طلب مهم من الخطباء حول نياحة الحريم في المساجد

ناقلة خير
1432/02/17 - 2011/01/21 14:49PM
السلام عليكم الله يجزاكم خير فيه ملاحظة كل يوم تكبر في مساجد الصلاة على الأموات وهي بكاء الحريم بصوت عالي واحيانا جماعي خاصة إذا قال الإمام الصلاة على الأموات يجرون الصوت بالبكاء جر مخيف وفيه جزع ومثير لمشاعر الحاضرات للصلاة فلو الخطباء يتكلمون على هذي الملاحظة وينصحون الحريم بالأدب والصبر في المسجد وعدم الجزع ورفع الصوت أو يكون في المسجد مرشدات دينيات حتى لا يتطور الأمر اكثر واكثر. اختي صلت قبل أمس العصر (الأربعاء 15 صفر) على جنازة في مسجد الراجحي وذكرت هذا الشيء.وغن فيه أصوات مرتفعة جدا جدا وتقول إنه في كل مرة يتكرر مرة يزيد ومرة ينقص.
وجزاكم الله عنا كل خير.

ملاحظة: أرجوكم عدم حذف المقال هذا منكر منتشر وانتم شجعتونا على أن نذكر لكم ما يدور في المجتمع من ملاحظات
المشاهدات 7590 | التعليقات 11

يحذف المقال !!!!!!! ما هذا هذا التشاؤم ؟؟؟؟

الظن بالإخوة أنهم يفرحون بكل مادة تعين الخطباء ...

ما رأيك أختي لو طبعت هذه الأحاديث وصورت منها نسخا ووزعتها في مصليات النساء ليكون لي ولك أجر ؟!!


وهي مما صححه الإمام الألباني في كتابه أحكام الجنائز :
النياحة :
وفيها أحاديث كثيرة :
1 - " أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر في الأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة "
وقال : " النائحة إذا لم تتب قبل موتها ، تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ، ودرع من جرب " رواه مسلم والبيهقي من حديث أبي مالك الاشعري .
2 - " اثنتان في الناس هما بهم كفر : الطعن في النسب ، والنياحة على الميت " رواه مسلم والبيهقي وغيرهما من حديث أبي هريرة
3 - " لما مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم صاح أسامة بن زيد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس هذا مني ، وليس بصائح حق ، القلب يحزن ، والعين تدمع ، ولا يغضب الرب " رواه ابن حبان والحاكم عن أبي هريرة بسند حسن .
4- عن أم عطية قالت : " أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع البيعة ألا ننوح ، فما وفت منا امرأة (تعني من المبايعات) إلا خمس : أم سليم ، أم العلاء ، وابنة أبي سبرة امرأة معاذ ، أو ابنة أبي سبرة ، وامرأة معاذ "رواه البخاري ومسلم واللفظ له ، والبيهقي وغيرهم .
5 - عن أنس بن مالك : أن عمر بن الخطاب لما طعن عولت عليه حفصة ، فقال : يا حفصة أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : المعول عليه يعذب ؟!
6 - " إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه " وفي رواية : " الميت يعذب في قبره بما نيح عليه " أخرجه الشيخان وأحمد من حديث ابن عمر ، والرواية الأخرى لمسلم وأحمد ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث عمران بن حصين نحو الرواية الأولى .
7 - " من ينح عليه يعذب بما نيح عليه (يوم القيامة) "
8 - عن النعمان بن بشير قال : " أغمي على عبد الله بن رواحة رضي الله عنه ، فجعلت أخته عمرة تبكي : واجبلاه ، واكذا ، واكذا ، تعدد عليه ، فقال حين أفاق : ما قلت شيئا إلا قيل لي ، كذلك !؟ فلما مات لم تبك عليه " أخرجه البخاري والبيهقي .


الله يجزاك خير يا مرور الكرام والأحاديث مهمة لكن كلام الخطباء عنها بيكون انفع. إن شاء الله نطبعها ونوزعها

Quote:
يحذف المقال !!!!!!! ما هذا هذا التشاؤم ؟؟؟؟
Quote:

أمس نزلت الموضوع وانحذف؟؟؟ مدري ليش


Quote:
السلام عليكم الله يجزاكم خير فيه ملاحظة كل يوم تكبر في مساجد الصلاة على الأموات وهي بكاء الحريم بصوت عالي واحيانا جماعي خاصة إذا قال الإمام الصلاة على الأموات يجرون الصوت بالبكاء جر مخيف وفيه جزع ومثير لمشاعر الحاضرات للصلاة فلو الخطباء يتكلمون على هذي الملاحظة وينصحون الحريم بالأدب والصبر في المسجد وعدم الجزع ورفع الصوت أو يكون في المسجد مرشدات دينيات حتى لا يتطور الأمر اكثر واكثر. اختي صلت قبل أمس العصر (الأربعاء 15 صفر) على جنازة في مسجد الراجحي وذكرت هذا الشيء.وغن فيه أصوات مرتفعة جدا جدا وتقول إنه في كل مرة يتكرر مرة يزيد ومرة ينقص.
وجزاكم الله عنا كل خير.


جزاك الله خير اختي وكلامك واقعي جدااا

اضم صوتي لصوتك ياناقلة خير


هذي فتوى للشيخ عبدالرحمن البراك اطال الله عمره على طاعته

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثر في الآونة الأخيرة خروج النساء إلى المسجد للصلاة على الميت والتنادي بذلك عند وفاة شخص عبر الاتصال والرسائل، وقد يحدث في المسجد رفع صوت المرأة بالبكاء، فما قولكم في ذلك؟ وفقكم الله

الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
أما بعد فإنه لا يشرع للنساء الخروج إلى المسجد للصلاة على الميت، ولا يبعد أن يقال: إنه حرام أو مكروه، لأنه في معنى اتباع الجنازة، وقد قالت أم عطية رضي الله عنها: "نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا" متفق عليه، والأصل في النهي التحريم، وقولها ( ولم يعزم علينا) الأظهر أنه فهم لها, والواجب الوقوف عند دلالة النص, ومعلوم أن الشرع يرغب في قرار المرأة في بيتها, و أن صلاتها في بيتها خير لها من صلاتها في المسجد مع جماعة، فالذي أنصح به الأخوات الراغبات في الخير أن يلزمن ما هو أقرب إلى مقاصد الشرع, وأبعد عن مخالفته, ومما يوضح ذلك ويؤكده نهي النساء عن زيارة القبور, قال العلماء: الحكمة في ذلك أن النساء ضعيف صبرهن, فحضورهن إلى القبور يهيج أحزانهن فينُحن وقد ورد في السؤال ما يشهد لذلك من رفع الصوت بالبكاء من الحاضرات للصلاة، أما إذا صادف وجودهن في المسجد صلاة على الميت فلا ريب أن صلاتهن حينئذ على الجنازة مشروعة,
والله أعلم، وصلى الله وسلم على محمد

شبكة نور الإسلام -خروج النساء إلى المساجد للصلاة على الميت


أسال الله ان ينفع به


سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء :
هل يجوز أن تشارك المرأة الرجال في الصلاة على الجنـازة ؟
الاجابة:
الأصل في العبادات التي شرعها الله في كتابه أو بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته أنها عامة للذكور والإناث ، حتى يدل دليل على التخصيص بالذكور أو الإناث ،وصلاة الجنازة من العبادات التي شرعها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فيعم الخطاب الرجال والنساء ، إلا أن النساء تكون صفوفهن خلف صفوف الرجال ، وثبت أيضاً أنهن صلين على النبي صلى الله عليه وسلم كما صلى عليه الرجال ، لكنهن لا يشيعن الجنائز لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك . .
**المصدر:فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء ج8 ص 215-216 فتوى رقم 1752 .
حكم صلاة المرأة على الجنازة


نلاحظ أن المرأة لا تحضر صلاة الجنازة والسؤال : هل ذلك ممنوع شرعاً ؟.

الحمد لله

الصلاة على الجنازة مشروعة للرجال والنساء ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من شهد الجنازة

حتى يصلي عليها فله قيراط ، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان ، قيل يا رسول الله ، وما القيراطان ؟

قال : ( مثل الجبلين العظيمين ) يعني من الأجر ، متفق على صحته .

لكن ليس للنساء اتباع الجنائز إلى المقبرة ، لأنهن منهيات عن ذلك ، لما ثبت في الصحيحين عن أم عطية

رضي الله عنها قالت : ( نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا ) رواه مسلم ،


أما الصلاة على الميت فلم تنه عنها المرأة سواء كانت الصلاة عليه في المسجد أو في البيت أو في

المصلى ، وكان النساء يصلين على الجنائز في مسجده صلى الله عليه وسلم مع النبي صلى الله عليه

وسلم وبعده .

وأما الزيارة للقبور فهي خاصة بالرجال كاتباع إلى المقبرة ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن

زائرات القبور ، والحكمة في ذلك - والله أعلم - ما يخشى في اتباعهن الجنائز إلى المقبرة وزيارتهن

للقبور من الفتنة بهن وعليهن ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من

النساء ) متفق على صحته .

وبالله التوفيق .



{
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - م/13 ص/133.}
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

هل يجوز للمرأة أن تجمع أهل البيت من النساء وتصلي بهن صلاة الجنازة على ميتهن في ذلك المنزل؟
فأجاب : "نعم، لا حرج أن تصلي المرأة صلاة الجنازة، سواء صلتها في المسجد مع الناس، أو صلت عليها في بيت الجنازة؛ لأن النساء لا يمنعن من الصلاة على الميت، وإنما يمنعن من زيارة القبور..." انتهى . "مجموع فتاوى" ابن عثيمين (17/157) .

وسئل أيضاً رحمه الله :
هل تصلي المرأة على الميت في بيتها أو في المسجد ؟
فأجاب : "صلاتها عليه في البيت أفضل، ولو خرجت وصلت مع الناس فلا بأس، لكنه لما لم يكن معروفاً عندنا فالأفضل أن لا تصليها؛ أي أن لا تخرج إلى المسجد لتصلي على الجنازة وإنما تصلي في البيت وهو عندها إذا كان الميت من أهل البيت. أما إذا كان الميت من الخارج فلا يمكن أن تصلي عليه صلاة الغائب " انتهى من "مجموع فتاوى" ابن عثيمين (17/114)
(3291)
حكم صلاة النساء الجنازة
السؤال
س: حكم صلاة النساء جماعة مع بعضهن البعض أي صلاة الجنازة في بيت الميت ونحن في بلدنا بعدما نُغسل الميت إن كانت امرأة بعد غسلها وتكفينها تصطف النساء ونُصلي صلاة الجنازة، ثم بعد ذلك يُصلي عليها الرجال في المقبرة، فهل صلاتنا صحيحة وجائزة قبل الرجال لأننا لا نستطيع الصلاة خلفهم في المقبرة؟
الاجابـــة
لا بأس بصلاة النساء على الجنائز، فإن تيسر حضورهن صلاة الجنازة في المساجد فذلك أفضل وإلا جاز أن يُصلين في بيت الميت سواء كان رجلا أو امرأة أو في مغسلة الأموات وتُصلي بهن إحداهن ويقمن صفًا أو صفين على الجنازة ويدعون للميت بما تيسر وقد ثبت أن عائشة طلبت أن يُصلوا على ابن عوف في المسجد لتتمكن من الصلاة عليه وهي في حجرتها فأنكر عليها بعض الناس لأنهم كانوا اعتادوا أن الصلاة على الجنائز في البقيع قُرب المقبرة، فقالت عائشة ما أسرع ما نسي الناس! ما صُلي على ابني بيضاء إلا في المسجد.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين


خالتي ماتت يوم الجمعة لكنني لم أصبر على فراقها؛ لذا أظل أبكي، فما حكم البكاء على الميت؟
لا حرج في البكاء على الميت بدمع العين، وحزن القلب إذا كان على وجه الرحمة والرأفة والرقة، وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم ووصفه بأنه رحمة، ففي الحديث (المتفق عليه) أنه فاضت عيناه حينما رفع إليه ابن ابنته كأنه شَنٌّ، فقال له سعد: يا رسول الله، ما هذا؟ فقال: "هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء"، وكذلك الحال عند موت ابنه إبراهيم قال: "تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون" (متفق عليه).

فهذا جائز، ولا ينافي الصبر والرضا بالقضاء؛ لأن من طبيعة النفس البشرية أنها ترحم من مات لها وترق له، وتعطف عليه وتدمع عينها، والإسلام لم يأت بما يعارض الفطرة والخلقة، وإنما أتى بالنهي عن التصرفات الشاذة، التي تؤول إلى أمور محرمة، وتخالف الشرع.

أما البكاء المنهي عنه والمحرم: فهو البكاء الذي فيه تسخُّط وجزع أو البكاء الذي يصاحبه نياحة على الميت بلطم الخدود وشق الجيوب ونشر الشعر وتعداد مآثر الميت ونحو ذلك من أعمال الجاهلية، وهي من الكبائر؛ لما في (الصحيحين) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منا مَن لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية"، وقال: "إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا أو يرحم، وأشار إلى لسانه" (متفق عليه).

قال النووي رحمه الله: "وأجمعوا كلهم على اختلاف مذاهبهم على أن المراد بالبكاء هنا: البكاء بصوت ونياحة، لا مجرد دمع العين"، وقال السبكي: "وينبغي أن يقال: إذا كان البكاء لرقة على الميت وما يخشى عليه من عقاب الله تعالى وأهوال يوم القيامة، فلا يكره، ولا يكون خلاف الأولى، وإن كان للجزع وعدم التسليم للقضاء، فيكره أو يحرم" والثاني أظهر.

قال الروياني: "ويستثنى ما إذا غلبه البكاء، فإنه لا يدخل تحت النهي؛ لأنه مما لا يملكه البشر وهذا ظاهر، قال بعضهم وإن كان لمحبة ورقة كالبكاء على الطفل، فلا بأس به، والصبر أجمل، وإن كان لما فقد من علمه وصلاحه وبركته وشجاعته فيظهر استحبابه، أو لما فاته من بره وقيامه بمصالح حاله فيظهر كراهته لتضمنه عدم الثقة بالله تعالى"، قال الزركشي: "هذا كله في البكاء بصوت، أما بمجرد دمع العين فلا مانع منه".

أما قول النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الميت يُعذب ببكاء أهله" (متفق عليه) من رواية عمر وابنه عبد الله رضي الله عنهما فمعناه: إذا أوصى الميت أن يبكى عليه ويناح بعد موته، وذلك جمعاً بين الأحاديث، وهو قول "الجمهور".

قال الإمام النووي رحمه الله: "تأولها الجمهور على مَن وصى بأن يبكى عليه ويناح بعد موته، فنفذت وصيته، فهذا يعذب ببكاء أهله عليه ونواحهم، لأنه بسببه ومنسوب إليه"، وقال ابن حجر في (فتح الباري): "أو يكون قد عرف أن لأهله عادة بفعل أمر منكر وأهمل نهيهم عنه"، وقال أيضاً: "قال ابن المبارك: إذا كان ينهاهم في حياته، ففعلوا شيئاً من ذلك بعد وفاته لم يكن عليه شيء" والله أعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلاً عن موقع الآلوكة.


منيرة بنت عبدالله;5661 wrote:
هذي فتوى للشيخ عبدالرحمن البراك اطال الله عمره على طاعته

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثر في الآونة الأخيرة خروج النساء إلى المسجد للصلاة على الميت والتنادي بذلك عند وفاة شخص عبر الاتصال والرسائل، وقد يحدث في المسجد رفع صوت المرأة بالبكاء، فما قولكم في ذلك؟ وفقكم الله
الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
أما بعد فإنه لا يشرع للنساء الخروج إلى المسجد للصلاة على الميت، ولا يبعد أن يقال: إنه حرام أو مكروه، لأنه في معنى اتباع الجنازة، وقد قالت أم عطية رضي الله عنها: "نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا" متفق عليه، والأصل في النهي التحريم، وقولها ( ولم يعزم علينا) الأظهر أنه فهم لها, والواجب الوقوف عند دلالة النص, ومعلوم أن الشرع يرغب في قرار المرأة في بيتها, و أن صلاتها في بيتها خير لها من صلاتها في المسجد مع جماعة، فالذي أنصح به الأخوات الراغبات في الخير أن يلزمن ما هو أقرب إلى مقاصد الشرع, وأبعد عن مخالفته, ومما يوضح ذلك ويؤكده نهي النساء عن زيارة القبور, قال العلماء: الحكمة في ذلك أن النساء ضعيف صبرهن, فحضورهن إلى القبور يهيج أحزانهن فينُحن وقد ورد في السؤال ما يشهد لذلك من رفع الصوت بالبكاء من الحاضرات للصلاة، أما إذا صادف وجودهن في المسجد صلاة على الميت فلا ريب أن صلاتهن حينئذ على الجنازة مشروعة,
والله أعلم، وصلى الله وسلم على محمد

شبكة نور الإسلام -خروج النساء إلى المساجد للصلاة على الميت


أسال الله ان ينفع به

الله يجزاك خير ويحسن إلى الشيخ ويرحم والديه. فتوى تصلح للطبع والنشر و انا متأكدة لو الصورة تنقل للمشايخ صح وبدون لف ولا دوران كان صار لهم موقف وكلمة حتى لا تكبر المسألة الله المستعان


موضوع يستحق العناية وأمور محزنة مشاهدة.
جزاك الله خيرا أختي الكريمة/ ناقلة خير


بسم الله الرّحمان الرّحيم. الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمّد و على آله و صحبه و من والاه. أمّا بعد: يقول الشيخ محمّد الشّاذلي شلبي في كتابه " الواجب و الجائز في فقه الجنائز " في الفصل الثاني، صفحة 102 ، باب البكاء على الميّت: ٭ البكــاء علــى الميّـت ٭ البكـــاء المحــرّم: البكاء المحرّم هو الذي يكون عادة مصحوبا برفع الصوت، أو النطق بأقوال منكرة، كالتفنّن في تعداد صفات الميّت بما لا يقرّه الدين، و أشدّ حرمة الصراخ و لطم الخدود وخدش الصدور، و شقّ الجيوب ( تمزيق الثياب الفوقية ) و صبغ الوجه و أعضاء البدن بلون السواد، وذرّ التراب على شعر الرأس، و هذا من فعل النساء الجاهلات لأبسط أمور الدين، أو اللاّتي تعلّمن الدين بالوراثة، وكثير منهنّ يطلقن عبارات غريبة تدلّ على السخط، وعدم الرضا بالقضاء و القدر. و من المنكرات المحرّمة لباس السواد، إشارة إلى شدّة حزن لابسه، وحداده على فقيد عزيز لديه. و كذلك ما يسمّى في بقاع عديدة من بلادنا، صباح القبر، و الفرق الأول، و الفرق الثاني، و الزيارة، و الأربعين، و غلوق العام غيرها ممّا تتجدّد فيه إقامة المآتم، و يتجدّد فيه الحزن على الميّت. و تنفق الأموال في هذه المناسبات بسخاء، و ترتكب المحرّمات و البدع و لو كان في ذلك خروج عن شرع الله و سنّة نبيّه. و من المؤسف أنّ هذه العادات و البدع السيّئة قد شاعت في أغلب مدن البلاد، بعد أن تفشّى الجهل بأمور الدين، و الاستهانة بأحكام شريعتنا الإسلامية السمحة. و لا شكّ أنّ الإسلام يمقُتُ تلك العادات البدع – سواء منها الموروث أو المستورد – و يبرأ منها، و ينهى عنها، يقول النبي صلى الله عليه و سلم:" ليس منّا من لطم الخدود، و شقّ الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية". ( أخرجه الشيخان ).. و يقول صلوات ربّي و سلامه عليه:" النياحة من أمر الجاهلية. و إنّ النائحة إذا ماتت و لم تتب، قطّع الله لها ثيابا من قطران، و درعا من لهب النّار". ( أخرجه مسلم و ابن ماجه ).. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" اثنان في الناس هما بهم كفر:الطعن في الأنساب و النياحة على الميّت". ( أخرجه مسلم في الجنائز باب النياحة على الميّت ).. و عن أمّ عطيّة رضي الله عنها قالت:" أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم في البيعة أن لا ننوح. ( أخرجه البخاري ).. و في الصحيحين:" برئ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصالقة و الحالقة و الشاقة"..و الصلق معناه: رفع الصوت بالنياحة عند المصيبة. و روي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم النائحة و المستمعة. ( أخرجه البخاري ).. كما روي أنّ أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضي الله عنه دخل على نائحة فضربها، و قال لمن معه: اضربها فلا حرمة لها، إنّها لا تبكي لشَجْوِكُمْ، و إنّما تريق دمعها على أخذ دراهمكم، إنّها تؤذي موتاكم في قبورهم، و أحياءكم في دورهم. إنّها تنهي عن الصبر و قد أمر الله به، و تأمر بالجزع و قد نهى الله عنه. و قد ورد أنّ الميّت يعذّب ببكاء أهله عليه، و قال الفقهاء: لا يعذّب ببكاء أهله عليه إلاّ إذا أوصى به، أو علمه و رضي به قبل موته. و لا يعذّب الميّت ببكائه عليه من أهله، إذا لم يوص الميّت به، و إلاّ عذّب، لأنّه أوصى بحرام.. ( بلغة السالك لأقرب المسالك ).. ٭ قـلت: المراد بالبكاء هنا البكاء المحرّم، أمّا البكاء الجائز فلا شيء فيه كما سيأتي.. في الأحاديث السابقة، دعوة من رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى مجاهدة النفس و التخلّق بخلق الصبر و عدم الجزع و السخط على قضاء الله، ليكون الإنسان هادئ النفس رضي القلب، و لذلك يسأل الرسول صلوات ربّي و سلامه عليه أصحابه:" أمؤمنون أنتم ؟ فسكتوا فقال الفاروق عمر بن الخطّاب رضي اله عنه: نعم مؤمنون يا رسول الله، فقال: وما علامة إيمانكم؟ قالوا: نشكر عند الرخاء و نصبر على البلاء و نرضى بالقضاء. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: مؤمنون حقّا و ربّ الكعبة. ثمّ يوضّح الرسول صلى الله عليه و سلم أنّ المؤمن الصادق صاحب اليقين الثابت لا تبطره النعمة و لا تهزّه النقمة فهو في السرّاء و الضرّاء و الشدّة و الرخاء و العسر و اليسر و الصحّة و المرض و سعة العيش و ضيقه مع وجود الولد و فقده، و صدق رسول الله القائل:" عجبا لأمر المؤمن إنّ أمره كلّه خير و ليس ذلك إلاّ للمؤمن إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرا له و إن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرا له". ( أخرجه مسلم ).. ثم يذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم أنّ كلّ ما يصيب الإنسان من أنواع الاختبار و الابتلاء له ثوابه عند ربّه، و إلى هذا يشير رسول الله صلى الله عليه و سلم بقوله: " ما يصيب المؤمن من همّ و لا نصب و لا وصب حتّى الشوكة يشاكها إلاّ كفّر الله بها من سيّئاته ". ( أخرجه أبي الدّنيا و الترمذي في سننه ).. و يروي أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلّم أنّه قال:" ومن يتصبر يصبره الله و ما أعطى أحدا عطاءً خيرا و أوسع من الصبر ". ( أخرجه البخاري و مسلم في صحيحيهما ) .. فالصّابر هادئ في دنياه آمن مطمئنّ لأخراه، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" من أُعطِي فشكر و ابتليَ فصبر، و ظلم فاستغفر، و ظُلم فغفر " ثم سكت، ثم قالوا: يا رسول الله ما له ؟ قال صلى الله عليه و سلم :" أولئك لهُمُ الأمنُ وهم مهتدون ". ( أخرجه الطبراني ) .. يقول الحقّ تبارك و تعالى: " و لنبلونّكم بشيءٍ من الخوفِ و الجوعِ و نقصٍ من الأموالِ و الأنفُسِ و الثمرات و بشّرِ الصّابرين*الذين إذا أصابتهم مصيبةٌ قالوا إنّا لله و إنّا إليه راجعون* أولئك عليهم صلواتٌ من ربّهم و رحمةٌ و أولئك هُمُ المهتدون ". ( سورة البقرة الآيات: 154/156 ).. و قوله صلوات ربّي و سلامه عليه: " ما من عبدٍ تصيبه مصيبة، فيقول: إنّا لله و إنّا إليه راجعون، اللهمّ أجرني في مصيبتي و اخلف لي خيرا منها، إلاّ آجره الله تعالى في مصيبته، و أخلف له خيرا منها ". و غير ذلك ممّا ورد في الكتاب و صحّ في السنّة الشريفة من المواعظ و الحكم. * البكاء الجائـز البكاء الجائز هو خروج الدموع من العين من غير صوت، و بدون صراخ و لا عويل أو لطم أو ضرب الخدود أو شقّ الجيوب أو الدعاء بالويل و الثبور أو أي قول منكر أو أي شيء من شأنه أن يعبّر بقصد أو غير قصد عن الاعتراض على قضاء الله و قدره. و قد دمعت عينا النبيّ صلى الله عليه و سلم يوم مات ابنه إبراهيم و قال: " تدمع العين، و يحزن القلب، و لا نقول إلاّ ما يرضي الربّ، و إنّا يا إبراهيم عليك لمحزونون ". ( أخرجه البخاري في فتح الباري ج 3 ص 115 ).. و معنى هذا أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم لم يَنْهَ عن الحزن، لأنّ الحزن من طبيعة البشر، وإنّما نهى عن رفع الصوت بالبكاء، كما بيّن أنّ ذرف الدموع هي من علامات الإحساس الصّادق بفقدان إنسان له مكانة غالية، فذاك مجرّد البكاء الفطري و العاطفي فإنّه رحمة من الحقّ تبارك و تعالى ينفث به عن قلب المؤمن بالله و قضاءه. يقول ابن عبّاس" جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم على بعض بناته وهي في السوق فأخذها و وضعها في حجرة حتى قبضت فدمعت عيناه فبكت أمّ أيمن فقيل لها أتبكين عند رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ فقالت: ألا أبكي و رسول الله صلى الله عليه و سلم يبكي ؟ قال: " أنّي لم أبك و هذه رحمة، أنّ المؤمن تخرج نفسه من بين جنبيه وهو يحمد الله عزّ و جلّ ". ( أخرجه أحمد في الفتح الربّاني و النسائي في سننه ).. وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلم عاد سعد بن عبادة و معه عبد الرحمان بن عوف و سعد بن أبي وقّاص و عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم فبكى رسول الله صلى الله عليه و سلم، فلمّا رأى القوم بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بكوا فقال: " ألا تسمعون إنّ الله لا يعذّب بدمع العين و لا بحزن القلب و لكن يعذّب بهذا أو يرحم ". ( أخرجه البخاري و مسلم ).. و أشار صلوات ربّي و سلامه عليه إلى لسانه. وعن أسامة بن زيد أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلم رفع إليه ابن ابنته وهو في الموت، ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال سعد: ما هذا يا رسول الله؟ قال: " هذه رحمة جعلها في قلوب عباده و إنّما يرحم الله من عباده الرحماء ". ( أخرجه البخاري و مسلم في صحيحيهما ).. و الأحاديث كثيرة في هذه المسألة ممّا يدلّ على جواز البكاء بالعين، و الحزن بالقلب، لأنّهما من الحنان و العطف و الرأفة و الرحمة، فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. و قد يغلب البكاء الصّوت، حتى يعرف من الباكي، و لكن لا يجوز أن يصل إلى الحدّ المنهي عنه. فهذا البكاء جائز و لا شيء عليه، لما روت عائشة رضي الله عنها أنّ سعد بن معاذ لمّا مات حضره رسول الله صلى الله عليه و سلم و أبو بكر و عمر رضي الله عنهما، فو الذي نفس محمّد بيده إنّي لأعرف بكاء عمر من بكاء أبي بكر و أنا في حجرتي و كانوا كما قال الله تعالى " رحماء بينهم ". ( أخرجه أحمد في الفتح الرباني ج7 ص 141 ).. * النّدب و النياحة الندب تعديد المحاسن و المبالغة فيها، و النياحة من النوح، وهو رفع الصوت بالبكاء و الصراخ و لطم الخدود جزعا، و هما من الكبائر التي حرّمها الله و أخرج بها رسول الله صلى الله عليه و سلم فاعلها من الملّة. فعن عبد الله بن مسعود أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم قال: " ليس منّا من شقّ الجيوب و لطم الحدود و دعا بدعوى الجاهلية ". ( أخرجه البخاري في فتح الباري ج3 ص 106 و مسلم بشرح النووي ج2 ص 109).. و عن أبي بردة بن أبي موسى قال: وجع أبو موسى وجعا فغشي عليه و رأسه في حجر امرأة من أهله فصاحت فلم يستطع أن يردّ عليها شيئا فلمّا أفاق قال: إنّي بريء ممّن برئ منه محمّد صلى الله عليه و سلم، إنّ رسول الله صلى الله عليه و سلم برئ من الصّالقة و الحالقة و الشّاهقة. ( أخرجه البخاري في فتح الباري ج3 ص 106 ).. فإن كان البكاء من الرحمة التي ينزلها الله على قلب المؤمن، فإنّ ما زاد عليها من الندب و النياحة و الصراخ و ضرب الصدور و لطم الخدود، فإنّها من الأعمال السيّئة التي يرتكبها الإنسان عن تعمّد و اختيار. فالمؤمن بالله راضٍ عن الله في كلّ أحكامه و في قضاءه و قدره و خيره و شرّه، و الكافر بالله ساخط على الله غير عالم بأحكام الله و لا بحكمته. عن أسيد بن أبي أسيد عن امرأة من المبايعات قالت: كان فيما أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم في المعروف الذي أخذ علينا و ألاّ نعصيه فيه، ألاّ نخمش وجها و لا ندعوا ويلا و لا نشقّ جيبا و لا ننشر شعرا. ( أخرجه أبو داود و البيهقي )، و قولها في المعروف الذي أخذ علينا، تريد قوله تبارك و تعالى: " و لا يعصينك في معروف ". * هل يعذّب الميّت بالندب و النياحة ؟ يعذّب الميّت بالنواح و التعديد إن أوصى أهله بذلك أو رضيه منهم أو قصّر في تعليمهم شرع الله و سنّة رسوله صلى الله عليه و سلم، فإنّه يعذّب لذلك، أمّا إن أوصى و علّم و أرشد إلى حرمته و أمرهم بما أمر الله و رسوله به من منعه، فيصدق عليه قول الحقّ تبارك و تعالى: " ولا تزر وازرة وزر أخرى " و قوله عزّ و جلّ: " و أن ليس للإنسان إلاّ ما سعى ". ( سورة النّجم الآية: 39 ) لما روي عن يحي بن عبد الرحمان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبر فقال: " إنّ هذا ليعذّب الآن ببكاء أهله عليه " فقالت عائشة:غفر الله لأبي عبد الرحمان إنّه و هل نسي أنّ الله تعالى يقول: " ولا تزر وازرة وزر أخرى" إنّما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنّ هذا ليعذّب الآن و أهله يبكون عليه ". ( أخرجه أحمد في المسند ج7 ص 115 ).. و أمّا من أهمل تعليمهم و تركهم و ما تعارفوا عليه من التقاليد و الأعراف المتداولة بينهم فإنّه يعذّب لذلك الإهمال و التقصير قال تعالى: " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها الناس و الحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون ". ( سورة التحريم : 6 ).. فلهذا و أمثاله وردت أحاديث التعذيب، عن ابن عمر رضي الله عنهما أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم قال: " من نيح عليه فإنّه يعذّب بما نيح عليه يوم القيامة ". ( أخرجه مسلم في شرح النووي ).. و عن أنس أنّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه لمّا عولت عليه حفصة قال: يا حفصة أما سمعت النبيّ صلى الله عليه و سلم قال: " المعول عليه يعذّب " و عول صهيب فقال عمر: يا صهيب أما علمت إنّ المعول عليه يعذّب ".(2) و قد يكون المراد بالتعذيب هو توبيخ الملائكة للميّت بما يندبه أهله به، لما روي عن أبي موسى الأشعري أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلّم قال: " الميّت يعذّب ببكاء الحيّ عليه . إذا قالت النائحة وا عضداه، وا ناصراه، وا كاسباه جبذ و قيل له أنت عضدها.. أنت ناصرها.. أنت كاسبها ". ( أخرجه الإمام أحمد في الفتح الربّاني و ابن ماجه في السنن ).. * ما هو حكم الإسعاد ؟ أصل كلمة الإسعاد من المساعدة في النياحة، بأن تقوم المرأة مع النساء فتسعدها على النياحة و ضرب الصدور و لطم الخدود و شقّ الجيوب حتى إذا انتهت من وصلتها عادت إلى بيتها، و كأنّه ديْنٌ قد أدّته إلى جارتها أو صاحبتها، على أن تقوم به جارتها معها لاحقا. وهو محرّم شرعا و الدليل: عن أنس قال: أخذ النبيّ صلى الله عليه و سلم على النساء حين بايعهنّ ألاّ يخنّ، فقلن: يا رسول الله إنّ نساء أسعدتنا في الجاهلية، أفنسعدهنّ في الإسلام ؟ فقال: " لا إسعاد في الإسلام ". ( أخرجه أحمد في الفتح الربّاني و النسائي في السنن ).. و كنّ 457 امرأة بايعن رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الفتح الأكبر عند جبل الصفا بعد مبايعة الرجال. وعن أمّ عطيّة قالت: بايعنا النبيّ صلى الله عليه و سلم و أخذ علينا فيما أخذ أن لا ننوح، فقالت امرأة من الأنصار: إنّ آل فلان أسعدوني في الجاهلية و فيهم مأتم فلا أبايعك حتى أسعدهم كما أسعدوني. فذهبت فأسعدتهم ثم رجعت فبايعته عليه الصلاة و السلام. ( أخرجه البخاري في فتح الباري و أحمد في الفتح الربّاني و النّسائي (.. و على هذا اتّفق جمهور الفقهاء على التغليظ في أمر النائحة إذا لم تتب قبل موتها، فإنّها مطرودة من رحمة الله تعالى و من شفاعة رسوله عليه من الحقّ تبارك و تعالى أبهى الصلوات و أزكى التسليمات. و يدخل في هذا التحريم المستمع إن رضي بذلك، و على وليّ أمرها إن لم يُبْرِئوا الذمّة بتعليمها و منعها بجميع الوسائل و إلاّ فهو شريك في وزرها و محاسب على أفعالها و معاقب على مخالفتها شرع الله. قال تعالى: " يا أيّها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها الناس و الحجارة ".( سورة التحريم الآية: 6 ).. لم يعد لنا مزيد و غدا هناك جديد الشيخ محمّد الشّاذلي شلبي الإمام الخطيب تــــــونس


بسم الله و الحمد لله و الصّلاة و السّلام على سيّدنا محمّد رسول الله و على آله و صحبه و من والاه. أمّا بعد:



٭[font="] زيـارة القبـــور[/font]
[font="]يستحبّ زيارة القبور للرجال ويقصد بها وجه الله تبارك وتعالى وإصلاح القلب و نفع الميّت بالدعاء والذكر والاستغفار. و لا تكون الزيارة للتباهي و الافتخار بالأهل السابقين، و بالأجداد الغابرين، و تعديد مناقبهم و ذكر أخبارهم و سرد سيرهم، بل للاتّعاظ و التدبّر و التزوّد بالتقوى و العزم على العمل الصالح. قال تعالى: " ألهاكُمُ التكاثُرُ[/font]٭[font="] حتّى زرتم المقابر[/font]٭[font="] كلاّ سوف تعلمون[/font]٭[font="] ثمّ كلاّ سوف تعلمون[/font]٭[font="] كلاّ لو تعلمون علم اليقين لتروُنَّ الجحيم ".[/font][font="](1) [/font][font="][/font]
[font="]كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد نهاهم عن زيارة المقابر في صدر الإسلام أوّلا لحداثة عهد القوم بالجاهلية و عاداتها، فربّما تكلّموا بما اعتادوا عليه من الفحش من الكلام و الهجر من القول و التباهي بالعظام الفاخرة و الأخلاق الفاجرة. و هم كانوا يستبيحون عند زيارة القبور الندب و النياحة و اللطم و شقّ الجيوب و غير ذلك من أفعال أبطلها الإسلام.[/font][font="](2) [/font][font="]كذلك ليبعدهم أيضا عن مظاهر الشرك و الوثنية، إذ كان يخشى من زيارة المقابر، أن تتضمن شيئا من التعظيم أو التقديس للقبور أو للأموات، كما وقع لقوم سيدنا نوح عليه السلام، لأنّهم عظّموا جماعة منهم بعد موتهم حتى آل الأمر إلى عبادتهم، و قد ذكر الله تبارك و تعالى منهم في القرآن " وُدّا، و سُواعًا، و يغُوثَ، و يعُوقَ، و نسرًا ". [/font][font="](3)[/font]
[font="]فلمّا تمكنت المبادئ و أحكام الدين الإسلامي[/font][font="] [/font][font="]في القلوب و اطمأنّت إليه النفوس، أباح لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يزوروا المقابر للعظة والعبرة و التدبّر وتذكّر الموت، و دليل ذلك : عن عبد الله بن بريدة بن الخصيب عن أبيه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : " كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنّها تذكّركم الآخرة ".[/font][font="](4)[/font][font="][/font]
[font="]و عن أبي هريرة أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلّم زار قبر أمّه فبكى و أبكى من حوله فقال صلى الله عليه و سلم: " استأذنت ربّي أن استغفر لها فلم يأذن لي و استأذنته أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنّها تذكّر الموت ". [/font][font="](5)[/font][font="] [/font][font="][/font]
[font="]قال الحافظ المنذري: كان النبيّ صلى الله عليه و سلم نهى عن زيارة القبور نهيا عامّا للرجال و النساء، ثمّ أذن للرجال في زيارتها، و استمرّ النهي في حقّ النساء.[/font]
[font="]و في نيل الأوطار للشوكاني حكى النووي و الحازمي اتّفاق أهل العلم على أنّ زيارة القبور للرجال جائزة.[/font]
[font="]___________________________________[/font]
[font="](1) سورة التكاثر الآيات: 1- 5.[/font]
[font="](2) يسألونك في الدين و الحياة للشرباصي.[/font]
[font="](3) تاريخ الطبري.[/font]
[font="](4) أخرجه مسلم ج7 ص:46 شرح النووي و أحمد في الفتح ج8 ص: 158.[/font]
[font="](5) نفس المصدر، زائد الإمام الترمذي في تحفة الأحوذي ج2 ص: 156 و ابن ماجه في السنن.[/font]

[font="][/font][font="][/font]
[font="] [/font]٭[font="] [/font][font="]الاختلاف في زيارة النساء[/font]
[font="]اختلف الأئمّة في زيارة المرأة للقبور، منعها جماعة، و تمسّكوا بما ورد في حديث أبي هريرة: " أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن زوّارات القبور ".[/font][font="](1)[/font]
[font="]و عن أمّ عطية أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم نهاهنّ أن يخرجن في جنازة.[/font][font="](2)[/font]
[font="]و سبب ذلك كما ذكر الفقهاء هو خشية الاختلاط بين الرجال و النساء الذي يؤدّي إلى الفتنة، و لذلك قال رسول الله صلى الله عليه و سلم للنسوة اللواتي كُنَّ يقمن بزيارة القبور: " ارجعن مأزورات غير مأجورات ".[/font][font="] [/font][font="]أي ارجعن و عليكن ذنب و ليس لكنّ أجر.[/font][font="](3)[/font][font="] [/font]
[font="]و المانعون لزيارة النساء القبور اختلفوا في الكراهة، هل هي كراهة تحريم أو تنزيه. و ذهب جماعة من العلماء إلى الجواز إذا أمنت الفتنة، و استدلّوا بما رواه الإمام مسلم عن عائشة أنّها قالت: كيف أقول يا رسول الله إذا زرت القبور ؟ قال: " قولي: السلام على الدّيار من المؤمنين ".[/font][font="](4)[/font]
[font="]و بما أخرجه الإمام البخاري أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم مرّ بامرأة تبكي عند قبر فقال: " إتّقِ الله و اصبري، قالت إليك عنّي "، و لم ينكر عليها الزيارة.[/font][font="](5)[/font][font="] [/font]
[font="]و منها ما رواه الحاكم أنّ فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم كانت تزور قبر عمّها حمزة كلّ جمعة.[/font][font="](6) [/font][font="][/font]
[font="]و بما رواه عبد الله بن مليكة: أنّ عائشة رضي الله عنها أقبلت ذات يوم من المقابر فقلت لها: يا أمّ المؤمنين من أين أقبلت ؟ فقالت: من قبر أخي عبد الرحمان، فقلت لها: أليس كان نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن زيارة القبور ؟ قالت: نعم كان نهى عن زيارة القبور ثمّ أمر بزيارتها.[/font][font="](7)[/font][font="][/font]
[font="] [/font]
[font="]و قد رجّح الشوكاني ذلك، و قال: لأنّ تذكّر الموت من الأمور التي يحتاج إليها الرجال و النساء.[/font][font="][/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]
[font="]_______________________________________[/font]
(1) [font="]أخرجه أحمد و الترمذي و ابن ماجه[/font]

(2) [font="]أخرجه الطبراني[/font]
(3) [font="]يسألونك في الدين و الحياة للشرباصي[/font]
[font="](4) نيل الأوطار للشوكاني[/font]
[font="](5) نيل الأوطار للشوكاني ج4 ص: 165.[/font]
[font="](6) نفس المصدر ج4 ص: 166.[/font]
[font="](7) نفس المصدر السابق.[/font]
[font="]و قال الإمام الغزالي : زيارة القبور مستحبّة على الجملة للتذكّر و الاعتبار.[/font]
[font="]و من هذا يُعلم أنّ حديث أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن زوّارات القبور، و السبب في ذلك كما ذكر الفقهاء هو قلّة صبر النساء و كثرة جزعهنّ، و لذلك يكثرن عند القبور في العادة، البكاء و النواح و الندب و لطم الخدود و غير ذلك من[/font]
[font="]أمور الجاهلية التي حرّمها الإسلام. أو لعلّ المقصود باللّعن هنّ المكثرات من زيارة القبور لأنّ في الإكثار من هذه الزيارة – و خاصّة من المرأة – تضييع لكثير من الحقوق و الواجبات.[/font][font="](1) [/font][font="][/font]
[font="]أمّا إذا زارت المرأة القبر وهي محتشمة محجّبة بلا اختلاط و لا فتنة بعيدة عمّا يغضب الله و رسوله من نواح أو ندب للميّت، و أن لا تفعل ما لا يليق بها و لا يجوز لها شرعا كالصراخ و العويل و لطم الخدود، و شقّ الجيوب، فيجوز لها أن تزور القبور. [/font]
[font="] [/font]
[font="]فإن فعلت شيئا ممّا ذكرناه حرّم عليها، كما حرّمت عليها الزيارة، و مثل هذا يقال في حقّ الرجل أيضا.[/font][font="](2)[/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]٭ [font="]قلـــت:[/font]
[font="]الجمع بين اختلاف الأئمّة ظاهر، و الاختلاف لفظي، فإنّ الإذن في الزيارة لمن خرجت متحجّبة، خاشعة، معتبرة، وجلة، عالمة بما يجب عليها فعله و قوله في زيارة القبور خاصة العجائز و القواعد من النساء – اللاّتي لا تتأتّى الفتنة من قبلهنّ – أماّ إن كانت شابة أو متبرّجة أو أنّها خرجت بالمعصية و بها رجعت، من ضرب الخدود و شقّ الجيوب و الدّعوة بألفاظ الجاهلية، أو أن تتكلّم بالفحش من الكلام، فالنهي لهنّ ماض إلى قيام الساعة، ما لم يتعلّمن هدي رسول الله صلى الله عليه و سلم و سنّته التي علّمها لأمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها و أرضاها.[/font]
[font="]و يمكن القول أنّه قليل من النساء في بلادنا اللاّتي يعلمن هذه الشروط و الأحكام، و يعملن على الظهور في المقابر في صورة مثالية محتشمة بعيدة عمّا يغضب الله و رسوله صلى الله عليه و سلم، و عمّا يؤذي الأموات و قبورهم. المرأة عندنا في تونس، تنتظر يوم الجمعة بفارغ الصبر، لتتزيّن و تتبرّج و تخرج من دارها مثقلة بالمعاصي، و تسعى في طريقها إلى المقابر أن تكون سببا في حدوث الفتنة، و تتباهى و تتفاخر بأهلها و أجدادها الأموات و الحيّين، و تتفنّن بصوت عالٍ في ذكر مناقبهم و أخبارهم.[/font]
[font="]__________________________________[/font]
[font="](1) يسألونك في الدين و الحياة الشرباصي ج1 ص: 425.[/font]
[font="](2) نفس المصدر السابق ص: 427.

[/font]