صلاة عيد الفطر لعام 1433هـ
محمد البدر
1433/09/28 - 2012/08/16 23:10PM
الخطبة
[align=justify]والسنة يا عباد الله في خطبة صلاة العيد هي خطبة واحدة ، ولم يرد عن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان يخطب في العيد خطبتين يفصل بينهما ، وخير الهدي هدي محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لذلك أحببنا التذكير بالسنة .
أَيُّها المُسْلِمُونَ:اتقوا الله ربكم، فإنه عفو غفور جواد شكور، وهو وحده مصرف الشهور، ومقدر المقدور، يولج الليل في النهار، ويولج النهار في الليل، وهو عليم بذات الصدور.
وقد جعل لكل شيء أسبابًا، ولكل أجل كتابًا، ولكل عمل حسابًا، وما ربك بغافل عما تعملون، وجعل الدنيا سوقـًا يغدو إليها الناس ويروحون منها، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها، وإنما يظهر الفرقان ويتجلى الربح من الخسران .
أَيُّها المُسْلِمُونَ: أنيبوا إلى الله وادعوه مخلصين له الدين ، أخلصوا له العبادة ، أخلصوا له الدعاء ، واخلصوا له الخوف والرجاء ،وإذا سألتم فاسألوا الله وإذا استعنتم فاستعينوا بالله وتوكلوا عليه في كل أموركم وهو نعم الوكيل وهو المغيث وهو القريب لمن دعاه بصدق وإخلاص قال تعالى " {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (186) سورة البقرة ، فلنستجب لله ولنؤمن برسوله ولنحذر الشرك بالله صغيره وكبيره {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } (48) سورة النساء ، فلا تدعوا إلا الله ولا تحلفوا إلا بالله ، ولا تتعلق قلوبكم في السراء والضراء إلا بالله ، فمن سأل غير الله فقد أشرك بالله والعياذ بالله .
أَيُّها المُسْلِمُونَ: إنه ليوم عيد حقا شرعه الله لهذه الأمة المباركة رحمة بها وإظهارا لدينها بين الأديان الباطلة ، وتتمة لنعمه التي لا تحصى عليها فلا بد علينا أن نعرف حق هذا العيد ، واعلموا رحمكم الله أن صلاة العيد واجبة على الرجال والنساء فالنَّبِىُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لازم هذه الصلاة في العيدين ولم يتركها في عيد من الأعياد وأمر الناس بالخروج إليها حتى أمر بخروج النساء العواتق والحيض وأمر من كان بها حيض من النساء أن تعتزل الصلاة وتشهد الخير ودعوة المسلمين ، ومن فاتته وجب عليه قضاؤها ولا أذان ولا إقامة لصلاة العيد ، ويسن للخارج إلى عيد الفطر ما ذكره سعيد بن المسيب رحمه الله بقوله " سنة الفطر ثلاث : المشي إلى المصلى والأكل قبل الخروج والاغتسال ، فعَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لاَ يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ ويأكلُهنَّ وِتْرا»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ . فإذا خرج من بيته كبر حتى يأتي المصلى وتشرع الصلاة فيقطع التكبير ، و كَانَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخالف الطريق يوم العيد فيذهب في طريق ويرجع في آخر فعَنْ جَابِرٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ » رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. فجملوا عيدكم بالطاعات وبمواصلة فعل الخيرات وبر الوالدين وصلة الأرحام والفقراء والأيتام ، وسارعوا إلى إصلاح ذات البين فإن العيد أعظم مناسبة لذلك ، فمن كانت له خصومة مع أخيه المسلم فليبادر إلى التسامح منه والعفو عما بدر منه فعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :«لاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا ، وَخَيْرُهُمَا الَّذِى يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .
فاحذروا الذنوب والمعاصي ما صغر منها وما كبر ، فاحذروا الربا فإنه حرب على الله ورسوله ، واحذروا الزنا واللواط فإنهما سبب للبلاء والنقم والبؤس في الدنيا والآخرة ، وتجنبوا الكذب والغيبة والنميمة والبهتان وأكل أموال الناس بالباطل وأكل أموال اليتامى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ}(28)سورة آل عمران
أَيُّها المُسْلِمُونَ:حافظوا على الصلاة في أوقاتها مع الجماعة ولا تتهاونوا فيها لأن الله أمركم بذلك قال تعالى {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ} (238) سورة البقرة ، وهي أول ما تحاسب عليه يوم القيامة فبصلاحها صلاح كل أعمالك وبفسادها فساد باقي الأعمال ،وقد توعد الله المصلين المتهاونين عن الصلاة بالويل والعذاب فما هو حال من ترك الصلاة بالكلية قال تعالى {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ ، الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ }.
أَيُّها المُسْلِمُونَ: أدوا زكاة أموالكم فإن الله استخلفكم فيها وفرض عليكم حقا واجبا وهي الزكاة ، فالزكاة نجاة وبركة وطهارة للمال ولصاحبه يقول تعالى {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}(103)سورة التوبة
واحذروا من تضييع الزكاة أو منعها فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّ الَّذِي لاَ يُؤَدِّى زَكَاةَ مَالِهِ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ قَالَ فَيَلْتَزِمُهُ أَوْ يُطَوِّقُهُ قَالَ يَقُولُ أَنَا كَنْزُكَ أَنَا كَنْزُكَ»رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
ومن الزكاة زكاة الفطر فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى، مِنَ الْمُسْلِمِينَ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ ، ولها حكمة أرادها الله من وراء فرضيتها ، ويجوز قبل ذلك بيوم أو يومين ، ومن لم يخرجها في وقتها وجب عليه إخراجها بعد الصلاة ،فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ»رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَحَسنهُ الأَلبَانيُّ .
أيها المسلمون:من السنن التي تركها الناس في الأعياد خاصة المصافحة أثناء السلام واستبدالها بالعادات الموروثة عن الأجداد من التحية بالأنف بل السنة هي المصافحة باليد عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :« مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلاَّ غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا » رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
و قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :« إنَّ الْمُؤْمِنَ إذَا لَقِيَ الْمُؤْمِنَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَأَخَذَ بِيَدِهِ فَصَافَحَهُ تَنَاثَرَتْ خَطَايَاهُمَا كَمَا يَتَنَاثَرُ وَرَقُ الشَّجَرِ»رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ
واحذروا من مصافحة النساء فإن هذا مما انتشر وعم بين الناس وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية برئاسة العلامة ابن باز رحمه الله عن حكم ملامسة الرجل للمرأة الأجنبية -أي التي يحق للرجل الزواج منها - وليست من ذوي المحارم عليه فأجابت بقولها " يحرم على الرجل ملامسة المرأة الأجنبية لما يفضي إليه ذلك من الفتنة والفساد وقد جاء من التشديد في ذلك عن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال " لأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لا تَحِلُّ لَهُ" رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ" وجاء عن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مَسَّتْ يَدُهُ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ فِي الْمُبَايَعَةِ مَا بَايَعَهُنَّ إِلاَّ بِقَوْلِهِ « قَدْ بَايَعْتُكِ عَلَى ذَلِكَ » رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
وصح عنه أنه قال « إِنِّي لاَ أُصَافِحُ النِّسَاءَ »رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
وهذا هديه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولأمته فيه أسوة حسنة"
أخواتي النساء: ، يقول النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لكن " « إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيَّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ » رَوَاهُ أَحمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
فهذا سبيل الجنة قد بُين لكي ، فالزميه ، لا تتهاوني في الصلاة المفروضة بل أديها في وقتها ، وتعلمي كيفيتها بشروطها وأركانها ، وتعلمي ما يخصك من أمور الطهارة لكي تأتي بالعبادة على أكمل وجه .
وصومي الشهر المفروض عليك ولا تتهاوني في تركه إلا لما رخص لكي ربك ، فقد رخص الله للحامل والمرضع إن خافتا على نفسيهما وعلى الجنين أو الرضيع حق لها الإفطار وعليها القضاء بعد ذلك ، واحفظي عرضك بغض بصرك عن المحرمات وعن النظر إلى الرجال واحفظي نفسك من الزنا والفواحش ،ثم أطيعي زوجك ، فإن أعظم الناس عليك حقا بعد حق الله عز وجل ، الزوج ، فعَنْ حُصَيْنِ بْنِ مِحْصَنٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ عَمَّةً لَهُ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِى حَاجَةٍ فَفَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا فَقَالَ لَهَا « أَذَاتُ زَوْجٍ أَنْتِ ». قَالَتْ نَعَمْ. قَالَ « فَأَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ ». قَالَ يَعْلَى « فَكَيْفَ أَنْتِ لَهُ ». قَالَتْ مَا آلُوهُ إِلاَّ مَا عَجَزْتُ عَنْهُ. قَالَ « انْظُرِى أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ فَإِنَّهُ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ » رَوَاهُ أَحمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ النِّسَاءَ أَنْ يَسْجُدْنَ لأَزْوَاجِهِنَّ لِمَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ عَلَيْهِنَّ مِنَ الْحَقِّ »رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .لِمَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ الْحَقِّ .
فلا تؤذين أزواجكن بالقول أو الفعل ، واسمعن وأطعن ما يكن في ذلك معصية ، فإن فعلت ذلك أختي المسلمة قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ .
ولتحذر المرأة المسلمة من التبرج فإنه سبب لورود النار قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :« خَيْرُ نِسَائِكُمُ الْوَدُودُ الْوَلُودُ الْمَوَاتِيَةُ الْمُوَاسِيَةُ إِذَا اتَّقَيْنَ اللَّهَ وَشَرُّ نِسَائِكُمُ الْمُتَبَرِّجَاتُ الْمُتَخَيِّلاَتُ وَهُنَّ الْمُنَافِقَاتُ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْهُنَّ إِلاَّ مِثْلُ الْغُرَابِ الأَعْصَمِ » صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
والأعصم هم أحمر المنقار والرجلين وهو كناية عن قِلت من يدخل الجنة من النساء ، لأن هذا الوصف في الغربان قليل ومن التبرج إظهار الزينة وكشف الشعر أو جزء منه أو الخروج متعطرة فكل ذلك من التبرج ولتخرج المرأة زكاة حيلها وذهبها ، سواء كان مما يلبس أو مما يدخر فإن فيه زكاة ، وأكثري من الصدقة لقول النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ ، فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ » . فَقُلْنَ وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ » رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
ولتحذر المرأة المسلمة من الاختلاط قال ابن القيم في الطرق الحكمية (ص:280):وَلَا رَيْبَ أَنَّ تَمْكِينَ النِّسَاءِ مِنْ اخْتِلَاطِهِنَّ بِالرِّجَالِ: أَصْلُ كُلِّ بَلِيَّةٍ وَشَرٍّ، وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ نُزُولِ الْعُقُوبَاتِ الْعَامَّةِ، كَمَا أَنَّهُ مِنْ أَسْبَابِ فَسَادِ أُمُورِ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ، وَاخْتِلَاطُ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ سَبَبٌ لِكَثْرَةِ الْفَوَاحِشِ وَالزِّنَا، وَهُوَ مِنْ أَسْبَابِ الْمَوْتِ الْعَامِّ، وَالطَّوَاعِينِ الْمُتَّصِلَةِ.
أَيُّها المُسْلِمُونَ: أَكْثِرُوا مِنَ الدُّعَاءِ لِإِخْوَانِكُمُ المُسْتَضْعَفِينَ فِي فِلَسْطِينَ، وَالْعِرَاقِ، وَأَفْغَانِسْتَانَ، وَسُورْيَا، وبورما، وَفِي كُلِّ مَكَانٍ .
[/align]
[align=justify]والسنة يا عباد الله في خطبة صلاة العيد هي خطبة واحدة ، ولم يرد عن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان يخطب في العيد خطبتين يفصل بينهما ، وخير الهدي هدي محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لذلك أحببنا التذكير بالسنة .
أَيُّها المُسْلِمُونَ:اتقوا الله ربكم، فإنه عفو غفور جواد شكور، وهو وحده مصرف الشهور، ومقدر المقدور، يولج الليل في النهار، ويولج النهار في الليل، وهو عليم بذات الصدور.
وقد جعل لكل شيء أسبابًا، ولكل أجل كتابًا، ولكل عمل حسابًا، وما ربك بغافل عما تعملون، وجعل الدنيا سوقـًا يغدو إليها الناس ويروحون منها، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها، وإنما يظهر الفرقان ويتجلى الربح من الخسران .
أَيُّها المُسْلِمُونَ: أنيبوا إلى الله وادعوه مخلصين له الدين ، أخلصوا له العبادة ، أخلصوا له الدعاء ، واخلصوا له الخوف والرجاء ،وإذا سألتم فاسألوا الله وإذا استعنتم فاستعينوا بالله وتوكلوا عليه في كل أموركم وهو نعم الوكيل وهو المغيث وهو القريب لمن دعاه بصدق وإخلاص قال تعالى " {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (186) سورة البقرة ، فلنستجب لله ولنؤمن برسوله ولنحذر الشرك بالله صغيره وكبيره {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } (48) سورة النساء ، فلا تدعوا إلا الله ولا تحلفوا إلا بالله ، ولا تتعلق قلوبكم في السراء والضراء إلا بالله ، فمن سأل غير الله فقد أشرك بالله والعياذ بالله .
أَيُّها المُسْلِمُونَ: إنه ليوم عيد حقا شرعه الله لهذه الأمة المباركة رحمة بها وإظهارا لدينها بين الأديان الباطلة ، وتتمة لنعمه التي لا تحصى عليها فلا بد علينا أن نعرف حق هذا العيد ، واعلموا رحمكم الله أن صلاة العيد واجبة على الرجال والنساء فالنَّبِىُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لازم هذه الصلاة في العيدين ولم يتركها في عيد من الأعياد وأمر الناس بالخروج إليها حتى أمر بخروج النساء العواتق والحيض وأمر من كان بها حيض من النساء أن تعتزل الصلاة وتشهد الخير ودعوة المسلمين ، ومن فاتته وجب عليه قضاؤها ولا أذان ولا إقامة لصلاة العيد ، ويسن للخارج إلى عيد الفطر ما ذكره سعيد بن المسيب رحمه الله بقوله " سنة الفطر ثلاث : المشي إلى المصلى والأكل قبل الخروج والاغتسال ، فعَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لاَ يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ ويأكلُهنَّ وِتْرا»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ . فإذا خرج من بيته كبر حتى يأتي المصلى وتشرع الصلاة فيقطع التكبير ، و كَانَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخالف الطريق يوم العيد فيذهب في طريق ويرجع في آخر فعَنْ جَابِرٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ » رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. فجملوا عيدكم بالطاعات وبمواصلة فعل الخيرات وبر الوالدين وصلة الأرحام والفقراء والأيتام ، وسارعوا إلى إصلاح ذات البين فإن العيد أعظم مناسبة لذلك ، فمن كانت له خصومة مع أخيه المسلم فليبادر إلى التسامح منه والعفو عما بدر منه فعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :«لاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا ، وَخَيْرُهُمَا الَّذِى يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .
فاحذروا الذنوب والمعاصي ما صغر منها وما كبر ، فاحذروا الربا فإنه حرب على الله ورسوله ، واحذروا الزنا واللواط فإنهما سبب للبلاء والنقم والبؤس في الدنيا والآخرة ، وتجنبوا الكذب والغيبة والنميمة والبهتان وأكل أموال الناس بالباطل وأكل أموال اليتامى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ}(28)سورة آل عمران
أَيُّها المُسْلِمُونَ:حافظوا على الصلاة في أوقاتها مع الجماعة ولا تتهاونوا فيها لأن الله أمركم بذلك قال تعالى {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ} (238) سورة البقرة ، وهي أول ما تحاسب عليه يوم القيامة فبصلاحها صلاح كل أعمالك وبفسادها فساد باقي الأعمال ،وقد توعد الله المصلين المتهاونين عن الصلاة بالويل والعذاب فما هو حال من ترك الصلاة بالكلية قال تعالى {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ ، الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ }.
أَيُّها المُسْلِمُونَ: أدوا زكاة أموالكم فإن الله استخلفكم فيها وفرض عليكم حقا واجبا وهي الزكاة ، فالزكاة نجاة وبركة وطهارة للمال ولصاحبه يقول تعالى {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}(103)سورة التوبة
واحذروا من تضييع الزكاة أو منعها فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّ الَّذِي لاَ يُؤَدِّى زَكَاةَ مَالِهِ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ قَالَ فَيَلْتَزِمُهُ أَوْ يُطَوِّقُهُ قَالَ يَقُولُ أَنَا كَنْزُكَ أَنَا كَنْزُكَ»رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
ومن الزكاة زكاة الفطر فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى، مِنَ الْمُسْلِمِينَ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ ، ولها حكمة أرادها الله من وراء فرضيتها ، ويجوز قبل ذلك بيوم أو يومين ، ومن لم يخرجها في وقتها وجب عليه إخراجها بعد الصلاة ،فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ»رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَحَسنهُ الأَلبَانيُّ .
أيها المسلمون:من السنن التي تركها الناس في الأعياد خاصة المصافحة أثناء السلام واستبدالها بالعادات الموروثة عن الأجداد من التحية بالأنف بل السنة هي المصافحة باليد عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :« مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلاَّ غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا » رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
و قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :« إنَّ الْمُؤْمِنَ إذَا لَقِيَ الْمُؤْمِنَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَأَخَذَ بِيَدِهِ فَصَافَحَهُ تَنَاثَرَتْ خَطَايَاهُمَا كَمَا يَتَنَاثَرُ وَرَقُ الشَّجَرِ»رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ
واحذروا من مصافحة النساء فإن هذا مما انتشر وعم بين الناس وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية برئاسة العلامة ابن باز رحمه الله عن حكم ملامسة الرجل للمرأة الأجنبية -أي التي يحق للرجل الزواج منها - وليست من ذوي المحارم عليه فأجابت بقولها " يحرم على الرجل ملامسة المرأة الأجنبية لما يفضي إليه ذلك من الفتنة والفساد وقد جاء من التشديد في ذلك عن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال " لأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لا تَحِلُّ لَهُ" رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ" وجاء عن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مَسَّتْ يَدُهُ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ فِي الْمُبَايَعَةِ مَا بَايَعَهُنَّ إِلاَّ بِقَوْلِهِ « قَدْ بَايَعْتُكِ عَلَى ذَلِكَ » رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
وصح عنه أنه قال « إِنِّي لاَ أُصَافِحُ النِّسَاءَ »رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
وهذا هديه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولأمته فيه أسوة حسنة"
أخواتي النساء: ، يقول النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لكن " « إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيَّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ » رَوَاهُ أَحمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
فهذا سبيل الجنة قد بُين لكي ، فالزميه ، لا تتهاوني في الصلاة المفروضة بل أديها في وقتها ، وتعلمي كيفيتها بشروطها وأركانها ، وتعلمي ما يخصك من أمور الطهارة لكي تأتي بالعبادة على أكمل وجه .
وصومي الشهر المفروض عليك ولا تتهاوني في تركه إلا لما رخص لكي ربك ، فقد رخص الله للحامل والمرضع إن خافتا على نفسيهما وعلى الجنين أو الرضيع حق لها الإفطار وعليها القضاء بعد ذلك ، واحفظي عرضك بغض بصرك عن المحرمات وعن النظر إلى الرجال واحفظي نفسك من الزنا والفواحش ،ثم أطيعي زوجك ، فإن أعظم الناس عليك حقا بعد حق الله عز وجل ، الزوج ، فعَنْ حُصَيْنِ بْنِ مِحْصَنٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ عَمَّةً لَهُ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِى حَاجَةٍ فَفَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا فَقَالَ لَهَا « أَذَاتُ زَوْجٍ أَنْتِ ». قَالَتْ نَعَمْ. قَالَ « فَأَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ ». قَالَ يَعْلَى « فَكَيْفَ أَنْتِ لَهُ ». قَالَتْ مَا آلُوهُ إِلاَّ مَا عَجَزْتُ عَنْهُ. قَالَ « انْظُرِى أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ فَإِنَّهُ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ » رَوَاهُ أَحمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ النِّسَاءَ أَنْ يَسْجُدْنَ لأَزْوَاجِهِنَّ لِمَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ عَلَيْهِنَّ مِنَ الْحَقِّ »رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .لِمَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ الْحَقِّ .
فلا تؤذين أزواجكن بالقول أو الفعل ، واسمعن وأطعن ما يكن في ذلك معصية ، فإن فعلت ذلك أختي المسلمة قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ .
ولتحذر المرأة المسلمة من التبرج فإنه سبب لورود النار قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :« خَيْرُ نِسَائِكُمُ الْوَدُودُ الْوَلُودُ الْمَوَاتِيَةُ الْمُوَاسِيَةُ إِذَا اتَّقَيْنَ اللَّهَ وَشَرُّ نِسَائِكُمُ الْمُتَبَرِّجَاتُ الْمُتَخَيِّلاَتُ وَهُنَّ الْمُنَافِقَاتُ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْهُنَّ إِلاَّ مِثْلُ الْغُرَابِ الأَعْصَمِ » صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
والأعصم هم أحمر المنقار والرجلين وهو كناية عن قِلت من يدخل الجنة من النساء ، لأن هذا الوصف في الغربان قليل ومن التبرج إظهار الزينة وكشف الشعر أو جزء منه أو الخروج متعطرة فكل ذلك من التبرج ولتخرج المرأة زكاة حيلها وذهبها ، سواء كان مما يلبس أو مما يدخر فإن فيه زكاة ، وأكثري من الصدقة لقول النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ ، فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ » . فَقُلْنَ وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ » رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
ولتحذر المرأة المسلمة من الاختلاط قال ابن القيم في الطرق الحكمية (ص:280):وَلَا رَيْبَ أَنَّ تَمْكِينَ النِّسَاءِ مِنْ اخْتِلَاطِهِنَّ بِالرِّجَالِ: أَصْلُ كُلِّ بَلِيَّةٍ وَشَرٍّ، وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ نُزُولِ الْعُقُوبَاتِ الْعَامَّةِ، كَمَا أَنَّهُ مِنْ أَسْبَابِ فَسَادِ أُمُورِ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ، وَاخْتِلَاطُ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ سَبَبٌ لِكَثْرَةِ الْفَوَاحِشِ وَالزِّنَا، وَهُوَ مِنْ أَسْبَابِ الْمَوْتِ الْعَامِّ، وَالطَّوَاعِينِ الْمُتَّصِلَةِ.
أَيُّها المُسْلِمُونَ: أَكْثِرُوا مِنَ الدُّعَاءِ لِإِخْوَانِكُمُ المُسْتَضْعَفِينَ فِي فِلَسْطِينَ، وَالْعِرَاقِ، وَأَفْغَانِسْتَانَ، وَسُورْيَا، وبورما، وَفِي كُلِّ مَكَانٍ .
[/align]