شهر رجب ... فضائله وبدعه

جابر السيد الحناوي
1431/07/02 - 2010/06/14 09:39AM
بســم الله الرحمــن الرحــيم
شــــهر رجب
فضــــــائله وبدعــــــه

نعيش هذه الأيام مع الثلث الأول من شهر حرام هو شهر رجب ، وهو أحد الأشهر الحرم الأربعة ، التى قال الله عز وجلعنها فى كتابه العزيز: " إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ " ( [1] )
بمعنى أن الله سبحانه وتعالى لما ابتدأ خلق السماوات والأرض جعل السنة أثنى عشرا شهرا منها أربعة حرم ، وقد فصلها النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلمفى خطبته فى حجة الوداع ، قال صلي الله عليه وسلم :
" إن الزَّمَانُ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ " ( [2] )
وقد اشتهر على كثير من الألسـنة فضائل كثيرة لشهر رجب ، بناء على أحاديث ، يصفها العلماء المنصفون بأن الصحيح منها غير صريح ، والصريح منها ضعيف أو موضوع ؛ لهذا اشتدت حاجة الناس إلى معرفة الخطأ من الصواب ، والتمييز بين الحق والباطل ، والتفرقة بين ما هو سـنة هدى صحيحة ، وما هو بدعة ضلالة قبيحة.
وقد أبدى بعضهم لما استقر عليه الحال من ترتيب هذه الأشهر الحرم مناسبة لطيفة حاصلها أن للأشهر الحرم مزية على ما عداها ، فناسب أن يبدأ بها العام ( المحرم ) ، وأن تتوسطه ( رجب ) ، وأن تختم به ( ذو القعدة وذو الحجة ) ، وإنما كان الخَتم بشهرين لوقوع الحج ختام الأركان الأربع فى هذين الشهرين؛ ولما كانت أركان الإسـلام تشتمل على عملِِِِ مالٍ محض وهو الزكاة ، وعملِِ بدنٍ محض وذلك تارة يكون بالجوارح وهو الصلاة وتارة بالقلب وهو الصوم لأنه كف عن المفطرات ، وتارة عملٍ مركبٍ من مال وبدن وهو الحج ، فلما جمعهما الحج (عمل المال وعمل البدن) ناسب أن يكون له ضعف ما لواحد منها ، فكان له من الأربعة الحرم شهران ، فكان الحاصل الابتداء بشهر حرام ، ويختم بشهر حرام ، وتوالى شهران في الآخِر لإرادة تفضيل الختام. ( [3] )
وقد عرف العرب فى جاهليتهم فضل شهر رجب الحرام فعظموه ومنعوا فيه الحروب والخلافات العصبية والقبلية ، وخلدوا فيه الى السلم والسلام ، ثم جاء الإسلام ليؤكد ويبين مكانة شهر رجب بين الأشهر الحرم ؛ فنرى الحديث المذكور يشير إشارة إلى إبطال ما كانوا يفعلونه في الجاهلية من النسىء ، وهوتأخير أو تقديم بعض الأشهر الحرم فلذلك قال صلي الله عليه وسلم : " ثَلاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ " ووصفه صلي الله عليه وسلم بكونه " بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ " تأكيدا لموقعه بالنسبة لأشهر السنة ، التي بدلوها بسبب النسيء.
وقال الخطابي : كانوا يخالفون بين أشهر السنة بالتحليل والتحريم والتقديم والتأخير لأسباب تعرض لهم منها : استعجال الحرب فيستحلون الشهر الحرام ، ثم يحرمون بدله شهرا غيره فتتحول في ذلك شهور السنة وتتبدل ، فإذا أتى على ذلك عدة من السنين استدار الزمان وعاد الأمر إلى أصله ، وقد اتفق وقوع حجة النبي صلي الله عليه وسلم فى ذلك ؛ ولهذا قال صلي الله عليه وسلم فى الحديث :
" إن الزَّمَانُ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ " ( [4] )
وكانت مضر تبالغ في تعظيم شهر رجب ؛ فلهذا أضيف إليهم في الحديث المذكور حيث قال : " وَرَجَبُ مُضَرَ " والظاهر أنهم كانوا يخصونه بمزيد التعظيم مع تحريمهم القتال في الأشهر الثلاثة الأخرى إلا أنهم ربما أنسأوها ولم ينسأوا رجبا. ( [5] )
ومن مظاهر تعظيمهم للشهر الحرام ـ قديما وحديثا ـ خلاف منعهم فيه الحروب والخلافات العصبية والقبلية :
1 - ما يعرف بالعتيرة ( [6] ) وهي شاة تذبح في أول رجب في معنى الأضحية ، كانوا يذبحونها فى الجاهلية يتقربون بها إلى أصنامهم . ( [7] )
2 - اتخاذه موسما وعيدا : وقال ابن رجب : ويشـبه الذبح فى رجب اتخاذه موسما وعيدا كأكل الحلوى ونحوها . ( [8] )
3 - صيام أيام معينة أو تخصيصه بصلاة معينة : قال الإمام ابن القيم : " وكل حديث في ذكر صوم رجب وصلاة بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى" ( [9] )
وقال الحافظ بن حجرالعسقلانى : " لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجه ، ثم بين الحافظ ابن حجر مذهبه : وهو عدم العمل مطلقا بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال ولا غيرها ، حيث قال : ولا فرق في العمل بالحديث في الأحكام أو في الفضائل ؛ إذ الكل شرع ". ( [10] )
والحقيقة أن هذه قاعدة فقهية هامة يجب أن يلتزم بها المسلم الذى يحرص على سلامة دينه .
وقال أيضا إن : الأحاديث الصريحة الواردة فى فضل رجب ، أو فضل صيامه ، أو فضل صيام شىء منه ، تنقسم إلى قسمين : قسم ضعيف وقسم موضوع ، وقد جمع ــ رحمه الله ــ الضعيف فكان أحد عشر حديثا ، وجمع الموضوع فكان واحدا وعشرين حديثا ( 11+ 21 = 32 حديث بين الضعيف و الموضوع ).
مما سبق يتضح أن شهر رجب من الأشهر المحرمة التى ثبتت حرمتها ، وهذا هو الفضل الوحيد الثابت له بالكتاب والسنة ، ولكن طاب لبعض المبتدعة أن يزيدوا على ما جعله له الشارع من مزية ، باختراع عبادات واحتفالات ما أنزل الله بها من سلطان ، بنوها وأسسوها على اعتقادات خاطئة ، وأحاديث ضعيفة أو موضوعة فى فضل رجب .
ولكن ليس معنى هذا أن الصيام فى رجب حرام أو بدعة ، بل إن من كانت عادته مثلا صيام الاثنين والخميس ، أو من عادته صيام الأيام الثلاثة البيض من كل شهر ، فلا حرج عليه فى صوم هذه الأيام ، باعتبار أنها أيام صيام عادية ، لها فضلها العام فى جميع شهور السنة ، دون أن يربط ذلك بفضل مخصوص يرجع إلى شهر رجب سوى أنه شهر حرام ؛ لأن الميزان فى إثبات أفضلية شهر أو يوم أو ليلة أو ساعة ـ كما سبق ـ هو شرع الله تعالى ، فما ثبت فى الكتاب والسنة الصحيحة أن له فضلا نثبت له ذلك الفضل ، وماخلا ذلك من الأحاديث الضعيفة التى يأخذ بها البعض فيما يسمونه فضائل الأعمال ، فهذا لا يلزم المسلم ؛ لأن الذى يحدد ويبين فضائل الأعمال هو الكتاب والسنة الصحيحة ، وما عندنا من الكتاب والسنة الصحيحة يغنينا عما فى الضعيف والموضوع .

*** *** ***

عرفنا أنه من البدع التي استحدثت في رجب :
العتيرة : وهي ذبيحة تذبح في رجب علي غرار الأضحية .
اتخاذه موسما وعيدا : يوسع في بعض أيامه علي العيال بأنواع معينة من الطعام والحلوى.
صيام أيام معينة : مثل صيام أول أيام من رجب أو صيام يوم 27 منه ، أو تخصيص الشهر كلِّه بالصيام . وقد ثبت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يضرب أكف الرجال في صوم رجب ، حتى يضعونها في الطعام ، ويقول : " رجب وما رجب ؟ إنما رجب شهر كان يعظمه أهل الجاهلية ، فلما جاء الإسلام ترك " ( [11] )
تخصيصه بصلاة معينة : كصلاة الرغائب وهي التي يصلونها في ليلة أول جمعة من رجب بين صلاة المغرب والعشاء ، وأيضا صلاة النصف من رجب .
تخصيصه بعمرة يسمونها " العمرة الرجبية " والمعروف أن العمرة مشروعة فى أيام العام كلها ، ولا فضل لعمرة فى شهر دون شهر إلا ما ورد فى فضل العمرة فى رمضان ،لقَولهصلي الله عليه وسلم: " عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً معى" ( [12] )
الاحتفال بليلة سبع وعشرين : على أساس أنها ليلة الإسراء والمعراج ، ( وهذا الموضوع سنفرد له خطبة مستقلة إن شاء الله حرصا علي عدم الإطالة اليوم ) .
كل هذه من البدع المحدثة التي حذر منها العلماء و التي لم تثبت عن المصطفى صلي الله عليه وسلم بالإضافة إلي أن فيها تعظيم لشهر رجب علي غير ما شرع الله ، وتخصيصه بذلك دون غيره من الشهور، والمخصصون له استندوا إلى أحاديث بعضها ضعيف وكثير منها موضوع كما رأينا .
و حرى بالمسلم أن يتبع لا أن يبتدع ؛ إذ أن محبة الله سبحانه وتعالى ومحبة رسوله صلي الله عليه وسلم لا تنال إلا بالإتباع لا بالابتداع ، قال : عز وجل " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ " ( [13] )ولا شك أن حالة الضعف والوهن التي تعيشها الأمة الإسلامية في هذه الأيام ، والتي أصبحت فيها دماء المسلمين أرخص حتي من دماء الكلاب ، لهو بسبب تخاذلها وبعدها عن كتاب ربها وسنة نبيهاصلي الله عليه وسلم.
فها هي دماء المسلمين ما زالت تنزف في العراق منذ أن وطئتها قوات التآمر بقيادة راعية قوى الشر والعدوان رعاة البقر، فما من يوم يمر إلا ونشاهد بأعيننا علي الفضائيات مئات القتلى والجرحى ، والتدمير والتخريب ،على أيدي عصابات القتل الأمريكية ، أو العصابات الشيعية العميلة للأمريكان ، والملفت للنظر أن الشيعة يتظاهرون برفع راية العصيان علي إله الشر الأمريكي ، وفي نفس الوقت يستعين بهم الأمريكان في حكمهم للعراق ، فماذا يعني ذلك ... إن الشيعة أشد خطرا علي الأمة الإسلامية من اليهود ، فاعتبروا أيها المخدوعين فيهم إن كنتم تعقلون .
وعلى أرض فلسطين المسلمة ، نجد الحكومة الصهيونية تقتل وتحاصر وتجوع الشعب الفلسطيني ، وتعتقل من تشاء من أجل جندي حقير أختطف ، بينما يقبع الفلسطينيون بالآلاف في معتقلات الصهاينة يلاقون أشد العذاب دون أن يحرك ذلك ساكنا لدى مسئول غيور .
وقد رأي العالم وقائعالهجوم الأخير على أسطول المساعدات إلى غزة ، كحلقة جديدة من حلقات إعدام مسلمي فلسطين صبرا في سجنهم الكبير غزة ، وتضيف واقعة الهجوم عشرة جثث جديدة إلى حصيلة القتلى في الشرق الأوسط ، ولم يصدر رد فعل واحد مناسب بحق إسرائيل ، ويلتزم الزعماء الصمت إلا من بعض عبارات الشجب والاستنكار والتصريحات العنترية التي لا تغني شيئا عن واقع الذل والخنوع الذي يعيشه المسلمون في هذه الأيام .
و تتكرر المأساة في لبنان وبتنسيق مكير بين الشيعة والكيان الصهيوني من أجل تدمير لبنان ، والدعاية لمذهب الشيعة الذين يتظاهرون برفع راية الجهاد ضد إسرائيل ، في حين لم يقتل منهم جندي واحد في حربهم المسرحية مع إسرائيل ، بل كان القتلى والجرحى بالمئات من أهال السنة اللبنانيين ، كل ذلك يقع على مرأى ومسمع من قادة العرب والمسلمين والجميع بلا حراك .
مؤامرات وانتهاكات كلها تصب في مجرى واحد وهو الحفاظ على إخوان القردة والخنازير، ولا فرق بين النتنياهو وشارون ، وأولمرت وبوش وأوباما ...
إن ما يقع بالأمس واليوم في ديار المسلمين على أيدي اليهود والأمريكان وأعوانهم من أعداء الأمة المتربصين بها وسط تقاعس وتخاذل من الجميع ، ليدفع الإنسان دفعًا إلى مراجعة فورية مع النفس وذلك باللجوء إلى الله في السراء والضراء والسعة والضيق فما خاب من اتقاه ، ولا أيس من رجاه ، وما ذل من اعتصم بحماه " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً "( [14] )
علي كل منا أن يعمل لتوحيد مصدر التلقي عند الأمة إن نحن أردنا النجاة ، بحيث تكون المصدرية متمثلة في كتاب الله عز وجلوسنّة رسوله صلي الله عليه وسلم بفهم سلف الأمة ، والعزم على إقصاء كل الشعارات العصبية والأهواء الشخصية ، والبدع والمحدثات ، كما يجب علينا أن نعترف بخطئنا فيما ارتكبنا ونرتكب من تقصير في جنب الله ، وتهميش لشريعته الغراء ، حتى ولو كان ذلك فيما نعتبره من السنن والنوافل .
يجب اقتناص الفرصة قبل فوات الأوان ، فالناس إن لم يجمعهم الحق شعَّبهم الباطل ، وإذا لم توحدهم عبادة الرحمن فرقَّتَهْم غِواية الشيطان ، وإن لم يستهوهم نعيم الآخرة اجتالهم متاع الدنيا فتخاصموا عليها وتنافسوها .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين .
(جميع الحقوق متاحة لكافة المسلمين بمختلف الوسائل غير الربحية فإنها تحتاج إلي تصريح كتابي )




[1]التوبة 36


[2]صحيح مسلم برقم 3179 ، وصحيح البخارى برقم 2958


[3] فتح الباري ج 8 ص 108


[4] صحيح مسلم برقم 3179 ، وصحيح البخارى برقم 2958


[5] فتح الباري ج 1 ص 132

[6] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صلي الله عليه وسلم قَالَ : " لا فَرَعَ وَلا عَتِيرَةَ وَالْفَرَعُ أَوَّلُ النِّتَاجِ كَانُوا يَذْبَحُونَهُ لِطَوَاغِيتِهِمْ وَالْعَتِيرَةُ فِي رَجَبٍ " ( صحيح البخارى برقم 5051 ) وقد ذكر ابن حجر أن الشافعي نص على أن العتيرة مستحبة ، وقال : ويؤيده ما أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجة وصححه الحاكم وابن المنذر عن نُبَيْشَة قَالَ : نَادَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا نَعْتِرُ عَتِيرَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي رَجَبٍ فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ اذْبَحُوا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَيِّ شَهْرٍ كَانَ " ( فتح الباري ج 9 ص 597 ) قلت إن الحديث لا يفيد الاستحباب لأن بقية النص : " ... اذْبَحُوا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَيِّ شَهْرٍ كَانَ وَبَرُّوا لِلَّهِ وَأَطْعِمُوا " وقد فسره البيهقي في سننه : اذبحوا لله أي اذبحوا إن شئتم واجعلوا الذبح في رجب وغيره سواء . وجاء فى " عون المعبود شرح سنن أبى داود : كان الفرع والعتيرة في الجاهلية وفي أول الإسلام ثم نسخ . وقيل : نفي التقرب بالإراقة كالأضحية ، وأما التقرب باللحم وتفريقه على المساكين فبر وصدقة كذا في فتح الودود

[7] فتح الباري ج 9 ص 512


[8] لطائف المعارف ص 27


[9] المنار المنيف ص 151


[10] تبيين العجب ص 23

[11] المعجم الأوسط للطبراني 16 /427

[12] صحيح البخارى برقم 1730


[13] آل عمران 31 - 32


[14] النور من الآية 55
المشاهدات 4300 | التعليقات 4

[size="7"صيام شهر رجب كاملاً ؟؟؟
فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء[/size]

[align=justify]لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صام شهر رجب كاملًا ولا شهر شعبان كاملًا، ولم يثبت ذلك عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم، بل لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صام شهرًا كاملًا إلا رمضان، وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صيامًا منه في شعبان » رواه البخاري ومسلم، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: « ما صام النبي صلى الله عليه وسلم شهرًا كاملًا قط غير رمضان، وكان يصوم حتى يقول القائل: لا والله لا يفطر، ويفطر حتى يقول القائل: لا والله لا يصوم » رواه البخاري ومسلم . فصيام رجب كله تطوعًا وشعبان كله تطوعًا مخالف لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته في صومه فكان بدعة محدثة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » رواه البخاري ومسلم.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
[/align]


برجاء تذكير كل من تعرفونهم
بفتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
بشأن صيام شهر رجب
ونشر الحملة على المواقع الاسلامية


شكر الله لكم ، خطبة متينة ، أين أنتم يا فضيلة الشيخ نريدُ إبداعاتكم الرائعة ، فلا تنقطعوا عن إفادتنا جزاكم الله ألف ألف خير .


جزاكم الله خيراعلي مروركم الكريم وثقتكم الغالية
وأنا معكم بحول الله وقوته
دعواتكم