طموح المسلم

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ،و اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له و اشهد ان محمدا عبده و رسوله و صفيه من خلقه و حبيبه صلى الله عليه و سلم تسليما كثيرا و على آله و صحبه ما تعاقب الليل و النهار اما بعد :
لكل مخلوق غاية و طموح في هذه الدنيا ،و المسلم ليس مستثني من هذه القاعدة ،بل هو احق بالطموح و الغاية من سواه ، غير انه ياخذ غايته و كذا طموحه من دينه ممثلا في الكتاب و السنة ، كما انه يستعين بالوسائل و الآليات التي يرتضيها الشرع الحنيف ، و لا ادل على ذلك من قول الله عز و جل [و ان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ].
و ايضا قوله (ص):[تركت فيكم امرين لن تضلوا ان تمسكتم بهما كتاب الله و سنتي عضوا عليها بالنواجد ].
و الذي ينبغي الاشارة اليه هو ان الآخرين ايضا لهم مطامح و غايات لكن هيهات ان ترقى تلك الطموحات و الغايات الى مستوى الانسان الذي شرفه الله و فضله على كثير ممن خلق تفضيلا ، حيث انهم يابون الا الانحطاط الى اسفل سافلين ، فيجعلون هدفهم الاول و الاخير في الحياة الدنيا الاكل و الشرب و المتع الجسدية الاخرى ، فلا يرفعون روْوسهم الى الاعلى بل يضعونها بين اقدامهم.
اما المسلم فغايته تسمو به في العلياء و ترفعه الى عنان السماء فلا يرتضي غير السمو غاية و لا يقبل غير العلو مكانة آخذا من الرسول (ص) القدوة و الاسوة الحسنة وكذا من قوله [اذا سالتم الله الجنة فاسالوه الفردوس الاعلى ].
هكذا يتبين الفرق بين المسلم و غير المسلم ، فهل ادركنا من هنا سر وجودنا و غاية حياتنا ؟ الم يقل الله تعالى [ ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدوني ] ؟
و هل العبادة في الاسلام مجرد :تلفظ للشهادتين - صلاة –زكاة-حج و صيام ؟
ام هي في الحقيقة تشمل كل الحياة ؟
الم يقل الله عز و جل: [قل ان صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين لا شريك له و بذلك امرت و انا اول المسلمين ]؟
الم يقل رسول الله (ص): [الايمان ما وقر في القلب و صدقه العمل ]؟فاين نحن من هذا يا ترى ؟ الشيخ احمد في 11/03/2013