ظاهرة سب الرب والدين وخطورتها

د مراد باخريصة
1433/02/11 - 2012/01/05 18:17PM
[font="]ظاهرة سب الرب والدين وخطورتها[/font]
[font="]حديثنا اليوم عن ظاهرة خطيرة وعادة قبيحة وكفر[/font][font="] صريح إنها جريمة شنيعة وبدعة دخيلة وزندقة منكرة انتشرت في بلادنا ونسمعها من شبابنا وأبنائنا.[/font]
[font="]ظاهرة تقشعر منها الأبدان وتنخرق من سماعها الآذان[/font][font="] وترتجف منها القلوب وتتفطر لها السموات وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً إنها ظاهرة سب الرب والدين والعياذ بالله.[/font]
[font="]يالله هل يوجد في الأرض من يقول لاإله إلا الله وهو يسب الله؟![/font][font="] هل نصدق أنه يوجد في أمتنا ومجتمعنا من يسب الذات الإلهية يسب الله الذي خلقه وخلق الأكوان ويسب الدين العظيم الذي أنقذنا من الظلمات والضلالات إلى الإيمان! ماالذي يبقى للإنسان من العمل إذا سب ربه الذي هو مفتقر إليه وبحاجة ماسة لرحمته وفضله.[/font]
[font="]ماهذا الشذوذ والانحطاط والكفر فلم يسلم منهم أحد حتى ربهم[/font][font="] الذي يعبدونه ودينهم الذي يعتقدونه ماهذا الاستخفاف والتنقص والاستهانة والتمرد على رب العالمين جل جلاله وعز كماله وعظم شأنه.[/font]
[font="]إن هذا والله أمر خطير يجب أن نخرج به إلى الناس ونحذر منه الكبير والصغير[/font][font="] وأن نصرخ صرخة عالية مدوية بملئ أفواهنا في التحذير من هذه الظاهرة الكفرية التي تناقض الإيمان ويكفر قائلها ظاهراً وباطناً فوالله ثم والله ثم والله إن عذاب الله نازل بنا إن لم نقف بالمرصاد لهؤلاء المفترين المزدرين المنتهكين لعظمة الرب ودينه يقول الله سبحانه وتعالى {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا}ويقول{قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} ويقول {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ}.[/font]
[font="]أيها المسلمون عباد الله من سب الرب أو سب الدين[/font][font="] أو استهزأ بالرسول صلى الله عليه وسلم فإنه ملعون حكم الله عليه من فوق سبع سموات باللعن والطرد فقال {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا}.[/font]
[font="]فالساب ملعون وحاله أسوأ من حال الكافر لأنه[/font][font="] مظهر للتنقص ومبالغ في المحاداة ومفرط في العداوة ولا يمكن أبداً أن يكون الشخص محباً لله وهو يسب الله إذ لو كان في قلبه مثقال ذرة من حب لله لما سب الله.[/font]
[font="]إن أول سؤال يسأله الإنسان في قبره[/font][font="] أن يقال له من ربك ومن نبيك وما دينك فبماذا سيجيب عن هذه الأسئلة الثلاثة من سب الرب والدين ماذا سيقول إذا قيل له من ربك وهو يسب الرب وماذا سيقول إذا قيل له مادينك وهو قد سب دينه.[/font]
[font="]إنه والله كفر وجرم خطير جداً يقول إسحاق بن راهويه رحمه الله[/font][font="] "أجمع المسلمون على أن من سبّ الله ورسوله أو دفع شيئًا مما أنزل الله عز وجل أو قتل نبيًا من أنبياء الله عز وجل أنه كافر بذلك وإن كان مقرًّا بكل ما أنزل الله"، ويقول القاضي عياض رحمه الله: "لا خلاف أن سابّ الله تعالى من المسلمين كافر حلال الدم"، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "إن من سبّ الله تعالى أو سب رسوله كفر كفرًا ظاهرًا وباطنًا، سواءً كان السابّ يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلاً له، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده" ويقول ابن قدامة المقدسي رحمه الله: «ومَنْ سبَّ اللهَ تعالى كَفَرَ سواء كان مازحًا أو جادًّا».[/font]
[font="]عباد الله إن الإنسان إذا كفر فإن الكفر هو رأس الذنوب[/font][font="] ولن يغفر الله لمن مات على الكفر {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ} هذا في الآخرة أما في الدنيا فإن هناك أحكاماً شرعية تطبق عليهم فلا تجوز الصلاة خلفهم ولاتحل ذبائحهم ويجب أن يفرق بينه وبين زوجته فلا تحل له وإذا مات على هذه المقولات الشنيعة ولم يتب منها فإنه لا يغسل ولايكفن ولايصلى عليه ولايدفن في مقابر المسلمين ولايجوز لمسلم أن يترحم عليهم أو يدعوا لهم لأنهم قد ارتدوا بوقوعهم في هذا الإثم الذي هو أعظم الآثام.[/font]
[font="]عباد الله:[/font]
[font="]لقد شن الله سبحانه وتعالى حرباً[/font][font="] على من نسب الولد إليه فقال في كتابه (تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا) ولا شك أن سب الله المباشر أسوأ وأقبح من نسب الولد إليه.[/font]
[font="]وشن الله حرباً على من استهزأ بالدين[/font][font="] فقال ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) ولاشك ولاريب أن ساب الدين أسوأ من المستهزئ بالدين وإذا كان الاستهزاء بالدين كفراً بنص الآية فإن السب كفر من باب أولى لأن أصل الشريعة مبنية على تعظيم الله تعالى وإجلاله وتعظيم دينه فمن انتهك هذا التعظيم ودنس هذه الحرمة والعظمة فأطلق لسانه بسب الله أو سب دينه فقد جاء بأقبح المكفرات القولية التي تناقض الإيمان وتناقض التعظيم أشد المناقضة بل السب يتضمن قدراً زائداً على الكفر لأن الله سبحانه وتعالى نهى المسلمين أن يسبوا الله الأوثان لئلا يسب المشركون الله تعالى وهم على شركهم وتكذيبهم وعداوتهم فقال ﴿وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّواْ اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ فتبين من هذه الآية أن سب الله تعالى أعظم من الكفر به يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه " الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم" (وقد نهى الله المسلمين أن يسبُّوا الأوثان لئلاَّ يسبّ المشركون اللهَ مع كونهم لم يزالوا على الشرك، فعُلِم أنّ محذورَ سبِّ اللهِ أغلظُ من محذورِ الكفرِ به) ﴿وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّواْ اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾.[/font]
[font="]الخطبة الثانية[/font]
[font="]لقد كانت البشرية قبل مجئ الإسلام تعيش في ظلام دامس وضلال مبين[/font][font="] فأنقذهم الله بهذا الدين فكيف يأتي اليوم من أبنائنا وبناتنا وشبابنا من يسب الدين بل ويتطاول على رب العالمين جل جلاله وعز كماله حتى سمعنا أطفالاً صغاراً لم تتجاوز أعمارهم أربع سنوات أو خمس سنوات أو أقل أو أكثر يسبون الدين ويتلفظون بألفاظ بشعة عظيمة من أين جاءوا بها ؟! ومن أين تعلموها؟! إنهم تعلموها من البيئة التي يعيشون فيها تعلموها ممن هم أكبر منهم سناً ممن تربوا في الأسواق التي هي أبغض البقاع وشر الأماكن تعلموها من الأولاد الآخرين في الشارع أو المدرسة إنا نقول لهؤلاء جميعاً كباراً كانوا أو صغاراً {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا} .[/font]
[font="]إن الموازين انقلبت وتغيرت فلو أن شخصاً سب شخصاً[/font][font="] أو سب أباه أو أمه أو أهله فإنه سيثور ويغضب ويظهر الحمق ويقوم بالتشاجر معه والإغلاظ عليه لكن عندما يسمعه يسب الرب أو الدين فإنه لا يتأثر ولا يتحرك ولاتهتز له شعرة ولا يعتبرها إهانة وربما استمر في الحديث والضحك معه وكأنه لم يسب أحداً ولم يقل شيئاً والعياذ بالله.[/font]
[font="]لقد أقمنا الدنيا وأقعدناها عندما قامت الدانمارك والنرويج [/font][font="]بسب الرسول صلى الله عليه وسلم ورسم الرسومات الساخرة وهذا شيء عظيم لكن أعظم منه أن نثور ونغضب ونقيم الدنيا ونقعدها على أبنائنا ومن يدعي الإسلام فينا ثم يظهر المسبة لله أو لدينه فالحذر الحذر ياعباد الله.[/font]
[font="]وأوصيكم جميعاً إخواني الكرام بأن تبادروا بسرعة عاجلة وبهمة عالية[/font][font="] إلى أبنائكم فتحذروهم من هذا الأمر الخطير وأن تحذروا كل من سمعتموه يتلفظ بشيء من هذه الألفاظ البشعة الشنيعة ولاتقصروا معه في نهيه عن هذا المنكر ولاتسكتوا عن مثل هذا بل عليكم على الأقل بالنصح والبيان.[/font]
[font="]علينا جميعاً أن نتكاتف على محاربة هذه الظاهرة السيئة [/font][font="]في مجتمعنا على المعلمين والمعلمات والآباء والأمهات وعلى العلماء والخطباء وعلى كل مسلم غيور على ربه ودينه أن يقف سداً منيعاً لمنع هذه الظاهرة الكفرية عن الظهور والانتشار فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته يقول الله سبحانه وتعالى (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ).[/font]
[font="]ومن خرجت منه هذه الكلمات القبيحة أو تفوه بهذا الكفر الصريح[/font][font="] فعليه بالرجوع إلى الإسلام بنطق الشهادتين شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.[/font]
[font="]وأن يتوجه إلى الله تائباً منيباً نادماً على مااقترف معترفاً بعظيم ما أجرم[/font][font="] وقبيح ما أذنب متحسراً على مافاته عازماً على أن لايعود إليها في المستقبل يقول الله سبحانه وتعالى {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ}.[/font]
المشاهدات 18575 | التعليقات 2

جزاك الله خيرا
ظاهرة خطيرة وشنيعة جدا لابد من تكاتف اجهود لمحاربتها وعلاجها


خرجت الناشطة السياسية بشرى المقطري وما سميت أنها "قائدة الثورة" في مدينة تعز عن صمتها لتبدأ بكتاباتها التي لم تجد فيه متعة سوى تعاليها على "الله" جل في علاه ومحاولة منها للمس بـ"الذات الإلهية" من خلال كتاباتها.

اذ ما لبثت ان عادت من مسيرة الحياة لتبدأ في كتابة مقالها الذي عنونت له بعنوان " سنة أولى ثورة" حتى خرجت في مقالها عن الدين الى "الإلحاد"



فقالت في فقرتها الرابعة:
"كانت الأمور كلها طيبة "بلدة طيبة ورب غفور" لكن الأمور لم تعد طيبة، والرب الشكور لم يعد حاضراً في ليل خدار .. تركنا الرب نتدبر أمورنا، ولم نستطع أن نفعل شيء أمام عجزنا البشري"
كما قالت في نهاية نفس الفقرة:
"وعيون لا ترحم تطل من بعيد، العسكر والقبائل والبيئة المعادية، والله الذي لا يرانا ..."
وقالت في بداية فقرتها السابعة:
"لكن رب السبعين كان محجوباً بعباءة السفير الأمريكي، وبتصريحات السياسيين المرتعدين، وبابتهالات قادة المشترك "
ثم قالت في نفس تلك الفقرة وقبل نهايتها:
"وحينما لم تستطع أن تبكي أمامهم لأنك مقهور، لأن الله خذلك"
كما قالت في بداية فقرتها التاسعة:
"لكني ورغم هذه المسيرة الرائعة أشعر بخيبة كبيرة بحجم الله تتربع فوق صدري"
بشرى المقطرى التي حاولت بعض القوى في الساحة اليمنية تصويرها بأنها بطلة قومية وقائدة ثورية لم يتطرق بعد احد منهم الى عقيدتها التي ما لبتث ان اظهرتها عيانا بياناً للجميع متجاهلة أنها تعيش وسط شعب مسلم ومتدين يرفض ادنى أفكار بالمس بالذات الإلهية او المعتقدات الإسلامية.


مقال بشرى المقطري الذي تعدت فيه على الله
تعالى الله عما تقول علوا كبيرا