليهود.docx

المشاهدات 561 | التعليقات 0