شــهيدة الحجـــاب
جابر السيد الحناوي
1430/10/19 - 2009/10/08 23:00PM
شــهيدة الحجـــاب
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ مَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّ إِلَّا نَفْسَهُ وَلَا يَضُرُّ اللَّهَ شَيْئًا
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا "
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا "
أما بعد ...
مع مطلع شهر يوليو 2009 الجاري هز المسلمين من الأعماق خبر مقتل السيدة المصرية مروة الشربيني في واحدة من المحاكم الألمانية ، علي يد ألماني كافر بسبب مشادة وصفها فيها هذا الكافر بأنها مسلمة إرهابية ، لا لشيء سـوى لأنها ترتدي الحجاب الإسلامي ...فما هو هذا الحجاب الذي ترتعد منه فرائسهم في الغرب ؟؟
الحجاب في اللغة : هو المنع من الوصول ، ومنه قيل للسِّــتر الذي يحول بين الشيئين : حجاب ؛ لأنه يمنع الرؤية بينهما ، وسمي حجاب المرأة حجاباً لأنه يمنع المشاهدة ، ولقد وردت مادة (حجب) في القرآن الكريم في ثمانية مواضع تدور كلها بين الســتر والمنع.
فمن ذلك : قوله تعالى : " وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ" ( [1] ) أي من وراء ساتر مانع للرؤية.
أما مفهوم الحجاب في الاصطلاح الشرعي : فهو حجب المرأة المسلمة من غير القواعد من النساء عن أنظار الرجال غير المحارم لها .
الحجاب فريضة إلهية وشريعة ربانية وسنة إيمانية ماضية وباقية إلى يوم الدين ؛ على رغم أنف الزيغ والضلال ، وأهل الشرك والإلحاد ، لا يترك العمل به إلا فاسق فاجر ، ولا يمنع منه أو ينهى عنه إلا مارد هالك.
جاء الأمر به في الآي والسنن ، وأجمع أهل العلم عليه في قديم وحديث الزمن ، وهو شريعة رب الناس للناس خالقهم ورازقهم ومحييهم ومميتهم ، وباعثهم بعد الموت فمحاسبهم ، فيجزي كل نفس بما كسبت.
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا " ( [2] )
هذا الحديث فيه إخبار عن صنفين من الناس لم يرهما النبي صلى الله عليه وسلم ، يظهران بعد مضي زمنه صلى الله عليه وسلم ويكون مصيرهما إلى النار لعصيانهما ، وقد عدَّ العلماء ظهورَ هذين الصنفين من أشراط الساعة الصغرى ، والشاهد من الحديث الصنف الثاني منهم وهن : النساء ( الكَاسِيَاتٌ العَارِيَاتٌ ) وهن اللاتي تكشف الواحدة منهن شيئا من بدنها إظهارا لجمالها ، فهن كاسيات عاريات بالفعل ، أو يلبسن ثيابا رقاقا تصف ما تحتها ، فهن كاسيات عاريات في المعنى .
وأما (مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ) : فقيل : زائغات عن طاعة الله تعالى ، وما يلزمهن من حفظ الفروج وغيرها ، وأما (رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ) فمعناه : يعظمن رءوسهن بالخمر والعمائم وغيرها مما يلف على الرأس ، حتى تشبه أسنمة الإبل البخت ، هذا هو المشهور في تفسيره . ( [3] )
فالحجاب لغة وشرعا هو ما يحجب النساء ويسترهن ، فيمنعهن من أعين الرجال ؛ فإذا كانت المرأة في بيتها فحجابها بيتها ، وإذا خرجت لحاجتها فحجابها ما تستر به جسدها من اللباس ، وله شروط دلت عليها نصوص الشريعة ـ ليس هنا مجال لتفصيلها ـ ولكن اختصار ذلك أن يكون اللباس سابغاً ساتراً لجميع بدن المرأة وليس في هذا خلاف بين أهل العلم إلا في تغطية الوجه والكفين ، ومنها أن يكون صفيقاً سميكاً أي لا يكون رقيقا يشف عما تحته ، ومنها أن يكون واسعاً فضفاضاً ولا يكــون ضيقاً رقيقاً بحيث يصف جـسد المرأة ، ومنهـا أن لا يكون معطراً أو مبخراً ، وأن لا يكون زينة في نفسه ، وأن لا يكون لباس شهرة ، أن لا يشبه لباس الرجال ، أويشبه لباس الكافرات.
فهذه الشروط الثمانية هي الشروط المعتبرة عند العلماء في الحجاب، فإذا رُمت الستر والعفاف والحشمة والحياء، وطاعة الله ورسوله ، فعليك بمراعاتها في حجابك ، فإن الحجاب لا يمكن أن يكون حجاباً إلا إذا استوفى تلك الشروط ، ولذلك فإن الحجاب مهما تغير لونه وشكله فهو في النهاية واحد ، إذ إنه منتظم على أية حال بتلك الشروط المذكورة ، أما التبرج فهو أشكال وأنواع لا تتناهى ، لأنه لا ينتظم بشرط ، ولا يتقيد بقيد ، ولا ينضبط بضابط ، فهو خبط عشواء ، تتفاوت درجات العرى وقلة الحياء فيه ، بحسب تفاوت رغبة صاحبه.
وفي الحجاب مزيد العفة والطهارة في المجتمع وهو ما تحرص عليه الشريعة في مصادرها ومواردها ، قال الله تعالى : " وَإذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ" ( [4] )
وأول من وجه إليه ذلك الكلام من النساء هن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ، والنساء من بعدهن تبع لهن : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا " ( [5] ) وأول من وجه إليه ذلك الكلام من الرجال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلمالأطهار الأبرار، والرجال من بعدهم تبع لهم في ذلك : " قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ " ( [6] )
وقد تآمر على الحجاب الغرب الكاره لدين الله ، ومعهم المتغربون من أبناء جلدتنا ، وما تعيشه أمتنا اليوم ما هو إلا حلقة من حلقات التدافع بين الحق والباطل .
إن ما جري لمروة الشربيني في المانيا ، لا يمكن فصله عن الأجواء العامة السائدة بفعل حملات السنوات القليلة الماضية ، والتي ساهمت في " تسييس " قضية الحجاب من جانب أوساط علمانية أصولية ، وبعضها في مناصب توجيه إعلامية وحزبية وسياسية ، سواء في داخل بلاد المسلمين أو خارجها ، ففي داخل البلاد الإسلامية تارة بالتركيز على أن الحجاب رمز وليس فريضة ، وأخرى بالقول ـ زورا ـ إنه تعبير عن اضطهاد المرأة رغم تناقض هذا القول مع حقيقة انتشاره طوعا ، أما في خارج بلاد المسلمين فهناك المخطط الدءوب الذي تتبناه دول الغرب الكافرة لمحاربة الإسلام من خلال استصدار قوانين تحظر الحجاب الإسلامي ، وليس أدل علي ذلك من توجه الرئيس الفرنسي ساركوزي الي البرلمان الفرنسي في سابقة لم تحدث منذ أكثر من مائة عام ؛ ليلقي خطابا كان الجانب الأساسي منه يتعلق بزي النقاب الذي بدأ يظهر في شوارع المدن الفرنسية ، وكان من نتيجته استصدار قوانين تحظر الحجاب الإسلامي على فتيات المدارس وفي الدوائر العامة في فرنسا ، وبالمثل قوانين حظر الحجاب على المدرسات المسلمات في ألمانيا ، التي وقعت فيها الجريمة .
وفي تركيا ـ الدولة العلمانية التي يحاولون أن يحسبونها علي الإسلام ويروجونها لتكون نموذجا للدولة الإسلامية بالمعني الأمريكي ـ لعلكم تتذكرون النائبة البرلمانية التي حرموها من جنسيتها لإصرارها علي ارتداء الحجاب ، ولاعجب في ذلك فإن تركيا يحكمها الآن جنرالات يهود في قمصان إسلامية ، ولا يخفون مخططاتهم بل إنهم ينفذونها بما يسمي في مثل هذه البلاد بسيادة القانون ، حيث نقضت المحكمة الدستورية القرار الحكومي بالسماح بارتداء غطاء الرأس في الجامعات ، وعللت تلك المحكمة العلمانية قرارها بالقول إن التراجع عن منع ارتداء غطاء الرأس في الجامعات يخرق الدستورعلماني المبادئ ، ويعتبر البعض في تركيا أن منع ارتداء غطاء الرأس حجر الزاوية في بناء الدولة العلمانية وعنوانا على إقصاء الإسلام من نشاطات الدولة.
أما في مصر فإن الحرب ضد الحجاب بدأت منذ أكثر من مائة عام ؛ حيث ظهر أول صوت من أعداء الإسلام وأنصارالتغريب ضد حجاب المرأة المسلمة ، ومنذ ذلك الحين لم تهدأ المعركة التي اشتعلت نيرانها في أماكن كثيرة من العالم الإسلامي بل وغير الإسلامي كما رأينا.
وقد تعرض الحجاب لحملات كثيرة من الكارهين لله ورسوله ودينه حتى قال قائلهم : " لن تستقيم حالة الشرق ما لم يرفع الحجاب عن وجه المرأة ويغطى به القرآن " ( [7] )
فالحرب ضد الحجاب أهم مدخل لتفكيك هوية المرأة المسلمة التي هي نصف المجتمع وأساس الأسرة ؛ فإن انعدمت هويتها تزلزل المجتمع وانهارت الأسرة إسلامياً ، وبقي الوجه الغربي ظاهراً في الحياة في بلاد المسلمين ، يساند ذلك مناخ الضعف والتمزق والانفلات من أحكام الإسلام والتسيب الذى يسود العالم العربي والإسلامي ، وأيضاً لا ننسي أن العولمة من مقاصدها تذويب الهوية الإسلامية ، والفرصة متاحة الآن في ظل حالة العداء ضد الإسلام المعنونة بـ (الحرب ضد الإرهاب)
ولكن المعركة لها طرف آخر وهم المتمسكون بأحكام الإسلام الذين يجاهدون بكل الطرق للحفاظ على الهوية الإسلامية ، والحفاظ على المجتمع والأسرة ، يصدق فيهم قول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ( [8] )قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ الْغُرَبَاءُ ؟ قَالَ :" الَّذِينَ يُصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ " ( [9] ) فالحرب ضد الحجاب مظهر من مظاهر الصراع ضد الإسلام بأشكاله وأنماطه المختلفة والمتنوعة.
إن الطعنات التي أصابت مروة الشربيني ، هي في حقيقة الأمر موجهة إلي قلب كل مسلم ، لو كانوا يشعرون ، وهذا بسبب تخلي معظم المسلمين عن مبادئ إسلامهم ، وبعد أن استفحل تهاوننا في ديننا حتي أصبحنا أهونَ علي الناس من الذباب ، إن الطعنات التي أصابت مروة الشربيني لتضعنا كمسلمين أمام المرآة لنرى سوءاتنا.
حريّ بقضية كهذه أن تدفع الأمة الإسلامية ، أفرادا وحكومات ، لأن تحدد موقفها في أسرع وقت ممكن حتي لا تستباح أعراض المسلمين في جميع انحاء العالم ، أكثر مما هو عليه الحال الآن .
أماعلي المستوي الحكومي فإن الواجب علي حكومات الدول الإسلامية أن تتحريك لتوجية تحذير للحكومة الألمانية ، وتصعيد القضية دوليا ضدها ، وألا نرضي إلا بالقصاص من الجاني ، واتحاذ موقف موحد ضد كل من يسعي للتقليل من شأن الحجاب .
وأماعلي المستوي الفردي فكل منا مطالب بأن يعمل بجد علي الاستقامة على طاعة الله ، والتمسك بأهداب هذا الدين ، وتطبيقه في كل صغيرة وكبيرة من أمور حياتنا بصفة عامة ، وإلزام نسائنا وبناتنا وأخواتنا وكل من لنا ولاية عليها ، بأن تلتزم الزي الإسلامي بالشروط التي وردت في كتب الفقه ، وليس كما جاء في مجلات المودة التي تفرغ الحجاب من مضمونه الإسلامي وتحول المرأة المسلمة إلي مخلوق ممسوخ ، يتسبب في استعلان الفساد في البر والبحر .
جعلنا الله وإياكم بكتاب الله عاملين ، وبسنة نبينا صلى الله عليه وسلم متمسكين ، وللأئمة الخلفاء الراشدين المهديين متبعين . ونسأل الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يحعلنا ممن يعمل بالحق ويدعو إليه ، ويصبر على ما يلاقي في سبيله حتى يأتي وعد الله .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين .
(جميع الحقوق متاحة لكافة المسلمين بمختلف الوسائل غير الربحية فإنها تحتاج إلي تصريح كتابي )
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ مَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّ إِلَّا نَفْسَهُ وَلَا يَضُرُّ اللَّهَ شَيْئًا
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا "
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا "
أما بعد ...
مع مطلع شهر يوليو 2009 الجاري هز المسلمين من الأعماق خبر مقتل السيدة المصرية مروة الشربيني في واحدة من المحاكم الألمانية ، علي يد ألماني كافر بسبب مشادة وصفها فيها هذا الكافر بأنها مسلمة إرهابية ، لا لشيء سـوى لأنها ترتدي الحجاب الإسلامي ...فما هو هذا الحجاب الذي ترتعد منه فرائسهم في الغرب ؟؟
الحجاب في اللغة : هو المنع من الوصول ، ومنه قيل للسِّــتر الذي يحول بين الشيئين : حجاب ؛ لأنه يمنع الرؤية بينهما ، وسمي حجاب المرأة حجاباً لأنه يمنع المشاهدة ، ولقد وردت مادة (حجب) في القرآن الكريم في ثمانية مواضع تدور كلها بين الســتر والمنع.
فمن ذلك : قوله تعالى : " وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ" ( [1] ) أي من وراء ساتر مانع للرؤية.
أما مفهوم الحجاب في الاصطلاح الشرعي : فهو حجب المرأة المسلمة من غير القواعد من النساء عن أنظار الرجال غير المحارم لها .
الحجاب فريضة إلهية وشريعة ربانية وسنة إيمانية ماضية وباقية إلى يوم الدين ؛ على رغم أنف الزيغ والضلال ، وأهل الشرك والإلحاد ، لا يترك العمل به إلا فاسق فاجر ، ولا يمنع منه أو ينهى عنه إلا مارد هالك.
جاء الأمر به في الآي والسنن ، وأجمع أهل العلم عليه في قديم وحديث الزمن ، وهو شريعة رب الناس للناس خالقهم ورازقهم ومحييهم ومميتهم ، وباعثهم بعد الموت فمحاسبهم ، فيجزي كل نفس بما كسبت.
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا " ( [2] )
هذا الحديث فيه إخبار عن صنفين من الناس لم يرهما النبي صلى الله عليه وسلم ، يظهران بعد مضي زمنه صلى الله عليه وسلم ويكون مصيرهما إلى النار لعصيانهما ، وقد عدَّ العلماء ظهورَ هذين الصنفين من أشراط الساعة الصغرى ، والشاهد من الحديث الصنف الثاني منهم وهن : النساء ( الكَاسِيَاتٌ العَارِيَاتٌ ) وهن اللاتي تكشف الواحدة منهن شيئا من بدنها إظهارا لجمالها ، فهن كاسيات عاريات بالفعل ، أو يلبسن ثيابا رقاقا تصف ما تحتها ، فهن كاسيات عاريات في المعنى .
وأما (مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ) : فقيل : زائغات عن طاعة الله تعالى ، وما يلزمهن من حفظ الفروج وغيرها ، وأما (رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ) فمعناه : يعظمن رءوسهن بالخمر والعمائم وغيرها مما يلف على الرأس ، حتى تشبه أسنمة الإبل البخت ، هذا هو المشهور في تفسيره . ( [3] )
فالحجاب لغة وشرعا هو ما يحجب النساء ويسترهن ، فيمنعهن من أعين الرجال ؛ فإذا كانت المرأة في بيتها فحجابها بيتها ، وإذا خرجت لحاجتها فحجابها ما تستر به جسدها من اللباس ، وله شروط دلت عليها نصوص الشريعة ـ ليس هنا مجال لتفصيلها ـ ولكن اختصار ذلك أن يكون اللباس سابغاً ساتراً لجميع بدن المرأة وليس في هذا خلاف بين أهل العلم إلا في تغطية الوجه والكفين ، ومنها أن يكون صفيقاً سميكاً أي لا يكون رقيقا يشف عما تحته ، ومنها أن يكون واسعاً فضفاضاً ولا يكــون ضيقاً رقيقاً بحيث يصف جـسد المرأة ، ومنهـا أن لا يكون معطراً أو مبخراً ، وأن لا يكون زينة في نفسه ، وأن لا يكون لباس شهرة ، أن لا يشبه لباس الرجال ، أويشبه لباس الكافرات.
فهذه الشروط الثمانية هي الشروط المعتبرة عند العلماء في الحجاب، فإذا رُمت الستر والعفاف والحشمة والحياء، وطاعة الله ورسوله ، فعليك بمراعاتها في حجابك ، فإن الحجاب لا يمكن أن يكون حجاباً إلا إذا استوفى تلك الشروط ، ولذلك فإن الحجاب مهما تغير لونه وشكله فهو في النهاية واحد ، إذ إنه منتظم على أية حال بتلك الشروط المذكورة ، أما التبرج فهو أشكال وأنواع لا تتناهى ، لأنه لا ينتظم بشرط ، ولا يتقيد بقيد ، ولا ينضبط بضابط ، فهو خبط عشواء ، تتفاوت درجات العرى وقلة الحياء فيه ، بحسب تفاوت رغبة صاحبه.
وفي الحجاب مزيد العفة والطهارة في المجتمع وهو ما تحرص عليه الشريعة في مصادرها ومواردها ، قال الله تعالى : " وَإذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ" ( [4] )
وأول من وجه إليه ذلك الكلام من النساء هن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ، والنساء من بعدهن تبع لهن : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا " ( [5] ) وأول من وجه إليه ذلك الكلام من الرجال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلمالأطهار الأبرار، والرجال من بعدهم تبع لهم في ذلك : " قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ " ( [6] )
وقد تآمر على الحجاب الغرب الكاره لدين الله ، ومعهم المتغربون من أبناء جلدتنا ، وما تعيشه أمتنا اليوم ما هو إلا حلقة من حلقات التدافع بين الحق والباطل .
إن ما جري لمروة الشربيني في المانيا ، لا يمكن فصله عن الأجواء العامة السائدة بفعل حملات السنوات القليلة الماضية ، والتي ساهمت في " تسييس " قضية الحجاب من جانب أوساط علمانية أصولية ، وبعضها في مناصب توجيه إعلامية وحزبية وسياسية ، سواء في داخل بلاد المسلمين أو خارجها ، ففي داخل البلاد الإسلامية تارة بالتركيز على أن الحجاب رمز وليس فريضة ، وأخرى بالقول ـ زورا ـ إنه تعبير عن اضطهاد المرأة رغم تناقض هذا القول مع حقيقة انتشاره طوعا ، أما في خارج بلاد المسلمين فهناك المخطط الدءوب الذي تتبناه دول الغرب الكافرة لمحاربة الإسلام من خلال استصدار قوانين تحظر الحجاب الإسلامي ، وليس أدل علي ذلك من توجه الرئيس الفرنسي ساركوزي الي البرلمان الفرنسي في سابقة لم تحدث منذ أكثر من مائة عام ؛ ليلقي خطابا كان الجانب الأساسي منه يتعلق بزي النقاب الذي بدأ يظهر في شوارع المدن الفرنسية ، وكان من نتيجته استصدار قوانين تحظر الحجاب الإسلامي على فتيات المدارس وفي الدوائر العامة في فرنسا ، وبالمثل قوانين حظر الحجاب على المدرسات المسلمات في ألمانيا ، التي وقعت فيها الجريمة .
وفي تركيا ـ الدولة العلمانية التي يحاولون أن يحسبونها علي الإسلام ويروجونها لتكون نموذجا للدولة الإسلامية بالمعني الأمريكي ـ لعلكم تتذكرون النائبة البرلمانية التي حرموها من جنسيتها لإصرارها علي ارتداء الحجاب ، ولاعجب في ذلك فإن تركيا يحكمها الآن جنرالات يهود في قمصان إسلامية ، ولا يخفون مخططاتهم بل إنهم ينفذونها بما يسمي في مثل هذه البلاد بسيادة القانون ، حيث نقضت المحكمة الدستورية القرار الحكومي بالسماح بارتداء غطاء الرأس في الجامعات ، وعللت تلك المحكمة العلمانية قرارها بالقول إن التراجع عن منع ارتداء غطاء الرأس في الجامعات يخرق الدستورعلماني المبادئ ، ويعتبر البعض في تركيا أن منع ارتداء غطاء الرأس حجر الزاوية في بناء الدولة العلمانية وعنوانا على إقصاء الإسلام من نشاطات الدولة.
أما في مصر فإن الحرب ضد الحجاب بدأت منذ أكثر من مائة عام ؛ حيث ظهر أول صوت من أعداء الإسلام وأنصارالتغريب ضد حجاب المرأة المسلمة ، ومنذ ذلك الحين لم تهدأ المعركة التي اشتعلت نيرانها في أماكن كثيرة من العالم الإسلامي بل وغير الإسلامي كما رأينا.
*** *** ***
وقد تعرض الحجاب لحملات كثيرة من الكارهين لله ورسوله ودينه حتى قال قائلهم : " لن تستقيم حالة الشرق ما لم يرفع الحجاب عن وجه المرأة ويغطى به القرآن " ( [7] )
فالحرب ضد الحجاب أهم مدخل لتفكيك هوية المرأة المسلمة التي هي نصف المجتمع وأساس الأسرة ؛ فإن انعدمت هويتها تزلزل المجتمع وانهارت الأسرة إسلامياً ، وبقي الوجه الغربي ظاهراً في الحياة في بلاد المسلمين ، يساند ذلك مناخ الضعف والتمزق والانفلات من أحكام الإسلام والتسيب الذى يسود العالم العربي والإسلامي ، وأيضاً لا ننسي أن العولمة من مقاصدها تذويب الهوية الإسلامية ، والفرصة متاحة الآن في ظل حالة العداء ضد الإسلام المعنونة بـ (الحرب ضد الإرهاب)
ولكن المعركة لها طرف آخر وهم المتمسكون بأحكام الإسلام الذين يجاهدون بكل الطرق للحفاظ على الهوية الإسلامية ، والحفاظ على المجتمع والأسرة ، يصدق فيهم قول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ( [8] )قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ الْغُرَبَاءُ ؟ قَالَ :" الَّذِينَ يُصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ " ( [9] ) فالحرب ضد الحجاب مظهر من مظاهر الصراع ضد الإسلام بأشكاله وأنماطه المختلفة والمتنوعة.
إن الطعنات التي أصابت مروة الشربيني ، هي في حقيقة الأمر موجهة إلي قلب كل مسلم ، لو كانوا يشعرون ، وهذا بسبب تخلي معظم المسلمين عن مبادئ إسلامهم ، وبعد أن استفحل تهاوننا في ديننا حتي أصبحنا أهونَ علي الناس من الذباب ، إن الطعنات التي أصابت مروة الشربيني لتضعنا كمسلمين أمام المرآة لنرى سوءاتنا.
حريّ بقضية كهذه أن تدفع الأمة الإسلامية ، أفرادا وحكومات ، لأن تحدد موقفها في أسرع وقت ممكن حتي لا تستباح أعراض المسلمين في جميع انحاء العالم ، أكثر مما هو عليه الحال الآن .
أماعلي المستوي الحكومي فإن الواجب علي حكومات الدول الإسلامية أن تتحريك لتوجية تحذير للحكومة الألمانية ، وتصعيد القضية دوليا ضدها ، وألا نرضي إلا بالقصاص من الجاني ، واتحاذ موقف موحد ضد كل من يسعي للتقليل من شأن الحجاب .
وأماعلي المستوي الفردي فكل منا مطالب بأن يعمل بجد علي الاستقامة على طاعة الله ، والتمسك بأهداب هذا الدين ، وتطبيقه في كل صغيرة وكبيرة من أمور حياتنا بصفة عامة ، وإلزام نسائنا وبناتنا وأخواتنا وكل من لنا ولاية عليها ، بأن تلتزم الزي الإسلامي بالشروط التي وردت في كتب الفقه ، وليس كما جاء في مجلات المودة التي تفرغ الحجاب من مضمونه الإسلامي وتحول المرأة المسلمة إلي مخلوق ممسوخ ، يتسبب في استعلان الفساد في البر والبحر .
جعلنا الله وإياكم بكتاب الله عاملين ، وبسنة نبينا صلى الله عليه وسلم متمسكين ، وللأئمة الخلفاء الراشدين المهديين متبعين . ونسأل الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يحعلنا ممن يعمل بالحق ويدعو إليه ، ويصبر على ما يلاقي في سبيله حتى يأتي وعد الله .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين .
(جميع الحقوق متاحة لكافة المسلمين بمختلف الوسائل غير الربحية فإنها تحتاج إلي تصريح كتابي )
[1] الأحزاب: 53
[2] صحيح مسلم 14 / 10
[3] شرح النووي على مسلم 9 / 240 بتصرف
[4] الأحزاب: 53
[5] الأحزاب : 59
[6] النور : 30
[7] جلادستون، رئيس وزراء إنجلترا في ذلك الوقت.
[8] صحيح مسلم 1 / 350
[9] الزيادة من مسند أحمد 34 / 25
المشاهدات 2918 | التعليقات 2
دراسة تنصح الأمريكيات بالاقتداء بالمرأة المسلمة
جريدة العالم الإسلامي
نصحت دراسة أجرتها جامعة «هارفارد» الأمريكية النساء في الولايات المتحدة، بالاقتداء بالمرأة المسلمة في احتشامها وأخلاقها، وذلك كسبيل للقضاء على الانحلال الخلقي والأمراض الخطيرة، السائدة في ا لولايات المتحدة والمجتمعات الغربية.
وجاء في الدراسة التي أجرتها جامعة «هارفارد» (إحدى أعرق الجامعات الأمريكية) بتوكيل من إحدى الجمعيات المتخصصة في الأمراض المرتبطة بالأخلاق، من أجل إعداد دراسة مقارنة عن مدى انتشار الامراض الجنسية بين النساء المسلمات والنساء الغربيات، أن مرض الإيدز لا يشكل أكثر من هاجس يطارد المجتمعات الإسلامية عندما يسافر أحد أبناء الأسرة للخارج ، الذي إذا تمسك بتعاليم الدين الإسلامي فإنه يعود دون الإصابة بالمرض.
أما داخل المجتمع الإسلامي نفسه فإن الجميع يعيش في اطمئنان تام من عدم تسرب هذه الأمراض الخطيرة لأن المجتمع من الداخل يتمتع باستقرار اجتماعي وبعد تام عن الانحلال الأخلاقي كما تلتزم كل امرأة مسلمة بتعاليم دينها وأخلاقياته ومن ثم لا مجال للممارسة الجنسية خارج إطار الزواج.
وأضافت الدراسة ، إن نسبة تفشي مرض مثل الإيدز في المجتمعات الإسلامية لا يتعدى النصف في الألف وليست هناك أية خطورة على تلك المجتمعات من تسرب تلك الأمراض إليها بسبب التزام المسلمات أخلاقيا ودينيا ، ونفس الأمر بالنسبة لجميع الأمراض الجنسية الأخرى، التي أثبتت كل الأبحاث العلمية أنها لا تغزو إلا المجتمعات التي لا تعرف حدودا للأخلاق.
وأظهرت الدراسة الأمريكية أن الأبحاث التي أجريت على انتشار الأمراض الجنسية على الجاليات المسلمة في الغرب، كشفت عن أن الأسر المسلمة التي تعيش وفق تعاليم الدين الحنيف لا تعاني من أية أمراض كما تتمتع بحالة من الاستقرار الاجتماعي الذي يساعدها على التقدم ماديا واجتماعيا ، في حين وجدت الدراسة أن الأسرة المسلمة التي لا تلتزم بهذه الأخلاقيات قد تعاني من العديد من المشاكل التي يعاني منها المجتمع الغربي كله.
وقالت الدراسة إن احتشام المرأة المسلمة، يعد أحد أهم الاسباب في الاستقرار الاجتماعي الذي تتمتع به المجتمعات الإسلامية، داعية جميع النساء الأمريكيات إلى محاولة تقليد المسلمات في سلوكياتهن وفي طريقة الحفاظ على حشمتهن ووقارهن، كسبيل وحيد لإنقاذ المجتمع الأمريكي من الانحدار في طريق اللاعودة بسبب التدهور الأخلاقي وانتشار الأمراض التي أفرزتها العلاقات غير الشرعية بين الرجال والنساء فيه.
الجدير بالذكر أن هذه ليست الدراسة الأولى التي تعدها جامعة هارفارد وتعترف فيها بأن الإسلام العظيم جاء بمفاهيم وأسس جديدة لصالح الجنس البشري، فمنذ فترة قصيرة أعدت كلية الطب بها بحثا ، أكد أن مرض الجذام لا يصيب المسلم المحافظ على أداء صلواته في مواعيدها، حيث بينت الدراسة أن الماء الفاتر هو العلاج الوحيد لمرض الجذام ولأن المسلم الذي يصلي يتوضأ خمس مرات يوميا فإن مرض الجذام لا يعرف له طريقا.
ولم تكن جامعة «هارفارد» هي الجامعة الوحيدة التي تشهد بعظمة الإسلام وشعائره فقد قام المعهد الوطني لبحوث العناية الصحية في ولاية ميرلاند، بإجراء دراسة خاصة عن الإسلام وشعائره، أثبتت أن شعائر الإسلام العظيم إذا حرص المسلم على أدائها تؤدي به إلى أن يصبح شخصا سليما نفسيا وطبيا ويمارس حياته بصفاء نفسي رائع، ولا يتعرض لأية أزمات نفسية، وذلك على عكس المسلم الذي لا يحرص على أداء الشعائر الإسلامية أو غير المسلم.
كما أن بعض علماء ولاية ميريلاند قاموا بالكشف على (126) ألف شخص من المسلمين المتدينين وغير المتدينين ومن غير المسلمين أيضا ، و أثبتت الدراسة بالفعل مدى ما يتمتع به المسلم المتدين من حياة اجتماعية سليمة بل إن الكشف العملي أثبت أن المسلم المتدين تزيد مناعته بنسبة ما بين 10 ـ 15% عن سواه من البشر كما أن المسلم الذي يؤدي فروض دينه كان أقل عرضة للإصابة بالأزمات القلبية المفاجئة.
أبو عبد الرحمن
قضت الدكتورة مروة الشربيني نحبها مطلع يوليو 2009م بجريمة نكراء ارتكبها متطرف إرهابي ألماني طعنها حتى الموت وهي حامل وأصاب زوجها برصاصة غادرة ونجا طفلها الصغير داخل محكمة ألمانية قاضته فيها بسبب عنصريته البغيضة ضدها كمسلمة عربية محجبة فكانت شهيدة ونحسبها كذلك والله حسيبها ولا نزكيها على الله وصارت رمزا من رموز العزة والكرامة رحمها الله رحمة واسعة
تعديل التعليق