عالم البرزخ

عنان عنان
1436/06/13 - 2015/04/02 08:14AM
" الخُطبةُ الأولى "

معاشِرَ المؤمنين، وضعنا اللهُ في أربعةِ عوالمَ، عالمِ الأرحامِ، وعالمِ الدنيا، وعالمِ البرزخِ، وعالمِ الأخرةِ، وقدْ عشنا في عالمِ الأرحامِ، وعشنا في عالمِ الدنيا وما زلنا فيهِ، وسوف ننتقلُ إلى عالمِ البرزخِ، ثُمَّ إلى عالمِ الأخرةِ، ونحنُ بعدَ الموتِ، سننتقلُ إلى عالمِ البرزخِ، فكيفَ هذا العالمُ؟ وكيفَ الحياةُ فيهِ؟ وكيفَ يعيشُ أهلُه؟ هلْ فيه عبادةٌ؟ هلْ فيه عملٌ؟ هلْ فيهِ نومٌ؟ هلْ نرى فيهِ أناسٌ، هلْ فيه زواجٌ ونساءٌ؟ هذا ما سنعرفهُ في هذه الخُطبةِ المباركةِ.

معاشِرَ المؤمنين، البرزخُ هو الحاجزُ الذي يكونُ بينَ الدنيا وبينَ هذا العالمِ، قالَ سبحانه: " ومن وراءهم برزخٌ إلى يومِ يُبعثونَ ". فأهلُ الدنيا لا يستطيعونَ أن يروهُ ولا يدخلوا عليهِ، ولا أهلُ البرزخِ يستطيعونَ أن يروا عالمَ الدنيا ويدخلوا عليهِ، فبينهم حاجزٌ يمنعُهم من ذلكَ، وهذا العالمُ هو أوَّلُ منزلةٍ من منازلِ الأخرةِ، فالحياةُ فيهِ إمَّا تكونُ في نعيمٍ، أو في عذابٍ، قالَ رسولُ الله-صلى الله عليه وسلم-: " القبرُ أوَّلُ منازلِ الأخرةِ ". والنعيمُ الذي يكونُ فيه يكونُ واقعاً على الروحِ، وكذلكَ العذابُ، فالجسدُ يبلى بالترابِ، ولا يبقى منه إلَّا عجْبُ الذنبِ، وهي العصعوصةُ التي تكونُ في ظهرِ الإنسانِ، حتى يُرجعهُ إلى-عزَّ وجلَّ-منها إلى جسدِه يومَ القيامةِ، الطفلُ الذي يكونُ في رحمِ أُمِّهِ، وعندما يُريدُ اللهُ أن يُخرجَهُ من عالمِ الأرحامِ، إلى عالمِ الدنيا، لا يُحبُّ الطفلُ أن يخرجَ منهُ يتقاسعُ ويتمسكُ في هذا العالمِ، ومع ذلكَ عالمُ الدنيا أرحمُ من عالمِ الأرحامِ، فكذلك الإنسانُ في الدنيا، لا يُحبُّ أن يخرجَ من عالمِ الدنيا إلى عالمِ البرزخِ، حتى وإن كانَ مؤمناً فيبقى خائفاً، ومع ذلكَ عالمُ البرزخِ للمؤمنِ أرحمُ له من عالمِ الدنيا، لذلكَ عندما يحتضرُ المؤمنُ، عندما يُريدُ أن يُفارقَ عالمَ الدنيا، عندما يكونُ في سكراتِ الموتِ، اللهُ-عزَّ وجلَّ-ينزِّلُ عليه ملائكةَ الرحمةِ، حتى تُبشِّرَهُ بلقاءِ اللهِ، ورحمةِ اللهِ، والنعيمِ الذي أعدَّهُ اللهُ لهُ، فيرى مقعدهُ في الجنَّةِ، فيُحبُّ لقاءَ اللهِ، ويُحبُّ اللهُ لقاءَهُ، لأنَّهُ قبلَ أن تأتيَهُ الملائكةُ يكونُ خائفاً من عذابِ اللهِ، ويكونُ خائفاً على زوجتِه وأولادِه، فماذا تقولُ لهمُ الملائكةُ، اسمعْ رعاكَ اللهُ، قالَ سبحانَه: " إنَّ الذينَ قالوا ربُّنا اللهُ ثُمَّ استقاموا تتنزلُ عليهمُ الملائكةُ الأ تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنَّةِ التي كنتم توعدون " أي لا تخافوا من عذابِ اللهِ، ولا تحزنوا على أهلِكم وأولادِكم، فاللهُ-عزَّ وجلَّ-سيحفظُهم لكم بسببِ صلاحِكم واسقامتِكم على طاعتِه، واللهُ خيرُ الحافظينَ. وعندما تخرجُ روحُ المؤمنِ من عالمِ الدنيا، يستقبلُها اللهُ برحمةٍ وعطفٍ وحُبٍ، كالغائبِ يرجعُ إلى أهلهِ، تأملْ إنساناً غابَ عن أهلِه عِشرينَ سنةً، كيفَ يستقبلُه أهلُه؟ قال رسولُ الله-صلى الله عليه وسلم-: " إنَّ للهِ مائةَ رحمةٍ، أنزلَ منها رحمةً واحدةً بينَ الجنِّ والإنسِ والبهائمِ والهوامِ، فيها بتعاطفونَ، وبها يتراحمون، وبها تعطفُ الوحشُ على ولدِها، وأخرَّ اللهُ تسعاً وتسعينَ رحمةً، يرحمُ بها عبادَه يومَ القيامةِ " [رواه مسلم].

معاشِرَ المؤمنينَ، المؤمنُ عندما يموتُ، يستريحُ من نصبِ وشقاءِ الدنيا، والكافرُ والفاجرُ عندما يموتُ، يستريحُ منهُ العبادُ والبلادُ والشجرُ والدوابُ، عن أبي قتادةَ بن ربعيٍّ أنهُ كانَ يُحدِّثُ أنَّ رسولَ اللهِ-صلى الله عليه وسلم- مرَّ عليهِ بجنازةٍ، فقالَ: " مُستريحٌ ومُستراحٌ منهُ، قالوا يا رسولَ اللهِ: ما المُستريحُ والمُستراحُ؟ قالَ: العبدُ المؤمنُ يستريحُ من نصبِ الدنيا، والعبدُ الفاجرُ يستريحُ منه العبادُ والبلادُ والشجرُ والدَّوابُ " [رواه مسلم]. لماذا يستريحُ المؤمنُ من الدنيا؟ لأنَّ المؤمنَ في الدنيا في سِجنٍ، والمسجونُ مقطوعٌ عن شهواتِ الدنيا، ومقطوعٌ عن الحُريةِ، والمسجونُ يعتريه الهمُّ والغمُّ، وكذلكَ المؤمنُ في الدنيا، قالَ رسولُ الله-صلى الله عليه وسلم-: " الدنيا سِجنُ المؤمنِ، وجنَّةُ الكافرُ " [متفقٌ عليهِ].

معاشِرَ المؤمنينَ، أينَ مُستقرُ الأرواحِ في عالمِ البرزخِ؟ الأرواحُ تتفاوتُ على حسبِ أعمالِها التي كانت في الدنيا، فمنهم في نعيمٍ عظيمٍ، ومنهم في نعيمٍ أقلٍّ، أرواحُ الأنبياءِ في عليين وهيَ أعلى المنازلِ، عن عائشةَ-رضي الله عنها-قالت: " عندما حضرت الوفاةُ للنبيِّ-صلى الله عليه وسلم- سمعتُهُ يقولُ: " بلِ الرفيقُ الأعلى " [رواه البخاري ومسلم].

أمَّا أرواحُ الشهداءِ، قالَ سبحانه عنهم: " ولا تحسبنَّ الذينَ قُتلوا في سبيلِ اللهِ أمواتاً بلْ أحياءٌ عندَ ربِّهم يُرزقونَ فرحينَ بما آتاهم اللهُ من فضلِه ويستبشرونَ بالذينَ لم يلحقوا بهم من خلفهم الأ خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون يستبشرونَ بنعمةٍ من اللهِ وفضلٍ وأنَّ اللهَ لا يُضيعُ أجرَ المؤمنينَ ". قالَ رسولُ الله-صلى الله عليه وسلم-: " إنَّ أرواحَ الشهداءِ في حواصلِ طيرٍ خُضرٍ، تسرحُ في الجنَّةِ حيثُ شاءتْ، ثُمَّ تأوي إلى تلكَ القناديلِ " [رواه مسلم]. عن مسروقٍ قالَ: " سألنا عبدَ اللهِ وهو ابن مسعودٍ عن هذه الأيةِ " ولا تحسبنَّ الذينَ قُتلوا في سبيلِ اللهِ أمواتاً بلْ أحياءٌ عندَ ربِّهم يُرزقونَ ". فقالَ: " أمَا إنَّا سألنا رسولَ اللهِ عن ذلكَ فقالَ: " أرواحُهم في حواصلِ طيرٍ خُضرٍ، لها قناديلُ مُعلقةٌ بالعرشِ، تسرحُ في الجَنَّةِ حيثُ شاءت، ثُمَّ تأوي إلى تلكَ القناديلِ، فاطَّلعَ إليهم ربُّهم اطلاعةً، فقالَ: هل تشتهونَ شيئاً؟ قالوا: وأيُّ شيءٍ نشتهي ونحنُ نسرحُ في الجنَّةِ حيثُ شئنا، ففعلَ بهم ذلكَ ثلاثَ مرَّاتٍ، فلمَّا رأوا لن يُتركوا من أن يسألوا، قالوا: يا رب نُريدُ أن تَرُدَّ أرواحنَا في أجسادِنا حتى نقتلَ في سبيلِكَ مرةً أُخرى، فلمَّا رأى أنْ ليسَ لهم حاجةٌ تُركوا " [رواه مسلم].
فروحُ الشهيدِ تكونُ في بدنِ طائرٍ تسرحُ في الجنَّةِ حيثُ شاءتْ ثُمَّ تأوي إلى قناديلَ معلقةٍ بالعرشِ من ذهبٍ.

أمَّا أرواحُ المؤمنينَ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " إنَّما نسمةُ المؤمنِ طائرٌ يعلُقُ من شجرِ الجنَّةِ، حتى يُرجعَهُ اللهُ إلى جسدهِ يومَ يَبعثُهُ " [رواه أحمد]. قالَ ابنُ كثيرٍ-رحمه الله-: " هذا الحديثُ فيهِ بِشارةٌ لِكُّلِ مؤمنٍ بأنَّ روحَهُ في الجنةِ، تسرحُ فيها، وتأكلُ من ثمارها، وتُشاهدُ ما أعدَّ اللهُ لها من الكرامةِ ". فاللهُ-عزَّ وجلَّ- يجعلُ روحَ المؤمنِ في بدنِ طائرٍ يأكلُ من شجرِ الجنَّةِ ويشربُ من أنهارها ويتلذَّذُ فيها بما أعدَّهُ اللهُ له.

" الخُطبةُ الثانيةُ "

معاشِرَ المؤمنينَ، أمَّا أرواحُ أطفالِ المسلمينَ الذينَ ماتوا قبلَ البلوغِ، فهم عصافيرُ في الجنَّةِ، في الحياةِ البرزخيةِ، وعندما تقومُ القيامةُ، يدخلونَ الجنَّةَ وأعمارُهم ثلاثٌ وثلاثونَ سنةً، فأهلُ الجنَّةِ كلِّهم على عمرٍ واحدٍ، ثلاثٍ وثلاثينٍ سنةً، وأطفالُ المسلمينَ يتكفَّلُهم سيدُنا إبراهيمُ-عليه الصلاةُ والسَّلامُ- قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم: " ذراري المسلمينَ تكفَّلَهم إبراهيمُ صلى الله عليه وسلَّم " [صححه الألباني-رحمه الله-]. قالَ عبدُ اللهِ ابنُ مسعودٍ-رضي الله عنه-: " أرواحُ ولدانِ المؤمنينَ، في أجوافِ عصافيرَ، تسرحُ في الجنَّةِ حيثُ شاءتْ، ثُمَّ تأوي إلى قناديلَ معلقةٍ بالعرشِ " [رواه ابن أبي حاتم]. وهؤلاء الأطفالُ يشفعونَ لوالديهم يوم القيامةِ إن كانوا مُسلمين وماتوا على لا إلهَ إلَّا اللهُ، فلا يرضى أن يدخلَ الجنَّةَ إلَّا مع والديهِ، وأرواح أطفالِ المشركينَ والكفارِ أيضاً في الجنَّةِ، لقولهِ تعالى: وما كنَّا مُعذِّبينَ حتى نبعثَ رسولاً ". وهؤلاء ماتوا على الفِطرةِ، فبأيِّ ذنبٍ يُعذَّبونَ؟.

أمَّا أرواحُ الكفارِ فهيَ في النَّارِ تتعذبُ لِقولِه تعالى عن آلِ فرعونَ: " النَّارُ يُعرضونَ عليها غدواً وعشياً ويومَ تقومُ الساعةُ أدخلوا آلَ فرعونَ أشدَّ العذابِ ". وأمَّا أرواحُ المؤمنين العاصينَ الذين ماتوا على على الكبائر كالزنا، وشُربِ الخمرِ، والربا، وغيرِ ذلكَ من المحرماتِ، فهؤلاءِ يُعذَّبونَ كما جاء في الحديثِ الطويلِ عن رسولِ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " إنَّ أرواحَ الزُناةِ في تنورٍ من نارٍ، وإنَّ أرواحَ أهلِ الربا تسبحُ في نهرٍ من دمٍ وتتلقمُ بالحجارةِ، وإنَّ أرواحَ أهلِ الكذبِ تتعذبُ بكلُّوبٍ من حديدٍ يدخلُ في شِدْقِهِ حتى يخرجَ من قفاهُ، وإنَّ أرواحَ الذي أُوتيَ القرانُ ونامَ عن الصلاةِ المكتوبةِ يُشرخُ رأسُهُ بصخرةٍ ". ويبقى أهلُ الكبائرِ تحتَ مشيئةِ اللهِ، إن شاءَ عذَّبَهم، وإن شاءَ غفرَ لهم، فالمؤمنُ الذي أسرفَ على نفسِهِ من الذنوبِ في الدنيا، من رحمةِ اللهِ بهِ، يبتليه قبلَ موتِه بمرضٍ شديدٍ، حتى ينقيَهُ ويصفيَهُ، ثُمَّ يُقبضَهُ إليهِ، ومنهم ذنوبُهم كثيرةٌ لا تستوفي البلاءَ في الدنيا، فيعذُّبُ في قبرِهِ، ثُمَّ يُنعمُهُ اللهُ، ومنهم من يبقى يُعذُّبُ طيلةَ حياةِ البرزخِ، ثُمَّ يدخلُ الجنَّةَ برحمةِ اللهِ، ومنهم من يُعذُّبُ طيلةَ حياةِ البرزخِ، ويدخلُ النَّارَ في الأخرةِ، ثُمَّ يخرجُ بشفاعةِ الأنبياء والمؤمنين والملائكةِ، ويدخلُ الجنَّةَ برحمةِ اللهِ-عزَّ وجلَّ-.

معاشِرَ المؤمنين، هل الأرواحُ تتزاورُ؟ قالَ ابنُ القيمِ-رحمه الله-: " إنَّ الأرواحَ قِسمانِ، إمَّا مُعذبةٌ، وإمَّا منعمةٌ، فالمعذبهُ في شُغُلٍ بما هيَ فيهِ من العذابِ، عن التوزارِ والتلاقي، وأمَّا المنعمةُ المرسلةُ غيرُ المحبوسةِ، فتتلاقى وتتزوارُ، وتتذاكرُ ما كانَ منها في الدنيا، كُلُّ روحٍ مع رفيقِها الذي على مثلِ عملِها ". وهناك أرواحٌ تكونُ محبوسةً على بابِ الجنَّةِ، كالتي ماتتْ وعليها دينٌ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-: " إنَّ صاحبَكم قدْ حُبِسَ على بابِ الجنَّةِ، بدينٍ كانَ عليهِ " [رواه أحمد وصححه الألباني].

عبادَ اللهِ، وأرواحُ الأحياءِ والأمواتِ تتلاقي في المنامِ قالَ تعالى: " اللهُ يتوفى الأنفسَ حينَ موتِها، والتي لمْ تمتْ في منامِها فيُمسكُ التي قضى عليها الموتَ ويُرسِلُ الأخرى إلى أجلٍ مُسمَّى إنَّ في ذلكَ لأياتٍ لقومٍ يتفكَّرونَ ".
قال ابنُ عباسٍ-رضي الله عنه-: " بلغني أنَّ أرواحَ المؤمنينَ تلتقي في المنامِ، فيتساءلونَ فيما بينهم، فيُمسِكُ اللهُ-تعالى- أرواحَ الموتى، ويرسِلُ أرواحَ الأحياءِ إلى أجسادِها ". فالأرواحُ الصالحةُ، تسرحُ في الجنَّةِ، وتأكلُ من ثمارِها، وتشربُ من أنهارها، وتتمتعُ بها ولها فيها اشتهت.

فاستعدوا عبادَ اللهِ إلى لِقاءِ اللهِ، واعلموا أنَّكم عن قريبٍ ملاقوه، ولقدْ أوصانا اللهُ في كتابِه بوصايا جمَّةِ، فيها خيرٌ لنا في الدنيا والأخرةِ، من بعضِ وصايا اللهِ، قالَ سبحانه: " يايها النَّاسُ اتقوا ربَّكم واخشوا يوماً لا يجزي والدٌ عن ولدِه ولا مولودٌ هو جازٍ عن والديه شيئاً إنَّ وعدَ اللهِ حقٌّ فلا تغرنَّكم الحياةُ الدنيا ولا يغرنكم باللهِ الغرور ". لا تغرنكم الدنيا بزينتها وزخارفِها، ونساءِها، ومتاعِها، ولا يغرنكم الشيطانُ فيها " يا بني أدمَ لا يفتتنكم الشيطانُ كما أخرجَ أبويكم من الجنَّةِ ". وقالَ سبحانه: " يايها الذين آمنوا اتقوا اللهَ ولتنظرْ نفسٌ ما قدَّمت لغِدٍ واتقوا اللهَ إنَّ اللهَ خبيرٌ بما تعملون ". أي كأنَّ الدنيا ايومٌ وغداً يومُ القيامةِ، وقالَ سبحانه: " ولقد وصينا الذين أوتوا الكتابَ من قبلكم وإياكم أنِ اتقوا اللهَ " فالتقوى هي وصيةُ اللهِ، والتقوى هيَ الخوفُ من الجليلِ، والعملُ بالتنزيلِ، والرضا بالقليلِ، والإستعدادُ ليومِ الرَّحيلِ. وسُئلَ عمرُ بنُ الخطابِ-رضي الله عنه- عن قومٍ يشتهونَ المعصيةَ فلا يعملونَ بها، قالَ: " أولئكَ قومٌ امتحنَ اللهُ قلوبَهم للتقوى، لهم مغفرةٌ وأجرٌ عظيمٌ ".

وصلِّ اللهمَّ وباركْ على سيدِنا محمدٍ وعلى آله وأصحابِهِ أجمعين.
المشاهدات 2139 | التعليقات 0