ضيـــاع هــيبــة الــمعــلم وإهــانــتـه
قاسم احمد الصامطي
1434/11/29 - 2013/10/05 10:31AM
الخطبة الأولى :
الحمد لله شرح الصدور بالإسلام، وطمأن القلوب بالإيمان، وهدى
البصائر بالقرآن، أتم علينا النعمة، وأكمل لنا الدين، ورضي لنا الإسلام ديناً، له الحمد سبحانه وتعالى حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ويرضى على آلائه ونعمه التي لا تعد ولا تحصى، هو جل وعلا المحمود على كل حال وفي كل آن، له الحمد ملء السماوات والأرض وملء ما بينهما، وملء ما شاء من شيء بعد، حمداً لا ينقطع ولا يزول، ولا يحده حد ولا يحيط به وصف، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير. وأشهد أن نبينا وقائدنا وقدوتنا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، وأشهد أنه عليه الصلاة والسلام قد بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فجزاه الله خير ما جازى نبياً عن أمته، ووفقنا وإياكم لاتباع سنته، وحشرنا يوم القيامة في زمرته، وجعلنا من أهل شفاعته، وصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين، وعلى من تبعهم واقتفى أثرهم ونهج نهجهم إلى يوم الدين، وعلينا وعلى عباد الله الصالحين. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً أما بعد: لقد كثرت الهجمات والاعتداءات على رجال التعليم من طرف التلاميذ وتلاشت كلمة: قم للمعلم وفِّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا, كل يوم نسمع حادثة جديده حتى وصل الامرالى ازهاق الأنفس الى قتل المعلمين . رسالتي الى كل معلم ومعلمه انتم تقومون بأعقد وأعظم مهمة، إنها صناعة الإنسان، وصياغة فكره، وتهذيب نفسه، وتطهير قلبه، وتقويم فكره، وتهذيب سلوكه، مسألة بها مفتاح التغيير في المجتمعات وفي سائر جوانب الحياة. إلى المعلمين والمعلمات، حتى يُدْرك من هم؟ وما هي مكانتهم؟ فنقول: أنتم المرفوعون المأجورون، المرفوعون رتبة المأجورون ثواباً ومنزلة: يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ ،قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ[] ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يعتز لأنه بُعث معلماً، فيقول عليه الصلاة والسلام: "إن الله عز وجل لم يبعثني معنفاً ولكن بعثني معلماً"فأنتم من بين معاشر أهل الإيمان مخصوصون بدرجة ومنزلة خاصة بالعلم، ثم استمعوا إلى حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم من جملة أحاديث وافرة: (من علم علماً فله أجر من عمل به، لا ينقص ذلك من أجر العامل شيئاً)، فكل كلمة ومعرفة وهدي تغرسه في القلوب والعقول والنفوس، فإنما ينبني عليه من عمل وما يؤثر من بعده من توجيه مسجل لك في صحيفة الأعمال، فضل من الله سبحانه وتعالى، ومنة وكرم، وحث وحض، وتشجيع وتحفيز. وأنتم كذلك الوارثون المورثون أنتم أربابها وأصحابها، وأنتم أعظم المنتفعين بها بعد انقطاع الحياة، (العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر)، هكذا قال المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأما بعد انقطاع الحياة فقد قال عليه الصلاة والسلام: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) ولئن كان هذا الحديث فيه قسم مباشر لأهل العلم، في العلم الذي ينتفع به، فإن أهل العلم قد قالوا: إن لهم في الحقيقة حظاً وافراً من ذلك كله، فإن الصدقة التي يبقى أجرها، إنما مبعثها التعليم على فضلها، والإرشاد إلى أجرها، فمن كان له ذلك العلم والتعليم، فهو شريك فيما ينبني عليه من الصدقات والأوقاف والوصايا، والولد الصالح إنما هو ثمرة في غالب الأحوال لذلك العلم والتربية والتزكية، فإن أهل العلم حينئذ يكونون قد أخذوا بهذه الأمور كلها، فما أعظم ما يخلفون وراءهم مما يعظم أجرهم، ويصل أعمالهم بفضل الله سبحانه وتعالى.
ايها المباركون لقد سمعتم قبل ايام عن معلم يقتل على يد احد طلابه واخر يعتدي على معلمه بالفأس واخر واخر ....اعتداءات لا تعد ولا تحصى . لكن من ينصف هذا المعلم .الى متى هذا التهاون في مكانة وحقوق المعلمين عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ . إني لفي حالة أستشعر معها الحزن والكآبة للحال التي آل إليها وضع المعلم، فالمعلم يا إخوتي يُنتهر، والمعلم يا إخوتي مُحتَقر، والمعلم يا إخوتي مُسلَّطٌ عليه، والمعلم يا إخوتي خاضعٌ لاستجواب هذا واستجواب ذاك، والمعلم يا إخوتي لا يستطيع أن يأخذ حريته في تعليم الخير الذي يراه، المعلم يا إخوتي اليوم أصبح أداة لا أقول رخيصة ولكنها مُسترخصة، المعلم اليوم لم يعد يُقَدّر، المعلم اليوم لم يعد صاحب شرف في نظر الناس، اين مكانة المعلم . لم يكن آباؤنا يقدمون على إهانة معلمينا، لا أمامنا، ولا من وراء أظهرنا.. اليوم أصبح (بعض) الآباء يستمتعون بإهانة معلمي أبنائهم على مرأى ومسمع منهم، داخل المدرسة، وربما داخل الفصل، وهو ما لم يكن ممكناً تصديقه من قبل ولا حتى في عالم الخيال.كيف نطلب من التلميذ احترام معلمه، بينما يكون قد رأى أباه وهو يكيل له شتى أنواع السباب والشتائم أمامه؟ ثمة من يقول: إن وزارة التربية والتعليم هي التي خلقت هذا الجو؛ حينما أخذت تقلد أساليب الثقافة الغربية، داخل منظومتها التعليمية قبل الأوان، فلا هي أتقنتها على النحو الغربي، ولا استطاعت العودة إلى أسلوبها الشرقي؛ فتفلتت أزِمَّةُ الأمور من بين يديها ومن خلفها، ومن فوقها ومن تحتها؛ الأمر الذي فقدت معه ثقافتها الأصلية.. قرارات تعسفية ضد المعلمين وهضم لحقوقهم ولا يستطيع المعلم ان يناقش او يتكلم او يطالب بحقه الا عندما يطرح ارضا . ليس هنالك عقوبات رادعه للطلاب الذين يعتدون على معلميهم . واخرها من العقوبات التي اقرتها فصل الطالب شهرين ثم العودة .هل هذه هي عقوبة الاعتداء على المعلمين . هل يعقل ان يهان المعلم الذي يحمل اسمى مهنة وهي مهنة الانبياء والرسل وعلى اتفه الاسباب وامام الملأ يا قوم ان من علمني حرفا اخلصت له ودا ,
ان المعلم يبدأ عمله من الساعة السادسة والنصف صباحا اي قبل اي موظف آخر سواء أكان في القطاع العام او القطاع الخاص، كثير من الناس يرى ان التعليم والتدريس من اسهل المهن، لا والله التدريس من اصعب المهن لان التخاطب مع الناس او الطلاب والعقول والفروق الفردية من قبل المعلم فيها من الصعوبة والمشقة الشيء الكثير والذين في الميدان التعليمي يعرفون معنى هذا الكلام بمعنى لو اعطينا مثالا بسيطا وطلبنا من احد اولياء الامور التصرف مع اولاده وان كان عددهم 3 فقط فيصعب عليه السيطرة عليهم فما بالك بالمعلم الذي تحت يديه من 30 الى 40 طالبا!!. الا يستحق هذا المعلم الاهتمام بمشاكله وارجاع هيبته وكرامته التي كانت محفوظة له في السابق. طول عمرنا لم نسمع من أبائنا عن معلم يهان او حطت من كرامته . في زماننا كنا ومازلنا نكن للمعلم كل تقدير واحترام وكان لنا خير اب واخ . ولكن في هذا الوقت كل ما يأتي من قرارات وانظمة تكون دائما ضد المعلم لماذا؟؟ أيها المباركون نحن بحاجة إلى إعادة النظر في تعاملنا مع الآخرين وبالأخص في تعاملنا مع المعلمين مع المربين الناصحين ممن يضيئون لأولادنا طريق العلم والمعرفة والتربية ممن يخرجون الأجيال النافعة. وإن على المسئولين عن التعليم في بلادنا مسئولية كبرى في إظهار قيمة المعلم في المجتمع وكذلك وسائل الإعلام .بإظهار مكانة المعلم واحترامه . إن المعلم والطبيب كليهما ..لا ينصحان إذا هما لم يكرما فاصبر لدائك إن أهنت طبيبه ..واصبر لجهلك إن جفوت معلما ....
فالمعلم جدير بالاحترام، جدير بالإكرام، وإن تعجب فعجب قولهم في مجالس عامة الناس اليوم حين يتكلمون عن المعلم عن راتبه وكثرته وعن إجازته وطولها .. ولو حشر هؤلاء يوما واحدا في مدرسة من المدارس لضاق ذرعاً ولابتغى طريقا للخروج مما هو فيه ، مع واقع الطلاب اليوم وسوء احترامهم . إذا نحن الأساس في تجرئة أولادنا على معلميهم وانتقاصهم وتصويرهم أنهم ماديون نفعيون . فهل نعي ذلك وندرك خطورة الواقع المأساوي الذي تعايشه مدارسنا اليوم .من ضعف هيبة المعلم وقلة احترامه وتقديره من فئة من الطلاب. فالى الله المشتكى
يا من إلى الله تدعو *** وترتجي منه أجرا لك المدائح تترى *** شعراً وإن شئت نثرا إنا نعيش بعصر *** يموج ظلماً ونكرا الخير فيه توارى *** وأنت بالعصر أدرى عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ . بارك الله لي ولكم في القران ......
الخطبة الثانية :
الحمدلله على احسانه والشكر له على توفيقه .........
ينبغي لنا ايها المباركون أن نغرس في نفوس أبنائنا الطلاب احترام المعلم . فإذا احترم الطالب معلمه استفاد منه ، استفاد من علمه ، استفاد من أدبه ,أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ االْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} ولا يمكن لنا من صناعة المستقبل وزراعة وغرس الاجيال القادمة اذا لم يقدر ويحترم المعلم ......
عباد الله صلوا وسلموا على خير الخلق ........
الحمد لله شرح الصدور بالإسلام، وطمأن القلوب بالإيمان، وهدى
البصائر بالقرآن، أتم علينا النعمة، وأكمل لنا الدين، ورضي لنا الإسلام ديناً، له الحمد سبحانه وتعالى حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ويرضى على آلائه ونعمه التي لا تعد ولا تحصى، هو جل وعلا المحمود على كل حال وفي كل آن، له الحمد ملء السماوات والأرض وملء ما بينهما، وملء ما شاء من شيء بعد، حمداً لا ينقطع ولا يزول، ولا يحده حد ولا يحيط به وصف، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير. وأشهد أن نبينا وقائدنا وقدوتنا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، وأشهد أنه عليه الصلاة والسلام قد بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فجزاه الله خير ما جازى نبياً عن أمته، ووفقنا وإياكم لاتباع سنته، وحشرنا يوم القيامة في زمرته، وجعلنا من أهل شفاعته، وصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين، وعلى من تبعهم واقتفى أثرهم ونهج نهجهم إلى يوم الدين، وعلينا وعلى عباد الله الصالحين. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً أما بعد: لقد كثرت الهجمات والاعتداءات على رجال التعليم من طرف التلاميذ وتلاشت كلمة: قم للمعلم وفِّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا, كل يوم نسمع حادثة جديده حتى وصل الامرالى ازهاق الأنفس الى قتل المعلمين . رسالتي الى كل معلم ومعلمه انتم تقومون بأعقد وأعظم مهمة، إنها صناعة الإنسان، وصياغة فكره، وتهذيب نفسه، وتطهير قلبه، وتقويم فكره، وتهذيب سلوكه، مسألة بها مفتاح التغيير في المجتمعات وفي سائر جوانب الحياة. إلى المعلمين والمعلمات، حتى يُدْرك من هم؟ وما هي مكانتهم؟ فنقول: أنتم المرفوعون المأجورون، المرفوعون رتبة المأجورون ثواباً ومنزلة: يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ ،قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ[] ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يعتز لأنه بُعث معلماً، فيقول عليه الصلاة والسلام: "إن الله عز وجل لم يبعثني معنفاً ولكن بعثني معلماً"فأنتم من بين معاشر أهل الإيمان مخصوصون بدرجة ومنزلة خاصة بالعلم، ثم استمعوا إلى حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم من جملة أحاديث وافرة: (من علم علماً فله أجر من عمل به، لا ينقص ذلك من أجر العامل شيئاً)، فكل كلمة ومعرفة وهدي تغرسه في القلوب والعقول والنفوس، فإنما ينبني عليه من عمل وما يؤثر من بعده من توجيه مسجل لك في صحيفة الأعمال، فضل من الله سبحانه وتعالى، ومنة وكرم، وحث وحض، وتشجيع وتحفيز. وأنتم كذلك الوارثون المورثون أنتم أربابها وأصحابها، وأنتم أعظم المنتفعين بها بعد انقطاع الحياة، (العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر)، هكذا قال المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأما بعد انقطاع الحياة فقد قال عليه الصلاة والسلام: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) ولئن كان هذا الحديث فيه قسم مباشر لأهل العلم، في العلم الذي ينتفع به، فإن أهل العلم قد قالوا: إن لهم في الحقيقة حظاً وافراً من ذلك كله، فإن الصدقة التي يبقى أجرها، إنما مبعثها التعليم على فضلها، والإرشاد إلى أجرها، فمن كان له ذلك العلم والتعليم، فهو شريك فيما ينبني عليه من الصدقات والأوقاف والوصايا، والولد الصالح إنما هو ثمرة في غالب الأحوال لذلك العلم والتربية والتزكية، فإن أهل العلم حينئذ يكونون قد أخذوا بهذه الأمور كلها، فما أعظم ما يخلفون وراءهم مما يعظم أجرهم، ويصل أعمالهم بفضل الله سبحانه وتعالى.
ايها المباركون لقد سمعتم قبل ايام عن معلم يقتل على يد احد طلابه واخر يعتدي على معلمه بالفأس واخر واخر ....اعتداءات لا تعد ولا تحصى . لكن من ينصف هذا المعلم .الى متى هذا التهاون في مكانة وحقوق المعلمين عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ . إني لفي حالة أستشعر معها الحزن والكآبة للحال التي آل إليها وضع المعلم، فالمعلم يا إخوتي يُنتهر، والمعلم يا إخوتي مُحتَقر، والمعلم يا إخوتي مُسلَّطٌ عليه، والمعلم يا إخوتي خاضعٌ لاستجواب هذا واستجواب ذاك، والمعلم يا إخوتي لا يستطيع أن يأخذ حريته في تعليم الخير الذي يراه، المعلم يا إخوتي اليوم أصبح أداة لا أقول رخيصة ولكنها مُسترخصة، المعلم اليوم لم يعد يُقَدّر، المعلم اليوم لم يعد صاحب شرف في نظر الناس، اين مكانة المعلم . لم يكن آباؤنا يقدمون على إهانة معلمينا، لا أمامنا، ولا من وراء أظهرنا.. اليوم أصبح (بعض) الآباء يستمتعون بإهانة معلمي أبنائهم على مرأى ومسمع منهم، داخل المدرسة، وربما داخل الفصل، وهو ما لم يكن ممكناً تصديقه من قبل ولا حتى في عالم الخيال.كيف نطلب من التلميذ احترام معلمه، بينما يكون قد رأى أباه وهو يكيل له شتى أنواع السباب والشتائم أمامه؟ ثمة من يقول: إن وزارة التربية والتعليم هي التي خلقت هذا الجو؛ حينما أخذت تقلد أساليب الثقافة الغربية، داخل منظومتها التعليمية قبل الأوان، فلا هي أتقنتها على النحو الغربي، ولا استطاعت العودة إلى أسلوبها الشرقي؛ فتفلتت أزِمَّةُ الأمور من بين يديها ومن خلفها، ومن فوقها ومن تحتها؛ الأمر الذي فقدت معه ثقافتها الأصلية.. قرارات تعسفية ضد المعلمين وهضم لحقوقهم ولا يستطيع المعلم ان يناقش او يتكلم او يطالب بحقه الا عندما يطرح ارضا . ليس هنالك عقوبات رادعه للطلاب الذين يعتدون على معلميهم . واخرها من العقوبات التي اقرتها فصل الطالب شهرين ثم العودة .هل هذه هي عقوبة الاعتداء على المعلمين . هل يعقل ان يهان المعلم الذي يحمل اسمى مهنة وهي مهنة الانبياء والرسل وعلى اتفه الاسباب وامام الملأ يا قوم ان من علمني حرفا اخلصت له ودا ,
ان المعلم يبدأ عمله من الساعة السادسة والنصف صباحا اي قبل اي موظف آخر سواء أكان في القطاع العام او القطاع الخاص، كثير من الناس يرى ان التعليم والتدريس من اسهل المهن، لا والله التدريس من اصعب المهن لان التخاطب مع الناس او الطلاب والعقول والفروق الفردية من قبل المعلم فيها من الصعوبة والمشقة الشيء الكثير والذين في الميدان التعليمي يعرفون معنى هذا الكلام بمعنى لو اعطينا مثالا بسيطا وطلبنا من احد اولياء الامور التصرف مع اولاده وان كان عددهم 3 فقط فيصعب عليه السيطرة عليهم فما بالك بالمعلم الذي تحت يديه من 30 الى 40 طالبا!!. الا يستحق هذا المعلم الاهتمام بمشاكله وارجاع هيبته وكرامته التي كانت محفوظة له في السابق. طول عمرنا لم نسمع من أبائنا عن معلم يهان او حطت من كرامته . في زماننا كنا ومازلنا نكن للمعلم كل تقدير واحترام وكان لنا خير اب واخ . ولكن في هذا الوقت كل ما يأتي من قرارات وانظمة تكون دائما ضد المعلم لماذا؟؟ أيها المباركون نحن بحاجة إلى إعادة النظر في تعاملنا مع الآخرين وبالأخص في تعاملنا مع المعلمين مع المربين الناصحين ممن يضيئون لأولادنا طريق العلم والمعرفة والتربية ممن يخرجون الأجيال النافعة. وإن على المسئولين عن التعليم في بلادنا مسئولية كبرى في إظهار قيمة المعلم في المجتمع وكذلك وسائل الإعلام .بإظهار مكانة المعلم واحترامه . إن المعلم والطبيب كليهما ..لا ينصحان إذا هما لم يكرما فاصبر لدائك إن أهنت طبيبه ..واصبر لجهلك إن جفوت معلما ....
فالمعلم جدير بالاحترام، جدير بالإكرام، وإن تعجب فعجب قولهم في مجالس عامة الناس اليوم حين يتكلمون عن المعلم عن راتبه وكثرته وعن إجازته وطولها .. ولو حشر هؤلاء يوما واحدا في مدرسة من المدارس لضاق ذرعاً ولابتغى طريقا للخروج مما هو فيه ، مع واقع الطلاب اليوم وسوء احترامهم . إذا نحن الأساس في تجرئة أولادنا على معلميهم وانتقاصهم وتصويرهم أنهم ماديون نفعيون . فهل نعي ذلك وندرك خطورة الواقع المأساوي الذي تعايشه مدارسنا اليوم .من ضعف هيبة المعلم وقلة احترامه وتقديره من فئة من الطلاب. فالى الله المشتكى
يا من إلى الله تدعو *** وترتجي منه أجرا لك المدائح تترى *** شعراً وإن شئت نثرا إنا نعيش بعصر *** يموج ظلماً ونكرا الخير فيه توارى *** وأنت بالعصر أدرى عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ . بارك الله لي ولكم في القران ......
الخطبة الثانية :
الحمدلله على احسانه والشكر له على توفيقه .........
ينبغي لنا ايها المباركون أن نغرس في نفوس أبنائنا الطلاب احترام المعلم . فإذا احترم الطالب معلمه استفاد منه ، استفاد من علمه ، استفاد من أدبه ,أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ االْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} ولا يمكن لنا من صناعة المستقبل وزراعة وغرس الاجيال القادمة اذا لم يقدر ويحترم المعلم ......
عباد الله صلوا وسلموا على خير الخلق ........
المشاهدات 2386 | التعليقات 2
كتب الله أجركم ـ شيخ زيـــاد ـ وسدد خطاكم ونفع بجهودكم ، وأجاب دعاءكم ، وتفضل عليكم بأفضل منه ، إنه جواد كريم
زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية
حمت حول الحمى شيخ قاسم فالتعليم لم يعد مرغوبا في الوقت الذي أصبح التعليم والقائمون فيه لا يملكون مكانة ولا تقديرا إلا أن يشاء الله وقد ذبح التعليم بغير سكين وكل ذلك يوم غاب الترهيب والتأديب المشروع واقتصر على الترغيب فقط.
شكرنا لك شيخ قاسم ولكل المعلقين والمعجبين
تعديل التعليق