ضمن المرآة ، هذه إحدى خطبي ، انقدوها ، تاريخ الرافضة وبعض عقائدهم .
عبدالله المهنا
خطبة مختصرة .
الحمدلله ، نحمده و نستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله ، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد النبي الأمي الذي ختمت به الرسالات ، وكشفت به الشبهات ، وبينت به سبيل الرشاد والهداية، وسبل الغواية والضلالات ، فلم يعد عذر لذي عينين ، ولاحجة لأهل الزور والضلال المبين .
أما بعد :
فاتقو الله أيها المسلمون حق التقوى ، واشكروا الله تعالى على ما أولاكم من النعم ، وماكشف عنكم من البلاء والنقم.
واعلموا أنه من فضل الله تعالى على المؤمن أن يوفقه لسلوك سبيل الرشاد ويثبته عليه ، وأن يتبصر في سبل الضلال والفساد ليعرف نعمة الله عليه ، فإن الصحابة رضي الله عنهم كانت نشأتهم في الجاهلية والضلال ، ثم جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجهم من الظلمة الشديدة إلى النور التام ، ومن الجهل إلى العلم ، ومن الحيرة إلى الهدى ، فعرفوا مقدار مانالوه وظفروا به ، ومقدار ماكانوا فيه ، فإن الضد يظهر حسنه الضد وبضدها تتميز الأشياء .
فازدادوا رغبة ومحبة فيما انتقلوا إليه ، ونفرة وبغضاً لما انتقلوا عنه ، وكانوا أحب الناس في التوحيد والإيمان والإسلام ، وأبغض الناس في ضده ، عالمين بالسبيل على التفصيل.
فحريٌ بالمسلم إذاً أن يتبصّر سبيل المجرمين ، ليزداد محبة ويقيناً في هذا الدين ، فإن من لم يتبين سبيل المجرمين أو شك أن يحسن الظن ببعض ماهم عليه ، قال تعالى: ( وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين ) الأنعام: ٥٥ .
أيها المسلمون :
لما تخطت رسالة الإسلام حدود الجزيرة العربية فدخلت العراق وإيران والشام ومصر كان ذلك سعادة للأخيار من أهل تلك الديار ، وحبوراً اطمأنت به قلوبهم ، وكانت شجا للأشرار منهم وغصة في حلوقهم ، ومبعث حقدٍ وغلٍ تسممت بها دماؤهم وأرواحهم ، ذلكم أن الإسلام أطفأ نار المجوسية إلى الأبد ، وأدخل بلاد فارس في نظام دولة الإسلام ، فهذا هو الذنب الذي ارتكبه أبوبكر وعمر وعثمان وأبو عبيدة وخالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص وعمرو بن العاص ويزيد و معاوية أبناء أبي سفيان وسائر إخوانهم من الفاتحين والمجاهدين ، فلن ينس ذلك لهم مبغضوهم من المجوس واليهود.
فلذا قاوم المجوس زحف الإسلام جيشاً لجيش ، ومعركة بعد معركة ، حتى هزمهم الله في كل موقف ، فباتوا ينتظرون الفرص السانحة ، فلما لم ينالوا من المسلمين شيئاً وطالت عليهم خلافة عمر رضي الله عنه واتسعت الفتوح في عهده ، تآمروا على سفك دمه ، فقتله مجوسي يقال له (أبو لؤلؤة ) ، لكن الإسلام بقى ، والمسلمون صمدوا حتى بعد مقتل خليفتهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، واستمرت رايات الجهاد تخفق بالنور والعدل والرحمة ، حينئذ أيقن المجوس واليهود أن الإسلام إذا كان إسلاماً صحيحاً لا يمكن أن يحارب وجهاً لوجه في معارك شريفة سافرة ، ولا سبيل إلى سحقه باغتيال أئمته وعظمائه ، فأزمعوا أن يتظاهروا بالإسلام وينخرطوا في سلكه ، وأن يكونوا الطابور الخامس في قلعته ، ومن ذلك الحين رسموا خطتهم على أن يحتموا بحائط يقاتلون من خلفه الرسالة المحمدية فتخيروا اسم ( علي ) ليتخذوه ردءاً لهم ، وأول من بدأ تلك النخلة الخبيثة يهودي يقال له عبد الله بن سبأ.
والذي يؤكد هذا علماء الشيعة أنفسهم فقد نقل المامقاني في كتابه [ تنقيح المقال 2/184 ] عن " الكشي " رأس علماء الشيعة والجرح والتعديل مانصه : " وذكر أهل العلم أن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ، ووالى علياً ، وكان يقول _ وهو على يهوديته _ في يوشع بن نون( وصي موسى ) فقال في إسلامه في ( علي ) مثل ذلك، وكان أي ( ابن سبأ ) أول من شهر القول بإمامة ( علي ) وأظهر البراءة من أعدائه ، وكاشف مخالفيه ، وكفرهم ، فمن هنا قال من خالف الشيعة : إن أصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهود " أ.هـ كلام الكشي إمام الشيعة والجرح والتعديل ، ولاينبئك مثل خبير ، والله على كل شيء قدير .
أيها المسلمون:
فلا يستغرب إذاً أن يكون التشيع مذهباً خليطاً من الكذب والظلم والحقد على الإسلام وحملته ، وأن يشترك في وضعه اليهود والمجوس على حدٍ سواء .
ولأجل قطع الصلة بالإسلام من أصله عمد واضعو هذا المذهب على قطع الصلات بحملته من الصحابة رضي الله عنهم فكفروا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عدا نزر قليل منهم.
والرافضة ينسبون كثيراً من آرائهم إلى جعفر الصادق رحمه الله كذباً وزوراً ، وإلا فهو من خيار العلماء والتابعين ، فقد جاء في كتاب [ روضة الكافي ] للكليني ، وهو من كبار علمائهم [ ص 202 ] قوله : عن أبي جعفر قال : " ارتد الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة : المقداد وسلمان وأبوذر ".
ولأجل استئثارهم بالقرآن كلام الله ، واحتكارهم لرحمة الله زعم الروافض أن القرآن الكريم لم يجمعه ولم يحفظه أحدٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا علي والأئمة الأربعة من آل البيت .
هذا الاعتقاد أثبته صاحب كتاب [ الكافي ] بقوله عن جابر قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : ماادعى أحدٌ من الناس أنه جمع القرآن كله إلا كذاب ، وماجمعه وحفظه كما نزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده . أ. هـ
ومقصودهم من ذلك تكذيب كل من ادعى حفظ كتاب الله وجمعه في صدره أوفي مصحفه كعثمان ، وأبي ، وزيد بن ثابت ، وابن مسعود ، ونحوهم من مئات من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وتكذيبهم يقتضي فجورهم ، و إسقاط عدالتهم ، ويقتضي ضلال عامة المسلمين الذين يقرؤون القرآن ويعملون به ، ماعدا شيعة أهل البيت.
ويقتضي أن الشيعة هم وحدهم أهل الحق والقائمون به ، لأنهم هم الذين بأيديهم كتاب الله كاملاً غير منقوص أما ماعداهم من المسلمين فهم ضالون لحرمانهم من كتاب الله عزوجل .
فدين هذا مذهبه لاشك في حنقه وبغضه للإسلام وأهله ، ولاشك في سعيه لمحق المسلمين وإبادتهم من الأرض .
ولا تعجب أيها المسلم الموحد من ضلال الروافض في عقائدهم حين تخلوا عن القرآن الحق والسنة الصحيحة وانحرفوا إلى قرآن وسنة اختلقوها، فهذا إمامهم الخميني يقول وكتابه [ الحكومة الإسلامية ] : " إن للأئمة مقاماً محموداً ، ودرجة سامية ، وخلافة تكوينية ، تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات الكون ، وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لايبلغه ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، وبموجب مالدينا من الروايات والأحاديث فإن رسولنا الأعظم عليه السلام والأئمة ( ع ) كانوا قبل هذا العالم أنواراً فجعلهم الله بعرشه محدقين ، وجعل لهم من المنزلة والزلفى مالا يعلمه إلا الله . أ.هـ هكذا يقولون ، وذلك إفكهم وما كانوا يفترون .
أيها المسلمون :
لقد حذر أئمتنا -رحمهم الله -من هذه الفئة الخبيثة ، وردوا باطلهم ، وكشفوا عوارهم ،
فقال الشافعي رحمه الله :
" مارأيت في أهل الأهواء قوماً أشهد بالزور من الرافضة ".
وقال : " احمل عن كل من لقيت إلا الرافضة فإنهم يضعون الحديث ويتخذونه ديناً ".
وقال ابن المبارك :
" الدين لأهل الحديث ، والكلام والحيل لأهل الرأي ، والكذب للرافضة ".
وسئل عنهم الإمام مالك فقال :
" لاتكلمهم ، ولا ترو عنهم ، فإنهم يكذبون " .
وقال أبو زرعة الرازي :
" إذارأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ".
وقال القاضي أبو يعلى :
" الذي عليه الفقهاء فيمن سب الصحابة إن كان مستحلاً لذلك كفر ، وإن لم يكن مستحلاً فسق ولم يكفر ".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
" اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد على أن الرافضة أكذب الطوائف ، والكذب فيهم قديم ، ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب " .
أيها المسلمون :
فمن كان هذا دينه فحري أن يؤخذ الحذر منه ، وأن لايؤتمن على شيء من مصالح المسلمين ، وأن لايوكل إليه تعليم أولاد المسلمين ، وأن لايجالس ، ولايؤاكل ، وأن لايولى شيئاً من الأعمال والولايات ، ومتأخروهم كمتقدميهم في الكذب والنفاق ، وليس لهم إلا الكيد للإسلام وأهله ، يبين ذلك أفعالهم التي لم تعد تخفى على أحد ، وليس لهم ولاء لبلاد المسلمين وولاة أمورها ، لأن اعتقادهم في المهدي المنتظر يبطل أي بيعة في أعناقهم لأي أحد من حكام المسلمين ، هكذا أراد علماؤهم وطواغيتهم بعوامهم ورعاعهم .
فالله الله في الحذر من كيدهم ، والتفطن لمآربهم ، وعدم الاغترار بلين أخلاقهم ، أو تفانيهم في العمل .
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه ، وبسنة رسوله صلى الله عليه ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه.
المشاهدات 7393 | التعليقات 14
أشكرك يا شيخ عبد الله على هذه المبادرة الطيبة تواضعاً منك وتشجيعاً لإخوانك ...
وأستأذنك في نقل الموضوع للملتقى الجديد المخصص له وهو (مرآة الخطباء).
الشيخ (حاطب خير) أشيد بمبادرتك لقراءة الخطبة وتقويمها وإفادة إخيك .
وأحب إفادتك بفرصة تحسينية لطريقة النقد وخاصة في ملتقانا المبارك لكون المتحاورين من طلبة العلم.
والطريقة باختصار هي ذكر الملحظ الذي ورد في ذهنك، وشرحه شرحاً وافياً، وتعضيده بما تستطيع من الحجج والراهين، ثم طلب الإفادة ووجهة النظر حوله من صاحب الموضوع.
فقد يكون له رأي فيه، وحجج لم يذكرها، وأنت بلا شك تحترم رأيه وتقدره حتى لو اختلفت معه، فقد يفيدك بوجهة نظره وتقتنع أنت بها، وقد تخالفه وتبين له وجهة نظرك.
والحوار دائماً يحتاج إلى حلم وطول في النفس وعدم استعجال في الوصول إلى النتائج.
وفي تقديري أن قولك (أتمنى لو حذفت هذا المقطع) هو من باب الاستعجال في الحكم، ويسمى عند البعض (مصادرة لرأي الآخر) لأنك تجاوزت رأي صاحبك في إثبات المقطع، وفرضت رأيك عليه بطلب الحذف.
وقولي هذا لا ينقص من قيمة مشاركتك العلمية الثرية ، ولا يعني التضايق من النقد أبداً ، ولكن لأن هذه الملتقيات لم توضع إلا للإفادة والرقي بالخطباء في جميع المهارات ومنها مهارات البحث والتحرير والحوار والنقد وغيرها، فأحببت إيراد هذه الفرصة التحسينية لطريقة النقد لدى جميع الأعضاء.
فسر على بركة الله، ولا تدع شاردة ولا واردة إلا أبديت وجهة نظرك فيها.
جزاك الله عن الخطباء خيراً .
للشيخ ماجد :
هل أطايب الثمر، تختلف عن أطايب الحطب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهل الحوار يختلف عن الاحتطاب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وما رأيك بمن قال : لا يلزم من إيرادي لوجهة نظري مصادرة الرأي الآخر وفرض رأيي عليه؟
وهل تفرض رأيك في طريقة النقد ؟
وهل الإدارة تختلف عن الاستبداد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أشكر الشيخ / حاطب خير على نقده البناء ، ويكفيني قراءته لخطبتي ، وما ذكرته من الملاحظات محل تأمل ، إلا أني أقصد نقدهم في مسألة تحريف القرآن ، فلا يلزم من ذلك أن أفرع على المسائل الأخرى .
بالله لفظك هذا سال من عسل . . أم قد صببت على أفواهنا العسل
[IMG]http://www.vb-khutabaa.com/picture.php?albumid=3&pictureid=36[/IMG]
أخي حاطب خير :
أطايب الثمر، تختلف عن أطايب الحطب، والحوار يختلف عن الاحتطاب، وأرجو ألا يُلقي عليك اسمك بظلاله.
عزيزي قولك : لا يلزم من إيرادي لوجهة نظري مصادرة الرأي الآخر وفرض رأيي عليه.
أتفق معك أخي الكريم : لا يلزم ذلك من إيرادك لوجهة نظرك.
نقطة الخلاف - وهي وجهة نظر - قولك :
(أتمنى لو حذفت هذا المقطع )
لأن هذا وصول إلى النتيجة بوجهة نظر واحدة.
ثم إني لم أفرض طريقتي في النقد، وإنما ذكرت أنها فرصة لتحسين الأسلوب في النقد.
وأرجو أنك لا تفهم من حواري ومداخلاتي أني أفرض طريقتي في النقد أو الكتابة أو غير ذلك.
لأن الإدارة شيء يختلف تماماً عن الاستبداد.
تحياتي .
يا شيخ ماجد :
[IMG]http://www.vb-khutabaa.com/picture.php?albumid=3&pictureid=31[/IMG]
يا شيخ عبد الله :
هل ترى إغلاق باب الحوار حول هذه الخطبة إذا أدى إلى الخصومة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
[IMG]http://www.vb-khutabaa.com/picture.php?albumid=3&pictureid=49[/IMG]
قراءة في خطبة: تاريخ الرافضة وبعض عقائدهم
(خطبة مختصرة)
أولا : من الميزات :
1- أثبت الاستفتاح والشهادتين والصلاة على
النبي محمد صلى
الله عليه وسلم .
2- أثنى على النبي محمد صلى الله عليه وسلم
بما هو أهله .
3- استدل في الخطبة بآية من القران الكريم
معزوة.
4- لخص تاريخ أو ظروف نشأة مذهبهم ببراعة.
5- عزى أقوالهم إلى مصادرهم الأصلية.
6- أشار إلى مذهبهم في :
القرآن،الصحابة،أئمتهم،الكذب.
7- نبه إلى طريقة التعامل معهم.
8- تحس بعاطفة الخطيب الجياشة وحرارة
مشاعره.
والله الموفق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حاطب خير
يا شيخ عبد الله
ألا ترى التوسع في ذكر عقائدهم ؟؟
للشيخ ماجد :
أرجو منكم إفادتي بفرصة تحسينية لطريقة النقد .
وما رأيك بقولي مثلا : ( أتمنى لو حذفت هذا المقطع ) هل يدخل ضمن الاستعجال في الحكم ومصادرة الرأي الآخر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تعديل التعليق