صد عدوان الحوثيين المشركين عن بلاد المسلمين

عبدالله بن رجا الروقي
1436/06/06 - 2015/03/26 21:35PM
الحمدلله أعزنا بالتوحيد والسنة وأنعم علينا بالكتاب والحكمة ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له بعث رسوله صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولوكره المشركون وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بعثه بالدعوة إلى التوحيد والنذارة عن الشرك فدعا إلى الله وحده وجاهد المشركين بيده ولسانه حتى أقام الله به الدين ، وقمع به المشركين ، فصلوات ربي وسلامه عليه صلاة وسلامًا دائمين إلى يوم الدين.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾
أما بعد ، فإن أعظم نعمة يمن الله به على عباده هي نعمة التوحيد والسنة قال تعالى : ﴿ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ ﴾
وينشأ عن هذه النعمة لمن قام بها بحق وصدق نعمة عظيمة أخرى وهي نعمة الأمن ، قال تعالى : ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴾
ولأجل فإن أي سعي في زوال هاتين النعمتين لمن أعظم الفساد في الأرض ويجب كف الساعي كلٌ بحسب قدرته ، وإن من ذلك ماقام به الحوثيون من الاعتداء على إخواننا المسلمين في اليمن والعمل على الوصول إلى الحكم.
إن هؤلاء الحوثيين رافضة مشركون لايؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ، ولايرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ، يريدون إعادة الوثنية والشرك إلى بلاد المسلمين ، ولهذا فإن جهادهم - لمن صحت نيته - لمن أعظم الجهاد في سبيل الله .
وقد أمر ولي أمر المسلمين في هذه البلاد الملك سلمان حفظه الله بقتالهم فامتثل جنود الإسلام والسنة أمره ، وقاموا بدك معاقل المشركين ، إن جنود هذه البلاد الذين يقاتلون الحوثيين إنهم لفي جهاد في سبيل الله إذا صحت نياتهم كيف لا وهم يجاهدون صائلاً مشركا يهلك الحرث والنسل ويسعى في الأرض فسادا ، كيف لا وهم يستجيبون لإخوانهم الذين استنصروهم في الدين قال تعالى : ﴿ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ﴾
إن هؤلاء الجنود ليجاهدون الآن دون ديننا وأموالنا وأعراضنا
يجاهدون تحت راية ولي أمر مسلم عدواً يسعى سعياً حثيثاً لإسقاط بلادنا واحتلالها وأشد مايغيظ هذا العدو هو بلدنا ومانحن فيه من نعمة التوحيد والأمن.
عباد الله
يرابط هذه الإيام جنود الإسلام وحماة الوطن على جبهاته المتعددة وفي الأماكن الهامة منه ، وكل هؤلاء يرجى لهم أجر الرباط في سبيل الوارد ذكره في الأحاديث النبوية فمنها:
قوله ﷺ : رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها . رواه البخاري ومسلم .
وقال ﷺ : رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمن من الفتان . رواه مسلـم.
فهؤلاء المرابطون لهم منا أيضا حق الذكر والدعاء.

معاشر المسلمين
إن النصر من عند الله قال تعالى ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾ وقال تعالى : ﴿ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾ فلنسأل الله النصر على الأعداء ونلح عليه في الدعاء ، ولا نغتر بكثرة أو قوة فقد اغتر بعض الصحابة بكثرتهم فلم تغن عنهم من الله شيئاً قال تعالى عنهم :
﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ﴾

عباد الله : الحذرَ الحذرَ من تصديق الشائعات أو نشرها فإن الأخبار المختلقة الكاذبة يكون لها رواج في أوقات الحروب والفتن وهي نوع من أنواع الحروب النفسية فاتق الله ياعبدالله ولاتكن مذياعًا للشر بل كن مغلاقاً له خاصة أن وسائل النشر تطورت فأصبحت الكلمة تبلغ الآفاق عبر هذه الوسائل الحديثة.
وقد رأى النبي ﷺ في منامه عذاب مُختلق الإشاعة الكاذبة فقد جاء في الحديث الذي رواه البخاري قوله ﷺ :وأما الرجلُ الذي أتيتَ عليه يُشرْشَرُ شِدْقُه إلى قفاه ومِنْخَرُه إلى قفاه وعَينُه إلى قفاه فإنّه الرجلُ يغدو من بَيتِه فيَكذِب الكذبة تبلغُ الآفاق.
فليحذر أولئك الذين يكذبون فينتشر كذبهم من هذا الوعيد الشديد.
وكذا ليحذر المسلم من نشر الإشاعة فبعض الناس يبادر بنشر مايأتيه من غير تثبت ولا رويّة.
ويزداد الأمر سوءا إذا كانت الشائعة في الأمور العظيمة التي تتعلق بالأمن والخوف وقد جاء الأدب القرآني في هذا قال تعالى ﴿ وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾

قال العلامة عبد الرحمن بن السعدي رحمه الله: هذا تأديب من الله لعباده ، عن فعلهم هذا غير اللائق .( أي إذاعة الأخبار) وأنه ينبغي لهم ، إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة ، مما يتعلق بالأمن ، وسرور المؤمنين ، أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم ، أن يتثبتوا ، ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر .
بل يردونه إلى الرسول ﷺ ، وإلى أولي الأمر منهم ، أهل الرأي ، والعلم والنصح ، والعقل ، والرزانة ، الذين يعرفون الأمور ، ويعرفون المصالح وضدها . فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمنين ، وسرورا لهم ، وتحرزا من أعدائهم ، فعلوا ذلك .
وإن رأوا ليس فيه مصلحة ، أو فيه مصلحة ، ولكن مضرته تزيد على مصلحته ، لم يذيعوه .
ولهذا قال : ﴿ لعلمه الذين يستنبطونه منهم ﴾
أي : يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة ، وعلومهم الرشيدة.
وفي هذا دليل لقاعدة أدبية ، وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ، ينبغي أن يولي من هو أهل لذلك ، ويجعل إلى أهله ، ولا يتقدم بين أيديهم ، فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ.
وفيه النهي عن العجلة والتسرع ، لنشر الأمور ، من حين سماعها .
والأمر بالتأمل قبل الكلام ، والنظر فيه ، هل هو مصلحة ، فيقدم عليه الإنسان ، أم لا ؟ فيحجم عنه. انتهى كلامه رحمه الله.

اللهم انصر جنودنا وأيدهم بتأييدك واحفظهم بحفظك ياحفيظ اللهم سدد رميهم ورأيهم ، اللهم عليك بالحوثيين اللهم أدر عليهم دائرة السوء واجعل تدبيرهم تدميرهم ، اللهم احفظ ولي أمرنا واهده وسدده وانصر به الإسلام والسنة ياعزيز ياحكيم...
المشاهدات 2740 | التعليقات 0