صلى الله عليه وسلم

الحمد لله المُتفرِّدِ بالخلقِ إيجادًا وإفناءً، أحمدُه سبحانَه وأشكُره هو القيوم دوامًا وبقاءً، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له شهادةً نرجو بها اتِّباعًا واهتداءً، وأشهد أنّ نبينا وحبيبَنا محمَّدًا عبدُ الله ورسوله صلاةً تُوفِّي حقَّه كِفاءً، وبارِك ـ يا ربنا ـ على آله السّامين زكاءً وصفاءً، وصحبه الكرام حبًّا وولاءً واصطِفاءً، ومَن تبعهم بإحسان يَرجو في الجنان ارتقاءً وبالأبرار التقاءً.
فاتقوا الله – عباد الله - فإن تقواه أفضل مُكتَسَب، وطاعته أعلى نسَب ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ).
إخوة الإيمان والعقيدة ... لقد اصطَفى الله نبيَّنا محمَّدًا لتحَمُّل أعباءِ الرّسالة وتبليغِ الشّريعة، النبيُّ المُعظَّم، والرَّسول المُكرَّم، سيِّدُ ولد آدم بالاتِّفاق، وخيرُ أهلِ الأرض على الإطلاق، الجوهَرةُ الباهرة، والدُّرَّةُ الزاهرة، وواسِطةُ العِقدِ الفاخرة، عبدُ الله ورَسولهُ ونبيُّه، وصفِيُّه ونجِيُّه، ووليُّه ورَضِيُّه، وأمينُه على وحيِه، وخِيرته من خَلقِه، الذي لا يَصحُّ إيمانُ عبدٍ حتى يُؤمنَ برسالته ويشهدَ بنبوَّته .
سيِّدُ المرسلين والمُقدَّم لإمامَتِهم، وخاتم النبيِّين وصاحبُ شفاعتهم، أوّل من تنشقُّ عنه الأرض يومَ القيامة، وأوَّل شافعٍ يوم القيامة، وأوَّل من يجوز الصراط من الرّسل بأمَّته يوم القيامة، وأكثرُ الأنبياءِ تابعًا يومَ القيامة، صاحبُ اللّواء المعقود والمقام المحمود والحوض المورود، عبدُ الله المُصطفى ونبيُّه المُجتبَى ورسوله المُرتَضَى. يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (ما خلَق الله وما ذَرَأ وما بَرَأ نفسًا أكرمَ عليه من محمّدٍ ، وما سمعتُ الله أقسمَ بحياة أحدٍ غيره.
الله أكبر ... وفي هذا تَشرِيفٌ عظيمٌ ومقامٌ رفيعٌ وجاهٌ عريض".
أيّها المسلمون، وإظهارًا لفضله وعظيم شرفه وعلوِّ منزلته ومكانته وإرادةً لتكريمه ورفع ذكره وتنويهًا بمِنَّة رسالته ونعمة بعثته وتذكيرًا بوجوب حبِّه واتباعه شرَعَ الله الصلاةَ على النبيِّ ، وجعَلَها قُربةً جليلةً وعبادةً عظيمة، بدأ الله بها نفسه وثنَّى بملائكته الكرام ، وأمر عباده من الإنس والجن ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )
للخَلقِ أُرسِل رحمةً ورَحيمًا .. صلُّوا على النبي وسَلِّموا تَسلِيمًا
أيُّها المسلمون ... ويَنالُ العبدَ من ثوابِ الله وكرامته ومغفرته وصلاته بسبَبِ صلاته على أشرفِ الخلق ما يشاءُ الله أن ينالَه العبد ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صلَّى عليَّ واحدةً صلَّى الله عليه عشرًا ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى عليه عَشرَ صلوات، وحطَّ عنه عَشرَ خطيئات، ورُفِعت له عَشرُ دَرَجات ).
فكم أثقلتنا الذنوب والخطايا .. صلُّوا على النبي وسَلِّموا تَسلِيمًا
أيُّها المسلمون .. والإكثارُ منَ الصلاة على النبيِّ سببٌ لغفرانِ الخطايا وزوال الهموم والبلايا، فعَن أُبَيِّ بن كعبٍ رضي الله عنه قال: قلتُ: يا رسول الله، إني أُكثِر الصلاةَ عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ أي: دعائي، قال ( ما شئتَ ) قلتُ: الرّبع؟ قال ( ما شئتَ، فإن زِدتَّ فهو خَيرٌ لك ) قلتُ: النصف؟ قال ( ما شئتَ، فإن زِدتَّ فهو خيرٌ لك ) قلتُ: فالثُّلُثَيْن؟ قال ( ما شئتَ، فإن زِدتَّ فهو خيرٌ لك ) قال: أجعل لك صلاتي كلَّها؟ قال ( إذًا تُكفَى همَّك، ويُغفر لك ذنبُك ).
يا عباد الله ... صلُّوا على النبي وسَلِّموا تَسلِيمًا
أيّها المسلمون .. وجاءتِ السنةُ بتأكيد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، قال رسول الله ( صلاةُ أمّتي تُعرَضُ عليَّ في كل يومِ جُمعة، فمن كان أكثرَهم عليَّ صلاةً كان أقربهم مني منزلاً ).
رسول الله سيِّدُ الأنام، ويوم الجمعة سيّد الأيام، فللصلاة عليه في هذا اليوم مزِيَّةٌ، ومِن شكره وحمده وأداء القليل من حقّه أن نُكثِر الصلاة عليه في هذا اليوم وليلته .. صلُّوا على النبي وسَلِّموا تَسلِيمًا
أيها المسلمون .. في مثل هذا اليوم وليلته يكثر المجالس اللاهية والاجتماعات الساهية والنوادي اللاغية نقصٌ على أربابها وحسرةٌ على أصحابها، وقد جاء في القوم يجلِسُون ولا يذكُرون الله ولا يُصلُّون على النبي صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله ( ما جلَسَ قومٌ مجلِسًا لم يذكروا الله فيه ولم يُصلُّوا على نبيِّهم إلا كان عليهم تِرَة، فإن شاء عذَّبَهم، وإن شاء غفرَ لهم ) وقال عليه الصلاة والسلام ( ما قَعَدَ قومٌ مقعدًا لا يذكرون الله فيه ولا يُصلُّون على النبيّ إلا كان عليهم حسرةً يوم القيامة، وإن أُدخِلوا الجنة للثواب ).
فطيِّبُوا مجالِسَكم بذكر الله عزّ وجلّ، والتفقُّه في دينه، وتعلُّم سنّة نبيه وسيرته وهديه وطريقته وأخلاقه وشمائله، واقتدوا به واتَّبعوه تنالوا عِزَّ الدنيا وشرفها، وثواب الآخرة ونعيمَها .. فصلُّوا على النبي وسَلِّموا تَسلِيمًا
صلَّى الله وسلَّم على نبيّ الرحمة صلاةً وسلامًا مُمتدَّيْن دائمَيْن إلى يوم الدين.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنبٍ وخطيئةٍ، فاستغفروه إنه كان للأوَّابين غفورًا.


الحمد لله على إحسانِه، والشكر له على توفيقِه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أنَّ نبيَّنا وسيِّدنا محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
معاشر المؤمنين .. اتقوا الله وراقِبُوه، وأطيعوه ولا تعصوه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ )
الصلاةُ على النبيّ من سنَنِ الإسلام وشعائر أهله الكرام، والبخيل من ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عنده فلم يصلّ عليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا أخبركم بأبخل الناس ) قالوا: بلى يا رسول الله، قال ( من ذكرت عنده فلم يصلّ علي، فذلك أبخل الناس ).
فيا كرماء .. صلوا عليه وسلموا على نبيّ الرحمة والثواب، وبشير السطوة والعقاب، الشافعِ المُشفَّع يوم الحساب... اللهمّ صلِّ على محمّد وعلَى آل محمّد، كما صلّيتَ على إبراهيم وعلَى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيمَ في العالمين إنّك حميد مجيد.
والصلاة تَصِلُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم في كل وقتٍ وحين ، قال صلى الله عليه وسلم ( وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ
صلُّوا عليه كُلَّما صليتـــــــــــم... لتَروا به يومَ النجاةِ نجاحا
صلوا عليه كلَّ ليلةِ جُمْعةٍ ... صلوا عليه عَشيةً وصباحا
صلوا عليه كُلما ذُكر اسمُه ... في كل حِينٍ غَدوةً ورواحاً
فعلى الصحيحِ صلاتُكم فرضٌ إذا ... ذُكر اسمُه وسمعتمُوه صُراحاً
صلى الله عليه ما شَبَّ الدُّجَى .... وبدا مَشيبُ الصبحِ فيه ولاحا
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على نبينا محمد وأعرض عليه صلاتنا وسلامنا في هذه الساعة يا رب العالمين ( إِنَّ اللَّه يَأْمُر بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاء وَالْمُنْكَر وَالْبَغْي يَعِظكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزِدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون
المشاهدات 2297 | التعليقات 0