شعيرة الأمربالمعروف والنهي عن المنكر
صالح العويد
أحيي أحبتي في هذاالمنتدى الجامع وأشكرلهم سعيهم وسماحهم لنابالمشاركة
فهذه خطبة خطبت بهاقبل عامين وهي عبارة خطبتين أسأل الله أن ينفع بهاكاتبها
وقارئهاوملقيهاوسامعها
الحمد لله، الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة، وجعل أمتنا خير أمة، وبعث فينا رسولا منا يتلوا علينا آياته ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة، أحمده على نعمه الجمة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تكون لمن اعتصم بها خير عصمة، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أرسله ربه للعالمين رحمة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاةً تكون لنا نورًا من كل ظُلمة، وسلم تسليمًا كثيرًا
أمابعد فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله عز وجل في السر والعلن، وانتهوا عن معاصيه، والانقياد لأماني النفوس، ووساوس الشيطان، فالكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني.أعوذبالله من الشيطان الرجيم
الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ [الحج:41]، ويقول تبارك وتعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران:104]حديثنااليوم عن
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حصن الإسلام الحصين، صُدت به نزوات الشياطين، وردت به دعوات الأفاكين والفاجرين، التأريخ يشهد لكم كان درعًا واقيًا من الفتن، وسياجًا دافعًا من المعاصي والمحن. جعله الله فيصل التفرقة بين المنافقين والمؤمنين، قال تعالى: الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمَعْرُوفِ [التوبة:67]، وقال: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ [التوبة:71].
عز المؤمن وذلُّ المنافق فيه، يقول سفيان رحمه الله: "إذا أمرت بالمعروف شددتَّ ظهر أخيك، وإذا نهيت عن المنكر أرغمت أنف المنافق".
كفاك أنه صفة بل مهمة أفضل خلق الله، ألا وهم الأنبياء والمرسلون، قال الله في وصف إمامهم محمد: يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ [الأعراف:157]، وقال الله في شأن نبيه إسماعيل عليه السلام: وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا [مريم:55]، وما من نبي إلا قال لقومه: اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ
أما أهله فأكرم بهم، فقد رتب الله لهم الفلاح بأمرهم ونهيهم، قال تعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُون َوبُشروا برحمة الله أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة:71]. ويعطون مثل أجور من سبق من هذه الأمة، فقد روى الإمام أحمد وحسنه الألباني أن رسول الله قال: ((إن من أمتي قومًا يعطون مثل أجور أولهم؛ ينكرون المنكر)). ولقد كان السلف يرون من لا يأمر ولا ينهى في عداد أموات الأحياء، قيل لابن مسعود: من ميت الأحياء؟ فقال: (الذي لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا).وسئل حذيفة رضي الله عنه عن ميت الأحياء قال : "من لا ينكر المنكر بيده ولا بلسانه ولا بقلبه "
أيّها المسلمون، إنّ المعاصيَ والمنكراتِ هي الداءُ العُضال والوباء القتَّال الذي به خرابُ المجتمعات وهلاكُها إن فشو المنكرات يؤدي إلى سلب نور القلب، وانطفاء جذوة الإيمان، وموت الغيرة على حرمات الله، فتسود الفوضى، وتستفحل الجريمة، ثم يحيق بالقوم مكر الله فالمنكرات إذا كثر على القلب ورودها، وتكرر في العين شهودها، ذهبت من القلوب وحشتها، فتعتادها النفوس، فلا يخطر على البال أنها منكرات، ولا يميز الفكر أنها معاصي.
أيهاألأحبة إن المجتَمعَ بكلِّ فئاتِه وأطيافِه شُركاءُ في العمَل وشُرَكاءُ في المسؤوليّة وشركاء في النَّتيجة، الصُّلَحَاء وغيرُ الصّلَحاء، ويَهلك الصّالحون إذا كثُر الخبَثُ، وفي محكم التنزيل: وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ [هود: 117]، والسَّفينةُ إذا غَرقت غرق رُكّابها أجمعون. تِلكم هي المسؤوليّة المشتَرَكَة التي جسّدها من أُوتِيَ جوامعَ الكَلِم نبيُّنا محمّد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم حين ضرَب السفينةَ مثلاً للمجتمَع حين تقوم فيه فِئةٌ على حدودِ الله وهم في أعلى السَّفينة، وتقصِّر فئةٌ أخرى وهم الّذين في أسفَلِها، فكان الذين في أسفلها إذا استَقَوا من الماء مَرّوا على من فَوقَهم فقالوا: لو أنّا خرقنا في نصيبِنا خَرقًا ولم نؤذِ مَن فَوقَنا، فإن يترُكوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخَذوا على أيديهم نجَوا ونجَوا جميعًا.
إخوة الإسلام، سنن الله تعالى في خلقه ثابتة لا تتغير، ولا تحابي أحدًا، ولا تتخلف عند وجود أسبابها، وإن الله جل في علاه يغضب ويلعن، فهذه صرخة نذير، وصيحة تحذير،ولقد قص الله علينا أخبار الأمم السابقة ، والعواقب الوخيمة التي انتهوا إليها حين تكاسلوا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهؤلاء الأقوام الذين أخبرنا الله عنهم لم يتركوا النهي عن المنكر بالكلية بل أنكروا المنكر في أول ظهوره ، ثم ألفوه فيما بعد ، فما عاد بعضهم ينكر على بعض ، روى ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((إنّ أوّلَ ما دخل النقصُ على بني إسرائيل كان الرجلَ يلقى الرجلَ فيقول: يا هذا اتّق الله ودَعْ ما تصنَع فإنّه لا يحلُّ لك، ثم يلقاه من الغدِ وهو على حاله، فلا يمنعه ذلك أن يكونَ أكيلَه وشريبه وقعيده، فلمّا فعلوا ذلك ضربَ اللهُ قلوبَ بعضهم ببعض))، ثم قال: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ [المائدة:78، 79]، ثم قال بأبي هو وأمّي صلوات الله وسلامه عليه: ((والله، لتأمرُنَّ بالمعروف ولتنهونَّ عن المنكر ولتأخذنَّ على يدِ الظالم ولتأطرُنَّه على الحقِّ أطرًا ولتقصُرنَّه على الحقِّ قصرًا أو ليضربنَّ الله بقلوبِ بعضكم على بعض، ثم ليلعننَّكم كما لعنهم)) أخرجه أبو داود والترمذي.
لُعِنوا في كتابِ الله لعنًا يُتلَى على مرِّ الأيام والسنين، فاحذَروا ـ عبادَ الله ـ سبيلَهم الوضيع وفِعلَهم الذّميم، فإنّه لا صِلةَ بين العبادِ وربِّ العباد إلاّ صلةُ العبادة والطاعة، فمن استقام على شريعةِ الله استحقَّ من الله الكرامةَ والرّضوان، ومن حادَ عن سبيل الحقِّ والهدَى باء باللَّعن والخيبة والخُسران.ومن يقوى على لعنة الكبيرالمتعال اللهم الطف بنايارب
عبادالله ولولم يكن في ترك الأمربالمعروف والنهي عن المنكرإلاهذه اللعنة لكانت أعظم زاجرلناولكن تتوالى اللعنات والتحذيرات والتخويفات فقد دخل رسول الله ذات يوم على عائشة رضي الله عنها وقد تغير وجهه، فعرفت عائشة أنه قد حضره أمر قد أهمه، قالت: فقام رسول فتوضأ ولم يكلم أحدا حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: ((أيها الناس إن الله يقول مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا فلا أجيب لكم، وتسألوني فلا أعطيكم، وتستنصروني فلا أنصركم)) فما زاد عليهن حتى نزل. [أخرجه ابن ماجه]. روى الترمذي عن حذيفة بن اليمان عن النبي قال: ((والذي نفسي بيده، لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا منه، ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم)). نعم، ((تدعونه فلا يُستجاب لكم))؛ فيا لله ((تدعونه فلا يُستجاب لكم وهوالقائل وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان والقائل ورحمتي وسعت كل شيء فماذا يبقى للناس إذًا؟! ماذا يبقى للناس إذا أوصدت دونهم رحمة الله؟ فمن يدعون حيئذوبمن يلجأون ألا فأين المعتبرون؟! أين الذين يسمعون ويعون؟ لقد كان المنكر في السابق يتم في الخفاء ، ثم صار مع مرور الزمان وترك الإنكار يبدو على استحياء ، حتى تواضع عليه الرعاع ، ودعا إليه المبطلون ، وسعى إلى نشره وثباته المنافقون والفاسقون ، والسبب عباد الله أننا ساكتون ، فهذا والله مؤشر خطر عظيم ، ونذير بلاء مستطير ، لأن المنكر إذا ظهر وكثر بلا إنكار عم العقاب العامة والخاصة قال صلى الله عليه وسلم : " ((ما مِن قومٍ يُعمَل فيهم بالمعاصِي ثم يقدِرون على أن يُغيِّروا ثم لا يغيِّروا إلاّ ويوشك الله أن يعُمَّهم بعقاب)) أخرجه أبو داود وغيره " ، قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : كان يقال :" إن الله تبارك وتعالى لا يعذب العامة بذنب الخاصة ، ولكن إذا عمل المنكر جهاراً استحقوا العقوبة كلهم " .اللهم الطف بنايارب روى البخاري ومسلم عن زينب بنت جحش رضي الله عنها أن النبي استيقظ يومًا من نومه فزعًا وهو يقول: ((لا إله إلا الله، ويلٌ للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا)) وحلق بين أصبعيه السبابة والإبهام، فقالت له زينب رضي الله عنها: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟! قال: ((نعم، إذا كثر الخبث)). والخبث يكثر ـ يا رعاكم الله ـ إذا أعلن المنكر في المجتمع ولا يوجد من ينكره، فإن سوقه تقوم وعوده يشتد ورواقه يمتد، عندها يقصر المعروف ويحدّ، فيعم الفساد ويستوحش الأخيار ويهلك العباد. وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ [النمل:48]، حين قرأ مالك بن دينار رحمه الله هذه الآية قال: "فكم اليوم في كل قبيلة وحيّ من الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون". فيا لله، ماذا لو رأى مالك أحوال المسلمين اليوم؟! والله المستعان.أعوذبالله من الشيطان الرجيم -(يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)- [لقمان/17].اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
المشاهدات 2581 | التعليقات 3
[align=justify]
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: ،فاتقوا الله ـ أيها الناس وتوبوا إليه، واستغفروه، فالذنوب كثيرةٌ، ورحمة الله قريبٌ من المحسنين، والأعمال سيئة، والتفريط كبير، والله لا يصلح عمل المفسدين
أيها الأحبة ، ولازال الحديث متواصلاعن الأمربالمعروف والنهي عن المنكرمعاشر الإخوة، لا تفسد الأحوال ولا تضطرب الأوضاع إلا بطغيان الشهوات، واختلاط النيات، واختلاف الغِيَر والمداهنات. ولا تكون ضياع الأمة، إلا حين يُترك للناس الحبلُ على الغارب، يعيشون كما يشتهون. بالأخلاق يعبثون، وللأعراض ينتهكون، ولحدود الله يتجاوزون من غير وازع، ولا ضابط، وبلا رادع، ولا زاجر. أيها الإخوة في الله، إن الحصن الحصين، والدرع الواقي، والسياج الحامي من كل ذلك بإذن الله هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. إنه الوثاق الذي تتماسك به عرى الدين، وتحفظ به حرمات المسلمين. يحمي أهل الإسلام من نزوات الشياطين، ودعوات المبطلين. بفشوِّه وتأييده تظهر أعلام الشريعة في البلاد، ويكون السلطان لأحكام الإسلام على العباد.والمرء في حياته معرض للزلة والهفوة ولا غنى له عن من يقوم عوجه ويصلح أمره، وأعلى الناس قدرا وأرفعهم شرفا من أصلح نفسه، ثم امتد بالإصلاح والخير إلى غيره، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذ هو من أعظم قواعد الإسلام، وألزم واجبات الشرائع وهذه الصفة جعلت هذه الأمة غُرة في جبين الأمم، وتاجا على علو هامها به سمت وعلت -(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)- [آل عمران/110].بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تنمو في المجتمعات الآداب والفضائل، وتختفي المنكرات والرذائل، مدح الله به المؤمنين وجعل تركه من أبرز صفات المنافقين قال جل وعلا: -(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)- [التوبة/71].وقال -(الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ )- [التوبة/67].التعبد بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صدقة بلا مال، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر صدقة يكفر الذنوب ويمحو الخطايا. يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَنَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ يُكَفِّرُهَا الصِّيَامُ وَالصَّلاَةُ وَالصَّدَقَةُ وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْىُ عَنِ الْمُنْكَرِ»( ).إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حصن الإسلام المنيع، يحجز عن الأمة الفتن وشرور المعاصي، ، وهو البناء المتين الذي تتماسك به عرى الدين، يحفظ العقائد والسلوك والأخلاق، ويدرأ المحن والرذائل، أوجبه الله على عموم الرجال والنساء، في القيام به صلاح الأمم، وحفظ النعم، ووفرة الأمن، وإجابة الدعاء، وصرف كيد الأعداء، مع رفعة الدرجات والإحسان إلى الخلق. إنه مجاهدة دائبة دائمة، يقوم بها كل مسلم حسب طاقته في بيته وفي سوقه وفي كل مرفق، يقوم من أجل بقاء أعلام الدين ظاهرةً، والمنكرات قصية مطمورة
أيها المسلمون، إنّ القيامَ بشعيرةِ الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر مهمَّة جسيمة ذاتُ أعباء، لا يقدر عليها إلا الكُمَّل مِنَ الرّجال، وهي مهمَّة الأنبياءِ والرسُلُ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، مهمَّةٌ تصطدِم بشهواتِ الناس ونزواتِهم وغرورهم وكبريائهم لذا حري بأولئك الذين هم محط أنظار المجتمع وأمل الأمة أن يتحلوا في أمرهم ونهيهم بآداب عظيمة وصفات جليلة، ألا إن من أبرزها الإخلاص، فهو مفتاح القبول وطريق التأييد والتسديد من العزيز الحميد، فلا يأمر الآمر أو ينهى الناهي ليُحسب في الآمرين، أو ليصل بذلك إلى مالٍ أو رتبة أو جاه ونحوها من أعراض الدنيا الزائلة، وإن سمع ما يكره، فلا يغضب كأنه منتصر لنفسه، ولينظر للواقعين في المعاصي بعين الشفقة والرحمة والنصح،وليعرف نعمة الله عليه حيث لم يقع فيما وقعوا فيه، ولا ينظر إليهم نظر ازدراء وإعجاب بالنفس وعليه بالتسلح بسلاح العلم وأن يكون عالمابما يأمربه وماينهى عنه وعليه بالتخلق بالصبر على ما يلقى، فهو ملاق أذى كثيرا فقد أوذِي إمامنا وقائدنا خاتَم الأنبياء وإمامُ الحنفاء محمد ، فصبرَ وصابر حتى نصره الله، وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ[الأنعام:34]، وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌوانظر إلى وصية لقمان لابنه: وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ وقرين الصبرالحلم فالصبر والحلم وصفان متلازمان،ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود قال: كأني أنظر إلى رسول الله يحكي نبيًا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عنه وعن وجهه ويقول: ((رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)). وليكن الآمروالناهي رفيقافي امره وفي نهيه ((ومن يحرم الرفق يحرم الخير كُلَهُ)). قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والرفق سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولهذا قيل: ليكن أمرك بالمعروف بالمعروف ونهيك عنك المنكر بغير منكر". وشتان شتان بين من لا يملك أصحاب المنكر إلا الاستجابة العاجلة له لحسن أسلوبه ورفقه وحلمه، وبين من يزيد النار اشتعالاً بشدته وفظاظة أسلوبه وليكن حكيمايعرف متى يكون رفيقاومتى يلزمه أن يستخدم الشدة في موضعها وأن يبدأ بالأهم وأن يراعي المصالح والمفاسدفي أمره ونهيه وليعلم أيها المؤمنون: أن الأصل هو الستر على المسلم إذا وقع في معصية لعموم قوله: ((من ستر مسلما ستره الله في الدنيا و الآخرة)) ولقوله عليه الصلاة والسلام لمن جاء إليه بصاحب معصية: ((لو سترته بثوبك كان خيرا لك)) ولكن هذا في غير من عرف بالأذى والفساد ومعاودة المنكرات، فإن الستر على مثله يطمعه في الإيذاء والفساد وانتهاك الحرمات
إخوة الإسلام، ما أكثر المخذّلين في زماننا هذا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما أكثر العقبات التي يختلقها الناس لأنفسهم تجاه هذا الأصل الأصيل فيحجم أقوام عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لنيل العيش والمعاشرة وحفظ الود وإرضاء الخلق، فمن التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، ومن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مخافة المخلوقين، نُزِعت منه الطاعة، وزالت عنه المهابة، فاحذر المداهنة فهي باب من الذل والهوان عريض، ولا تأسف على من قلاك ولا من فارقك لأمرك أو نهيك له، واقطع أطماعك من الخلق وثق بكفالة رب الخلق، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقطع رزقا ولا يقرب أجلا. يقول الشافعي رحمه الله: (رضى الناس غير مقدور عليه ولا مطلوب، والله ورسوله أحق أن يُرضوه إن كانوا مؤمنين). ومن الناس من يتعلل بقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ [المائدة:105]، فيفهم بعضهم أن الإنسان إذا اهتدى فلا عليه من أحد فلا يأمر ولا ينهى، وعن هذه سئل حذيفة بن اليمان عنه فأجاب: (عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ: إذا أمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر). ومن الناس من يتعلل بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن هذا الأمر مسؤوليته على العلماء أو أهل العلم أو الهيئات وأهل الحسبة، ويتجاهل ويتناساقول المصطفى ((من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)) رواه مسلم فالكل يدعو حسب استطاعته بالحكمة والموعظة والمجادلة بالتي هي أحسن
ومن الناس ـ وهم كثير ـ من يكون الحياء وعدم الجرأة على الحق والخوف من الرد شبحًا شيطانيا ماثلاً أمام ناظريه، تجده يقدم رجلاً ويؤخر أُخرى، فيا سبحان ربي، صاحب المنكر يعلن منكره أمام الناس ويجاهر به ولا يبالي، وصاحب الحق لا يستعلن بحقه بل يخفي ويداري، ألا تخشى اللعنة قبل أن تحل؟! وما هذا إلا فعل بني إسرائيل، كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ
أيهاالأحبة وإنه من التحدث بنعم الله علينافي هذه البلادأناننعم بحكومة قامت على دعوة الحق والتوحيد، وتحكيم كتاب الله وسنة نبيه محمد
وإن هناك خصيصة عظمى لا توجد في غير هذه البلاد فيما نعلم، تلكم أنها البلد الوحيد الذي أنشأ جهازا خاصا يقوم بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر متمثلين قوله تعالى: ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر يدرؤون عنها العقاب بجهدهم وتفانيهم، يسهرون ونحن نائمون في فرشنا، ويعملون ونحن منشغلون بدنيانا، يجاهدون للحفاظ على محارمنا وأعراضنا، ويصدون الباطل ويقاومون الفساد ويمنعون وقوع المنكرات، كم من جريمةٍ ضبطوها! وكم من مصانع للخمور أزالوها! كم من شقق للخنا والدعارة أغلقوها! كم من منحرف دلوه! وكم من عاص ستروه،! كم من فتاة أنقذوها! وكم من شاب انتشلوه من وحل الرذيلة ونصحوه! إنه جهاز خاص له نظامه وصلاحياته، كما أنه له الأثر العظيم في البلاد، وهو يحظى بتأييد كافة المسئولين ودعمهم، متعاون مع جميع المصالح الحكومية في سبيل تثبيت المعروف ونشره، وإزالة المنكر بشتى أشكاله وصوره، ولأهله النشاط المعروف والجهد المشكور في القضاء على الجرائم في مهدها. وبسط الأمن والطمأنينة على الأرواح والأعراض والممتلكات، سالكين مسلك العلم والحكمة، والرفق في غير ضعف، والقوة في غير عنف
عباد الله، إنا لنعجب والله بعد كل ما سبق ممن يتناول رجال الهيئات سبًا وتأثيمًا، ويتعرض لهم قذفًا وتلفيقًا، سيل من السهام وزحام من الأقلام تترقب كل حدث فتلصقه بحماة السفينة حتى ولو كانوا منها براء، إنهم يهذون بما لا يدرون ويهرفون بما لا يعرفون.يريدونهاحرية حرية زعموايعدون مهمة رجال الحسبة فضولاو تدخلاً في خصوصيات الآخرين وحرياتهم الشخصية، وإنما هو قيام بواجب أوجبه الله تعالى على عباده وبشعيرة من أعظم شعائر الدين. أي حرية ينادون بها في التعدي على حدود الله ومحارمه؟! أي حرية في التعرض لأعراض المسلمين وإشاعة الفاحشة بين المؤمنين؟! أي حرية في إضاعة حقوق الله تعالى والتعدي على محارمه؟!
عباد الله، إن الحرية الشخصية ليست سلَّمًا يرقى بها البعض إلى شهواته ونزواته، بل لها حدود مقيدة في كتاب الله تعالى وسنة نبيه وأعراف الناس وأوطانهم، قال: ((كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه)).
أيّها المسلمون، إنَّ إيذاءَ المصلحين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر أو الاعتداءَ عليهم أو الطعنَ فيهم أو تضخيمَ أخطائهم وبَثَّ الإشاعات الكاذبة عنهم جُرمٌ عظيم وذَنب كبير، تصيبُ المرءَ مغبَّتُه ومعرّتُه ولو بَعد حين، يقول جلّ وعلا: إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنْ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ[آل عمران:21]، وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحرب)) أخرجه للبخاري.
فاحذَروا الانخداعَ بمقالات الجاهلين أو الانسياقَ وراءَ أكاذيبِ الحاقدين وما يدور على ألسنةِ المغرضين، قال جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا[الأحزاب:69-71].
ومع كل ذلك فإنا لا ندعي العصمة لرجال الهيئة، ولا ننفي الخطأ والتجاوز عن أهل الحسبة، فالخطأ طبيعة بني آدم، ولو حصل أن أحدهم أخطأ في تصرف أو سلوك فهم بشر يعتريهم ما يعتري سائر الناس، يصيبون ويخطئون، يزيدون وينقصون، ينشطون ويكسلون، لكن لماذا هفوة أحدهم تصبح حديث المجالس وكأن الأخطاء لا تقع إلا منهم؟! أين من يعدّد وينقب عن أخطاء رجال المرور أو الشرطة ممن يقدمون خدمات عامة للمجتمع؟! أين الإعلام عن أخطاء بعض الأطباء وتجاوزاتهم؟! وأين الصحافة عن تكاسل بعض رجالات الإطفاء وتقصيرهم؟! أو أن أولئك جميعًا لا يخطئون ولا يقصرون ودائمًا معصومون!
أيها الإخوة : إنها كلمة حق يجب أن تقال، وأعمال يجب أن تذكر فتشكر مع ما نرجو ونؤمل من المزيد من النشاط والعمل، كما نؤمل المزيد من الدعم والتأييد، فالتيارات كثيرة، والمغرضون كثير، ولكن الخير ظاهر، والحق علي بإذن الله، والحمد لله على ذلك كثيرا.
يـا خيرنا يـا ذخرنـا يـا فخرناحـقّ علي بمثلكـم أن أفخـرا
كـم من فتـاة قد حفظتم عرضها تصونونهـا بالليـن أن تتستـرا
كـم غـافل أرشدتموه إلَى الهدى إذ عـاد من بعد الضلالة مبصرا
يـا ربّ زلزل من يريـد بِجمعهم سـوءا وشـل يَمينـه والمنخرا
هـم للورى ركب النجـاة تقدمًا وبدونهم تمضي الركاب إلى الوَرا
بارك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآياتِ والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم.
[/align]
[align=justify]
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه، وسلم تسليمًا كثيرا
أمابعد اتقواالله عباد الله وراقبوه وأطيعوه ولاتعصوه وإن من طاعة الله طاعة ولاة أمرالله فيماليس من معصية الله
عباد الله كلنا نعيش على هذه الارض صغيرنا وكبيرنا من رجال ونساء نتمتع بمتعها ونقاسي شداءدها نسير في قافلة واحدة همنا واحد وديننا واحد وقيادتنا واحده ولله الحمد والمنة لكن الذي لابد من التنبيه له ان هذه المكتسبات في حال اكتسابنا لها لابد من المحافظة عليها ولابد من تنميتها والاستمتاع بها في دائرة ما احل الله تعالى لعباده ولايتأتى هذا المطلب الا بتكاتف افراد المجتمع تكاتفا يظهر اثره جليا من تعاون الجميع في سائر احوال دنياهم ومايؤدي بهم لأخرآهم ولايتاتى ايضا الا بنصح الكبير للصغير وتعليمه ولايتاتى الا بتقوى الله ومراقبته في كل مكتسبات المجتمع التي تعيشه واستشعار هذا المطلب العزيز
وأنت أيها الأخ الحبيب، يا من أنت واحد من هذا المجتمع المسلم، يهمك ما يهمّهم، ويشغلك ما يشغلهم، فتسعد بفرحهم، وتحزن لبؤسهم، كن مع إخوانك من أبناء هذا المجتمع يدًا بيد، لكي تكون القلوب مجتمعة والآراء متحدة، فيحصل النجاح لكل عمل، ويكون التحقيق لكل أمل، وأنت ـ أيها الأخ الكريم ـ قد اندرجتَ تحت سلك هذا المجتمع المتعاون، وقد عُددت فردًا من أفراده وابنًا من أبنائه، لك ما لهم، وعليك ما عليهم، ومما يجدر الاشارة اليه والحث على التعاون فيه مع المسئولين عنه لإنجاحه مشروع التعداد السكاني والذي سيبدا بمشيئة الله من شهر جمادى الاولى لهذا العام فنهيب بانفسنا واخواننا التعاون الجاد لإنجاح مثل هذه المشاريع التنموية التي تصب في صالح مجتمعناهذاوصلواوسلمواعلى الرحمة الهداة والنعمة المسداة خيرخلق الله محمد بن عبدالله فقدأمركم بذلك ربكم جل في علاه إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد، ، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، واحم حوزة الدين. وانصرالمستضعفين من المسلمين في كل مكان اللهم وآمنا في دورنا وأوطاننا، وأصلح ووفق ولاة أمورنا. اللهم احفظ إمامنا بحفظك ووفقه لهداك واجعل عمله في رضاك وأيده بتأييدك وأعز به دينك يا رب العالمين، اللهم كن له على الحق مؤيدًا ونصيرًا ومعينًا وظهيرًااللهم أرناالحق حقاوارزقنااتباعه وأرناالباطل باطلاوارزقنااجتنابه ونعوذبك من منكرات الأخلاق والأهواءوالأدواء اللهم أصلح شباب المسلمين وشاباتهم واحفظنا وإياهم وحبب إلينا وإليهم الإيمان وزينه في قلوبنا وقلوبهم وكره إلينا وإليهم الكفروالفسوق والعصيان واجعلنا وإياهم من الراشدين اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويهدى فيه أهل المعصية ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر وتقال فيه كلمة الحق لا يخشى قائلها في الله لومة لائم. اللهم إنا ظلمنا أنفسنا ظلما كثيرا وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لنا مغفرة من عندك وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم اللهم اغفرللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياءمنهم والأموات. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
[/align]
صالح العويد
[align=justify]
الحمد لله معز من أطاعه واتقاه، ومذل من أضاع أمره وعصاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا إله غيره ولا رب لنا سواه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن أقام أمره واجتنب نهيه ودعا بدعوته واهتدى بهداه إلى يوم الدين.
أمابعدفاتقواالله عبادالله أفشوا التناصح بينكم.. مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، وخذوا على يد السفيه.ولتعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. هو حصن الإسلام الحصين، والدرع الواقي من الشرور والفتن، والسياج من المعاصي والمحن، يحمي أهل الاسلام من نزوات الشياطين ودعوات المبطلين.إنه الوثاق المتين الذي تتماسك به عرى الدين، وتحفظ به حرمات المسلمين حقا أيها المؤمنون: إذا تعطلت هذه الشعيرة ودك هذا الحصن، وحطم هذا السياج، فعلى معالم الإسلام السلام، وويل يومئذٍ للفضيلة من الرذيلة، وويل لأهل الحق من المبطلين، وويل لأهل الصلاح من سفه الجاهلين وتطاول الفاسقين.و صدق الغزالي رحمه الله إذ يقول في الإحياء: "فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم لهذا الدين، وهو المهم الذي ابتعث الله له النبيين أجمعين، ولو طوي بساطه وأُهمل علمه وعمله لتعطلت النبوة واضمحلت الديانة وعمت الفترة وفشت الضلالة وشاعت الجهالة واستشرى الفساد واتسع الخرق وخربت البلاد وهلك العباد ولم يشعروا بالهلاك إلا يوم التناد".فيا من رضِيتم بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمّد نبيًّا ورسولاً، أصيخوا سمعَكم وأَصغوا قلوبَكم لقول نبيكم: ((مَن رأى مِنكم منكَرًا فليغيِّره بيدِه، فإن لم يستطِع فبِلسانه، فإن لم يستطِع فبِقلبه، وذلك أضعفُ الإيمان)) أخرجه مسلم، وانظروا وتساءَلوا: أين أثرُ تطبيقِ هذا الحديثِ في نفوسنا ومجتمعاتنا؟! أين إيمانُنا الصادق وخضوعُنا التامّ لما جاء به محمّد ؟!((من رأى منكم منكرًا فليغيِّره بيده))، السلطانُ في سلطانه، والأمير في إِمارته، والرّجل في أهل بيتِه، وكلُّ مسؤولٍ فيما تحت ولايتِه ومسؤوليّته فاتقواالله عبادالله وكونوا للحقِّ أعوانًا،وللباطل أشدنكرانا
واعلموا أنّ الله أمركم بأمرٍ بدَأ فيه بنفسه، وثنى بملائكته المسبِّحة بقدسه، وأيَّه بكم أيها المؤمنون من جِنّه وإنسه، فقال قولاً كريمًا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56]. فأكثروا عليه من الصلاة والسلام يعظم لكم ربكم بها أجرا، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى عَلَىَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا»( ).
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد، صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
[/align]
تعديل التعليق