شيء من المبشرات

الخطيب المفوه
1432/12/22 - 2011/11/18 06:44AM





شيء من المبشرات
الدكتور سعد الدريهم
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمدَ لله ، نحمدُه ونستعينه ونستغفره ، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا . من يهده الله ؛ فلا مضلَّ له ، ومن يضللْ ؛ فلا هاديَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعدُ : فإنَّ أصدق الحديث كتابُ الله ، وخيرَ الهدي هديُ محمد e، وشرَّ الأمور مُحـدثاتُها ، وكلَّ محـدثةٍ بدعــةٌ ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ ، وكلَّ ضلالةٍ في النار .
أَيُّهَا الأحبة ، لا ينبغي ونحن نودع عامنا هذا ، حيث لم يبق منه إلا صبابةٌ كصبابة الإناء ، أن نواصلَ جلْد الذات ، ونستمرَ في ذكر المثبطات ، بل لا بد من تغيير المسار واطراحِ النظرة المتشائمة إلى أخرى ترى النجاحات ، وتُشعلُ في النفس الأمل ، وهذا تصرفٌ حسنٌ لمن أراد الاستكثار من الخير ومواصلةَ المسير ، ولا بدَّ أن يكون القلب مطمئنا لحقيقة ربما تغيب عن الإنسان وهو في دوامة الحياة ومشاغبةِ المكدرات ، وهو أن النجاح والفشل دولابان تسير عليهما مركبة الحياة ، فمن يعش على هذه الأرض ؛ فلا بد أن يمتطيَهما ؛ وأنت رهن أحدهما ؛ وذلك لمن عمل ؛ ومن لا يعمل لن يعرف طريقاً لهما ، وما دمنا نعمل فثمة نجاح وثمة فشل ، وكما قيل : من لا يرغب ولا يرهب ، فهو لا يعمل ..
ونحن عندما ننظر في واقع المسلمين الحاضر ؛ دائماً يتقمصنا شعورٌ بأن ما يعمله المسلمون إنما ينصب في دائرة الإخفاق والفشل ، وفي المقبل ما يعمله غيرهم من أمم الغرب والشرق ينصب في دائرة النجاح ، أما آن لنا أن نغير هذه النظرة ، ونتخذَ من الواقعية منهاجاً لنا ؟ لنرى النجاح الذي نحققه وتحققه أمتُنا .. لا ريب أننا لو حكَّمنا المقاييس المنصفةَ والمتفائلةَ ؛ لرأينا أن أمتنا فرادى وجماعاتٍ قد حققت من النتائج الطيبة ما عجزت عنه الدوائر الغربيةُ والشرقية المنظمة ، وربما لو أعلينا ذلك لكان محفزاً لكثير من أفراد الأمة للعمل ..
لقد ظلم العمل الإسلامي وظلم العاملون للنهوض بالأمة من قبل الآلة الإعلامية ، بل ومن قبل المتحمسين للإسلام ، وهدفهم في ذلك التثبيطُ ، وربما حفزُ الهمم ، ولا علينا من المثبطين ؛ فعملهم تكذبه النتائج ، ولكن ممن هدفه الخيرُ ولكنه يزرع الفشل لاستنهاض الأمة ، وهو أراد الإحسان ولكن ضل سواء السبيل ، ولو استبصر لعلم أن الفشل ينادي بالفشل والنجاح يهتف بالنجاح ؛ فهنا أقول : إن لم تكونوا عوناً لإخوانكم العاملين فكفوا عنهم جشاءكم ، وأعطوهم بعض حقهم ..
وكم تضررت الأمة من أولئك الدعاة أصحابِ المنابر الذي رفعوا العقائر منهم حيناً من الدهر ، وليس في جعبة الواحد منهم إلا جلد الأمة في ذاتها ، لهم نظرات ضيقة لا تكاد تقع إلا مواقع الألم والأذى ، ولو اتسعت النظراتُ منهم لأدركوا أن الفشل يجاوره نجاح ونجاح ، ألا قَبَّح الله تلك الوجوه .. إن لها شبهاً بالذباب الذي لا يقع إلا على مواقع الألم ، وكثير منهم عندما يذكر قولاً يثبط أمته فيه يختمه بالحوقلة والاستعانة ، ولو كان عنده هديٌ من هدي النبي r ، لعلم أن نفسه التي بين جنبيه أولى بالحوقلة ؛ لأنه من قال : هلك الناس فهو أهلكُهم أو أهلَكم ، وكلها تقذف في نحره بالتوبيخ ..
إن أمتنا أيها الجمع الكريم ، أمة عظيمة ؛ راسخة الجذور، طيبة المنبت، لا يمكن لكائن ما أن يقوض كيانها أو يشوهَ بنيانها ، ولو تقاسم على ذلك شياطين الإنس والجن ، ولا خوفَ على الإسلام بل الخوف علي وعليك ، ولا داعي لذلك التباكي على الأمة وكأنها جنازة قُدِّمَت للصلاة عليها ! ألا شاهت وجوه المتاجرين بقضايا الأمة ورسومِها ..
لو تفكرنا وتأملنا لوجدنا أن الأمة قامت ونشأت من خلال رجل واحدٍ قام في بطاح مكة ، وبين جبالها ، وتصدى له خصومٌ ذوو ألسنة حداد وبأسٍ شديدٍ للإطاحة به وبدعوته ، ولكن كان تمام النعمة بكمال الدين ، وانتشارِ الدعوة ؛ فبلغت ما بلغه الليل والنهار ، فما من بقعة في الأرض إلا وللإسلام فيها ذكر وصدى ، وصوتُ الأذان يصدح في الآفاق ، بل لا ينتهي الأذان في مكان إلا ويعلوا في آخر ، بل إن الإسلام في نموه بدأ يزعج المناوئين له ، وكلهم يسعى للوقوف في وجهه ، ولكن أنى لفرد حقير أن يوقف جحافل سيل هادر ؛ إنه ولا ريب سيجتاح كل من اعترضه ، بل المتوقع أن يكون الإسلام الدينَ الأول على ظهر الأرض خلال عشر سنوات قادم ، وهنا أوجه سؤالاً لمن يبثون الألم في نفوسنا خوفاً على ديننا الكريم ، لأقول لهم : دين لم يتوقف عن الانتشار ولو يوماً واحداً منذ ألف وأربعمائة سنة بل هو في ازدياد ، هل هذا يجعلنا نوقن بالنجاح أو الفشل ؟ وهل نحن على صراط قويم ؟ أم على هدي مائل أثيم ؟ إننا على صراط مستقيم وعلى هدي من ربنا قويم ، فالإسلام جحافله لا تلوي على شيء تدك حصون الكفر وتقوض بنيان العهر ، ونحن من نجاح إلى نجاح ومن توفيق إلى توفيق ؛ لأننا على هدي من ربنا ، وما ترى من حرب على الإسلام في سائر البقاع ومن إيذاء للمسلمين في دينهم وفي شعائره ، لهو دليل صدق على أن الإسلام بدأ يضايق أصحاب الديانات الأخرى في انتزاع أتباعهم منهم وإلحاقهم برحبته ، وهنا نقول للمتاجرين بالإسلام والمنصبين أنفسهم حماة له ، نقول لهم : دعوا الإسلام فللإسلام رب يحميه ، وللإسلام أريحية ولطافة تجعل النفوس تهوي إليه وتأرز إلى حماه ، والله متم نوره ولو كره الكافرون .
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.


الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، كما ينبغي لجلال وجهه، وعظيم سلطانه، أحمده سبحانه وأشكره ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسله ، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فيأيها الأحبة في الله ، إن الغرب الكافر الذي جعل نفسه والشيطان في خندق واحد حرباً للفضيلة ونشراً للرذيلة ، يخدمون الإسلام من حيث أرادوا الإضرار به ، وينشرونه من حيث أرادوا الحد منه !
كيف ذاك ؟ عندما يشرِّع الغرب قانوناً أو نظاماً يضيق بموجبه على شعيرة إسلامية ، تجد أن الغربي يسارع في القراءة عن الدين الإسلامي ومعتقداته فتجده بعد ذلك تتولد لديه القناعة ؛ فتجعله ينضوي تحت لوائه؛ لذا تعجبون عندما تعلمون أن تفسير القرآن الكريم هو ثاني أكثر الكتب مبيعاً في أوربا ، وكل ذلك كان بعد أحداث الدنمارك ، ورب ضارة نافعة ..
إن دهاقين الكفر في الغرب أيها الجمع الكريم ، بدأت الشكوى منهم تعلو ، لقد بدأ الإسلام يقذف في قلوبهم الخوف منه ، وبدأ المفكرون منهم يتوقعون أن تستسلم أمريكا وأوربا للإسلام ، وبدأت صحفهم تكثر من الحديث عنه ، ولعل آخر ذلك ما كان من تغطية كبرى الصحف الغربية للحج ، لقد تحدثت عنه حديثاً عظيماً ، ولعلي أقول : إنه خير من حديث الصحف المسلمة عنه ، لقد صرحت إحدى الصحف الغربية فقالت : الإسلام القادم ، وأوردت فيها صوراً للحجاج روعي فيها جودة الالتقاط مما يجعل المتأمل فيها يشهد بعظم الدين وشعائره .
يقول كاتب يهودي : أمريكا ستركع أمام انتشار الإسلام ، وذلك في صحيفة معاريف الإسرائيلية ، وكان عنوان التقرير : أمريكا في طريقها للركوع وسبقتها أوروبا أمام الإسلام ، ولكن إسرائيل لن تركع ، وأنا أقول: صدقت ، إسرائيل لن تركع ؛ لأنها ستسجد ثم تداس بالأقدام ..
فيا أيها الأحبة في الله ، دينكم دين عظيم ؛ لأنه من ربكم الجليل ؛ فإذا أردتم العز والنصر والمنعة فالزموه ، وقوموا على حدوده ، واعلموا أنه لا خوف عليه ولا على رسومه ، وليستقر في روع كل واحد منا أن الخيرية مبثوثة في الأمة في أولها وفي آخرها ، يقول النبي r : أمتي كالغيث لا يدرى أخير أوله أم آخره ؟ وكفانا إزراء على أمتنا وتحطيماً لمعنوياتها ومعنويات العاملين فيها ، وليتوجه من أراد العمل للإسلام لما أراد ، وما كان لله فهو أبقى وأعم نفعاً ، وعند الله يوم القيامة العرض والحساب ، والله أسأل أن يبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويذل فيه أهل المعصية ، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر إنه قوي عزيز .
المشاهدات 2322 | التعليقات 1

خطبة رائعة لو كان فيها من القرآن والسنة ما يجملها !!!

بحثت !! ما وجدت إلا حديثا واحدا ...

ولم أجد ولا آية !!

لماذا ؟
لا أدري ...

أسأل الله أن يوفق الشيخ الملقي والأخ الكاتب لتحلية ما يكتبانه بكلام الله وكلام رسوله ...