شيء من حال النبي صلى الله عليه وسلم مع المطر

بلال الفارس
1430/12/18 - 2009/12/05 07:55AM
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وعلى نبيه نصلي .. أما بعد ,,

فإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم , وفي أيام المطر يحسن بنا تذكر حاله مع المطر للاقتداء ..
فلقد صحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو الله مرارًا، ويلحّ عليه أن ينزل الغيث، يدعوه في صور شتّى، ولم يكن يقتصر على صلاة الاستسقاء .
يقول ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد في هدي خير العباد: "ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه استسقى من وجوه:
منها-يوم الجمعة على المنبر أثناء الخطبة، وقال: ((اللهم أغثنا)) ثلاثًا، أخرجه البخاري ومسلم.
:ومنها أنه-وَعَد الناس يومًا يخرجون فيه إلى المصلّى، فلما طلعت الشمس خرج متواضعًا مُتَبذّلاً مُتخَشّعًا. وهذه صلاة الاستسقاء المعروفة.
ومنها-أنه استسقى على منبر المدينة استسقاءً مجرّدًا في غير يوم جمعة، ولم يُحفظ عنه في هذا الاستسقاء صلاة، خرّجه ابن ماجه.
ومنها-أنه استسقى وهو جالس في المسجد، فرفع يديه ودعا الله عز وجل، فحُفِظ من دعائه حينئذ: ((اللهم اسقنا غيثًا مُغِيثًا مَرِيعًا طَبَقًا عاجلاً غير رائِث نافعًا غير ضار)) رواه أبو داود بسندٍ صحيح من حديث جابر بن عبد الله، ومعنى مَرِيعًا: أي ذا خَصَابةٍ ومَرَاعةٍ.
ومنها-أنه استسقى عند أحجار الزيت قريبًا من الزَّوْرَاء وهي خارج باب المسجد، رواه أبو داود وهو حديث صحيح.
ومنها-أنه استسقى في بعض غزواته لمّا سبقه المشركون إلى الماء، فأصاب المسلمين العطشُ، فاستسقى لهم"أهـ.
وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع الغيث ما روته عائشة رضي الله عنها حين قالت: كان رسول الله إذا عَصَفِت الريح قال: "اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أُرسِلت به، وأعوذ بك من شرها وشرّ ما فيها وشر ما أُرسِلت به"، قالت: وإذا تَخَيَّلَتِ السماء تغيّر لونه، ودخل وخرج، وأقبل وأدبر، فإذا أَمطرت سُرِّيَ عنه، فعرفتْ ذلك عائشة رضي الله عنها فسألته، فقال رسول الله : "لعله ـ يا عائشة ـ كما قال قوم عاد: فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ". رواه مسلم
وهذا الفعل من النبي عليه الصلاة والسلام من تعظيمه لأمر الله وعدم أمنه من مكره , مع كونه مغفور الذنوب وخليل علام الغيوب ,ولقد عاب الله قومًا أمنوا مكره، فقال سبحانه:" أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُون"
وكان من هديه عليه الصلاة والسلام مع الغيث أنه يفزع إلى المطر يكشف عن ثوبه، كما قال أنس بن مالك : أصابنا مطر ونحن مع رسول الله فَحَسَر عن ثوبه حتى أصابه المطر وقال: "إنه حديث عهد بربه" رواه مسلم.
وكان إذا رأى المطر قال: "اللهم صَيِّبًا نافعًا" رواه مسلم.
، وكان من هديه عليه الصلاة والسلام مع الغيث أنه إذا كثر وخاف من الضرر على الناس قال: "اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظِّراب وبطون الأودية ومَنابِت الشجر" متفق عليه
ومن السنة أن يقول الناس عقب المطر " مطرنا بفضل الله ورحمته " لما جاء في صحيح البخاري ومسلم عن زيد الجهني أنه قال: صلى بنا رسولُ الله الصبح بالحديبية على أثر سماء كانت بليل، أي: بعد ليلة ممطرة، فلما انصرف النبيّ أقبل على الناس فقال: "هل تدرون ماذا قال ربكم؟" قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "أصبح من عبادي مؤمن بي و كافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: بنوء كذا أو كذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المشاهدات 3238 | التعليقات 0