شكراً لله ثم لسَلْمَانَ الحزم والعزم
محمد البدر
1439/12/18 - 2018/08/29 08:26AM
الْخُطْبَةَ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ : قَالَ تَعَالَى :﴿ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾.
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،قَالَ:«أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ثَلاَثَةٌ: مُلْحِدٌ فِي الحَرَمِ، وَمُبْتَغٍ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةَ الجَاهِلِيَّةِ، وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
نحمد الله عز وجل ونشكره على ما من به علينا من اتمام حج بيت الله الحرام بكل سكينة ووقار وجعل هذا الحج حج سلام وأمان ونشكر ونثمن ونقدر لولي أمرنا خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سَلْمَانَ بن عبدِالعزيز ووليِ عهدهِ الأمينِ أسد السنة في زماننا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ابن عبدالعزيز آل سعود و جميعِ الرجالِ المخلصينَ لهذا البلدِ المعطاء ونشكر اميرنا المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أطال الله عمر الجميع في صالح الأعمال ونشكر كل من كان في خدمة ضيوف الرحمن وسهر على راحتهم ووقف معهم في كل تنقلاتهم ونقول للحاقدين والحاسدين ﴿ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾. ها هم حجاج بيت الله الحرام بعد أن أتموا مناسكهم بكل يسر وسهولة يعودون إلى أَوْطَانَهُمْ وَأَوْلَادَهُمْ وَألسنتهم تلهجُ بالدُّعاءِ لبلاد الحرمين المملكةُ العربيةُ السُّعوديةُ ويخصون بذلك خادمِ الحرمينِ ووليِ عهدهِ الأمينِ وكل من شارك وساهم في خدمتهم.
عِبَادَ اللَّهِ : سمعنا وسمع الجميع عبر وسائل الاعلام المختلفة هذا النجاح البَاهِر والفضل لله أولاً ثم للقائمين على خدمة ضيوف الرحمن من صقور الإيمان وأحفاد الصحابة فهَذِهِ الدَّوْلَةُ المُبَارَكَةُ جَنَّدَتْ آلافًا مُؤَلَّفَةً مِنْ رِجَالِ الأَمْنِ وَالدُّعَاةِ وَالمُرْشِدِينَ وَالأَطِبَّاءِ وَالمُمَرِّضِينَ والعَامِلِينَ يَعْمَلُونَ عَلَى مَدَارِ السَّاعَةِ خِدْمَةً لِضُيُوفِ الرَّحْمَنِ وَقِيَامًا بِهَذَا الشَّرَفِ العَظِيمِ الذِي شَرَّفَهُمْ اللهُ بِهِ فَمَا الذِي نُرِيدُهُ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ المُقَدَّسَاتُ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً سُبُلَهَا وَمَشَاعِرَهَا قَالَ تَعَالَى :﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾.
كذلك مما تميزت به هذه البلاد تمكين الحجاج من ذوي الأمراض المختلفة والتي لا تسمح لهم بإكمال الحج وذلك من خلال حملهم بالإسعافات وبعض وسائل النقل للوقوف بعرفات والمبيت بالمزدلفة ومن ثم الذهاب إلى منى لرمي جمرة العقبة فمن استطاع رمى ومن لا يستطيع يتم التوكيل عنه ثم مكة بحسب الحالة مع الاستمرار في علاجهم ، فنحمدُ اللهَ جلّ وعلَا على عونِهِ وتوفيقِهِ وامتنانِهِ وتيسيرِهِ وفضلِهِ وجودِهِ وعطائِهِ، وما جاءَ هذا النجاحُ الكبيرُ إلا ليُسقَطَ جميعَ الأقنعةِ المزيّفةِ، ويدحرَ حقدَ الحاقدينَ وحسدَ الحاسدينَ، وينهي أحلامَهم وأمنياتِهم الخبيثةَ تجاهَ هذا البلدِ المِعطاءِ ونقول لهم كما قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لابْنِ صَيَّاد:اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ اخسأوا فلن تعدوا قدركم.
أقول قولي هذا....
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ : حج هذا العام حجٌ متميز جداً لرجالِ الأَمْنِ والكشّافةِ وسائرِ القطاعاتِ، فتجدهم يتفانون في تقديم كافةِ الخدماتِ والمساعداتِ للحجيجِ، وتجد منهم حُسن الخُلُقِ والابتسامةُ الجميلةُ والتواضعُ الجَم ،وتقديمُ المساعدةِ للمحتاجِ، والإرشادُ للتّائِهِ، وتيسيرِ الصّعابِ للحجيجِ في جميعِ الطّرقاتِ، والعنايةُ بالمرضى ورعايتهم، وسِقايةُ العطشى، وإعانةُ أصحابِ الإعاقاتِ، وحملُ الضّعيفِ وإعانةُ الضعفاءِ، والسعيُ في قضاءِ حوائجِ المرضى والمعاقِينَ وتوزيعُ الوجباتِ، ونشرُ الأمنِ بينهم وهذا ديدنهم كل عام و لكن ما تميز به الحج في هذا العام هو ما شاهدناه وشاهده كثير من دول العالم عبر وسائل الإعلام المختلفة وتعد من أروع الصورِ المشرقة من ذلك قيامُ أحدِ أفراد الأَمْن بحملِ بعضِ كبارِ السّنِّ عندَ رميِ الجمرة، وقيامُ آخرَ بخلعِ حذائِهِ وإعطائِهِ لكبيرةِ سن في شدّةِ الحرِّ، وقيامُ ثالثٍ بسقيِ حاجٍّ وإطعامِهِ، وقيامُ رابعٍ بالوقوفِ مع تائهٍ حتى جاءَ من يوَصله إلى مخيّمِهِ ، كذلك الإشراف المباشر من قبل كل المسؤولين وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين كذلك روعة التنظيم والتنسيق المنقطعَ النظيرِ وبشهادةِ الجميعِ في الداخل والخارج.
الا وصلوا ..
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق