شُكْرَ اللهِ عَلَى نِعمَةٌالأمْنُ وَوِحدَةِ الصَّفِّ وَاجتِمَاعِ الكَلِمَةِ
محمد البدر
خُطْبَةِ عَنْ(شُكْرَ اللهِ عَلَى نِعمَةٌالأمْنُ وَوِحدَةِ الصَّفِّ وَاجتِمَاعِ الكَلِمَةِ فِي الممْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُوْدِيَّةِ)
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ.
وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه.
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾. [آل عمران:102].
﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾[النساء: 1].
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾[الأحزاب:70، 71].
عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾.وَقَالَ تَعَالَى:﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾وَقَالَ تَعَالَى:﴿ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا﴾وَقَالَ تَعَالَى:﴿ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ﴾ .وَقَالَﷺ:«مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ آمِنًا فِي سِرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا»رَوَاهُ التِّرْمِذِيِّ وَ حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ.فَالأَمَنُ نِعمَةٌ،وَكَذَا الاستِقْرَارُ وَالرِّزقُ الوَافِرُ، وَالرَّخَاءُ وَالصِّحَّةُ، وَالتَّعلِيمُ وَالنِّظَامُ وَالنَّظَافَةُ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ النِّعَمِ الَّتِي نَرفُلُ فِي أَثوَابِهَا، وَنَتَقَلَّبُ فِي نَعِيمِهَا، وَكُلُّ بَلَدٍ طَيِّبٍ، وَمَا فِيهِ مِنَ الخَيْرَاتِ وَالنِّعَمِ، وَمَا يَلُفُّ أَهْـلَهُ مِنْ رِزقٍ وَكَرَمٍ، ذَلِكَ جَمِيعُهُ مِمَّا يَستَوجِبُ الشُّكْرَ، قَالَ تَعَالَى:﴿لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ﴾.وَقَالَ تَعَالَى:﴿وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾.وَقَالَ تَعَالَى:﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ﴾.
عِبَادَ اللهِ:إنَّ بِلاَدَنَا ولله الحَمدُ أقْوَى بِلادِ العَالَمِ في الحُكْمِ بمَا أنْزَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ، يَشْهَدُ بذلِكَ القَاصِي وَالدَّاني فَشَعَائِرُ التَّوحيدِ وَالسُّنَّةِ فيهَا قَائِمَةٌ وَظَاهِرَةٌ،وَالأمْنُ فِيهَا مُسْتَتِبٌّ وَوَارِفٌ فلَيس فيهَا شِركًا ظَاهِرًا وَلا قُبُورًا تُعْبَدُ من دون اللهولا أضرحة يطاف بها ويدعى فيها الولي فَعَنْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ لأَبِي الْهَيَّاجِ الْأَسَدِيِّ:أَلَا أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِﷺ«أَنْ لَا تَدَعَ تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.وَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:«نَهَى رَسُولُ اللهِﷺأَنْ يُجَصَّصَ الْقَبْرُ، وَأَنْ يُقْعَدَ عَلَيْهِ، وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَليس فيهاَ خُرَافاتٍ ولا بِدعًا ظَاهِرَةً وهِيَ البِلادُ الوَحيدَةُ التي تُحَكِّمُ شَرْعَ الله في هذا الزمان بلا منافس ،فينبغى أن نشكر الله على هذه النعم نِعمَةُ الاسلام أولاً وَ نِعمَةُ التَّوحيدِ والسُّنَّةِ وَ نِعمَةُ الأمْنُ وَالأَمَانُ وَ نِعمَةُ إقامة شَرْعَ الله ، في ظل شريعة سمحة وتحت قيادة حكيمة وَلله الحمد وَالمنة قَالَ تَعَالَى:﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾.وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: إِنَّ اللَّهَ لَيُمَتِّعُ بِالنِّعْمَةِ مَا شَاءَ، فَإِذَا لَمْ يُشْكَرْ قَلَبَهَا عَلَيْهِمْ عَذَابًا ولهذا كانوا يسمون الشكر(الحافظ)لأنه يحفظ النعم الموجودة و(الجالب)لأنه يجلب النعم المفقودة.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا..
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ, وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا وَإِمَامِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ:فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.
عِبَادَ اللهِ: قَالَ تَعَالَى : ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾إِنَّ حُبَّ الوَطَنِ نِعْمَةٌ مِنَ اللهِ تَعَالَى، بِهَا تَستَقِرُّ نُفُوسُ السَّاكِنِينَ، وتَطْمَئنُّ قُلُوبُ القَاطِنينَ، وتَتَحَرَّكُ لِلعِمَارَةِ هِمَّةُ المُوَاطِنينَ فَنَحْنُ نَعِيشُ تَحْتَ سَمَائِهِ، وَنَسْعَى فِي أَرْضِهِ، وَنَأْكُلُ مِنْ خَيْرَاتِهِ، لَمْ تُحْجَبْ نِعَمُهُ عَنْ أَحَدٍ، وَلَمْ تُدفَعْ شَمْسُ نُورِهِ، بَلْ ظَلَّتْ وَفِيَّةً عَلَى مَنْ عَلَيْهَا، سَخِيَّةً عَلَى أَبنَائِهَا وَالمُقِيمِينَ فِيهَا، أَحَبَّ بِلادَنَا مَنْ زَارَهَا، وَأَكْبَرَهَا فِي عَينِهِ مَنْ رَآهَا وَلَمَّا كَانَتْ نِعْمَةُ الوَطَنِ مِنْ أَجَلِّ النِّعَمِ وَأَعْلاهَا، فَوَاجِبٌ عَلَينَا شُكْرُهَا فِي ذَاتِهَا، وفَائِدَةَ الشُّكْرِ تَعُودُ بِزِيَادَةِ النِّعَمِ وَوَفْرَتِهَا وَبَرَكَتِهَا.
فَاتَّقُوا اللهَ-عِبَادَ اللهِ-وَحَافِظُوا عَلَى الأمن والاستقرار في هذا الوطن الغالي ، وعدم السماح لأي عابثٍ أو دخيلٍ بالإخلال بأمن بلاد الحرمين وحَافِظُوا عَلَى لُحْمَةِ بِنَائِكُمْ وَوَحْدَةِ صَفِّكُم .
ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيِّه، فقال في محكم التنزيل: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾[الأحزاب: 56].اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد. وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن صحابته أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.اللّهمّ أعِزّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشِّركَ والمشركين، ودمِّر أعداءَ الدّين.واحفظ اللّهمّ ولاةَ أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا ووليّ أمرنا، اللّهمّ وهيّئ له البِطانة الصالحة الناصحة الصادِقة التي تدلُّه على الخير وتعينُه عليه، واصرِف عنه بطانةَ السوء يا ربَّ العالمين، واللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين يا ذا الجلال والإكرام.اللّهمّ واصرف عن بلادنا جائحة كورونا وعن سائر بلاد المسلمين ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.
عِبَادَ اللَّهِ: اذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾.
المرفقات
1631705156_شُكْرَ اللهِ عَلَى نِعمَةٌالأمْنُ وَوِحدَةِ الصَّفِّ وَاجتِمَاعِ الكَلِمَةِ فِي الممْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُوْدِيَّةِ.pdf