شناعة المنكر في حادثة عرعر
عبدالله بن رجا الروقي
1436/03/17 - 2015/01/08 12:02PM
أما بعد فإن الله سبحانه وتعالى بعث نبيه ﷺ هدى ورحمة للعالمين فأمر بالائتلاف ونهى عن التفرق والاختلاف فلم يدع شيئاً ممايثير الفرقة بين المسلمين إلا نهى عنه.
وأمرهم بالسمع والطاعة لأولي الأمر منهم في غير معصية الله ؛ فإنه لاتستقيم حياة الناس إلا باجتماعهم على ولاة أمرهم ، ولاجماعة إلا بسمع وطاعةً ، قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ ﴾
وإن من ثمرات اجتماع الكلمة على ولي الأمر المسلم أن الناس يأمنون على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ، فإنه إذا لم يأمن الناس اختلت الجماعة واضطربت وأصبح الضعيف نهبًا للقوي ، وربما استباح بعضهم دماء بعض بحجج واهية يمليها الشيطان والنفس الأمارة بالسوء.
عباد الله
نحن ولله الحمد ننعم في هذه البلاد بحاكم مسلم اجتمعت عليه كلمة رعيته ، وأطاعوه ، في غير معصية الله عز وجل ، لكن مما يعكر على ذلك قيام شراذم من العصاة الآبقين بشق عصا الطاعة وسفك الدم الحرام اتباعًا منهم لأسلافهم من الخوارج الذين اتهموا النبي ﷺ بالظلم ، وقتلوا الخليفتين الراشدين عثمان ، وعلياً ، رضي الله عنهما.
أغوى الشيطان هؤلاء القتلة وزين لهم سوء عملهم حتى رأوه حسناً قال تعالى ﴿ أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ ﴾
وإن من ذلك ماحدث قبل أيام في أحد المراكز على الحدود الشمالية من عمل إجرامي شنيع قُتل فيه ، وأصيب رجالُ أمن يدافعون عن دينهم وبلادهم؛ فهو عملٌ لايقره شرع ولاعقل ولامروءة.
إن هذا الجرم العظيم من هؤلاء الخوارج ليس بالأمر المستغرب فإنهم ماوقعوا في هذا الأمر إلا بعد وقوعهم في مستنقع الغلو في التكفير فكرعوا منه ثم تقيؤوه قتلاً وتفجيراً وتدميراً ، ومنهم من يختم حياته بخاتمة السوء وهي الانتحار.
وقد خرج سلفهم الأول على رسول الله ﷺ قائلاً له اعدل فإنك لم تعدل فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينا نحن عند رسولِ اللهِ ﷺ وهو يقسمُ قسمًا . أتاه ذو الخُوَيصرةِ . وهو رجل ٌمن بني تميمٍ . فقال : يا رسولَ اللهِ اعدِلْ . قال رسولُ اللهِ ﷺ : " ويلك ! ومَن يعدلْ إن لم أعدلْ ؟ قد خِبتَ وخسرتَ إن لم أَعدِلْ " . فقال عمرُ بنُ الخطابِ رضي اللهُ عنه : يا رسولَ الله ِ! ائذنْ لي فيه أضربْ عُنقَه . قال رسولُ اللهِ ﷺ : " دَعْه . فإنَّ له أصحابًا يحقِر أحدُكم صلاتَه مع صلاتِهم . وصيامَه مع صيامِهم . يقرأون القرآنَ . لا يجاوزُ تَراقيهم . يمرُقون من الإسلامِ كما يمرُق السهمُ من الرَّميَّةِ . متفق عليه
فإذا كان هذا الكلام الشديد من رسول ﷺ في حق من تكلم بهذا الكلام الآثم فكيف بمن خرج بالسلاح؟!
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عند هذا الحديث:... بل العجب أنه وُجّه الطعن إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، قيل لـه : إعدل، وقيل لـه: هذه قسمة ما أريد بها وجه الله. وهذا أكبر دليل على أن الخروج على الإمام يكون بالسيف ويكون بالقول والكلام، يعني: هذا ما أخذ السيف على الرسول صلى الله عليه وسلم، لكنه أنكر عليه.
انتهى كلام الشيخ رحمه الله.
عباد الله إن قتل المسلم ليس بالأمر الهين فقد جاء الوعيد الشديد الذي تنفطر له القلوب في قوله تعالى: ﴿ ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ﴾ .
قال العلامة ابن سعدي رحمه الله عند هذه الآية:
وذكر هنا وعيد القاتل عمداً وعيداً ترجُف له القلوب، وتنصدع له الأفئدة، وينزعج منه أولو العقول، فلم يرد في أنواع الكبائر أعظم من هذا الوعيد، بل ولا مثله، ألا وهو الإخبار بأن جزاءه جهنم، أي فهذا الذنب العظيم قد انتهض وحده أن يجازى صاحبه بجنهم بما فيها من العذاب العظيم، والخزي المهين، وسخط الجبار، وفوات الفوز والفلاح، وحصول الخيبة والخسار، فعياذاً بالله من كل سبب يُبعد عن رحمته. ا.هـ
ومما يبين عِظم حرمة الدماء ماجاء من التشديد في النهي عن الإشارة بالسلاح حتى لو كان من باب المزاح، قال ﷺ : لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح؛ فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزغ في يده، فيقع في حفرة من حفر النار. متفق عليه.
وقال ﷺ : من أشار إلى أخيه بحديدة؛ فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه، وإن كان أخاه لأبيه وأمه. رواه مسلم .
وأعظم من ذلك حمل السلاح على المسلمين؛ لقتالهم، قال ﷺ : من حمل علينا السلاح فليس منا. رواه البخاري .
بل إن قتل المؤمن أعظم من زوال الدنيا كلها ، قال ﷺ : والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا. رواه النسائي
فسبحان الله ما أعظم شأنَ الدماء وما أشدَ حرمتها.
والمؤمن في سعة من دينه مالم يتلطخ بالدماء
فإذا وقع فيها فقد وقع في الحرج والضيق قال ﷺ: لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصب دماً حراماً.رواه البخاري.
ولهذا قال ابن عمر رضي الله عنهما مبيناً أن قتل النفس المحرمة ورْطة عظمى:
إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله. رواه البخاري.
وأما الوعيد على الانتحار فقد قال فيه ﷺ : من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ، ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا. متفق عليه.
عباد الله إن هذه الفِرٓق الغالية في التكفير كداعش والقاعدة وغيرها ماعادت على المسلمين إلا بالشر والصد عن سبيل الله فهم يفسدون في الأرض بالإخلال بالأمن وسفك الدماء المعصومة وهم يصدون غير المسلمين عن دين الإسلام إذا رأوا فعالهم.
إنهم يكفرون بغير حق ويستبيحون دماء المخالفين لهم،كفروا ولي الأمر وكفروا رجال الأمن واستباحوا دماءهم ، قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: (يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ) متفق عليه .
وانظروا رحمكم الله إلى البلدان التي انتشرت فيها هذه الفرق هل استفادت شيئا إلا ازدياد الشر والفساد تحت مسمى الجهاد.
إن الجهاد عبادة عظيمة لها شروطها ووقتها ولايدرك هذا إلا العلماء الراسخون في العلم.
عباد الله إن أعداء المسلمين كثر وهم يتفاوتون في شدة عداوتهم لكن الخوارج الغلاة في التكفير من أشد الناس ضرراً على الإسلام والمسلمين قال فيهم ﷺ بعد أن ذكرهم : لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود. متفق عليه. وماقال ﷺ ذلك إلا لعظيم جرمهم وشدة ضررهم.
أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب...
الخطبة الثانية:
أما بعد فإن من أعظم من أسباب انحراف الشباب ووقوعهم في الغلو في التكفير هو ابتعادهم عن العلماء الموثوق بهم في هذه البلاد كالشيخ صالح الفوزان والشيخ صالح اللحيدان والمفتي العام الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حفظهم الله جميعاً.
ولهذا لاتجد خارجياً إلا وهو يبغض هؤلاء ويرميهم بالمداهنة لأنهم لايوافقونه على هواه ، ولهذا فإن من علامات الضلال القدح في العلماء
عباد الله: إن التكفير مرتقى صعب ليس لكل أحد أن يتكلم فيه والتسرع في التكفير يترتب عليه أمور خطيرة ، كاستحلال الدم والمال ، فكيف يسوغ للمؤمن أن يقدم عليه لأدنى شبهة ؟!
قال ﷺ : أيُّما رجُلٍ قالَ لأخيهِ : يا كافرُ ، فقد باءَ بِها أحدُهُما. متفق عليه.
وإذا كان التكفير في حق ولي الأمر المسلم : كان أشد ؛ لما يترتب بسببه من التمرد عليه ، وحمل السلاح ، وإشاعة الفوضى ، وسفك الدماء ، وفساد العباد والبلاد.
والتكفير لايكون بالظنون والاحتمالات ، ولهذا قال ﷺ : ( ... إلا أن تروا- يعني من ولاة الأمر - كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان ) متفق عليه.
فقوله ﷺ : " إلا أن تروا " يفيد أنه لا يكفي مجرد الظن والإشاعة .
وأفاد قوله ﷺ : " كفرا " أنه لا يكفي الفسوق –ولو كبُر - ، كالظلم ، وشرب الخمر ، والاستئثار بالأموال .
وقوله ﷺ : " بواحا " يفيد أنه لا يكفي الكفر الذي ليس ببواح ، أي : صريح ظاهر .
وأفاد قوله ﷺ : " عندكم فيه من الله برهان " أنه لابد فيه من دليل صريح ثابت.
اللهم احفظ الإسلام والمسلمين اللهم احفظ ولي إمرنا ملك هذه البلاد بحفظك واشفه وعافه وأصلحه اللهم أعزه بالإسلام وأعز الإسلام به.
اللهم احفظ رجال أمننا وقهم الشرور ياحي ياقيوم.
اللهم ارحم من توفي من رجال الأمن اللهم تقبلهم في الشهداء واغفر لهم يارب العالمين ، اللهم اشف مرضاهم ياكريم...
وأمرهم بالسمع والطاعة لأولي الأمر منهم في غير معصية الله ؛ فإنه لاتستقيم حياة الناس إلا باجتماعهم على ولاة أمرهم ، ولاجماعة إلا بسمع وطاعةً ، قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ ﴾
وإن من ثمرات اجتماع الكلمة على ولي الأمر المسلم أن الناس يأمنون على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ، فإنه إذا لم يأمن الناس اختلت الجماعة واضطربت وأصبح الضعيف نهبًا للقوي ، وربما استباح بعضهم دماء بعض بحجج واهية يمليها الشيطان والنفس الأمارة بالسوء.
عباد الله
نحن ولله الحمد ننعم في هذه البلاد بحاكم مسلم اجتمعت عليه كلمة رعيته ، وأطاعوه ، في غير معصية الله عز وجل ، لكن مما يعكر على ذلك قيام شراذم من العصاة الآبقين بشق عصا الطاعة وسفك الدم الحرام اتباعًا منهم لأسلافهم من الخوارج الذين اتهموا النبي ﷺ بالظلم ، وقتلوا الخليفتين الراشدين عثمان ، وعلياً ، رضي الله عنهما.
أغوى الشيطان هؤلاء القتلة وزين لهم سوء عملهم حتى رأوه حسناً قال تعالى ﴿ أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ ﴾
وإن من ذلك ماحدث قبل أيام في أحد المراكز على الحدود الشمالية من عمل إجرامي شنيع قُتل فيه ، وأصيب رجالُ أمن يدافعون عن دينهم وبلادهم؛ فهو عملٌ لايقره شرع ولاعقل ولامروءة.
إن هذا الجرم العظيم من هؤلاء الخوارج ليس بالأمر المستغرب فإنهم ماوقعوا في هذا الأمر إلا بعد وقوعهم في مستنقع الغلو في التكفير فكرعوا منه ثم تقيؤوه قتلاً وتفجيراً وتدميراً ، ومنهم من يختم حياته بخاتمة السوء وهي الانتحار.
وقد خرج سلفهم الأول على رسول الله ﷺ قائلاً له اعدل فإنك لم تعدل فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينا نحن عند رسولِ اللهِ ﷺ وهو يقسمُ قسمًا . أتاه ذو الخُوَيصرةِ . وهو رجل ٌمن بني تميمٍ . فقال : يا رسولَ اللهِ اعدِلْ . قال رسولُ اللهِ ﷺ : " ويلك ! ومَن يعدلْ إن لم أعدلْ ؟ قد خِبتَ وخسرتَ إن لم أَعدِلْ " . فقال عمرُ بنُ الخطابِ رضي اللهُ عنه : يا رسولَ الله ِ! ائذنْ لي فيه أضربْ عُنقَه . قال رسولُ اللهِ ﷺ : " دَعْه . فإنَّ له أصحابًا يحقِر أحدُكم صلاتَه مع صلاتِهم . وصيامَه مع صيامِهم . يقرأون القرآنَ . لا يجاوزُ تَراقيهم . يمرُقون من الإسلامِ كما يمرُق السهمُ من الرَّميَّةِ . متفق عليه
فإذا كان هذا الكلام الشديد من رسول ﷺ في حق من تكلم بهذا الكلام الآثم فكيف بمن خرج بالسلاح؟!
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عند هذا الحديث:... بل العجب أنه وُجّه الطعن إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، قيل لـه : إعدل، وقيل لـه: هذه قسمة ما أريد بها وجه الله. وهذا أكبر دليل على أن الخروج على الإمام يكون بالسيف ويكون بالقول والكلام، يعني: هذا ما أخذ السيف على الرسول صلى الله عليه وسلم، لكنه أنكر عليه.
انتهى كلام الشيخ رحمه الله.
عباد الله إن قتل المسلم ليس بالأمر الهين فقد جاء الوعيد الشديد الذي تنفطر له القلوب في قوله تعالى: ﴿ ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ﴾ .
قال العلامة ابن سعدي رحمه الله عند هذه الآية:
وذكر هنا وعيد القاتل عمداً وعيداً ترجُف له القلوب، وتنصدع له الأفئدة، وينزعج منه أولو العقول، فلم يرد في أنواع الكبائر أعظم من هذا الوعيد، بل ولا مثله، ألا وهو الإخبار بأن جزاءه جهنم، أي فهذا الذنب العظيم قد انتهض وحده أن يجازى صاحبه بجنهم بما فيها من العذاب العظيم، والخزي المهين، وسخط الجبار، وفوات الفوز والفلاح، وحصول الخيبة والخسار، فعياذاً بالله من كل سبب يُبعد عن رحمته. ا.هـ
ومما يبين عِظم حرمة الدماء ماجاء من التشديد في النهي عن الإشارة بالسلاح حتى لو كان من باب المزاح، قال ﷺ : لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح؛ فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزغ في يده، فيقع في حفرة من حفر النار. متفق عليه.
وقال ﷺ : من أشار إلى أخيه بحديدة؛ فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه، وإن كان أخاه لأبيه وأمه. رواه مسلم .
وأعظم من ذلك حمل السلاح على المسلمين؛ لقتالهم، قال ﷺ : من حمل علينا السلاح فليس منا. رواه البخاري .
بل إن قتل المؤمن أعظم من زوال الدنيا كلها ، قال ﷺ : والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا. رواه النسائي
فسبحان الله ما أعظم شأنَ الدماء وما أشدَ حرمتها.
والمؤمن في سعة من دينه مالم يتلطخ بالدماء
فإذا وقع فيها فقد وقع في الحرج والضيق قال ﷺ: لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصب دماً حراماً.رواه البخاري.
ولهذا قال ابن عمر رضي الله عنهما مبيناً أن قتل النفس المحرمة ورْطة عظمى:
إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله. رواه البخاري.
وأما الوعيد على الانتحار فقد قال فيه ﷺ : من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ، ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا. متفق عليه.
عباد الله إن هذه الفِرٓق الغالية في التكفير كداعش والقاعدة وغيرها ماعادت على المسلمين إلا بالشر والصد عن سبيل الله فهم يفسدون في الأرض بالإخلال بالأمن وسفك الدماء المعصومة وهم يصدون غير المسلمين عن دين الإسلام إذا رأوا فعالهم.
إنهم يكفرون بغير حق ويستبيحون دماء المخالفين لهم،كفروا ولي الأمر وكفروا رجال الأمن واستباحوا دماءهم ، قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: (يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ) متفق عليه .
وانظروا رحمكم الله إلى البلدان التي انتشرت فيها هذه الفرق هل استفادت شيئا إلا ازدياد الشر والفساد تحت مسمى الجهاد.
إن الجهاد عبادة عظيمة لها شروطها ووقتها ولايدرك هذا إلا العلماء الراسخون في العلم.
عباد الله إن أعداء المسلمين كثر وهم يتفاوتون في شدة عداوتهم لكن الخوارج الغلاة في التكفير من أشد الناس ضرراً على الإسلام والمسلمين قال فيهم ﷺ بعد أن ذكرهم : لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود. متفق عليه. وماقال ﷺ ذلك إلا لعظيم جرمهم وشدة ضررهم.
أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب...
الخطبة الثانية:
أما بعد فإن من أعظم من أسباب انحراف الشباب ووقوعهم في الغلو في التكفير هو ابتعادهم عن العلماء الموثوق بهم في هذه البلاد كالشيخ صالح الفوزان والشيخ صالح اللحيدان والمفتي العام الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حفظهم الله جميعاً.
ولهذا لاتجد خارجياً إلا وهو يبغض هؤلاء ويرميهم بالمداهنة لأنهم لايوافقونه على هواه ، ولهذا فإن من علامات الضلال القدح في العلماء
عباد الله: إن التكفير مرتقى صعب ليس لكل أحد أن يتكلم فيه والتسرع في التكفير يترتب عليه أمور خطيرة ، كاستحلال الدم والمال ، فكيف يسوغ للمؤمن أن يقدم عليه لأدنى شبهة ؟!
قال ﷺ : أيُّما رجُلٍ قالَ لأخيهِ : يا كافرُ ، فقد باءَ بِها أحدُهُما. متفق عليه.
وإذا كان التكفير في حق ولي الأمر المسلم : كان أشد ؛ لما يترتب بسببه من التمرد عليه ، وحمل السلاح ، وإشاعة الفوضى ، وسفك الدماء ، وفساد العباد والبلاد.
والتكفير لايكون بالظنون والاحتمالات ، ولهذا قال ﷺ : ( ... إلا أن تروا- يعني من ولاة الأمر - كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان ) متفق عليه.
فقوله ﷺ : " إلا أن تروا " يفيد أنه لا يكفي مجرد الظن والإشاعة .
وأفاد قوله ﷺ : " كفرا " أنه لا يكفي الفسوق –ولو كبُر - ، كالظلم ، وشرب الخمر ، والاستئثار بالأموال .
وقوله ﷺ : " بواحا " يفيد أنه لا يكفي الكفر الذي ليس ببواح ، أي : صريح ظاهر .
وأفاد قوله ﷺ : " عندكم فيه من الله برهان " أنه لابد فيه من دليل صريح ثابت.
اللهم احفظ الإسلام والمسلمين اللهم احفظ ولي إمرنا ملك هذه البلاد بحفظك واشفه وعافه وأصلحه اللهم أعزه بالإسلام وأعز الإسلام به.
اللهم احفظ رجال أمننا وقهم الشرور ياحي ياقيوم.
اللهم ارحم من توفي من رجال الأمن اللهم تقبلهم في الشهداء واغفر لهم يارب العالمين ، اللهم اشف مرضاهم ياكريم...
المشاهدات 3446 | التعليقات 2
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
أبو عبدالرحمن السبيعي
جزاك الله خير
تعديل التعليق