صلاة العيد والأضحية
عبدالله بن رجا الروقي
1435/12/08 - 2014/10/02 04:51AM
أما بعد فإن المسلمين يتأهبون لمناسبة شريفة كريمة ألا وهي عيد الأضحى المبارك الذي هو أشرف عيد للمسلمين ويومُه أفضل الأيام عند الله قال النبي ﷺ إن أفضل الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر.رواه ابوداود.
وفي هذا اليوم الشريف يتقرب المسلمون إلى الله عزوجل بذبح الأضاحي.
فذبح الأضاحي عبادة جليلة قال الله تبارك وتعالى: (فصل لربك وانحر) ، وقال تعالى: (ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين)
وهذه العبادة لها شروط يحسن التذكير بها.
فمنها أن تبلغ السن المعتبر شرعا وهو في الضأن نصف سنة، وفي المعز سنة، وفي البقر سنتان، وفي الإبل خمس سنوات لقول النبي ﷺ لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضان. رواه مسلم.
ومن الشروط: السلامة من العيوب التي تمنع الإجزاء وهي المذكورة في قول النبي ﷺ: أربع لا تجوز في الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ضلعها، والعجفاء التي لا تنقى.
فهذه العيوب الأربعة تمنع من الإجزاء، فلو ضحى الإنسان بشاة عوراء بين عورها فإنها لا تقبل، ولو ضحى بشاة عرجاء بين ضلعها لم تقبل، ولو ضحى بشاة مريضة بين مرضها لم تقبل ، وكذلك ما كان في معنى هذه العيوب أو أولى منها، كالعمياء مثلا، فإنه لو ضحى بعمياء لم تقبل منه، وكذلك مقطوعة اليد أو الرجل؛ لأنه إذا كان لا تجزئ التضحية بالعرجاء، فمقطوعة اليد والرجل أولى.
وأما العيوب التي دون هذه فإنه تجزئ معها الأضحية ولو كان فيها شيء من هذه العيوب - لكن كلما كانت أكمل فهي أفضل. فالتي قطع من أذنها، أو من قرنها، أو من ذيلها شيء فإنها تجزئ، لكن الأكمل أولى، ولا فرق بين أن يكون القطع قليلا أو كثيرا حتى لو قطع القرن كله، أو الأذن كلها، أو الذيل كله، فإنها تجزئ، لكن كلما كانت أكمل فهي أفضل.
ومن شروط الأضحية: أن تكون الأضحية في الوقت الذي حدده النبي ﷺ ، وهو من بعد صلاة العيد إلى آخر يوم من أيام التشريق.
فتكون أيام الذبح أربعة: يوم العيد، وثلاثة أيام بعده، فمن ذبح قبل الصلاة فإنه لا أضحية له، حتى وإن كان جاهلا؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب الناس وأخبر أن من ذبح قبل الصلاة فلا نسك له، فقام رجل يقال له أبو بردة بن نيار، قال: إني نسكت قبل أن أصلي فقال ﷺ : "شاتك شاة لحم" وقال ﷺ : "من ذبح قبل الصلاة فلا نسك له".
وكذلك من ضحى بعد انقضاء أيام التشريق فإنه لا أضحية له، وذلك لأنه ضحى خارج الوقت.
وممايجدر التنبيه عليه الأضحية عن الأموات
فإن بعض الناس يظن أنه لابد أن يضحي عن ميته كل سنة وهذا ليس بواجب فلو لم يضح عنه فلا إثم عليه بل الأفضل أن يقتصر في الأضحية على نفسه ويشرك الأموات فيها إن أراد ذلك.
ويسن استسمان الأضحية واستحسانها لقول الله تعالى: ﴿ ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ﴾
قال ابن عباس رضي الله عنهما في الآية: تعظيمها: استسمانها واستعظامها واستحسانها.
ولعموم قول النبي ﷺ عندما سئل : أي الرقاب أفضل فقال ﷺ : أغلاها ثمناً، وأنفسها عند أهلها. رواه البخاري
وقد كان أصحاب رسول الله ﷺ يسمنون ضحاياهم ابتغاء الأجر من الله.
وكلما كانت الأضحية أكمل كان الثواب عند الله أعظم.
فمن كان قادرا فلايبخلن على نفسه بالتضحية بأحسن مايجد فإن أجر الأضحية أعظم من الصدقة بثمنها بكثير.
أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
أما بعد فمازلنا بحمدالله نعيش أيامًا فاضلة فلنغتنمها بصالح الأعمال ، ولنكثر فيها من التكبير والتهليل ، في البيوت والأسواق وغيرها ويستمر هذا التكبير إلى غروب شمس آخر أيام الشريق وهو يوم الثالث عشر من ذي الحجة.
وأنبه إلى أنه يشرع التكبير المقيد من فجر هذا اليوم يوم عرفة أدبارَ الصلوات المكتوبات فيقول المصلي بعد سلامه مباشرة: (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد) ، يكررها ماشاء ثم يقول بعد ذلك أذكار الصلاة المعروفة ، ويستمر هذا التكبير بعد الفرائض حتى عصر آخر أيام التشريق.
معاشر المسلمين
صلاة العيد صلاة شريفة مباركة يسن الاغتسال لها ، والتجمل والتطيب ولبس أحسن الثياب.
ويشرع حضورها للرجال والنساء رجاء مافيها من الخير والتماساً لإجابة الدعاء في هذا الجمع العظيم المبارك ، ومن الحرمان التخلف عن صلاة العيد بنوم أو غيره فلله كم فات تاركَ صلاة العيد من الخيرات والبركات
قال ﷺ : يخرُجُ العواتِقُ ، وذواتُ الخُدورِ ، والحُيَّضُ ، ولْيَشهَدنَ الخيرَ ، ودعوةَ المؤمنينَ
رواه البخاري. فسمى النبي ﷺ هذه الصلاة الخير ، وهذا يدل على فضلها.
وقالت أم عطية الأنصارية رضي الله عنها كنا نُؤمَرُ أن نَخرُجَ يومَ العيدِ، حتى نُخرِجَ البِكرَ من خِدرِها، حتى تَخرُجَ الحُيَّضُ، فيكُنَّ خلفَ الناسِ، فيكَبِّرْنَ بتكبيرِهم، ويَدعونَ بدعائِهم، يَرجونَ بركةَ ذلك اليومِ وطُهرَتَه.رواه البخاري.
فهذا اليوم العظيم بمافيه من صلاة العيد ترجى فيه البركة وهي الخير المضاعف الكثير وترجى فيه الطهرة وهي مغفرة الذنوب.
فعلى المسلم أن يحرص على شهود هذه الصلاة
اقتداءً بالنبي ﷺ وامتثالاً لأمره ورجاءً لما فيها من الخير.
اللهم أعنا على مايرضيك ووفقنا لاجتناب معاصيك
وفي هذا اليوم الشريف يتقرب المسلمون إلى الله عزوجل بذبح الأضاحي.
فذبح الأضاحي عبادة جليلة قال الله تبارك وتعالى: (فصل لربك وانحر) ، وقال تعالى: (ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين)
وهذه العبادة لها شروط يحسن التذكير بها.
فمنها أن تبلغ السن المعتبر شرعا وهو في الضأن نصف سنة، وفي المعز سنة، وفي البقر سنتان، وفي الإبل خمس سنوات لقول النبي ﷺ لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضان. رواه مسلم.
ومن الشروط: السلامة من العيوب التي تمنع الإجزاء وهي المذكورة في قول النبي ﷺ: أربع لا تجوز في الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ضلعها، والعجفاء التي لا تنقى.
فهذه العيوب الأربعة تمنع من الإجزاء، فلو ضحى الإنسان بشاة عوراء بين عورها فإنها لا تقبل، ولو ضحى بشاة عرجاء بين ضلعها لم تقبل، ولو ضحى بشاة مريضة بين مرضها لم تقبل ، وكذلك ما كان في معنى هذه العيوب أو أولى منها، كالعمياء مثلا، فإنه لو ضحى بعمياء لم تقبل منه، وكذلك مقطوعة اليد أو الرجل؛ لأنه إذا كان لا تجزئ التضحية بالعرجاء، فمقطوعة اليد والرجل أولى.
وأما العيوب التي دون هذه فإنه تجزئ معها الأضحية ولو كان فيها شيء من هذه العيوب - لكن كلما كانت أكمل فهي أفضل. فالتي قطع من أذنها، أو من قرنها، أو من ذيلها شيء فإنها تجزئ، لكن الأكمل أولى، ولا فرق بين أن يكون القطع قليلا أو كثيرا حتى لو قطع القرن كله، أو الأذن كلها، أو الذيل كله، فإنها تجزئ، لكن كلما كانت أكمل فهي أفضل.
ومن شروط الأضحية: أن تكون الأضحية في الوقت الذي حدده النبي ﷺ ، وهو من بعد صلاة العيد إلى آخر يوم من أيام التشريق.
فتكون أيام الذبح أربعة: يوم العيد، وثلاثة أيام بعده، فمن ذبح قبل الصلاة فإنه لا أضحية له، حتى وإن كان جاهلا؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب الناس وأخبر أن من ذبح قبل الصلاة فلا نسك له، فقام رجل يقال له أبو بردة بن نيار، قال: إني نسكت قبل أن أصلي فقال ﷺ : "شاتك شاة لحم" وقال ﷺ : "من ذبح قبل الصلاة فلا نسك له".
وكذلك من ضحى بعد انقضاء أيام التشريق فإنه لا أضحية له، وذلك لأنه ضحى خارج الوقت.
وممايجدر التنبيه عليه الأضحية عن الأموات
فإن بعض الناس يظن أنه لابد أن يضحي عن ميته كل سنة وهذا ليس بواجب فلو لم يضح عنه فلا إثم عليه بل الأفضل أن يقتصر في الأضحية على نفسه ويشرك الأموات فيها إن أراد ذلك.
ويسن استسمان الأضحية واستحسانها لقول الله تعالى: ﴿ ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ﴾
قال ابن عباس رضي الله عنهما في الآية: تعظيمها: استسمانها واستعظامها واستحسانها.
ولعموم قول النبي ﷺ عندما سئل : أي الرقاب أفضل فقال ﷺ : أغلاها ثمناً، وأنفسها عند أهلها. رواه البخاري
وقد كان أصحاب رسول الله ﷺ يسمنون ضحاياهم ابتغاء الأجر من الله.
وكلما كانت الأضحية أكمل كان الثواب عند الله أعظم.
فمن كان قادرا فلايبخلن على نفسه بالتضحية بأحسن مايجد فإن أجر الأضحية أعظم من الصدقة بثمنها بكثير.
أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
أما بعد فمازلنا بحمدالله نعيش أيامًا فاضلة فلنغتنمها بصالح الأعمال ، ولنكثر فيها من التكبير والتهليل ، في البيوت والأسواق وغيرها ويستمر هذا التكبير إلى غروب شمس آخر أيام الشريق وهو يوم الثالث عشر من ذي الحجة.
وأنبه إلى أنه يشرع التكبير المقيد من فجر هذا اليوم يوم عرفة أدبارَ الصلوات المكتوبات فيقول المصلي بعد سلامه مباشرة: (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد) ، يكررها ماشاء ثم يقول بعد ذلك أذكار الصلاة المعروفة ، ويستمر هذا التكبير بعد الفرائض حتى عصر آخر أيام التشريق.
معاشر المسلمين
صلاة العيد صلاة شريفة مباركة يسن الاغتسال لها ، والتجمل والتطيب ولبس أحسن الثياب.
ويشرع حضورها للرجال والنساء رجاء مافيها من الخير والتماساً لإجابة الدعاء في هذا الجمع العظيم المبارك ، ومن الحرمان التخلف عن صلاة العيد بنوم أو غيره فلله كم فات تاركَ صلاة العيد من الخيرات والبركات
قال ﷺ : يخرُجُ العواتِقُ ، وذواتُ الخُدورِ ، والحُيَّضُ ، ولْيَشهَدنَ الخيرَ ، ودعوةَ المؤمنينَ
رواه البخاري. فسمى النبي ﷺ هذه الصلاة الخير ، وهذا يدل على فضلها.
وقالت أم عطية الأنصارية رضي الله عنها كنا نُؤمَرُ أن نَخرُجَ يومَ العيدِ، حتى نُخرِجَ البِكرَ من خِدرِها، حتى تَخرُجَ الحُيَّضُ، فيكُنَّ خلفَ الناسِ، فيكَبِّرْنَ بتكبيرِهم، ويَدعونَ بدعائِهم، يَرجونَ بركةَ ذلك اليومِ وطُهرَتَه.رواه البخاري.
فهذا اليوم العظيم بمافيه من صلاة العيد ترجى فيه البركة وهي الخير المضاعف الكثير وترجى فيه الطهرة وهي مغفرة الذنوب.
فعلى المسلم أن يحرص على شهود هذه الصلاة
اقتداءً بالنبي ﷺ وامتثالاً لأمره ورجاءً لما فيها من الخير.
اللهم أعنا على مايرضيك ووفقنا لاجتناب معاصيك
عبدالله بن رجا الروقي
اعتذر عن صغر الخط حاولت تكبير الخط فلم يتيسر.
تعديل التعليق