شهداء منطقة دماج بعد تهدم المقبرة من السيول

احمد ابوبكر
1434/06/19 - 2013/04/29 02:28AM
في يوم السبت العاشر من شهر جمادى الآخرة عام 1434هـ الموافق 20 – 4 – 2013 م هطلت أمطار غزيرة في منطقة دماج استمرت من يوم الجمعة ، وكانت أمطار خير ورحمة ، ومن ذلك أنها كشفت عن بعض قبور الشهداء – فيما نحسبهم كذلك والله حسيبهم – الذين اغتالتهم يد الرفض الحوثية إبان حصارهم الظالم لدماج .

فتهدمت بعض القبور، وبعضها تضرر، فاضطر الناس لحفرها مضطرين آسفين، حيث لم يكن في المقبرة أي منفذ لخروج الماء فكان الماء يتجمع فيها، فحصل الضرر، فكان لا بد من نقلها من ذلك المكان الذي جُعل مقبرة اضطرارا لشدة القصف والقنص على دماج أثناء الحصار.
فسارع الإخوة هناك بنبش القبور لنقلها لأن المكان سيتضرر .
والقبور هي قبور الأبطال – رحمهم الله – التي مضى على دفنهم سنة ونصف تقريبا ، أي ما يقارب ثمانية عشر شهرا .

وعند النبش كانت الكرامة العظيمة التي فاجأت من حضر !!
إذ وجدوا جثث شهدائنا كأنما دفنت بالأمس!.
ولقد كان منظرهم وحالهم شيئًا عجيبًا!!

عشرات الجثث تُخرج ويشاهدها من حضر وهم بالألوف ، وفي بعضها :
الدماء تقطر!
وبعضها كاملة لينة رطبة!
وبعضهم مازالت لحيته موجودة!

أخرجوا الأخ طه الليبي، والأخ عدنان التعزي- وكان أحدهما يقطر منه الدم.وهكذا الأخ مقسم الروسي خرج من يديه دم.

وأُخرج الأخ أحمد بن إدريس السوداني، وكشف عن وجهه، فعُرفت ملامحه، ولحيته واضحه، وعمامته ملفوفة على رأسه، ويده ورجله طريتان، وكأنه قبر الساعة، حنى مفصل ركبته يدور، وثيابه لم تبلى ولم تتمزق.

والمرأة الحامل التي قنصها الرافضة الأشرار بالقرب من المسجد وهي ابنت العم أحمد القرص - رحمها الله – فكما هي يتقاطر دمها حتي ان قطرات الدم تتساقط منها قطرة بعد قطرة وكأنها قتلت الساعة وأما جنينها ففي مكانه كما هو في بطنها لم يتغير !

وأما الطفلة الصغيرة الرضيعة - التي قنصها الحوثة وهي علي كتف أبيها - فكما هي ببراءتها وجمالها حتي إن ملابسها الجميلة لم تتغير.

والأخ سفيان الفرنسي والأخ أحمد الفزاني الليبي كانا في قبر واحد ، في منظرٍ مذهل فأجسامهم كما هي قد ضمرت وشعورهم وجلدهم فيها لين وكأنهم نيام وليس عليه أثر الريحة.
بل الأخ سفيان الفرنسي جسده السمين الضخم كما هو حتي شعره الطويل كما هو وكذلك وجهه المشرق.

أحد الشهداء قدمه كانت دافئة كأنه توفي منذ قليل.

وأما الحافظ أبو حفص عمر العراقي فاللحم في وجهه وعلى وجنتيه، لم يتآكل إلا اليسير من أرنبة أنفه، ولحيته الكثة تملأ صدره.

والأخ منير خير الله الإبي تتحسس اللحم في مأبضه، ولم تتهتك بشرة جلده.

وأما الأخ الصباحي وما أدراك ما الأخ الصباحي فقد جاء أبوه وأمه ليريانه ، فوجداه كما هو وجهه مشرق ورائحته طيبة فأخذت أمه تقبله وتضع علي وجهه عطرا كان معها .

والسمة المشتركة بينهم جميعاً أن أجسادهم سليمة لم تتحلل، ورائحتهم والله غير مؤذية، لا دود فيهم، ولا البلى يغطيهم.
فحجم أجسامهم مازالت كما هي إلا أنه حصل ضمور فيهم ، وجميع أكفانهم لم تتمزق ، بل حتي (الشرابات) التي يلبسونها لم تتلف !! .

مع أن إخواننا الذين قتلوا في هجمتهم على الحوثة يوم الأربعاء، لما جيء بهم إلى الضيافة ، كانت رائحتهم مزعجة بسبب ما صبه الرافضة -لعنهم الله- على جثثهم من المواد الكيماوية، ومع ذلك فحين أخرج عادل الباكستاني وطه الليبي، والله لم تشم منهم حتى تلك الرائحة .

مع أن الأخشاب التي وضعت مكان الأحجار حاجزة لهم في قبورهم قد تآكلت وأصبح بعضها يتفتت والجثث كما هي في أكفانها.

ولقد علم بعض أهالي الشهداء بهذا الخبر فتوافدوا كلُ ليرى ابنه الشهيد في موقف لم يسبق له في التأريخ .

حتى إن بعض الأمهات لما رأت ولدها الشهيد -فيما نحسبه- أخذت تطيبه بطيب كان معها.

وهكذا العم صالح النعومي له ولد اسمه ياسر قتله الحوثة ، ما إن سمع الخبر حتى انطلق من صنعاء حتى وصل دماج مع أم ياسر وإخوة ياسر ، فأخرج ولده من القبر فكان بمثابة المفاجأة أن يرو ولدهم كما هو بعد سنة ونصف، ولن تشبع من حديث العم صالح في مسجد السنة بمدينة سعوان وهو يتحدث عن تلك الكرمات التي حصلت لهؤلاء الشهداء ومنهم ولده الذي أخرج من القبر كأنه مات بالأمس .

وحين حُمِلت بعض الجثث على الأكفان إلى المقبرة الجديدة فإنها تبدوا لمن لم يعلم الخبر أنها جثثٌ جديدة !!

لهجت الألسن بالذكر، ونزلت على القلوب السكينة، وشعر الجميع بالراحة والسرور والاطمئنان، فقد هيجت الرؤيا الذكرى، ولكن قلنا هنيئاً لهم، لمثل هذه الميتة فلنعمل.
بل قال أحد كبار السن تمنيت أنني مكانهم.

ونقول يا ليتنا كنا معهم .

تذكرنا فيها أيام الصحابة وكرامات الأولياء وتذكرنا السيل الذي أخرج جثة الصحابي حمزة - رضي الله عنه - فأسأل الله أن يلحقنا بهم وأن يسكننا الفردوس الأعلى وأن يكتب لنا الشهادة.

ثلاث أيام والطلاب في عمل مستمر لنقل بقية الجثث ، والناس من دماج ومن غير دماج يتوافدون لرؤية الشهداء فيما نحسبهم وهم يُخرجون من القبور، حتى بعض الوجهاء والمسؤولين في الدولة جاء لينظر هذا الأمر العظيم وتلك المناظر الطيبة.

ولقد رأى شيخنا العلامة المحدث يحيى بن علي الحجوري – حفظه الله - هذا الأمر بنفسه وشاهده عيانا، وألقى كلمة طيبة مؤثرة أثناء درسه الطيب.

وكان ممن حضر أناس كانوا متأثرين بالحوثيين بل قعد بعضهم بدون غداء منتظرا في المقبرة حتى تم اخراجهم.

كان الحزن والبكاء عند دفنهم بعد قتلهم، أما اليوم فهي فرحة عظيمة بين الطلاب لما أكرم الله إخوانهم بمثل هذه الكرامة العظيمة.

هذه كرامة لأهل السنة وزيادة تثبيت لهم بأنهم على الحق في جهادهم ضد البغاة الرافضة، لأن دفع البغي عن النفس والعرض والدين من الجهاد في سبيل.

ولعل هذه الحادثة رسالة للرافضة وأن يعودوا للحق ويعلموا أنهم ظلموا الناس.

بقي أن نقول : كأن حال هؤلاء الشهداء يقول :
{أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا } [الأعراف: 44]
{قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ} [يس: 26]
يتمنوا أن يرجعوا إلى الدنيا : عن أَنَس بْن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ((مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَلَهُ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا الشَّهِيدُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنْ الْكَرَامَةِ)) . رواه البخاري ومسلم
المشاهدات 4526 | التعليقات 1

الله أكبر . . ولله الحمد والمِنّة .