طلب تعليق ورأي الخطباء !
رشيد بن ابراهيم بوعافية
[font="] من خطبة لعليّ رضي الله عنه و أرضاه : " .. أين من سَعَى و اجتهد ، وجمع وعدّد ، و بنَى وشيَّد ، و زخرفَ ونجّد ، وفرشَ و مهَّد " . [/font]
[font="] قال جعفر بن يحي وقد ذكر هذا الكلام : " هكذا تكونُ البلاغة : أن يقرِنَ بكلِّ كلمةٍ أُختَها ، فتلوِّحُ الأولى بالثانيةِ قبل انقضائِها ، وتزيدُ كلُّ واحدةٍ في نورِ الأخرى وضيائِها ! " . ا . هـ . [/font]
[font="]تعليق : هذا من جمال الصناعة الخطابية ، أعنِي استعمال وتوظيف الثنائيّاتِ المترادفات في نسج الخطاب ، فزيادةً على الدلالة البلاغيّة للترادُف - كما ذكر جعفر - ؛ فإنّ لتلك الثنائيّاتِ جرسًا إيقاعيًّا صوتيًّا رائعًا يتركُ أثره في النفوس والآذان ولا ريب . [/font]
[font="] ولك أخي الحبيب في الترادف مراجع كثيرة منها : [/font]
[font="]جواهر الألفاظ لقدامة بن جعفر . [/font]
[font="]ما اختلفت ألفاظه واتفقت معانيه للأصمعي[/font][font="] .
[/font][font="]الألفظ لابن السكيت ، وهذا الكتاب هذبه الخطيب التبريزي وصار اسمه تهذيب الألفاظ[/font][font="] . [/font]
[font="]الألفاظ المختلفة في المعاني المؤتلفة للجياني[/font][font="] .[/font]
[font="] الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري[/font][font="]. [/font]
[font="]معجم المعاني ، للمترادف والمتوارد والنقيض، لنجيب إسكندر[/font][font="]نشر: دار الآفاق العربية- القاهرة [/font][font="]
[/font][font="]قاموس المترادفات وأضدادها، لمؤلفه جرجس جرجس نشر دار ماهر- بيروت . [/font]
[font="] قال :" لماذا مازال بعض الكتاب يلهثون في أيامنا هذه بحثا عن الترادف في اللغة ، وما أكثر ما نقرأ هذه الأزواج المترادفة ومثيلاتها، حتى في المقالات الصحفية مثل: هاشّا باشّا، الجلبة والضوضاء، الأهوال والأوجال، عناء ومشقّة ، على كره ومضض... فإذا كانت هذه التراكيب ترضي غرور تلميذ يكتب "الإنشاء"، فإنها من عيوب الأساليب العربية المعاصرة، والعلمية منها بوجه خاصّ[/font] . لاسيما وأننا نعيش اليوم عصر علم وسرعة وإيجاز، فما أحرانا بتجنب هذا اللهو اللفظي، والأخذ بالأسلوب الموضوعي الدقيق لتظل لغتنا الحديثة في مكانتها العصرية الراقية. فمن واجبنا ونحن نكتب في هذه الأيام أن نقوم بتبسيط اللغة وأقصد التبسيط ما قاله أستاذ النقد العربي الراحل محمود تيمور في كتابه مشكلات اللغة العربية "بتحديد معاني الألفاظ تحديدا منطقيا، فلا نسرف في اصطناع المترادف الذي يجعل الألفاظ غير مفصّلة على قدور المعاني". ولايجوز لنا أيضا، التلهّي بالجمل المتساوقة والتكرار والترادف، كما كان دأب الكتّاب في "عصر الانحطاط". فإذا كان صحيح أن هذا "اللهو البديعي" قد يثري الإيقاع، إلا أنه من ناحية أخرى "ينفخ" النصّ، ويضفي عليه الابتذال والسطحية. فاللغة الحسنة كما يقول الأديب سلامة موسى تتوقّّى المترادفات، لأنها ثرثرة صبيانية يضيع بها الوقت[font="] " [/font][font="].
[/font]
[font="]ما رأيكم إخواني ؟! حرّكوا المرآة .
هل حقا توظيف الترادف متساوقًا في الكلام لهو بديعي ؟!
هل الحكم مطلق ، أم أنه أحيانًا بالفعل يكون كذلك ؟ متى ؟
هل تحتاج الأساليب البلاغية إلى التطوير ( كما يدعوا المحدَثُون.. ) ، أم الأفضل الارتقاء بالناس و أذواقهم إلى الأساليب البلاغية العربية الأصيلة ؟ أيهما أصح ؟
إذا قرأت أخي شيئًا في هذا الباب فأفدنا به جزاكم الله خيرًا .
[/font]
المشاهدات 10304 | التعليقات 4
وأنا أضم صوتي إلى صوت جعفر بن يحي حيث قال: " هكذا تكونُ البلاغة : أن يقرِنَ بكلِّ كلمةٍ أُختَها ، فتلوِّحُ الأولى بالثانيةِ قبل انقضائِها ، وتزيدُ كلُّ واحدةٍ في نورِ الأخرى وضيائِها !
لكني أعتبر ذلك أنه ليس بإطلاق فكلام جعفر بن يحي يتحدث عن جيل الفصاحة والبيان ورعيل البلاغة والتبيان.
أما في زماننا وخصوصا حين يستقر لدى الخطيب والداعية أن كل الذين يخاطبهم عامة يجهلون اللغة العربية المتداولة فضلا عن البحث عن استعمال البلاغة فيها ودقيق أساليبها وعميق فنونها فمثل هؤلاء التطلف بهم والنزول إلى مستواهم هو الحكمة وهو الرفق وغيره تكلف وتكليف وتنطع وتعسيف.
أولا :
"الترادف ليس مما يتفق العلماء على الإقرار به في لغتنا العربية الجميلة، فبعض العلماء من المتقدمين والمحدثين أقر به واعتبر تلك الألفاظ مؤدية لمعنى واحد كالأصمعي والفيروزأبادي صاحب القاموس المحيط. ومنهم من لا يرى ذلك كأبي منصور الثعالبي صاحب كتاب (فقه اللغة وأسرار العربية) وكأبي هلال العسكري الذي ترجم إنكار الترادف عمليا بتصنيف كتاب (الفروق في اللغة) ليؤكد من خلاله أن هذ الألفاظ ليست مترادفة، فهذا الفريق يؤمن بهذه الفكرة ويرى أن الأالفاظ التي يظن أنها مترادفة ليست كذلك حقيقة ، لكنها متقاربة، وهي تحمل فروقا دقيقة بينها لم تكن تخفى على أصحاب اللغة الذين كانت اللغة عندهم حسا وذوقا وفطرة"
المصدر:
http://uqu.edu.sa/page/ar/149709
ثانيا :
الناس في هذا الباب يختلفون فما نراه حسنا قد يراه غيرنا قبيحا والعكس صحيح فالتوسط في هذا الباب جميل وينبغي ألا نهضم حق من يخالفنا كما عبر أحدهم بقوله : " لأنها ثرثرة صبيانية يضيع بها الوقت"
.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزيتم خيرا وبارك الله فيكم
لعل بعض هذا يصح وبعضه لا يصح
وللخطيب أن يقدر مكان استعماله من عدمه ، وهو أدرى بمن يخطب فيهم وعليه مراعاة مستويات الناس ومخاطبتهم على قدر الاستيعاب منهم
وإلا فإنه سيحرث ويزرع في غير موضع ..
والناس كما لا يخفى على واحد منا اليوم قد ابتعدوا عن اللغة بعدا كبيرا ، وصار البون بينهم وبينها شاسع جدا
واستعمال الغريب من الألفاظ - في نظرهم وربما في نظر الكثير من الخطباء - لا يحقق المراد والهدف من الخطبة
ولا ضير من تشنيف الأسماع بهكذا عبارات بين الحين والآخر حتى يقرب الناس للغتهم ويعرفهم بها
وهل القرآن إلا لغة العرب وقد حوى كل لفظة بمعناها مما تكلمت به العرب ، وما لم تتكلم به ..
والله الموفق لكل خير .
مبارك الجزائري
أنا أرى التفصيل والله أعلم فإن كانت الكتابة والخطابة لطبقة مثقفة فلا بأس ، وإن كان الكلام موجها لعامة الناس فالأفضل إجتناب الإغراب في الألفاظ.
جاء في سير أعلام النبلاء للذهبي :
قال المبرد: قال رجل لهشام الفوطي: كم تعد من السنين ؟ قال: من واحد إلى أكثر من ألف.
قال: لم أرد هذا، كم لك من السن ؟ قال: اثنان وثلاثون سنا.
قال: كم لك من السنين ؟ قال: ما هي لي، كلها لله.
قال: فما سنك ؟ قال: عظم.
قال: فابن كم أنت ؟ قال: ابن أم وأب.
قال: فكم أتى عليك ؟ قال: لو أتى علي شئ، لقتلني، قال: ويحك،
فكيف أقول ؟ قال: قل: كم مضى من عمرك.
قال الذهبي رحمه الله : هذا غاية ما عند هؤلاء المتقعرين من العلم، عبارات وشقاشق لا يعبأ الله بها، يحرفون بها الكلم عن مواضعه قديما وحديثا، فنعوذ بالله من الكلام وأهله.اهـ
تعديل التعليق