شمائل الرسول الأعظم، وصفاته صلى الله عليه وسلم
الغزالي الغزالي
1434/03/05 - 2013/01/17 20:41PM
شمائل الرسول الأعظم، وصفاته صلى الله عليه وسلم 6 ربيع أول 1434 هـ 18/01/2013
الْحَمْدُ للهِ الذي رحم الخلق أجمعين، ببعثة نبيه الأمين، فقال في كتابه المبين: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، سماه محمدًا، وجعله في الكون محمودًا، ووعده المقام الأسنى، والمنزلة الرفيعة الأعلى، وقال: (عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)، فصلواتُ الله وسلامُهُ عليه، وعلى آله وأصحابهِ ومُحِبّيه الّذين اتّبعوا هديَه، ونَهَجُوا نَهجَه، أولئك على هُدًى من ربّهم وأولئك هم المفلحون.. أَمَّا بَعْدُ؛ فَيأيُّهَا النَّاسُ اتقوا الله تَعَالَى وأطيعوه، واشكروه على نعمه ولاتعصوه، وأخلصوا له وأحبوه.. كلمة المنبر، مع مطلع هذا الشهر الأغر، شهر ربيع الأول والأزهر، عن سيد البشر.. مَعَاشِرَ المُسْلِمِينَ: إن الناس مجبولون على محاكاة الكبار ومن يشار إليهم بالبنان، إذا سمعوا أخبارهم تمنوا ملاقاتهم، وإن وردت عليهم صفاتهم اشتدت الرغبة في رؤيتهم ومرافقتهم ومتابعتهم، ونحن نسمع عن نبينا ورسولنا محمد كل يوم وليلة، ونسمع اسمه مع كل أذان، ونذكره كل ساعة ولحظه وأوان، فهل نشتاق لرؤياه؟ ونرغب في لقياه؟ وهل نعرفه إذا قابلناه؟ ألا نتمنى أن يكون مع أحدنا صورة له نحتفظ بها، أو شريطا مصورا يحوي مشاهد من صورته وحركاته وحياته! فهلم لنتعرف على شيء من صفاته الخُلُقية، وشمائله النبوية الزكية، فقد وصفه من رآه، كأننا نراه، فقالوا:" كان رسول الله ليس بالطويل البائن =أي الظاهر= ولا بالقصير، = بل هو رَبْعة بين الرجال؛ ليس بالطويل ولا بالقصير، حسن الجسم= ولا بالأبيض الأمهق =أي شديد البياض=، ولا بالآدم =أي الأسمر، بل هو= أبيض مشرب، =والمشرب: الذي في بياضه حمرة أي= أزهر اللون. كما أنشد أحدهم: وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الغَمَامُ بِوَجْهِهِ ** ثِمَالُ اليَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ
ضخم الرأس، عظيم الهامة واسع الجبين. كأن عنقَه إبريقُ فضة =والمراد هو في اعتدالٍ وحسْنِ هيئةٍ وكمالٍ واشراق=. في صفاء الفضة، معتدل الخَلق، سواء البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس =وهي رؤوس عظام= بين كتفيه خاتم النبوة، (الْخَاتَمَ عِنْدَ كَتِفِهِ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ، يُشْبِهُ جَسَدَهُ). ولم يكن بالمطهّم =أي البادن الكثير اللحم،=. سُئِلَ البَرَاءُ: أَكَانَ وَجْهُ النَّبِيِّ، (مِثْلَ السَّيْفِ؟) قَالَ: (لاَ! بَلْ مِثْلَ القَمَرِ). البخاري. ضليع الفم =الضليع: الواسع، والعرب تمدح ذلك لأن سعته دليل على الفصاحة=. كث اللحية، أدعج العينين =الشديد سواد العين=، أهدب الأشفار =أي طويلها=، أشكل العين =أي طَوِيلُ شَقِّ الْعَيْنِ=، أزج الحواجب =أي مقوس الحاجين= سوابغ في غير قَرَن =أي لا اقتران لحاجبيه بحيث يلتقي طرفاهما=. بينهما عِرق يدره الغضب =أي يصيره الغضب ممتلئا دما=؛ أقنى العِرنين =أي طويل الأنف مع دقة أرنبته. =ولا بالجعد القطط ولا بالسّبط =أي شعره ليس بالشعر الذي فيه التواء وانقباض، ولا بالمسترسل، الذي ليس فيه تعقد ولا التواء أصلا=، .. «عظيم الجُمَّة =وهو ما سقط من شعر الرأس ووصل الى المنكبين، واللِّمة ما جاوزَ شحمةَ الأذن؛ والخلاصة أن= له شعرا يضرب منكبيه. طويل الزندين رحب الراحة، شَثْن الكفين والقدمين، =أي غليظ الأصابع والراحة. من غير خشونة وهي صفة مستحبة في الرجال، مكروهة في النساء.= منهوس العقب =قَلِيلُ لَحْمِ الْعَقِبِ= ويمشي هونا؛ إذا مشى يتكفأ =أي يسرع في مشيه= إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما ينحطُّ من صبب =وهو ما انحدر من الأرض= إذا مشى تقلَّع، =والتقلع: أن يمشي بقوة=. وإذا التفت التفت معا، . وتوفاه الله وهو ابن ثلاث وستين، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء". وعن جابر بن سمرة قال: « رأيت رسول الله في ليلة إضحيان =أي مقمرة=، وعليه حلّة حمراء، فجعلت أنظر إليه وإلى القمر، فلهو عندي أحسن من القمر». الشمائل للترمذي. لَوْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ آيَاتٌ مُبَيِّنَةٌ ** لَكَانَ مَنْظَرُهُ يُنْبِيكَ بِالْخَبَرِ
قَالَ رَبِيعَةُ: (فَرَأَيْتُ شَعْرًا مِنْ شَعْرِهِ؛ فَإِذَا هُوَ أَحْمَرُ، فَسَأَلْتُ، فَقِيلَ: احْمَرَّ مِنَ الطِّيبِ). عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: "مَا كَانَ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللهِ مِنَ الشَّيْبِ إِلَّا شَعَرَاتٌ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ، إِذَا ادَّهَنَ، وَارَاهُنَّ الدُّهْنُ" مسند أحمد. أما رائحته فقَالَ أَنَسٌ: «مَا شَمَمْتُ عَنْبَرًا قَطُّ، وَلَا مِسْكًا، وَلَا شَيْئًا أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ رَسُولِ اللهِ، وَلَا مَسِسْتُ شَيْئًا قَطُّ دِيبَاجًا، وَلَا حَرِيرًا أَلْيَنَ مَسًّا مِنْ رَسُولِ اللهِ». مسلم. وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ فَقَالَ عِنْدَنَا، فَعَرِقَ، وَجَاءَتْ أُمِّي بِقَارُورَةٍ، فَجَعَلَتْ تَسْلِتُ الْعَرَقَ فِيهَا، فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ فَقَالَ: «يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا هَذَا الَّذِي تَصْنَعِينَ؟» قَالَتْ: هَذَا عَرَقُكَ نَجْعَلُهُ فِي طِيبِنَا، وَهُوَ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ. صحيح مسلم. وأما ملابسه: فقد «كان النَّبِيُّ إِذَا اعْتَمَّ سَدَلَ عِمَامَتَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ» قَالَ نَافِعٌ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَسْدِلُ عِمَامَتَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: وَرَأَيْتُ القَاسِمَ، وَسَالِمًا يَفْعَلَانِ ذَلِكَ. سنن الترمذي عن ابن عمر. و«كان إذا جلس احتبى بيديه». صحيح الجامع الصغير، عن أبي سعيد، و [الاحْتبَاء: هو أن يَضُّمّ الإنسان رجْلَيْه إلى بَطْنه بثَوْب يَجْمَعَهُما به مع ظَهْره ويَشُدُّه عليها. وقد يكون الاحتباء باليَدَيْن عوَض الثَّوب]. و«كان يجلس القُرْفُصاء». صحيح الجامع عن إياس بن ثعلبة. شرح السنة للإمام البغوى: [والقرفصاء: جلسة المحتبي، وليس هو الذي يحتبي بثوبه؛ لكنه الذي يحتبي بيديه يضعهما على ساقيه]. و«كان طويل الصمت قليل الضحك». صحيح الجامع عن جابر بن سمرة. و«كان كلامه كلاما فصلا(مفصلا) يفهمه كل من سمعه». صحيح الجامع عن عائشة. و«كان لنعله قبالان». صحيح الجامع عن أنس. و[القِبال: زِمام النَّعْل وهو السَّير الذي يكون بين الإِصَبعين]. و«كان لا يلتفت وراءه إذا مشى،..». صحيح الجامع عن جابر. و«كان لا ينام إلا والسواك عند رأسه، فإذا استيقظ بدأ بالسواك». صحيح الجامع عن ابن عمر. أما طعامه: «كان يؤتى بالتمر فيه دود، فيفتشه يخرج السوس منه». صحيح الجامع عن أنس. و«كَانَ يَأْكُلُ الْبِطِّيخَ بِالرُّطَبِ وَيَقُولُ: "يُكْسَرُ حَرُّ هَذَا، بِبَرْدِ هَذَا، وَبَرْدُ هَذَا، بَحَرِّ هَذَا"». صحيح الجامع عن عائشة. و«كان يأكل القثاء بالرطب». صحيح الجامع عن عبد الله بن جعفر. و«كان يحب الحلواء والعسل». مختصر مسلم، عن عائشة. و«كان يحب الدباء». صحيح الجامع عن أنس. مشارق الأنوار على صحاح الآثار للقاضي عياض: [قوله: الدباء اليقطين، هو القرع المأكول، وقيل: اليقطين كل شجرة مفرشة على الأرض ليست بذات ساق]. و«كان يحب الزُّبد والتمر». صحيح الجامع عن ابني بسر السلميين. و«كان يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة». صحيح الجامع عن عائشة و أبي هريرة. و«كان يجعل يمينه لأكله وشربه ووضوئه وثيابه وأخذه وعطائه، وشماله لما سوى ذلك». صحيح أبي داود، عن حفصة. و«كان يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعتقل الشاة، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير». صحيح الجامع عن ابن عباس. التيسير بشرح الجامع الصغير ـ للمناوى: [أي يجعل رجليه بين قوائمها ليحلبها؛ إرشادا إلى التواضع]. و(كان رسول الله يُدْعَى إِلَى خُبْزِ الشَّعِيرِ وَالْإِهَالَةِ السَّنِخَةِ فَيُجِيبُ، [والإهالة السنخة؛ أي الدهن المتغير الريح]. وَلَقَدْ كَانَ لَهُ دِرْعٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ، فَمَا وَجَدَ مَا يفكها حتى مات). مختصر الشمائل. و«كان يعجبه الثفل». صحيح الجامع عن أنس. يَعْنِي مَا بَقِيَ مِنَ الطَّعَامِ. و«كان يعجبه الحلو البارد». صحيح الجامع عن عائشة. و«كان يحب العراجين، ولا يزال في يده منها». صحيح أبي داود، عن أبي سعيد. و[(العُرْجُون) وهو العُود الأصْفر الذي فيه شَمَاريخ العِذْق]. و«كان يكره أن يؤخذ من رأس الطعام». صحيح الجامع عن سلمى. و«كان يحب التيامن ما استطاع؛ في طهوره وتنعله وترجله وفي شأنه كله». صحيح الجامع عن عائشة. و«كان يصغي للهرة الإناء فتشرب ثم يتوضأ بفضلها». صحيح أبي داود، عن عائشة. وهذه بعض أسمائه: عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ يُسَمِّي لَنَا نَفْسَهُ أَسْمَاءً، فَقَالَ: «أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَالْمُقَفِّي =المتبع للأنبياء=، وَالْحَاشِرُ، =وفي رواية= (وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى عَقِبِي)، = فالحاشر والعاقب كذلك؛ مَعْنَاهُمَا: يُحْشَرُونَ عَلَى أَثَرِي وَزَمَانِ نُبُوَّتِي وَرِسَالَتِي وَلَيْسَ بَعْدِي نبي= وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ =والمراد أنه جاء بالتوبة وبالتراحم=». مسلم. وفي رواية: "لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ: أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَأَنَا المَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِي الكُفْرَ، وَأَنَا الحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي، وَأَنَا العَاقِبُ" البخاري، "وَالْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ". وهو "نَبِيُّ الْمَلَاحِمِ" لِأَنَّهُ بُعِثَ بِالْقِتَالِ. النووي. رزقني الله وإياكم محبة نبينا الأمين، ووفقنا جميعا لاتباع هديه وسنته حتى يأتينا اليقين.. (آمين) وَأقُولُ قَوْلي هَذَا..
الْحَمْدُ للهِ مبدد الظلمات، ومحي الأرض والكائنات، ببعثة سيد السادات، وقائد القادات، وبطل الرجال، ورجل الأبطال، سيدنا محمد وعلى آلِهِ وَصحبه والتابعين، وَعلى أنبياء الله ورسله أجمعين، ومن اهتدى بهديهم إلى يوم الدين.. مَعَاشِرَ الصالحين: ومن تواضعه في بيته أنه؛ «كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم». صحيح الجامع عن عائشة. و«كان يرخي الإزار من بين يديه ويرفعه من ورائه». صحيح الجامع عن يزيد بن أبي حبيب مرسلا. فيض القدير: [حال المشي، لئلا يصيبه نحو قذر أو شوك]. و«كان يردف خلفه، ويضع طعامه على الأرض، ويجيب دعوة المملوك ويركب الحمار». صحيح الجامع عن أنس. و«كان يركب الحمار، ويخصف النعل، ويرقع القميص، ويلبس الصوف، ويقول: من رغب عن سنتي فليس مني». صحيح الجامع عن أبي أيوب. و«كان يزور الأنصار، ويسلم على صبيانهم، ويمسح رءوسهم». صحيح الجامع عن أنس. و«كان يعجبه الرؤيا الحسنة». صحيح الجامع عن أنس. و«كان يعجبه الفأل الحسن، ويكره الطيرة». أي يكره التشاؤم. صحيح الجامع عن أبي هريرة. و«كان يعرف بريح الطيب إذا أقبل». صحيح الجامع عن إبراهيم مرسلا. و«كان يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه». صحيح الجامع عن عائشة. و«كان يحلف: لا ومقلب القلوب». صحيح الجامع عن ابن عمر. و«كان يكثر الذكر، ويقل اللغو، ويطيل الصلاة، ويقصر الخطبة، وكان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد، حتى يقضي له حاجته». صحيح الجامع عن ابن أبي أوفى. و«كان يلاعب زينب بنت أم سلمة ويقول: يا زوينب! يا زوينب! مرارا». صحيح الجامع عن أنس. وكان يقول: «إني لا أصافح النساء». صحيح الجامع عن أميمة بنت رقيقة. ويقول: «إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ وَرَائِي كَمَا أَرَاكُمْ» البخاري. وكَانَ النَّبِيُّ «أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ العَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا». البخاري. وعَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: (كَانَ رَسُولُ الله يُقْبِلُ بِوَجْهِهِ وَحَدِيثِهِ عَلَى أَشَرِّ الْقَوْمِ؛ يَتَأَلَّفُهُمْ بِذَلِكَ، فَكَانَ يُقْبِلُ بِوَجْهِهِ وَحَدِيثِهِ عَلَيَّ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي خَيْرُ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَنَا خَيْرٌ أَوْ أَبُو بَكْرٍ؟) قَالَ: "أَبُو بَكْرٍ". فَقُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَنَا خَيْرٌ أو عمر؟) قال: "عُمَرُ". فَقُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَنَا خَيْرٌ أَوْ عُثْمَانُ؟) قَالَ: "عُثْمَانُ". فَلَمَّا سَأَلْتُ رَسُولَ الله فَصَدَقَنِي، فَلَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أكن سألته). مختصر الشمائل. و(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم) تخريج الكلم الطيب. ومن أخلاقه، ما ثبت عن مسلم وغيره عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: "صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَاةَ الْأُولَى، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَهْلِهِ وَخَرَجْتُ مَعَهُ، فَاسْتَقْبَلَهُ وِلْدَانٌ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ خَدَّيْ أَحَدِهِمْ وَاحِدًا وَاحِدًا، قَالَ: وَأَمَّا أَنَا فَمَسَحَ خَدِّي، قَالَ: فَوَجَدْتُ لِيَدِهِ بَرْدًا أَوْ رِيحًا كَأَنَّمَا أَخْرَجَهَا مِنْ جُؤْنَةِ عَطَّارٍ" مسلم. عِبَادَ اللهِ:- هذا رَسُولُ الله كان يوقر الكبير، ويرحم الصغير، وكان خلقه القرآن.. فصلوا عليه صلاةً بألسنتكم وقلوبكم، صلوا عليه صلاةَ المتبعِ له، المستن بسنته، والمهتدي بهديه.. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ.. اَللّـهُمَّ اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين، و إمام المتقين، وخاتم النبيين، محمد عبدك ونبيك ورسولك، إمام الدين، وقائد الخير، ورسول الرحمة. اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون. اللهم ألحقنا به سالمين آمنين غانمين، غير فاتنين ولامفتونين، ولا ظالمين ولامظلومين. اللهم إنا نسألك إيمانا لايرتد، ونعيما لاينفد، وقرة عين لا تنقطع، ومرافقة نبيك محمد في أعلى جنان الخلد. اللهم من حارب دينك، وآذى نبيك، فحقق فيه وعدك، وامنع عنه فضلك، واحجب عنه خيرك، وأنزل به بأسك الذي لايرد عن القوم المجرمين. اللهم احفظ لنا ديننا وأمننا والنعم التي أنعمت بها علينا.. اللهم تداركنا برحمتك، ونجنا من غضبك ونقمتك. اللهم أصلح أحوالنا، وانصرنا على من عادانا، وأرنا اللهم من أمتنا ما تقر به أعيننا، و تستريح له قلوبنا، ويغيظ به عدونا. ربنا اغفر لنا ذنوبنا و إسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولمن.. ربنا آتنا في .. آللّهُمَ (آمين).. عبادَ اللهِ! اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، ﴿ وَأَقِمِ الصَّلاةَ، إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.
الْحَمْدُ للهِ الذي رحم الخلق أجمعين، ببعثة نبيه الأمين، فقال في كتابه المبين: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، سماه محمدًا، وجعله في الكون محمودًا، ووعده المقام الأسنى، والمنزلة الرفيعة الأعلى، وقال: (عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)، فصلواتُ الله وسلامُهُ عليه، وعلى آله وأصحابهِ ومُحِبّيه الّذين اتّبعوا هديَه، ونَهَجُوا نَهجَه، أولئك على هُدًى من ربّهم وأولئك هم المفلحون.. أَمَّا بَعْدُ؛ فَيأيُّهَا النَّاسُ اتقوا الله تَعَالَى وأطيعوه، واشكروه على نعمه ولاتعصوه، وأخلصوا له وأحبوه.. كلمة المنبر، مع مطلع هذا الشهر الأغر، شهر ربيع الأول والأزهر، عن سيد البشر.. مَعَاشِرَ المُسْلِمِينَ: إن الناس مجبولون على محاكاة الكبار ومن يشار إليهم بالبنان، إذا سمعوا أخبارهم تمنوا ملاقاتهم، وإن وردت عليهم صفاتهم اشتدت الرغبة في رؤيتهم ومرافقتهم ومتابعتهم، ونحن نسمع عن نبينا ورسولنا محمد كل يوم وليلة، ونسمع اسمه مع كل أذان، ونذكره كل ساعة ولحظه وأوان، فهل نشتاق لرؤياه؟ ونرغب في لقياه؟ وهل نعرفه إذا قابلناه؟ ألا نتمنى أن يكون مع أحدنا صورة له نحتفظ بها، أو شريطا مصورا يحوي مشاهد من صورته وحركاته وحياته! فهلم لنتعرف على شيء من صفاته الخُلُقية، وشمائله النبوية الزكية، فقد وصفه من رآه، كأننا نراه، فقالوا:" كان رسول الله ليس بالطويل البائن =أي الظاهر= ولا بالقصير، = بل هو رَبْعة بين الرجال؛ ليس بالطويل ولا بالقصير، حسن الجسم= ولا بالأبيض الأمهق =أي شديد البياض=، ولا بالآدم =أي الأسمر، بل هو= أبيض مشرب، =والمشرب: الذي في بياضه حمرة أي= أزهر اللون. كما أنشد أحدهم: وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الغَمَامُ بِوَجْهِهِ ** ثِمَالُ اليَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ
ضخم الرأس، عظيم الهامة واسع الجبين. كأن عنقَه إبريقُ فضة =والمراد هو في اعتدالٍ وحسْنِ هيئةٍ وكمالٍ واشراق=. في صفاء الفضة، معتدل الخَلق، سواء البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس =وهي رؤوس عظام= بين كتفيه خاتم النبوة، (الْخَاتَمَ عِنْدَ كَتِفِهِ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ، يُشْبِهُ جَسَدَهُ). ولم يكن بالمطهّم =أي البادن الكثير اللحم،=. سُئِلَ البَرَاءُ: أَكَانَ وَجْهُ النَّبِيِّ، (مِثْلَ السَّيْفِ؟) قَالَ: (لاَ! بَلْ مِثْلَ القَمَرِ). البخاري. ضليع الفم =الضليع: الواسع، والعرب تمدح ذلك لأن سعته دليل على الفصاحة=. كث اللحية، أدعج العينين =الشديد سواد العين=، أهدب الأشفار =أي طويلها=، أشكل العين =أي طَوِيلُ شَقِّ الْعَيْنِ=، أزج الحواجب =أي مقوس الحاجين= سوابغ في غير قَرَن =أي لا اقتران لحاجبيه بحيث يلتقي طرفاهما=. بينهما عِرق يدره الغضب =أي يصيره الغضب ممتلئا دما=؛ أقنى العِرنين =أي طويل الأنف مع دقة أرنبته. =ولا بالجعد القطط ولا بالسّبط =أي شعره ليس بالشعر الذي فيه التواء وانقباض، ولا بالمسترسل، الذي ليس فيه تعقد ولا التواء أصلا=، .. «عظيم الجُمَّة =وهو ما سقط من شعر الرأس ووصل الى المنكبين، واللِّمة ما جاوزَ شحمةَ الأذن؛ والخلاصة أن= له شعرا يضرب منكبيه. طويل الزندين رحب الراحة، شَثْن الكفين والقدمين، =أي غليظ الأصابع والراحة. من غير خشونة وهي صفة مستحبة في الرجال، مكروهة في النساء.= منهوس العقب =قَلِيلُ لَحْمِ الْعَقِبِ= ويمشي هونا؛ إذا مشى يتكفأ =أي يسرع في مشيه= إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما ينحطُّ من صبب =وهو ما انحدر من الأرض= إذا مشى تقلَّع، =والتقلع: أن يمشي بقوة=. وإذا التفت التفت معا، . وتوفاه الله وهو ابن ثلاث وستين، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء". وعن جابر بن سمرة قال: « رأيت رسول الله في ليلة إضحيان =أي مقمرة=، وعليه حلّة حمراء، فجعلت أنظر إليه وإلى القمر، فلهو عندي أحسن من القمر». الشمائل للترمذي. لَوْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ آيَاتٌ مُبَيِّنَةٌ ** لَكَانَ مَنْظَرُهُ يُنْبِيكَ بِالْخَبَرِ
قَالَ رَبِيعَةُ: (فَرَأَيْتُ شَعْرًا مِنْ شَعْرِهِ؛ فَإِذَا هُوَ أَحْمَرُ، فَسَأَلْتُ، فَقِيلَ: احْمَرَّ مِنَ الطِّيبِ). عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: "مَا كَانَ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللهِ مِنَ الشَّيْبِ إِلَّا شَعَرَاتٌ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ، إِذَا ادَّهَنَ، وَارَاهُنَّ الدُّهْنُ" مسند أحمد. أما رائحته فقَالَ أَنَسٌ: «مَا شَمَمْتُ عَنْبَرًا قَطُّ، وَلَا مِسْكًا، وَلَا شَيْئًا أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ رَسُولِ اللهِ، وَلَا مَسِسْتُ شَيْئًا قَطُّ دِيبَاجًا، وَلَا حَرِيرًا أَلْيَنَ مَسًّا مِنْ رَسُولِ اللهِ». مسلم. وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ فَقَالَ عِنْدَنَا، فَعَرِقَ، وَجَاءَتْ أُمِّي بِقَارُورَةٍ، فَجَعَلَتْ تَسْلِتُ الْعَرَقَ فِيهَا، فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ فَقَالَ: «يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا هَذَا الَّذِي تَصْنَعِينَ؟» قَالَتْ: هَذَا عَرَقُكَ نَجْعَلُهُ فِي طِيبِنَا، وَهُوَ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ. صحيح مسلم. وأما ملابسه: فقد «كان النَّبِيُّ إِذَا اعْتَمَّ سَدَلَ عِمَامَتَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ» قَالَ نَافِعٌ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَسْدِلُ عِمَامَتَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: وَرَأَيْتُ القَاسِمَ، وَسَالِمًا يَفْعَلَانِ ذَلِكَ. سنن الترمذي عن ابن عمر. و«كان إذا جلس احتبى بيديه». صحيح الجامع الصغير، عن أبي سعيد، و [الاحْتبَاء: هو أن يَضُّمّ الإنسان رجْلَيْه إلى بَطْنه بثَوْب يَجْمَعَهُما به مع ظَهْره ويَشُدُّه عليها. وقد يكون الاحتباء باليَدَيْن عوَض الثَّوب]. و«كان يجلس القُرْفُصاء». صحيح الجامع عن إياس بن ثعلبة. شرح السنة للإمام البغوى: [والقرفصاء: جلسة المحتبي، وليس هو الذي يحتبي بثوبه؛ لكنه الذي يحتبي بيديه يضعهما على ساقيه]. و«كان طويل الصمت قليل الضحك». صحيح الجامع عن جابر بن سمرة. و«كان كلامه كلاما فصلا(مفصلا) يفهمه كل من سمعه». صحيح الجامع عن عائشة. و«كان لنعله قبالان». صحيح الجامع عن أنس. و[القِبال: زِمام النَّعْل وهو السَّير الذي يكون بين الإِصَبعين]. و«كان لا يلتفت وراءه إذا مشى،..». صحيح الجامع عن جابر. و«كان لا ينام إلا والسواك عند رأسه، فإذا استيقظ بدأ بالسواك». صحيح الجامع عن ابن عمر. أما طعامه: «كان يؤتى بالتمر فيه دود، فيفتشه يخرج السوس منه». صحيح الجامع عن أنس. و«كَانَ يَأْكُلُ الْبِطِّيخَ بِالرُّطَبِ وَيَقُولُ: "يُكْسَرُ حَرُّ هَذَا، بِبَرْدِ هَذَا، وَبَرْدُ هَذَا، بَحَرِّ هَذَا"». صحيح الجامع عن عائشة. و«كان يأكل القثاء بالرطب». صحيح الجامع عن عبد الله بن جعفر. و«كان يحب الحلواء والعسل». مختصر مسلم، عن عائشة. و«كان يحب الدباء». صحيح الجامع عن أنس. مشارق الأنوار على صحاح الآثار للقاضي عياض: [قوله: الدباء اليقطين، هو القرع المأكول، وقيل: اليقطين كل شجرة مفرشة على الأرض ليست بذات ساق]. و«كان يحب الزُّبد والتمر». صحيح الجامع عن ابني بسر السلميين. و«كان يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة». صحيح الجامع عن عائشة و أبي هريرة. و«كان يجعل يمينه لأكله وشربه ووضوئه وثيابه وأخذه وعطائه، وشماله لما سوى ذلك». صحيح أبي داود، عن حفصة. و«كان يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعتقل الشاة، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير». صحيح الجامع عن ابن عباس. التيسير بشرح الجامع الصغير ـ للمناوى: [أي يجعل رجليه بين قوائمها ليحلبها؛ إرشادا إلى التواضع]. و(كان رسول الله يُدْعَى إِلَى خُبْزِ الشَّعِيرِ وَالْإِهَالَةِ السَّنِخَةِ فَيُجِيبُ، [والإهالة السنخة؛ أي الدهن المتغير الريح]. وَلَقَدْ كَانَ لَهُ دِرْعٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ، فَمَا وَجَدَ مَا يفكها حتى مات). مختصر الشمائل. و«كان يعجبه الثفل». صحيح الجامع عن أنس. يَعْنِي مَا بَقِيَ مِنَ الطَّعَامِ. و«كان يعجبه الحلو البارد». صحيح الجامع عن عائشة. و«كان يحب العراجين، ولا يزال في يده منها». صحيح أبي داود، عن أبي سعيد. و[(العُرْجُون) وهو العُود الأصْفر الذي فيه شَمَاريخ العِذْق]. و«كان يكره أن يؤخذ من رأس الطعام». صحيح الجامع عن سلمى. و«كان يحب التيامن ما استطاع؛ في طهوره وتنعله وترجله وفي شأنه كله». صحيح الجامع عن عائشة. و«كان يصغي للهرة الإناء فتشرب ثم يتوضأ بفضلها». صحيح أبي داود، عن عائشة. وهذه بعض أسمائه: عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ يُسَمِّي لَنَا نَفْسَهُ أَسْمَاءً، فَقَالَ: «أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَالْمُقَفِّي =المتبع للأنبياء=، وَالْحَاشِرُ، =وفي رواية= (وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى عَقِبِي)، = فالحاشر والعاقب كذلك؛ مَعْنَاهُمَا: يُحْشَرُونَ عَلَى أَثَرِي وَزَمَانِ نُبُوَّتِي وَرِسَالَتِي وَلَيْسَ بَعْدِي نبي= وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ =والمراد أنه جاء بالتوبة وبالتراحم=». مسلم. وفي رواية: "لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ: أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَأَنَا المَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِي الكُفْرَ، وَأَنَا الحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي، وَأَنَا العَاقِبُ" البخاري، "وَالْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ". وهو "نَبِيُّ الْمَلَاحِمِ" لِأَنَّهُ بُعِثَ بِالْقِتَالِ. النووي. رزقني الله وإياكم محبة نبينا الأمين، ووفقنا جميعا لاتباع هديه وسنته حتى يأتينا اليقين.. (آمين) وَأقُولُ قَوْلي هَذَا..
الْحَمْدُ للهِ مبدد الظلمات، ومحي الأرض والكائنات، ببعثة سيد السادات، وقائد القادات، وبطل الرجال، ورجل الأبطال، سيدنا محمد وعلى آلِهِ وَصحبه والتابعين، وَعلى أنبياء الله ورسله أجمعين، ومن اهتدى بهديهم إلى يوم الدين.. مَعَاشِرَ الصالحين: ومن تواضعه في بيته أنه؛ «كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم». صحيح الجامع عن عائشة. و«كان يرخي الإزار من بين يديه ويرفعه من ورائه». صحيح الجامع عن يزيد بن أبي حبيب مرسلا. فيض القدير: [حال المشي، لئلا يصيبه نحو قذر أو شوك]. و«كان يردف خلفه، ويضع طعامه على الأرض، ويجيب دعوة المملوك ويركب الحمار». صحيح الجامع عن أنس. و«كان يركب الحمار، ويخصف النعل، ويرقع القميص، ويلبس الصوف، ويقول: من رغب عن سنتي فليس مني». صحيح الجامع عن أبي أيوب. و«كان يزور الأنصار، ويسلم على صبيانهم، ويمسح رءوسهم». صحيح الجامع عن أنس. و«كان يعجبه الرؤيا الحسنة». صحيح الجامع عن أنس. و«كان يعجبه الفأل الحسن، ويكره الطيرة». أي يكره التشاؤم. صحيح الجامع عن أبي هريرة. و«كان يعرف بريح الطيب إذا أقبل». صحيح الجامع عن إبراهيم مرسلا. و«كان يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه». صحيح الجامع عن عائشة. و«كان يحلف: لا ومقلب القلوب». صحيح الجامع عن ابن عمر. و«كان يكثر الذكر، ويقل اللغو، ويطيل الصلاة، ويقصر الخطبة، وكان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد، حتى يقضي له حاجته». صحيح الجامع عن ابن أبي أوفى. و«كان يلاعب زينب بنت أم سلمة ويقول: يا زوينب! يا زوينب! مرارا». صحيح الجامع عن أنس. وكان يقول: «إني لا أصافح النساء». صحيح الجامع عن أميمة بنت رقيقة. ويقول: «إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ وَرَائِي كَمَا أَرَاكُمْ» البخاري. وكَانَ النَّبِيُّ «أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ العَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا». البخاري. وعَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: (كَانَ رَسُولُ الله يُقْبِلُ بِوَجْهِهِ وَحَدِيثِهِ عَلَى أَشَرِّ الْقَوْمِ؛ يَتَأَلَّفُهُمْ بِذَلِكَ، فَكَانَ يُقْبِلُ بِوَجْهِهِ وَحَدِيثِهِ عَلَيَّ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي خَيْرُ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَنَا خَيْرٌ أَوْ أَبُو بَكْرٍ؟) قَالَ: "أَبُو بَكْرٍ". فَقُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَنَا خَيْرٌ أو عمر؟) قال: "عُمَرُ". فَقُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَنَا خَيْرٌ أَوْ عُثْمَانُ؟) قَالَ: "عُثْمَانُ". فَلَمَّا سَأَلْتُ رَسُولَ الله فَصَدَقَنِي، فَلَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أكن سألته). مختصر الشمائل. و(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم) تخريج الكلم الطيب. ومن أخلاقه، ما ثبت عن مسلم وغيره عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: "صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَاةَ الْأُولَى، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَهْلِهِ وَخَرَجْتُ مَعَهُ، فَاسْتَقْبَلَهُ وِلْدَانٌ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ خَدَّيْ أَحَدِهِمْ وَاحِدًا وَاحِدًا، قَالَ: وَأَمَّا أَنَا فَمَسَحَ خَدِّي، قَالَ: فَوَجَدْتُ لِيَدِهِ بَرْدًا أَوْ رِيحًا كَأَنَّمَا أَخْرَجَهَا مِنْ جُؤْنَةِ عَطَّارٍ" مسلم. عِبَادَ اللهِ:- هذا رَسُولُ الله كان يوقر الكبير، ويرحم الصغير، وكان خلقه القرآن.. فصلوا عليه صلاةً بألسنتكم وقلوبكم، صلوا عليه صلاةَ المتبعِ له، المستن بسنته، والمهتدي بهديه.. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ.. اَللّـهُمَّ اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين، و إمام المتقين، وخاتم النبيين، محمد عبدك ونبيك ورسولك، إمام الدين، وقائد الخير، ورسول الرحمة. اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون. اللهم ألحقنا به سالمين آمنين غانمين، غير فاتنين ولامفتونين، ولا ظالمين ولامظلومين. اللهم إنا نسألك إيمانا لايرتد، ونعيما لاينفد، وقرة عين لا تنقطع، ومرافقة نبيك محمد في أعلى جنان الخلد. اللهم من حارب دينك، وآذى نبيك، فحقق فيه وعدك، وامنع عنه فضلك، واحجب عنه خيرك، وأنزل به بأسك الذي لايرد عن القوم المجرمين. اللهم احفظ لنا ديننا وأمننا والنعم التي أنعمت بها علينا.. اللهم تداركنا برحمتك، ونجنا من غضبك ونقمتك. اللهم أصلح أحوالنا، وانصرنا على من عادانا، وأرنا اللهم من أمتنا ما تقر به أعيننا، و تستريح له قلوبنا، ويغيظ به عدونا. ربنا اغفر لنا ذنوبنا و إسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولمن.. ربنا آتنا في .. آللّهُمَ (آمين).. عبادَ اللهِ! اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، ﴿ وَأَقِمِ الصَّلاةَ، إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.