صُوَرٌ مِنْ الْإِسْرَافِ وَالْهَدْرِ فِي حَيَاتِنَا الْيَوْمِيَّةِ
سعود المغيص
الخُطْبَةُ الْأُولَى :
إِنَّ الحَمدَ للهِ، نَحمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنفُسِنا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَه، وَمَنْ يُضلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيراً.
أمّا بعد عِبادَ الله:
اتقُوا اللهَ تعالى، واعْلَمُوا أَنَّ دِينُكُمُ الْعَظِيمُ امْتَازَ ، بِمَنْهَجِهِ الْوَسَطِ الْقَوِيمِ، بَيْنَ سَبِيلِ السَّرَفِ الْمَقِيتِ، وَطَرِيقِ الشُّحِّ الْمُمِيتِ، فَدَعَا إِلَى الِاعْتِدَالِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَحَثَّ عَلَى الْقَصْدِ فِي كُلِّ أَمْرٍ، فَلَا إِفْرَاطَ وَلَا تَفْرِيطَ، يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ: ( وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ) .
وَيَقُولُ تَعَالَى: ( وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ) .
وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «كُلُوا وَاشْرَبُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا مَا لَمْ يُخَالِطْهُ إِسْرَافٌ أَوْ مَخِيلَةٌ»
عِبَادَ اللهِ: إِنَّ لِلسَّرَفِ وَالْهَدْرِ فِي حَيَاتِنَا الْيَوْمِيَّةِ صُوَرًا شَتَّى، وَمَظَاهِرَ يَأْبَاهَا أُولُو الأَحْلَامِ وَالنُّهَى، وَمِنْ أَبْرَزِ هَذِهِ الْمَظَاهِرِ:
الإِسْرَافُ فِي الْمَآكِلِ وَالْمَشَارِبِ، لَا سِيَّمَا فِي الْوَلَائِمِ وَالْمُنَاسَبَاتِ، فَالطَّعَامُ وَالشَّرَابُ قُوتُ الْبَدَنِ، لَكِنَّهُ إِنْ تَجَاوَزَ قَدْرَ الْحَاجَةِ غَدَا مُسَبِّباً لِلْعِلَلِ وَالأَدْوَاءِ، يُصَابُ صَاحِبُهُ بِالْكَسَلِ وَالتُّخَمَةِ وَالأَمْرَاضِ، لِذَلِكَ حَذَّرَ الإِسْلَامُ مِنَ الإِسْرَافِ فِي هَذَا، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ، فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ»
إِخْوَةَ الإِسْلَامِ : وَمِنْ مَظَاهِرِ الإِسْرَافِ : تَكَدُّسُ خِزَانَاتِ الْمَلَابِسِ بِأَفْخَرِ الثِّيَابِ، بَاهِظَةِ الأَثْمَانِ؛ سَعْيًا وَرَاءَ الْمَظَاهِرِ وَالتَّقْلِيدِ، وَاسْتِسْلَامًا لِرَغْبَةِ الشِّرَاءِ وَلَوْ لِغَيْرِ حَاجَةٍ، وَيَظْهَرُ هَذَا السَّرَفُ بِجَلَاءٍ فِي وَلَائِمِ القَوْمِ، وَمَحَافِلِ نِسَائِهِمْ، وَحَفَلَاتِ زَوَاجِهِمْ، تَكَالِيفُ بَاهِظَةٌ، وَمَلَابِسُ فَاخِرَةٌ، قَدْ لَا تُلْبَسُ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً، سَرَفٌ لَا حَدَّ لَهُ، وَمُبَاهَاةٌ مَا أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ.
وَمِنْ مَظَاهِرِ الإِسْرَافِ : الاِنْهِمَاكُ فِي تَبْدِيدِ الْمَالِ فِي غَيْرِ مَا يُجْدِي، بَدْءًا مِنَ التَّوَافِهِ وَالْكَمَالِيَّاتِ، وَانْتِهَاءً بِالْمُوبِقَاتِ وَالْمَحْظُورَاتِ، قَالَ سُفْيَانُ -رَحِمَهُ اللهُ-: « مَا أَنْفَقْتَ فِي غَيْرِ طَاعَةِ اللهِ فَهُوَ إِسْرَافٌ، وَإِنْ كَانَ قَلِيلاً»، فَحِينَ تَغْلِبُ الْمُسْلِمَ شَهْوَةُ الشِّرَاءِ الْجَامِحَةُ، وَيَفْقِدُ مَعَهَا التَّحَكُّمَ فِي هَوَاهُ، يُوقِعُهُ ذَلِكَ فِي الضِّيقِ وَالْمَشَقَّةِ، عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَرُبَّمَا لَحِقَهُ مِنَ الدَّيْنِ مَا عَكَّرَ صَفْوَ حَيَاتِهِ، وَجَعَلَهُ حَبِيسَ هَمِّ قَضَائِهِ وَانْفِرَاجِهِ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْمُؤْمِنُونَ: وَمِنْ مَظَاهِرِ الإِسْرَافِ وَالتَّبْذِيرِ: تَجَاوُزُ الْحَدِّ الْمَعْقُولِ فِي اسْتِهْلَاكِ الْمَاءِ وَالْكَهْرَبَاءِ وَوَسَائِلِ الاتِّصَالِ الْحَدِيثَةِ، فَالإِسْرَافُ فِي اسْتِعْمَالِهَا مُشَاهَدٌ وَمَلْحُوظٌ، فِي الْبُيُوتِ وَالْمَرَافِقِ الْعَامَّةِ وَالْمُؤَسَّسَاتِ، فَالْمُبَالَغَةُ فِي غَسِيلِ السَّيَّارَاتِ، وَعَدَمُ الاِتِّزَانِ فِي رَيِّ الْحَدَائِقِ وَالْمَزْرُوعَاتِ، يُنْبِئُ عَنْ ضَعْفِ التَّصَوُّرِ لِهَذِهِ الْمُشْكِلَةِ، وَإِضَاءَةُ الْمَصَابِيحِ نَهَارًا، وَسُوءُ اسْتِعْمَالِ الأَجْهِزَةِ الْكَهْرَبَائِيَّةِ، قَدْ يَجُرُّ الْمُجْتَمَعَ إِلَى مَشَقَّةٍ وَعَنَتٍ هُوَ فِي غِنًى عَنْهُ، وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ أَنَّهُمْ أَحْكَمُوا تَصَرُّفَاتِهِمْ، وَوَزَنُوا احْتِيَاجَاتِهِمْ، وَتَوَسَّطُوا فِي إِنْفَاقِهِمْ؟!!
وَانْظُرُوا إِلَى هَدْيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ، فَقَدْ كَانَتِ الْمَدِينَةُ فِي عَهْدِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ مِيَاهٍ وَافِرَةٍ، وَزُرُوعٍ وَحَدَائِقَ، وَمَعَ هَذَا فَقَدْ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْتَسِلُ بِصَاعٍ وَيَتَوَضَّأُ بِمُدٍّ، جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ عَنِ الْوُضُوءِ، فَأَرَاهُ ثَلَاثاً ثَلَاثاً، قَالَ: « هَذَا الْوُضُوءُ، فَمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا فَقَدْ أَسَاءَ وَتَعَدَّى وَظَلَمَ »
أَيُّهَا النَّاسُ : هُنَالِكَ نَوْعٌ آخَرُ مِنَ السَّرَفِ، لَا يَقِلُّ خُطُورَةً عَنْ سَابِقِهِ، وَهُوَ السَّرَفُ الْمَعْنَوِيُّ، كَالسَّرَفِ فِي السَّهَرِ وَالنَّوْمِ، وَالْمَحَبَّةِ وَالْبُغْضِ، وَالنَّقْدِ وَالتَّزْكِيَةِ، وَالْمَدْحِ وَالذَّمِّ، وَالْكَلَامِ وَالصَّمْتِ، وَأَخْطَرُهُ: الإِسْرَافُ فِي الذُّنُوبِ وَالآثَامِ، وَتَضْيِيعُ الأَوْقَاتِ فِي اللَّهْوِ الْحَرَامِ، فَعَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الل عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: « إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثاً : قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ»
فَالعَاقِلُ -عِبَادَ اللهِ- مَنْ وَازَنَ بَيْنَ الأُمُورِ، وَضَبَطَ تَصَرُّفَاتِهِ بِمَا يَتَنَاسَبُ مَعَ مُتَطَلَّبَاتِ الرُّوحِ وَالْبَدَنِ، وَبِمَا يَنْضَبِطُ بِضَابِطِ الشَّرِيعَةِ، فَالْعَدَالَةُ وَالِاسْتِقَامَةُ وَالِاتِّزَانُ، مِنْ عَظِيمِ مَا وَصَفَ اللهُ بِهِ هَذِهِ الأُمَّةَ، كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ) فَلاَ يَنْبَغِي الْخُرُوجُ عَنْ هَذَا الْوَصْفِ الْحَمِيدِ.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ فَاسْتَغْفِرُوهُ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ :
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللهِ :
فِي الْوَقْتِ الَّذِي يَتَضَوَّرُ فِيهِ المُسْلِمُونَ جُوعاً، وَيَمُوتُ الْعَشَرَاتُ ظَمَأً، وَيُهَجَّرُ المَلَايِينُ ظُلْماً، وَيُنْفَوْنَ مِنْ بِلَادِهِمْ قَهْراً، فِي هَذَا الْوَقْتِ تَطُلُّ عَلَيْنَا مَوَاقِعُ التَّوَاصُلِ وَشَبَكَاتُ الأَخْبَارِ بِعَدَدٍ مِنَ المَقَاطِعِ المُؤْلِمَةِ وَالْمَشَاهِدِ المُحْزِنَةِ لِبَعْضِ الْمُسْرِفِينَ الَّذِينَ يَتَبَاهَوْنَ بِالسَّرَفِ وَيُرَاؤُونَ بِالتَّبْذِيرِ، وَهُمْ فِي قِمَّةِ السَّعَادَةِ وَالْفَرَحِ!! فِي مَشْهَدٍ يَنِمُّ عَنِ اللَّامُبَالَاةِ، وَعَدَمِ الِاكْتِرَاثِ بِمَآسِي المُسْلِمِينَ، وَبِصُورَةِ مِنَ المُجَاهَرَةِ الَّتِي لَا تُرْضِي رَبَّ الْعَالَمِينَ.
فَاتَّقُوا اللهَ – إِخْوَةَ الإِيمَانِ – ، وَكُونُوا مِنْ ذَوِي الْبِرِّ وَالإِحْسَانِ، وَتَجَنَّبُوا طَرِيقَ السَّرَفِ وَالْعُدْوَانِ، فَإِنَّ عَاقِبَتَهُ الْخَيْبَةُ وَالْخُسْرَانُ، يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) .
وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذلِكَ رَبُّكُمْ، فَقَالَ: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾، وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا» [رَوَاهُ مُسْلِم] اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنَّا مَعَهُمْ بِمَنِّكَ وَإِحْسَانِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ قِنَا السَّرَفَ وَالتَّبْذِيرَ، وَاحْفَظْ جَوَارِحَنَا وَأَمْوَالَنَا عَنِ الْخَلَلِ وَالتَّقْصِيرِ، وَأَدِمْ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ، وَجَنِّبْنَا سَخَطَكَ وَنِقْمَتَكَ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ،
اللَّهم أَوْزِعْنا أَنْ نَشْكُرَ نِعْمَتَكَ التي أَنْعَمْتَ عَلَيْنَا وَعَلَى والِدِيْنا، وَأَنْ نَعْمَلَ صالِحًا تَرْضاه،
اللَّهُمَّ إِنّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ،
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَ الدِّينَ، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، وَسَائِرَ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ.
اللَّهُمَّ وَاغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ.
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَانْصُرْ جُنُودَنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلاَةَ أُمُورِنَا، وَأَيِّدْ بِالْحَقِّ إِمَامَنَا وَوَلِيَّ أَمْرِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى.
اللَّهُمَّ وَفِّقْ جَمِيعَ وُلاَةِ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ لِلْعَمَلِ بِكِتَابِكَ، وَتَحْكِيمِ شَرْعِكَ، وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ ﷺ.
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي إِلَيْهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ وَالْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَدْفَعَ عَنَّا الغَلَاءَ وَالوَبَاءَ وَالرِّبَا وَالزِّنَا وَالزَّلَازِلَ وَالمِحَنَ وَسُوءَ الفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ
ربنَا آتِنَا في الدنْيَا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقِنَا عذابَ النَّارِ .
سبحان ربِّك ربِّ العزة عمّا يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله ربِّ العالمين .