شهرالانتصارات والعزة

صالح العويد
1435/09/19 - 2014/07/16 21:15PM
الحمد لله ذي القوَّةِ القادرَة والحِكمةِ الباهِرَة، لا ينفُذ إلا أمرُه، ولا يمضِي إلا قدَرُه، إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ ختم الله تعالى به النبوة والرسالة، وأوجب على من أدركه من النبيين تصديقه واتباعه صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين أما بعد: فأوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله عز وجل، والثبات على الحق إلى الممات، فتلك وصية آبائكم من النبيين إليكم {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ
معاشر المسلمين :ها نحنُ نَعيشُ شَهرَنا الكريمَ بخيرِه وخَيراتِه ، ونُورِه وهِداياتِه ، تَذُوقُ فيه القلوبُ طعمَ الإيمانِ ، ولذَّةَ العبادةِ ، وحلاوةَ الطاعةِ .
ولئِنْ كان
رمضانُ موسمَ التقوى والقرآن ، والعملِ والإحسان ، فهو أيضاً شَهرُ العزِّ والنَصْر، والغَلَبَةِ والظَفَر .
في رمضانَ تجلَّت معانيَ النَّصرِ من جميعِ أبوابِها المعنويةِ والحسيةِ ،
ففي رمضانَ انتصرَ التوحيدُ على الشركِ ، فشَهِدَ هذا
الشهرُ مبعثَ خيرِ رسولٍ وآخِرِ رسولٍ ، صلى الله عليه وسلم .
وفي رمضانَ
انتصرَ العلمُ على الجَهل ، فأولُّ آيةٍ نَزلَ بها الرُّوحُ الأمينُ على قلبِ سيدِ المرسلينَ : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق )
وفي رمضانَ تَنْتَصِرُ النَّفْسُ اللوامةُ على
النَّفّْسِ الأمَّارةِ، ويَنْتَصِرُ الهُدى والتُّقَى على الإعراضِ والهوى ، وفي رمضانَ ظهرَ الحقُّ وزَهَقَ الباطلٌ ، وبَدَّدَتْ أنوارُ الهدايةِ ظُلماتِ الضَّلالةِ.
فرمضانُ يُسَطِّرُ المجدَ ، ويَصْنَعُ النَّصْرَ ، ويَرْسُمُ لوحةً خالدةً ، حُروفُها العزُّ والرفعةُ والغَلَبة.
قَلِّبوا معيَ النَّظَرَ في مساربِ التاريخِ لنرى أنَّ الانتصاراتِ الحاسِمَةِ لأمةِ الإسلام ، والتي شَهِدَتْ تحولاتٍ في تاريخِها ، وفي موقفِ ومكرِ أعدئِها كانت في رمضان .
سَلُو
صحائفَ الزمان، متى تنزَّلتْ ملائكةُ الرحمنِ، فصفَّتْ مع كتائبِ الإيمان، وقاتلتْ يومَ الفرقان، يومَ التقى الجمعان ، تُجِيبُكم أنَّ ذلك كان في رمضان .
هاهو رسولُ
الله الهدى صلى الله عليه وسلم يخرجُ بأصحابِه في رمضانَ ،يريد عِيرَ قريش،وهم قليلون بلا عدد ولا عُدَّة ( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة)
نعم
انتصرَ الأذِلةُ ، لأنَّ قلوبَهم مع اللهِ معلَّقة ، فكانت معنوياتُهم عاليةً بإيمانها ، صادقةَ في طلبِ رضا ربها فها هو أحدُ أبطالِ الكتيبةِ المحمديةِ من المهاجرينَ المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله, امض لما أراك الله فنحن معك, والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون[المائدة:24] ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون, فو الذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغمام لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه وهذا بطلٌ آخرُ من أبطالِ الأنصارِ سعد بن معاذ يُعبِّرُ عن صدقِه فيقول فاظعن حيث شئت, وصل حبل من شئت, واقطع حبل من شئت, وخذ من أموالنا ما شئت, وأعطنا ما شئت, وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت, وما أمرت فيه من أمر فأمرنا تبع لأمرك, فوالله لئت سرت حتى تبلغ البرك من غمدان لنسيرن معك, ووالله لئن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك بهذه الروحِ العاليةِ ، والصدقِ مع الله ، كَسَرَتْ هذه الكتيبةُ المؤمنةُ القليلةُ رياءَ قريشٍ وبَطْرَها ، فَتَطَامَنَ كبرياؤُها ، وعادتْ حَسِيرَةً كسيرة ، مُهانةً ذليلة .
وفي العاشرمن رمضانَ من السنةِ الخامسةِ للهجرةِ خرجت قريشٌ بخيلها وخيلائها، وكِبْرِها وكُبَرَائِها في جيشٍ عظيمٍ قدْرُه عشرةُ الآف،لم تَشْهدُه جزيرةُ العرب ِفي تاريخها ، فكانت خطةُ المسلمين في المواجهة تكون بتحصينِ المدينةِ بحفرِ خندق يحول بينهم وبين العدو ، فعاشوا أغلبَ الشهرِ في حفر هذا الخندق ، ولاقوا في الحفر شدةً وتعباً وجوعاً، وكان لهذا الاستعدادِ والتخطيطِ أثرُه بعد الله في الانتصار، فأرسلَ اللهُ بعد رمضان معجزةَ الرياح ( وردَّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قوياً عزيزاً ) وأَنجزَ الله وعدَه ، ونَصَرَ جندَه ، وهزَمَ الأحزابَ وحده . ولم تمض سنواتٌ ثلاث إلا ومكة َبِبَيْتِها وجبالِها وفجاجِها تحتفي في شهر رمضان بدخولِ أكرمِ البريةِ وخيرِ البشرية ، فدخلها صلى الله عليه وسلم فاتحاً مطأطئا رأسَه متواضعاً ، لربهِّ شاكراً حامداً ، فهُدِّمتْ الأصنام ، وتهاوت راياتُ الوثنية ، وطُهِّرتْ مكةُ من أدران الشرك والجاهلية ، وتحولت مكة بعد هذا الفتح إلى أرض إسلامية خالصة .
كل ذلك في رمضان نعم كان رمضان ُشهرَ النصرِ والتحول والتغيير ، فمن
رمضان انتصرت الأمة ُ، وغيرت مجرى التاريخ .
وبعد عصرِ
النبوة ِكان ظهورُ الإسلامِ وعزُّه وانتصاره في الشام ، وحول أكناف أرض الشام ، الأرض المباركة مكن الله لأهل الإيمان فيهاوكفاهاشرأعدائها اجتاحُ الجيشُ المغولي التتري أرضَ الإسلام ، فاحتل العراقَ وابتلع بغدادَ وأحرقها ، والتهم حلبَ الشامِ ومزقها ، وعَظُمَ البلاءُ على مسلمي ذلك الزمان ، وزلزلوا زلزالاً شديداً ، مليونَ قتيلٍ في أرضِ العراق ، وقريباً منه في أرضِ الشام ، شلالاتٌ من الدماء ، ومناظرُ مروعةٌ في قتلِ الأطفالِ والأبرياء ، واستيئست القلوبُ ووهَنَتْ ، وجَبُنَ أمراء ذلك الزمان عن نصرةِ الإسلام ولكنَّ الله الذي اصطفى هذه الأمةِ واختارَها ، وكتب أن يُظهرَ دينَه ويبقى وجعل هذه الأمة أمة جهاد قد هيأَ أسبابَ النصر ، فقيَّض لهم المماليك ، فكانوا أهلَ الموقف ، وأبطالَ الحَدَث ، فخرجوا من مصرَ لملاقاةِ العدوِّ التتري ، فالتقى الجمعانِ في الشام في الخامس والعشرين من رمضان، في معركة تاريخية عظيمة هي عين جالوت، فثبَّت اللهُ الأقدام، ورَبَطَ القلوب، وسَدَّد الرمي، وكان شعارُ المسلمين يومئذ : ( وآإسلاماه )، وصَدَقوا مع الله، فنَزَلَ النصر، وحلت الهزيمة بالتتار، وفروا من الشام خائبين خاسرين ، وأحدث هذا النصر تحولاً كبيراً في نفوس المسلمين ورفع معنوياتهم، وكَسْرِ صنمِ الخوفِ الجاثمِ على صدورِهم من التتر.
وفي رمضان سنة خمسمائة وثلاث وثمانين ، كانت أمةُ الإسلام على موعدٍ مع معركةٍ حاسمةٍ لا تنسى،وفتحٍ خالدٍ لا يمحى ، بطلُ هذه المعركةِ القائدُ الأيوبيُ صلاحُ الدين الذي كَسَرَ الصليبين ،في أرض الأردن في معركة حطين ،هذه المعركة حوَّلَت ميزانَ القوةِ في أرضِ الشامِ ، المحتلة من الصليبيين ، ومهَّدت هذه المعركةُ فتحَ القدس بعد ثلاثة أشهر ، ففتحها صلاح الدين ، بعد أن سلَّمها الرافضة العبيديين للصليبيين .
وفي أرض ِالشامٍ عادَ المغولُ فأحدثوا
في الأرض الفساد ، اجتاحوا حمص ، فقتلوا رجالَها وأطفالَها ، وسرقوا أموالَها ، وهتكوا أعراضَ نسائِها ، وبلغت جرائمُهم عنانَ السماء ، وخاف الناسُ من جبروتِهم وبطشهم خوفاً عظيما ، فلم يكن أمامَ أهلِ الإسلام رغم ضعفِهم وتشتُّتِهم إلا الجهادُ والمقاومة ، فحدثت معركةُ شقحب، معركةٌ بين من يَهْتِفُ بلا إله إلا الله ، ومن يهتف بتمجيدِ ملوكهم وفراعنتهم ، وشارك في هذه المعركةِ العَلَمُ الشامي ، شيخ الإسلام ابن تيمية الحَرَّاني ، وكان له دورُ كبيرٌ في تحريض الناس ، وتثبيتهم وتعليق قلوبِهم بالله .
بدأت المعركة عصراً في الثاني من رمضان وانتهت في اليوم
الثالث ظهراً، فرَّ بعدها التترُ من أرضِ الشام ، وكان يوماً مشهوداً لا ينسى .
عباد الله
: وحين نَسْتَنْطِقُ صفحاتِ تاريخنا نجدُها متخمةً بمعارك اسلاميةٍ حاسمةٍ كانت في رمضان ، فمن منا لا يعرف معركةَ بلاطِ الشهداء ، أو فَتحَ عمُّورية ، أو معركةَ الزلاقة ، هذه المعارك وغيرُها كثير كانت في رمضان .
فشهرنا هذا
كأنما يخاطبُنا بعزنَّا وماضينا ، وكأنما يزرعُ فينا الأمل رغم الألم ، ويحدثنا بالانتصارات ، رغم الخذلان وتتابع الهوان .
إخوة الإيمان : هذا الارتباطُ بين شهرِ الصوم وبين النصر ليس ارتباط مصادفة ، بل هو ارتباطٌ يدعوا إلى التفكرِ والاعتبار ، فكل ُّمؤهلاتِ وأسبابِ النصرِ تكونُ وتجتمعُ في رمضان فأولُّ خطواتِ النصر: تعلق القلوب بالله جل جلاله وتقدست أسماؤه ، ، (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.وفي رمضان تتعلق القلوبُ بباريها وتُخْلِصُ له ، فالصومُ عبادةٌ خفية بين العبد وربه ، فيظهر الإخلاص والصدقُ مع الله ، وفي رمضان تتربى الأمةُ على الصبر ، والصبر مرتبط بالنصر ، وفي الحديث : ( واعلم أنَّ النصر مع الصبر )وفي رمضان تنتصرُ النفس على نَزغاتها وشهواتها ، وفيه أيضاً يستشعر الصائمون بحاجةِ المساكين ، وخماصةِ المحتاجين ، فيحصل الإحسان والمواساة ، وفي الحديث : ( إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم )وهذا النصر من عند الله مرهون ومعلق بنصرتنا لدينه ، وغيرتنا عليه، واستجابتنا لتعاليمه ، ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) هذا النصر ليست دروبه خضراء ، بل يسبقه ألوان من البلاء في الأنفس والأموال ، ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلو من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ) ، فالنصر بإذن الله قريب ، وعد الله لا يخلف الله وعده ، ولكنه يحتاج إلى صبر على الحق ، وصدق مع الحق ، وإلى ثبات على الحق .
فكن يا أخا الإسلام من أهل النصر ،
وسجل اسمك في قائمة أهل النصر ،سجل ذلك ، بتضرعك ودعائك ، ولسانك ومالك ، وبقلمك وجاهك ، كن مع أهل النصر بما تستطيعه من نَصْر ، وابشر واستبشر بنصر الله القادم ، فالأمل بالله وحده كبير ، ( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء) بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيهما من البينات والحكمة.أقولُ ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه كان للأوَّابين غفورًا




الحمد لله الكريم الوهاب وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، خيرُ مَنْ قام بالأسحار، ودعا إلى عبادة الملك التوَّاب، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه.
أمّا بعد: فأوصيكُم ـ أيّها النّاس ـ ونفسِي بتقوَى الله عزّ وجلّ، فاتقوا اللهَ رحمكم الله، واغتنِموا مواسمَ الأرباحِ فقد فُتِحت أسواقها، وداوموا قرعَ أبواب التوبة قبل أن يحينَ إغلاقها أيام معدودة وتنسلخ العشرون ُ من شهر رمضان، وتدخل العشر الأواخر منه عشرِ التجلياتِ والنفحات ، وإقالةِ العثرات ، واستجابةِ الدعوات ، وعتقِ الرقاب الموبقات . ألا وإن من الغُبْن الواضح: أن ينصرف البعض عن العبادة في هذه العَشْر، وأن ينشغلوا عنها بإعداد اللِّباس والرِّياش، والاستعداد للعيد بالمباهج والزخارف والجديد، وأن ترتفع نسبة اللاهين والغافلين الذين يذرعون الأسواق طلبًا للمتعة، أو يحيون هذه الليالي المفضَّلة في اللهو والعبث، والاستماع إلى الأغاني الرقيعة، والتفكُّه بالتمثيليات الساخرة الماجِنة، وليس ذلك بالمسلك السديد، ولا النهج الرشيد.
أيها المسلمون، اعرفوا شرف زمانكم، واقدروا أفضل أوقاتكم، وقدموا لأنفسكم لا تضيعوا فرصة في غير قربة لله ياعبدالله .. في كلِّ لَيلةٍ ساعةُ إجابَةِ، الأبوابُ فيها تفتَح، والكريم فيها يمنَح، فسَل فيها ما شئتَ فالمعطِي عظيم، وأيقِن بالإجابةِ فالرّبّ كريم، وبُثَّ إليهِ شَكواك فإنّه الرّحمنُ الرّحيم، وارفَع إليه لأواكَ فهوَ السّميع البصير، يقول عليه الصلاةُ والسلام: ((إنّ في اللّيلِ لساعةً لا يُوافقها رجلٌ مُسلم يسأل اللهَ خيرًا مِن أمرِ الدّنيا والآخرة إلاّ أعطاه إيّاه، وذلك كلَّ ليلة)) رواه مسلم ويجمل الدعاء وتتوافر أسباب الخير ويعظم الرجاء حين يقترن بالاعتكاف، فقد اعتكف رسول الله هذه الأيام حتى توفاه الله.عجيب هذا الاعتكاف في أسراره ودروسه؟؟؟.المعتكف ذكر الله أنيسه، والقرآن جليسه، والصلاة راحته، ومناجات الحبيب متعته، والدعاء والتضرع لذته. إذا أوى الناس إلى بيوتهم وأهليهم، ورجعوا إلى أموالهم وأولادهم لازم هذا المعتكف بيت ربه وحبس من أجله نفسه، ويقف عند أعتابه يرجوا رحمته ويخشى عذابه، لا يطلق لسانه في لغو ولا يفتح عينه لفحش ولا تتصنت أذنه لبذاءٍ فإن لم يتيسر اعتكاف العشر فبعض الأيام .. فإن لم يتيسر فلو ليالي الأوتارولوليلة واحدة
أيها الأحبة، أوقاتكم فاضلة اطلبوا الليلةَ العظيمة التي لا يحرم خيرها إلا محروم ، ليلةُ العتق والمباهاة ، ليلةُ القرب والمناجاة ، ليلةُ نزول القرآن ، ليلةُ الرحمة والغفران ، ليلةٌ هِيَ أمّ الليالي، كثيرةُ البرَكات، عزِيزَة السّاعات، القليلُ منَ العمَلِ فيها كَثير، والكثيرُ منه مضَاعَف، (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.إنها ليلة تجري فيها أقلام القضاء بإسعاد السعداء وشقاء الأشقياء: فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ فاتقوا الله رحمكم الله واعملوا وقدموا لأنفسكم وجدوا وتضرعوا. تقول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: يا رسول الله: أرأيت إن علمت ليلة القدر ماذا أقول فيها ؟ قال قولي: ((اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى هذاوصلوا وسلمواعلى الذي أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال سبحانه آمراإِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماًاللّهمّ صلّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله الطيِّبين الطاهرين، ، وصحابته الغرّ الميامين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. اللهم أرضى عنا كما رضيت عنهم واصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين اللهمَّ أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشِّرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدِّين. واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين. اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفّق ولىّ أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم اللهم اجعل ولاة أمور المسلمين عملهم خيرا لشعوبهم وأوطانهم ورحمة على من وليتهم عليهم اللهم ربنا عز جارك وجل ثناؤك وتقدست أسماؤك اللهم لا يرد أمرك ولا يهزم جندك سبحانك وبحمدك .. اللهم انصر جندك في كل مكان اللهمَّ عجِّل بالفَرَج والنَّصر والتَّمكين، لإخواننا المستضعفين، في كل مكانٍ يا ربَّ العالمين. اللهمَّ رُدَّ كَيْدَ الكائدين، ومكر الماكرين، وإفساد المفسدين، اللهمَّ تقبَّل صيامنا، وقيامنا، وصالح أعمالنا اللهم وفقنالقيام ليلة القدر إيماناواحتسابا واجعلنافيهامن المقبولين ولاتجعلنامن المحرومين المطرودين ربناتقبل مناإنك أنت السميع العليم وتب عليناإنك أنت التواب الرحيم واغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتناوزوجاتنا ولجميع المسلمين الأحياءمنهم والميتين رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِسُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون




المشاهدات 1602 | التعليقات 0