شهر شعبان ووصايا قبل رمضان 13/8/1437 هـ
مبارك العشوان
1437/08/12 - 2016/05/19 16:21PM
إن الحمد لله...أما بعد: فاتقوا الله... مسلمون.
عباد الله: شهرنا هذا شهرٌ يغفل الناس عنه.
جاء هذا في حديثُ أُسَامَة بْن زَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ. قَالَ: ( ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ ) رواه الإمام أحمد والنسائي وغيرهما وحسنه الألباني.
وعن أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: ( كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلَّا رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ ) رواه مسلم، وعند الترمذي وغيره: ( كَانَ يَصُومُهُ إِلاَّ قَلِيلاً بَلْ كَانَ يَصُومُهُ كُلَّهُ ).
ومن الحديثين نعلم مشروعية الإكثار من الصيام في هذا الشهر.
قال ابن رجب رحمه الله: قيل في صوم شعبان: إن صيامه كالتمرين على صيام رمضان؛ لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده، ووجدَ بصيامِ شعبانَ قبلهُ حلاوة الصيام ولذته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط. أهـ
ثم إن الطاعات وقت غفلة الناس تحتاج مصابرة ومجاهدة فالنفوس تنشط للطاعة بكثرة الطائعين، وتغفل بكثرة الغافلين.
ولهذا تجد في الناس نشاطاً في صيام الست من شوال، وفي قيام رمضان، لا تجده في غيرهما.
عباد الله: أما ليلة النصف من شعبان وما ورد في إحيائها؛ فقد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن هذا؛ فجاء الجواب وافياً، وفي ضمنه قالوا: [ وبالجملة فإنه لم يصح شيء من الأحاديث التي وردت في فضيلة إحياء ليلة النصف من شعبان وصوم يومها عند المحققين من علماء الحديث؛ ولذا أنكروا قيامها وتخصيص يومها بالصيام، وقالوا إن ذلك بدعة... الخ ]
أسأل الله أن يعيذني وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يبارك لي ولكم ... وأقول ما تسمعون...
الخطبة الثانية :
الحمد لله... أما بعد: فما هي عباد الله إلا أيام معدودة ويحل علينا رمضان المبارك إن أمد الله في آجالنا؛ وإذا كنا نستعد لأمور دنيانا، ونتواصى بعدم تضييع فرصها، فإن الآخرة هي التجارة الرابحة، والدنيا مزرعتها.
ها هي عباد الله الفرصة من جديد تتاح لنا، فأيُ حال حالنا، وأي رمضانٍ يكونُ هذه المرة رمضاننا ؟!
عباد الله: وقبل رمضان أذكر نفسي وإياكم جملة من الوصايا عسى الله أن ينفعنا بها.
الوصية الأولى: لنعقد العزم على الجد في شهرنا وأن يكون خيرَ رمضان مرَّ علينا، فلا ندري أندرك رمضانا آخر أم لا بل ولا ندري أندرك رمضان هذا أم لا؛ لنفرغ شهرنا للطاعات؛ من كان عنده ما سيشغله في رمضان، ويمكن إنجازه هذه الأيام فلينجزه، وما يمكن تأجيله بعد رمضان فليؤجله؛ فرمضان أيام معدودة فلا تفرطوا فيها، نظم أخي المسلم وقتك من السحر إلى السحر، وإياك إياك أن يضيع نهاره في نوم وليله في سهر.
الوصية الثانية: من كان عليه أيام من رمضان الماضي فليبادر بقضائها؛ وليعلم أنه لا يجوز له تأخيرها إلى رمضان الثاني بدون عذر، قال تعالى: { فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } البقرة 185
الوصية الثالثة: تعلموا أحكام الصيام، وآدابه وتدارسوها في مجالسكم، علموها أهلكم وأولادكم وعمالكم وخدمكم، ليؤديَ الجميعُ هذا الركن من أركان الإسلام على علم وبصيرة؛ فيكون مقبولا عند الله عز وجل؛ فالله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا ولشرعه جل وعلا موافقا.
ومن كان منكم ممن يحتاجه الناس ويستفتونه فليراجع أحكام الصيام وليتقنها، وليتوسع في مسائله.
الوصية الرابعة: من كان لديه أولاد أو بنات أو إخوة أو أخوات فإن كانوا صغارا لم يبلغوا سن الرشد ولا يشق عليهم الصيام فليحثهم عليه ليعتادوه، ولا يلزمهم به، تقول الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ رضي الله عنها عن يوم عاشوراء: ( فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا وَنَجْعَلُ لَهُمْ اللُّعْبَةَ مِنْ الْعِهْنِ فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الْإِفْطَارِ ) رواه البخاري.
أما إذا بلغوا سن الرشد وكانوا من أهل التكليف فليأمرهم بالصيام، وليلزمهم به، وليبين لهم أن الصوم واجب على المسلم البالغ العاقل القادر المقيم؛ يجب عليه صوم الشهر كاملا، وليس مخيرا بأن يصوم أياما ويفطر أخرى، ليبين لهم أن البلوغ يحصل للصغير بواحد من ثلاثة أمور وهي: أن يتم له خمس عشرة سنة، أو تنبت عانته، أو ينزل منيا باحتلام أو غيره، وتزيد الأنثى بأمر رابع وهو الحيض.
فمتى حصل للصغير واحد من هذه الأمور فقد بلغ ولزمته فرائض الله، إذا كان عاقلا.
أولادكم أيها الناس أمانة في رقابكم وأنتم يوم القيامة مسئولون عن رعايتها، ففي الحديث: ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ... ) رواه البخاري. اللهم أعنا على القيام بهذه الأمانة، اللهم وبلغنا رمضان، وأعنا فيه على ذكرك وشكرك... اللهم أعز الإسلام ... عباد الله: صلوا وسلموا ... عباد الله: اذكروا الله..
عباد الله: شهرنا هذا شهرٌ يغفل الناس عنه.
جاء هذا في حديثُ أُسَامَة بْن زَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ. قَالَ: ( ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ ) رواه الإمام أحمد والنسائي وغيرهما وحسنه الألباني.
وعن أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: ( كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلَّا رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ ) رواه مسلم، وعند الترمذي وغيره: ( كَانَ يَصُومُهُ إِلاَّ قَلِيلاً بَلْ كَانَ يَصُومُهُ كُلَّهُ ).
ومن الحديثين نعلم مشروعية الإكثار من الصيام في هذا الشهر.
قال ابن رجب رحمه الله: قيل في صوم شعبان: إن صيامه كالتمرين على صيام رمضان؛ لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده، ووجدَ بصيامِ شعبانَ قبلهُ حلاوة الصيام ولذته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط. أهـ
ثم إن الطاعات وقت غفلة الناس تحتاج مصابرة ومجاهدة فالنفوس تنشط للطاعة بكثرة الطائعين، وتغفل بكثرة الغافلين.
ولهذا تجد في الناس نشاطاً في صيام الست من شوال، وفي قيام رمضان، لا تجده في غيرهما.
عباد الله: أما ليلة النصف من شعبان وما ورد في إحيائها؛ فقد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن هذا؛ فجاء الجواب وافياً، وفي ضمنه قالوا: [ وبالجملة فإنه لم يصح شيء من الأحاديث التي وردت في فضيلة إحياء ليلة النصف من شعبان وصوم يومها عند المحققين من علماء الحديث؛ ولذا أنكروا قيامها وتخصيص يومها بالصيام، وقالوا إن ذلك بدعة... الخ ]
أسأل الله أن يعيذني وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يبارك لي ولكم ... وأقول ما تسمعون...
الخطبة الثانية :
الحمد لله... أما بعد: فما هي عباد الله إلا أيام معدودة ويحل علينا رمضان المبارك إن أمد الله في آجالنا؛ وإذا كنا نستعد لأمور دنيانا، ونتواصى بعدم تضييع فرصها، فإن الآخرة هي التجارة الرابحة، والدنيا مزرعتها.
ها هي عباد الله الفرصة من جديد تتاح لنا، فأيُ حال حالنا، وأي رمضانٍ يكونُ هذه المرة رمضاننا ؟!
عباد الله: وقبل رمضان أذكر نفسي وإياكم جملة من الوصايا عسى الله أن ينفعنا بها.
الوصية الأولى: لنعقد العزم على الجد في شهرنا وأن يكون خيرَ رمضان مرَّ علينا، فلا ندري أندرك رمضانا آخر أم لا بل ولا ندري أندرك رمضان هذا أم لا؛ لنفرغ شهرنا للطاعات؛ من كان عنده ما سيشغله في رمضان، ويمكن إنجازه هذه الأيام فلينجزه، وما يمكن تأجيله بعد رمضان فليؤجله؛ فرمضان أيام معدودة فلا تفرطوا فيها، نظم أخي المسلم وقتك من السحر إلى السحر، وإياك إياك أن يضيع نهاره في نوم وليله في سهر.
الوصية الثانية: من كان عليه أيام من رمضان الماضي فليبادر بقضائها؛ وليعلم أنه لا يجوز له تأخيرها إلى رمضان الثاني بدون عذر، قال تعالى: { فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } البقرة 185
الوصية الثالثة: تعلموا أحكام الصيام، وآدابه وتدارسوها في مجالسكم، علموها أهلكم وأولادكم وعمالكم وخدمكم، ليؤديَ الجميعُ هذا الركن من أركان الإسلام على علم وبصيرة؛ فيكون مقبولا عند الله عز وجل؛ فالله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا ولشرعه جل وعلا موافقا.
ومن كان منكم ممن يحتاجه الناس ويستفتونه فليراجع أحكام الصيام وليتقنها، وليتوسع في مسائله.
الوصية الرابعة: من كان لديه أولاد أو بنات أو إخوة أو أخوات فإن كانوا صغارا لم يبلغوا سن الرشد ولا يشق عليهم الصيام فليحثهم عليه ليعتادوه، ولا يلزمهم به، تقول الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ رضي الله عنها عن يوم عاشوراء: ( فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا وَنَجْعَلُ لَهُمْ اللُّعْبَةَ مِنْ الْعِهْنِ فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الْإِفْطَارِ ) رواه البخاري.
أما إذا بلغوا سن الرشد وكانوا من أهل التكليف فليأمرهم بالصيام، وليلزمهم به، وليبين لهم أن الصوم واجب على المسلم البالغ العاقل القادر المقيم؛ يجب عليه صوم الشهر كاملا، وليس مخيرا بأن يصوم أياما ويفطر أخرى، ليبين لهم أن البلوغ يحصل للصغير بواحد من ثلاثة أمور وهي: أن يتم له خمس عشرة سنة، أو تنبت عانته، أو ينزل منيا باحتلام أو غيره، وتزيد الأنثى بأمر رابع وهو الحيض.
فمتى حصل للصغير واحد من هذه الأمور فقد بلغ ولزمته فرائض الله، إذا كان عاقلا.
أولادكم أيها الناس أمانة في رقابكم وأنتم يوم القيامة مسئولون عن رعايتها، ففي الحديث: ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ... ) رواه البخاري. اللهم أعنا على القيام بهذه الأمانة، اللهم وبلغنا رمضان، وأعنا فيه على ذكرك وشكرك... اللهم أعز الإسلام ... عباد الله: صلوا وسلموا ... عباد الله: اذكروا الله..
متميز متميز
تعديل التعليق