صانعة الرجال

ابو معاذ المكي
1434/04/26 - 2013/03/08 12:41PM



عين أحد الملوك تاجا من ذهب يقدم جائزة لاعظم
عمل يقوم به أحد افراد رعيته وذات يوم مثل امامه
شاعر ورسام وعالم وتقدم الشاعر فانشد امام الملك
من روائع شعره وتقدم بعده الرسام الذي عرض للملك
اجمل لوحاته الفنية ورسوماته الجميلة وخطه البديع
واخيراً جاء العالم وهو يحمل كتبه وبشرح للملك بعض
اختباراته وتجاربه ويوضح له اكتشافاته
واختراعاته التي توصل اليها في بحوثه وفي
النهاية ظهرت امراة اكل الشيب شعرها فسالها
الملك مالديك ايتها المرأة العجوز وماعندك لتقدمينه
فقالت ان الذين مثلوا امامك ايها المك هم اولادي
وقد جئت لارى من منهم ينال الجائزة ويحظي بتاج
الذهب وهتف الملك على الفور ضعوا التاج على
راس هذه السيدة صانعة هولاء الرجال العظماء
عباد الله يُرجِع كثيرٌ من العلماء السببَ في تماسُك
المجتمع الإسلامي، وانتصاره على الغزاة في مراحل
الضعف التاريخي التي مر بها العالم الإسلامي -
إلى المرأة المسلمة، وتمسُّكها بدينها وعقيدتها الإسلامية.
بل إن كثيرًا من كبار رجال الإسلام والحاملين دعوتَه
إنما هم من غرس أمهاتهم.ولقد أدرك ذلك أعداءُ الإسلام
ومن ثَم فقد حرَصوا على تغيير توجُّهات المرأة المسلمة
وإفساد هُويتها الإسلامية.يذكر العلماء أن الاستعمار
الفرنسي لما دخل الجزائر، وجد مقاومةً شديدة من الشعب
الجزائري، ووقفوا في حيرة ماذا يفعلون؟ فهداهم تفكيرُهم
إلى الاستعانة بأحد أساتذة الاجتماع في فرنسا، ويدعى
روجيه مونييه، وطلبوا منه أن يجد لهم حلاًّ وطريقةً يتمُّ
من خلالها القضاءُ على المقاومة الجزائرية، فغاب الرجل
فترة متنقلاً بين شرائح المجتمع الجزائري، ثم قال لهم:
المرأة الجزائرية، فقالوا له:سألناك عن طريقة تجدها
للقضاء على المقاومة، ولم نسألك عن النساء، فقال لهم
روجيه مونييه: المرأة الجزائرية هي السبب الرئيس
في المقاومة التي تجدونها؛ فهي ترضع طفلها مع لبن
ثديها حبَّ الإسلام، والتضحية من أجله، والجهاد في
سبيل الله، فإذا أردتم أن تقضوا على هؤلاء الناس،
فعليكم إفساد هذه الأم، اجعلوها تفكر في أشياء أخرى،
اخلقوا التناقض بينها وبين الرجل.وهذا ما فعله أعداء
الإسلام، ولعل ما نراه من ابتعاد أكثر شباب المسلمين
عن التطلُّع إلى معالي الأمور، هو نتيجة انصراف الأم
عن مهمتها الإسلامية في بيتها.
فأين المرأة المسلمة المعاصرة من أم سفيان الثوري
التي تقول لابنها: يا بني، اطلب العلم، وأنا أعولك
بمغزلي؟! أو أين هذه الأم المعاصرة التي
ربما توجِّه أبناءها إلى اتخاذ طرق الشهرة الزائفة
من غناء، وتمثيل، وغيره، من أم الإمام مالك التي
يقول عنها الإمام مالك: "نشأتُ وأنا غلام
فأعجبني الأخذ عن المغنين، فقالتْ أمي: يا بني،
إن المغني إذا كان قبيح الوجه لم يلتفت إلى غنائه،
فدَعِ الغناء واطلب الفقه، فتركتُ المغنين واتبعت
الفقهاء، فبلغ الله بي ما ترى"؟!يا لها من أم فاضلة
صرفتِ ابنَها بأسلوب مهذب من التوجُّه إلى سفاسف
الأمور، وجعلته يتوجَّه إلى معاليها! ثم لا تدعه عند
هذا الحد؛ بل تختار له المعلم، فتقول له: "اذهب
إلى ربيعة بن أبي عبدالرحمن فتعلم من أدبه قبل علمه
"، فكم من الأمهات تجد ولدَها يتَّجه إلى هذا المجالِ
الفاسد، فتدَعه ولا تبالي بنصحه؛ بل ربما شجعتْه على
سلوك هذا الطريق!إن كثيرًا من الأمهات المسلمات
كنَّ بأخلاقهن الفاضلة بمثابة الموجِّه الأول لأبنائهن؛
كي يكون لهم بعد ذلك أعظم الدور في تاريخ الإسلام.
وانظر إلى هذه الكلمات للشيخ بديع الزمان النورسي،
الذي يوصف بأنه مجدد الإسلام في بلاد الأناضول
في العصر الحديث، يقول بعد أن يذكر عن والدته
أنها لم تكن ترضع أولادها إلا على وضوء، يقول
"أقسم بالله إن أرسخ درس أخذتُه وكأنه يتجدد عليَّ،
إنما هو تلقينات أمي - رحمها الله - ودروسها
المعنوية، حتى استقرتْ في أعماق فطرتي، وأصبحتْ
كالبذور في جسدي في غضون عمري الذي يناهز
الثمانين، رغم أني قد أخذت دروسًا من ثمانين ألف
شخص؛ بل أرى يقينًا أن سائر الدروس إنما تبنى
على تلك البذور"وهذا أيضًا الشيخ سيد قطب -
رحمه الله - يقول في رثاء والدته، وهو يصور
أسلوبها في غرس التطلع إلى المعالي في نفسه
منذ صغره، فيقول: "لقد كنتِ تصورينني
لنفسي كأنما أنا نسيج فريد منذ ما كنت في المهد صبيًّا
وكنت تحدثينني عن آمالك التي شهد مولدها مولدي
فينسرب في خاطري أنني عظيم، وأنني مطالب
بتكاليف هذه العظمة"وبالفعل آتى غرسُها ثمرته
وأصبح ابنها أحدَ أبرز رجال الإسلام ومفكِّريه
في العصر الحديث، وأدَّى بكل صدق ما تمليه
عليه تكاليفُ العظمة والرجولة التي غرستْها
في نفسه أمُّه رحمها الله حتى قال قبل
موته:"إن أصبع السبابة الذي يشهد بالوحدانية
لله في الصلاة، لا يكتب كلمة اعتذار لطاغية"
ومما لا شك فيه أن أمثال هذه الأمهات المعاصرات
قد اقتدين بالخنساء، هذه الأم الفاضلة الشجاعة التي
يروي المؤرخون عنها أنها:شهدت حرب القادسية
بين المسلمين والفرس تحت راية سعد بن أبي وقاص،
وكان معها بنوها الأربعة، فجلستْ إليهم في ليلة من
الليالي الحاسمة تعظُهم وتحثُّهم على القتال والثبات،
وكان من قولها لهم: أيْ بَنِيَّ، إنكم أسلمتم طائعين،
وهاجرتم مختارين، والذي لا إله إلا هو، إنكم لبنو
رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما خنتُ أباكم،
ولا فضحتُ خالكم، ولا هجنت حسبكم، ولا غيَّرت
نسبكم، وقد تعلمون ما أعدَّ الله للمسلمين من الثواب
الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية
خير من الدار الفانية، والله تعالى يقول:{يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[آل عمران، فإذا أصبحتم غدًا -
إن شاء الله - سالمين، فاغدوا إلى قتال في سبيل الله
مستبصرين، وبالله على أعدائكم مستنصرين، فإذا رأيتم
الحرب قد شمرت عن ساقها، فتيمَّموا وطيسَها، وجالِدوا
رئيسَها، تظفروا بالغنم في دار الخلد، فلما أصبحوا باشروا
القتال بقلوب فتية، حتى استشهدوا واحدًا بعد واحد، وبلغ
الأم نعي الأربعة في يوم واحد، فلم تلطم خدًّا، ولم تشق جيبًا،
ولكنها استقبلت النبأ بإيمان الصابرين، وصبر المؤمنين،
وقالت:الحمد لله، الذي شرَّفني بقتْلهم، وأرجو من ربي
أن يجمعني بهم في مستقر رحمته فهذه هي المرأة المسلمة
صانعة الأبطال، وهذه هي التي يرجى من ورائها الخير
للإسلام والمسلمين، وليس هؤلاء اللاتي يخرجن ليس لهن همٌّ
إلا أن يكنَّ بضاعةً ينظر إليها في سوق الرجال.
ايها الاكارم نقول هذا اليوم وبعض نساء المسلمين هجرن
المنزل واصبحن تضرب اكتافهن اكتاف الرجال في الاعمال
اصبحت المراة بحزار الرجل تمازحه وتعمل معه
ويظن الكثير ان هذا تقدم حتى اصبح بعض الناس يظن
ان حرية المرأة خي خروجها بدون غبائة تفعل من تشاء
وتكلم من تشاء وتركب مع من تشاء ولعلنا نعرج على من
جربوا الامر وليس من رأى كمن سمع فان الغرب سبقونا
الى هذا الامر فلنسمع الى اعترافات بعض النساء الغربيات
يقول الدكتور سوليفان بقوله:(إن السبب الحقيقي في
جميع مفاسد أوروبا وفي انحلالها بهذه السرعة هو إهمال
النساء للشؤون العائلية المنـزلية، ومزاولتهن الوظائف
والأعمال اللائقة بالرجال في المصانع والمعامل والمكاتب
جنبا إلى جنب)تقول الدكتورة إيدا إلين الخبيرة الاجتماعية
الامريكية (إن التجارب أثبتت ضرورة لزوم الأم لبيتها
وإشرافها على تربية أولادها، فإن الفارق الكبير بين المستوى
الخلقي لهذا الجيل والمستوى الخلقي للجيل الماضي إنما مرجعه
إلى أن الأم هجرت بيتها، وأهملت طفلها وتركته إلى من لا يحسن
تربيته..)وتقول الكاتبة الشهيرة (أنى رورد) في مقالة
نشرتها جريدة (الاسترن ميل)(لأن تشتغل بناتنا في البيوت
خوادم أو كالخوادم خير وأخف بلاءً من اشتغالهن بالمعامل، حيث
تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد، ألا ليت
بلادنا كبلاد المسلمين فيها الحشمة والعفاف والطهارة رداء نعم إنه
لعار على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مثلا للرذائل بكثرة مخالطة
الرجال، فما لنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل بما يوافق فطرتها
الطبيعية من القيام في البيت وترك أعمال الرجال للرجال سلامة لشرفها)
وتقول أستاذة في إحدى الجامعات في بريطانيا وهي تودع طالباتها بعد
أن قدمت استقالتهاها أنا قد بلغت سن الستين من عمري، ووصلت
فيها إلى أعلى المراكز، نجحت وتقدمت في كل سنة من سنوات عمري
وحققت عملا كبيرا في نظر المجتمع ولكن هل أنا سعيدة بعد أن حققت
كل هذه الانتصارات ؟ لا ؛ إن وظيفة المرأة الوحيدة هي أن تتزوج
وتكون أسرة ، وأي مجهود تبذله بعد ذلك لا قيمة له في حياتها بالذات!
وقد أكدت نتائج الدراسات الاجتماعية لمعهد الأبحاث والإحصاء القومي
الأوربي على تفضيل المرأة الإيطالية للقيام بدور ربة البيت عن أي نجاح
قد يصادفها في العمل، وأوضحت نتائج الأبحاث التي أجريت في خمس
دول أوربية وهي (إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وأيضا أسبانيا)
بأن الإيطالية أكثر سعادة وتفاؤلا بخدمتها للأسرة أكثر من سعادتها
بالتقدم في أي عمل مهني أو الوصول إلى مكانة وزيرة أو سفيرة أو
رئيسة بنك كما يفضلن أن يكن أمهات صالحات ولسن عاملات ناجحات
و أشارت الدراسات إلى أن المرأة العاملة في إيطاليا تتخذ من العمل
وسيلة للرزق فقط، وترفضه في أول مناسبة اجتماع عائلي أو عندما
يتمكن زوجها من الإنفاق على الأسرة، وأوضح نحو 36% من
السيدات العاملات في إيطاليا أنهن يؤدين أعمالا أقل من كفاءتهن
ولذا يخشين الابتعاد من العمل، بينما لا تتجاوز هذه النسبة الـ19 %
من السيدات العاملات في الدول الأوربية الأخرى، وأن 38% منهم
يخشين من المعاكسات أثناء العمل .. وأن 64% منهن ينتجن
بأكثر من نصف الدخل السنوي للزوج في العائلة.. بينما أجمع
أكثر من 95% من السيدات في إيطاليا على إيمانهن العميق بقيمة
الأسرة كأساس حقيقي للسعادة والاستقرار، والتأكيد بأن إصرار
عمل المرأة هو هروب من أزمات أسرية
الخطبة الثانية
عباد الله قال جل في علاه( و قرن في بيوتكن و لا تبرجن تبرج
الجاهلية الأولى و أقمن الصلاة و ءاتين الزكاة و أطعن الله و رسوله
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا )
‏‏‏ذكر ابن كثير في تفسير هذه الآية ( و قرن في بيوتكن)
أي إلزمن بيوتكن، فلا تخرجن لغير حاجة، ومن الحوائج الشرعية
، الصلاة في المسجد بشرطه، كما روى ابو داود رحمه الله
عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول اللّه صلى اللّه عليه
وسلم قال "لا تمنعوا إماء اللّه مساجد اللّه وليخرجن وهن تفلات
(تفلات: أي غير متطيبات) وفي رواية:"وبيوتهنخير لهن"وصحح الالباني رحمه الله مارواه عبدالله بن عمررضي الله عنه ان النبي صلى اللّه عليه وسلم قال:إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون بروحةربها وهي في قعر بيتها )
و ذكر القرطبي في تفسير الاية حيث
قال و معنى هذه الآية الأمر بلزوم البيت، وإن كان الخطاب
لنساء النبي فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى. هذا لو لم يرد دليل
يخص جميع النساء، كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن
والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة، على ما تقدم في غير موضع
فأمر الله تعالى نساء النبي بملازمة بيوتهن، وخاطبهن بذلك تشريفا لهن،ونهاهن عن التبرج ,وحقيقته إظهار ما ستره أحسن
و ذكر الثعلبي وغيره: أن عائشة رضي الله عنها كانت إذا قرأت
هذه الآية تبكي حتى تبل خمارها. قال ابن عطية: بكاء عائشة
رضي الله عنها إنما كان بسبب سفرها أيام الجمل، وحينئذ قال لها
عماررضي الله عنه :ن الله قد أمرك أن تقري في بيتك
وذكر أن سودة قيل لها: لم لا تحجين ولا تعتمرين كما يفعل أخواتك؟
فقالت: قد حججت واعتمرت، وأمرني الله أن أقر في بيتي.
قال الراوي: فوالله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت جنازتها
رضوان الله عليها قال ابن العربي: لقد دخلت نيفا على ألف قرية
فما رأيت نساء أصون عيالا ولا أعف نساء من نساء نابلس، التي
رمي بها الخليل النار، فإني أقمت فيها فما رأيت امرأة في طريق نهارا إلا يوم الجمعة فإنهن يخرجن إليها حتى يمتلئ المسجد منهن، فإذا قضيتالصلاة وانقلبن إلى منازلهن لم تقع عيني على واحدة منهن إلى الجمعة الأخرى. وقد رأيت بالمسجد الأقصى عفائف ما خرجن معتكفهن حتى استشهدن فيه. فقرار المرأة في بيتها عزيمة شرعية في حقهن , وخروجهن من البيوت رخصة لا تكون إلا لضرورة أو حاجة‏ ايها الكرماء نذكر هذا كله والغالم اليوم يحتفل
بيوم المرأة العالمي ولانجد دين اكرم المرأة كديننا فلا تطبي اختي
التبرج والخروج من بيتك لغير حاجة فتندمي
اخوكم ايمن الحربي
المشاهدات 2648 | التعليقات 0