صواريخ الحوثي نحو المملكة أخطار وأبعاد - خطب مختارة
الفريق العلمي
في عام 1991م نشأت فكرة الحركة الحوثية تحت مسمى (تنظيم الشباب المؤمن) في بعض مناطق محافظة صعدة التي تبعد عن العاصمة صنعاء 240كم شمالاً؛ واتخذها المؤسس الهالك بدر الدرين الحوثي، كمنتدى للأنشطة الثقافية حسب زعمه، وكانت النشأة لهذه الفكرة الخبيثة بعد انشقاق مؤسسه عن حزب الحق الذي تأسس عام 1990م، أي بعد إعلان الوحدة اليمنية التي سمح دستورها بالتعددية السياسية والحزبية، وقامت هذه البذرة الخبيثة بجهود بدر الدين الحوثي بزعم جمع علماء المذهب الزيدي في صعدة وغيرها من مناطق اليمن تحت لوائه! وبالتالي دعم حزب الحق بصفته يمثل المذهب الزيدي.
واستمرت الحركة الحوثية تمارس أنشطة مختلفة في المجال الثقافي والاجتماعي بغية التوسع وكسب ولاءات ضعفاء الناس مستغلة ظروفهم الاقتصادية والمعيشية حتى نهاية حرب 1994م سافر زعيم الحركة بدر الدين الحوثي وابنه حسين إلى طهران, التي اختاراها بحكم التقارب الفكري، وهو الأمر الذي يرجع إليه انتشار بعض الأفكار الغريبة بين أنصار الحوثي, وظهور حسين اليماني الممهد للمهدي حد زعمهم، الذي ساهم في تجميع الشباب حول حسين بدر الدين الحوثي الذي عاد من إيران بتلك الأفكار إلى اليمن، في حين مكث والده هناك إلى عام 2002 م وفي تلك المرحلة زادت الأطماع لدى الجرثومة الإيرانية؛ فكانت تفتح بوابة المنح الدراسية للطلاب اليمنين المرسلين من هذه الحركة الخبيثة.
وفي عام 2004م تحولت الحركة الحوثية إلى ميلشيات عسكرية ذات بعد أيديولوجي، وخاضت ستة حروب مع الجيش اليمني خلال أربعة أعوام حتى كشفت التقارير في عام 2009م بأن الحركة الحوثية أصبحت تملك أسلحة متطورة كانت تصلهم من إيران التي كانت ولا تزال تكيد بالبلاد العربية عامة واليمن والمملكة العربية السعودية خاصة، ولما كانت نسبة المؤشرات تتزايد على امتلاك هذه الحركة كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة كان حقا مشروعا للمملكة العربية السعودية أن تحمي حدودها من هذه المليشيات الإجرامية.
وبعد أن أخمدت نيران الفتنة، بقيت الحركة الحوثية تنقض كل الاتفاقات والعهود بينها وبين الحكومة اليمنية والشقيقة الكبرى للجمهورية اليمنية المملكة العربية السعودية، وتمارس مكرها الكبير وشرها المستطير ضد أهل السنة وأعلامهم من الصحابة الكرام كأبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- وكبار أئمة التابعين كشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- ومن جاء بعده ممن نحسب أنهم التزموا المنهج القويم والصراط المستقيم كمحمد بن عبدالوهاب في المملكة العربية السعودية ومقبل بن هادي الوادعي في اليمن وغيرهما من أهل العلم والدعوة.
وفي خضم هذا المكر المتواصل الذي تزول من الجبال ضد أهل السنة والجماعة وجدت هذه الجماعة تأييدا خارجيا ممن تنادي بالعداء لهم، ورغم أن هذا الدعم كان على استحياء، إلا أنه مكَّن هذه الجماعة المجرمة من تهجير أهل السنة في اليمن وهدم مساجدهم واحتلال مراكزهم وجامعاتهم، بل والانقلاب على مخرجات الحوار الوطني الذي دعت إليه المنظمات الدولية والحكومة اليمنية المنتخبة من الشعب اليمني؛ حتى بلغ بها الحقد على الإسلام السني المحافظ الذي ترعاه المملكة العربية السعودية إلى استهداف قبلة المسلمين وكعبة البيت الحرام بالصواريخ التي لم يسبقهم بها الصليبيون ولا الصهاينة، ولمتسائل أن يسأل لماذا استهداف المملكة العربية السعودية التي تحتضن الملايين من أبناء الجالية اليمنية؟ ثم لماذا كانت وجهة صواريخ الغدر والخيانة نحو مكة المكرمة والكعبة المشرفة؟ هل أزعجهم في مكة حماها الله استقبالها لضيوف الرحمن وحجاج بيت الله الحرام أم أن الذي أغاضهم هو صلاة المسلمين إليها وتعلق قلوبهم بزيارتها؟ فإن قالوا إن هدف الصواريخ المطارات الحكومية؛ فيقال لهم: ماذا صنع بكم الأبرياء فيها وما ذنب النساء والأطفال حولها؟
إخوة الإيمان: لم نجد تفسيرا لصواريخهم الموجهة نحو مكة المكرمة، إلا الحرب على كعبة الله وبيته الحرام، والحرب على دعوة أهل السنة والجماعة، وقد صرح حسين الخراساني أحد رموز الجمهورية الإيرانية في كتابه الإسلام على ضوء التشيع؛ حيث قال: "إن كل شيعي على وجه الأرض يتمنى فتح وتحرير مكة والمدينة وإزالة الحكم الوهابي النجس عنها".
ألا تكفي هذه البراهين والدلائل على خبث الحركة الحوثة ومن يقف وراءها، ولعلنا في هذه السطور القليلة نجمل الحديث في وقفات حول استهداف الحوثي للملكة بهذه الصواريخ على النحو التالي:
الوقفة الأولى: يجب أن نعلم يقينا أن ما يحصل في هذه الدنيا من خير وشر، ومن سلم وحرب، وحياة وموت هو بتقدير الله ومشيئته وعلمه؛ حيث كتب ذلك قبل خلقه السماوات والأرض، قال تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) [الحديد:22]؛ وهذا هو مقتضى الإيمان بالقضاء والقدر؛ فكل ما يحصل من خسائر بشرية ومادية هو بقضاء الله وقدره، وبسبب ما اقترفته أيدينا، كما قال سبحانه: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) [الشورى: 30].
الوقفة الثانية: ينبغي أن نشكر الله -تعالى- على نعمة الأمن التي هي من أعظم النعم، ولا أجل من أن يأمن العبد على دينه ونفسه وأهله وماله، وقد ذكَّر الله قريشا بما امتن عليهم من نعمة الأمن؛ فقال: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ) [العنكبوت:67]، وَقَالَ -عز وجل- (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)[سورة قريش].
الوقفة الثالثة: إدراك خطورة الأعداء وحقدهم الدفين على بلاد الحرمين، لما أكرمها الله بهذه الشعائر العظام والمآثر الجسام، ولما تمثله من المرجعية السنية؛ حتى قال قائلهم: إن مكة والمدينة محتلة من اليهود وأنهم يريدون تحريرها؛ حتى تمادوا ببغيهم وزحفوا بقواتهم نحو الحدود السعودية اليمنية مستعرضين بما يملكونه من قوة توفرها لهم الدول الأم للتشيع إيران، ولكن الله رد كيدهم في نحورهم وسيكفينا شرهم بحوله.
الوقفة الرابعة: وجوب التهيؤ والاستعداد لنصرة الحق والدفاع عن الدين والعرض والمقدسات وحماية الأوطان، كما أرشد إلى ذلك الباري سبحانه؛ فقال: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ) [الأنفال: 60].
الوقفة التاسعة: تقوى الله -تعالى- في السر والعلن ولزوم طاعته والبعد عن معصيته، قال تعالى: (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)[آل عمران 120]، وَقَالَ تَعَالَى(أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ)[ يونس:62، 63]، وَقَالَ تَعَالَى: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [الحج:41].
الوقفة العاشرة: أن نتذكر إخواننا المسلمين اللذين يتعرضون للصواريخ والقنابل والقصف والتشريد والدمار؛ سواء في سوريا الجريحة أو العراق أو اليمن أو غيرها من الدول التي تعاني حربا وقتلا وسجنا وتهجيرا وفقرا وغيرها، ونكون عونا لكل مظلوم وأن ننصر الحق وأهله حيث كان.
وفي الختام: رسالة إلى عموم الأمة حكام ومحكومين، تمسكوا بدينكم وارجعوا إلى ربكم، واحذروا عدوكم، واستيقظوا من سباتكم، واعلموا أن مكر الرافضة بكم كبير وشرهم مستطير، وأنهم يستهدفون دينكم ومقدساتكم وصحابة رسولكم -صلى الله عليه وسلم- من خلال تشويه سيرتهم والإساءة إليهم والطعن في مكانتهم وفضلهم ومقامهم، وعليكم أن توحدوا صفوفكم وأن تجمعوا كلمتكم، وتيقنوا أن هذه الحركة الخبيثة لها أطماع كبيرة واسعة لن تتوقف حيث هي الآن، بل أطماع من جندها الاستيلاء على جزيرة العرب واستبدال عقيدتها وزعزعة أمنها ووحدتها الإسلامية والعربية.
خطباؤنا الكرام: هذه مقدمة يسيرة عن استهداف الحوثي للمملكة وأبعاد ذلك، وبرفقتها عدد من الخطب لنخبة من الخطباء، نرجو الله أن يعلي كلمة أهل السنة في كل مكان ويقمع أهل البدعة.
صواريخ الحوثي وأسرار قوة المسلمين - الشيخ د. محمد بن عبدالرحمن العريفي
https://khutabaa.com/khutabaa-section/corncr-speeches/300318\
عشر وقفات مع صواريخ الغدر - الشيخ محمد بن مبارك الشرافي
https://khutabaa.com/khutabaa-section/corncr-speeches/300177
صاروخ نذير - الشيخ خالد القرعاوي
https://khutabaa.com/khutabaa-section/corncr-speeches/300181
صواريخ الحوثي على المملكة (الأخطار والأبعاد)- الشيخ د. عبد الله بن محمد الطيار
https://khutabaa.com/khutabaa-section/corncr-speeches/300327
يا رب نصرك على الحوثي - الشيخ عبد المحسن بن عبد الرحمن القاضي
https://khutabaa.com/khutabaa-section/corncr-speeches/300191
rebii rebii
معذرة يا شيوخي الكرام.
لماذا كل هذا الإصرار على إقحام الدين في براثن السياسة ورجسها؟ لماذا هذا التضليل المكشوف لإخفاء أخطاء الساسة وتلميع صورتهم المتهورة؟ ألا تعلم أخي رعاك الله أن الزيود مع المرحوم صالح وقبله كانوا سمنا على عسل مع السعوديين طيلة عقود وقاتلوا معهم على حق وباطل!!! ألم يكونوا حينذاك حوثيين وصفويين وإيرانيين ومجوسا!!! غريب أن تستفزك بضعة صواريخ ولا ترى القنابل التي يلقيها التحالف ليل نهار منذ ثلاث سنوات ولا تميز بين زيود وشوافع ولا بين مقاتل ومسالم!!! هل ينتظر أن يرد الحوثيون وحلفاؤهم على عاصفة التدمير والتنكيل بباقات الورد والياسمين؟ غريب أن يتواطأ كل هؤلاء الشيوخ على التضليل وإخفاء الحقيقة المرة أننا نخرب بيوتنا بأيدينا ونقدم البلاد العربية لقمة سائغة هدية لإيران، العراق، لبنان، سوريا فاليمن. كفى استهتارا. إذا لم تستحي فاصنع ما شئت وقل ما شئت واكتب ما شئت.
الله المستعانتعديل التعليق