شعبان شهر يغفل الناس فيه
بدر راشد الدوسري
1434/08/04 - 2013/06/13 09:16AM
شهر شعبان
خطبة الحاجة ... أما بعد
عباد الله : قال أنس بن مالك رضي الله عنه : " كان المسلمون إذا دخل شعبان أكبوا على المصاحف فقرؤوها، وأخرجوا زكاة أموالهم تقوية لضعيفهم على الصوم" . وقال سلمة بن كهيل : " كان يقال : شهر شعبان شهرالقرآن " . وكان قيس بن عمر الملائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته وأكب علىقراءة القرآن . وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال: " هذاشهر القراء ".
وقال أبو بكر البلخي : "شهررجب شهر الزرع ، وشهر شعبان شهر سقي الزرع ، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع ، ومن لميزرع ويغرس في رجب ، ولم يسق في شعبان ؛ فكيف يريد أن يحصد في رمضان؟! " . وصدقَ من قال :
مضى رجبٌ وماأحسَنْتَ فيـهِ * * * وهذا شهرُ شعبـانَ المبـاركْ
فيا من ضـيَّعَ الأوقاتِ جهـلاً * * * بقيمَتِهَا أفِقْ واحْـَذْر بَـوَارَكْ
تداركْ ما استطعتَ من الخطايا * * * فخيرُ ذوِي الفضائلِ من تداركْ
قال ابن رجب رحمه الله : صيام شعبان افضل من صيام الاشهر الحرم
وكان السلف يجتهدون في شعبان ، ويتهيأون فيه لرمضان بكثرة الطاعات والقربات .
واعلمو رعاكم الله - أن مما يضاعف ثواب الصيام في هذه الايام : شدة الحر لما فيه من ظما الهواجر،ولهذا كان بعض السلفرضي الله عنهم عند احتضارهم يتأسفون على مايفوتهم من ظمأ الهواجر
وقد كانأبو الدرداء رضي الله عنه يقول : صوموا يوما شديدا الحر ، لحر يوم النشور ، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور
أيها المسلمون : عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)) [رواه الطبراني وابن حبان وهو حديث صحيح]. ولنا مع هذا الحديث الذي يتعلق بالنصف من شعبان أربع وقفات مهمة:
الأولى: أن الله يغفر فيها لكل عباده إلا المشرك فتفقد نفسك يا عبد الله، وفتش باطنها، فلعلك أن تكون مبتلى بشيء من هذه الشركيات المنتشرة في الأمة، ولا تظنن بنفسك خيرا بل فاتهمها في جانب الله وفي تقصيرها، ولا تقل أني بريء من الشركيات، ولا يمكن أن أقع فيها، ويكفى أنني أعيش في بلد التوحيد، فإن هذا غرور وجهل منك، إذا كان أبو الأنبياء وإمام الحنفاء خليل الرحمن يخشى على نفسه الشرك، بل يخشى على نفسه وعلى بنيه عبادة الأصنام، قال الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام: واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام وقد بين إبراهيم ما يوجب الخوف من ذلك فقال: رب انهن أضللن كثيراً من الناس .قال إبراهيم التيمي: من يأمن البلاء بعد إبراهيم؟ فلا يأمن الوقوع في الشرك إلا من هو جاهل به، وبما يخلصه منه، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ((أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فسئل عنه؟ فقال: الرياء)) فعلينا أن نتعلم الشرك صغيره وكبيره حتى نحذره ونحذر منه ومن أهم الكتب التي أنصح بقراءتها كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب .
الوقفة الثانية: خطورة الشحناء والبغضاء بين الناس، وأن الله لا يغفر للمتشاحنين، والشحناء هي: حقد المسلم على أخيه المسلم بغضا له لهوى في نفسه، لا لغرض شرعي ومندوحة دينية، فهذه تمنع المغفرة في أكثر أوقات المغفرة والرحمة، كما في صحيح مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه مرفوعا: ((تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: انظروا هذين حتى يصطلحا))، وقد وصف الله المؤمنين عموما بأنهم يقولون: ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا ربنا إنك رؤوف رحيم . قال بعض السلف: أفضل الأعمال سلامة الصدور وسخاوة النفوس والنصيحة للأمة وبهذه الخصال بلغ من بلغ، وسيد القوم من يصفح ويعفو، فأقِل يا عبد الله حتى تُقال.
الوقفة الثالثة: إحياء بعض الناس لليلة النصف من شعبان، وبعضهم يصليها في جماعة ويحتفلون بأشياء وربما زينوا بيوتهم، وكل هذا من البدع المحدثة التي لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحبه ولا تابعوهم، وهم الحجة لمن أراد سواء السبيل وما ثبت في هذه الليلة من فضل هو ما قدمناه من أنك يجب عليك أن تحقق التوحيد الواجب، وتنأى بنفسك عن الشرك، وأن تصفح وتعفوا عمن بينك وبينه عداوة وشحناء، أما إحداث البدع في هذه الليلة فإن أهلها هم أولى الناس بالبعد عن رحمة الله، وأن ينظروا هم حتى يتوبوا من بدعتهم.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم أقول ماتسمعون ...
الخطبة الثانية : الحمد لله الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى والصلاة والسلام على نبي الهدى وعلى آله وصحبه ومن اهتدى أما بعد :
عباد الله : راقبوا ربكم واتقوه واعلموا أن شهر شعبان شهر يكثر فيه غفلة الناس عن الطاعات والقربات . فعَنْ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: "ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ" أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ فِى شُعَبِ الإيِمَانِ.
وإذا كان أهل الجنة يتأسفون على كل ساعة مرت بهم في الدنيا لم يذكروا الله فيها، فما بالنا بالغافل اللاهي؟!!
(حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ.
فاحرصوا عباد الله أن تكونوا من أهل الآخرة الذين يصرفون أوقاتهم الثمينة في السعي لها والحذر منها واحذروا أن يهلككم اللهث وراء دنيا فانية تزول ويعقبها الحسرة والندمة
فاللهم أعنا في شهر شعبان على الصيام والقيام وصالح الأعمال . اللهم إنا نعوذ بك من الشرك والشقاق والنفاق وسوء الأخلاق . اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام ونجنا من كربات يوم القيامة .
خطبة الحاجة ... أما بعد
عباد الله : قال أنس بن مالك رضي الله عنه : " كان المسلمون إذا دخل شعبان أكبوا على المصاحف فقرؤوها، وأخرجوا زكاة أموالهم تقوية لضعيفهم على الصوم" . وقال سلمة بن كهيل : " كان يقال : شهر شعبان شهرالقرآن " . وكان قيس بن عمر الملائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته وأكب علىقراءة القرآن . وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال: " هذاشهر القراء ".
وقال أبو بكر البلخي : "شهررجب شهر الزرع ، وشهر شعبان شهر سقي الزرع ، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع ، ومن لميزرع ويغرس في رجب ، ولم يسق في شعبان ؛ فكيف يريد أن يحصد في رمضان؟! " . وصدقَ من قال :
مضى رجبٌ وماأحسَنْتَ فيـهِ * * * وهذا شهرُ شعبـانَ المبـاركْ
فيا من ضـيَّعَ الأوقاتِ جهـلاً * * * بقيمَتِهَا أفِقْ واحْـَذْر بَـوَارَكْ
تداركْ ما استطعتَ من الخطايا * * * فخيرُ ذوِي الفضائلِ من تداركْ
قال ابن رجب رحمه الله : صيام شعبان افضل من صيام الاشهر الحرم
وكان السلف يجتهدون في شعبان ، ويتهيأون فيه لرمضان بكثرة الطاعات والقربات .
واعلمو رعاكم الله - أن مما يضاعف ثواب الصيام في هذه الايام : شدة الحر لما فيه من ظما الهواجر،ولهذا كان بعض السلفرضي الله عنهم عند احتضارهم يتأسفون على مايفوتهم من ظمأ الهواجر
وقد كانأبو الدرداء رضي الله عنه يقول : صوموا يوما شديدا الحر ، لحر يوم النشور ، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور
أيها المسلمون : عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)) [رواه الطبراني وابن حبان وهو حديث صحيح]. ولنا مع هذا الحديث الذي يتعلق بالنصف من شعبان أربع وقفات مهمة:
الأولى: أن الله يغفر فيها لكل عباده إلا المشرك فتفقد نفسك يا عبد الله، وفتش باطنها، فلعلك أن تكون مبتلى بشيء من هذه الشركيات المنتشرة في الأمة، ولا تظنن بنفسك خيرا بل فاتهمها في جانب الله وفي تقصيرها، ولا تقل أني بريء من الشركيات، ولا يمكن أن أقع فيها، ويكفى أنني أعيش في بلد التوحيد، فإن هذا غرور وجهل منك، إذا كان أبو الأنبياء وإمام الحنفاء خليل الرحمن يخشى على نفسه الشرك، بل يخشى على نفسه وعلى بنيه عبادة الأصنام، قال الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام: واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام وقد بين إبراهيم ما يوجب الخوف من ذلك فقال: رب انهن أضللن كثيراً من الناس .قال إبراهيم التيمي: من يأمن البلاء بعد إبراهيم؟ فلا يأمن الوقوع في الشرك إلا من هو جاهل به، وبما يخلصه منه، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ((أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فسئل عنه؟ فقال: الرياء)) فعلينا أن نتعلم الشرك صغيره وكبيره حتى نحذره ونحذر منه ومن أهم الكتب التي أنصح بقراءتها كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب .
الوقفة الثانية: خطورة الشحناء والبغضاء بين الناس، وأن الله لا يغفر للمتشاحنين، والشحناء هي: حقد المسلم على أخيه المسلم بغضا له لهوى في نفسه، لا لغرض شرعي ومندوحة دينية، فهذه تمنع المغفرة في أكثر أوقات المغفرة والرحمة، كما في صحيح مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه مرفوعا: ((تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: انظروا هذين حتى يصطلحا))، وقد وصف الله المؤمنين عموما بأنهم يقولون: ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا ربنا إنك رؤوف رحيم . قال بعض السلف: أفضل الأعمال سلامة الصدور وسخاوة النفوس والنصيحة للأمة وبهذه الخصال بلغ من بلغ، وسيد القوم من يصفح ويعفو، فأقِل يا عبد الله حتى تُقال.
الوقفة الثالثة: إحياء بعض الناس لليلة النصف من شعبان، وبعضهم يصليها في جماعة ويحتفلون بأشياء وربما زينوا بيوتهم، وكل هذا من البدع المحدثة التي لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحبه ولا تابعوهم، وهم الحجة لمن أراد سواء السبيل وما ثبت في هذه الليلة من فضل هو ما قدمناه من أنك يجب عليك أن تحقق التوحيد الواجب، وتنأى بنفسك عن الشرك، وأن تصفح وتعفوا عمن بينك وبينه عداوة وشحناء، أما إحداث البدع في هذه الليلة فإن أهلها هم أولى الناس بالبعد عن رحمة الله، وأن ينظروا هم حتى يتوبوا من بدعتهم.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم أقول ماتسمعون ...
الخطبة الثانية : الحمد لله الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى والصلاة والسلام على نبي الهدى وعلى آله وصحبه ومن اهتدى أما بعد :
عباد الله : راقبوا ربكم واتقوه واعلموا أن شهر شعبان شهر يكثر فيه غفلة الناس عن الطاعات والقربات . فعَنْ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: "ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ" أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ فِى شُعَبِ الإيِمَانِ.
حتى إن المرء لو نظر لأحوال هؤلاء لوجد جرأة عجيبة على الله، وسَيْرًا في طريق المعاصي والشهوات، وتهاونًا بالفرائض والواجبات، فيتساءل: هل يُصدِّق هؤلاء بالجنة والنار؟ يعيشون في هذه الدنيا في غفلة عن الآخرة وكأن النار خلقت لغيرهم؟ يقول الله تعالى: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ)[المؤمنون:115].
إن حال هؤلاء يصدق فيه قول القائل:
نهارك يا مغرور سهو وغفـلةٌ.. ... ..وليلك نومٌ والردى لك لازمٌ
وشغلك فيما سوف تكره غبه ... ..كذلك في الدنيا تعيش البهائم
إن من أعظم أسباب الغفلة الجهل بالله عز وجل وأسمائه وصفاته. والحق أن كثيرًا من الناس لم يعرفوا ربهم حق المعرفة، ولو عرفوه حق المعرفة ما غفلوا عن ذكره، وما غفلوا عن أوامره ونواهيه؛ لأن المعرفة الحقيقية تورث القلب تعظيم الرب ومحبته وخوفه ورجاءه، فيستحي العارف أن يراه ربه على معصية، أو أن يراه غافلاً
ومن أعظم أسباب الغفلة الاغترار بالدنيا والانغماس في شهواتها. قال الله عز وجل: (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)[الحجر:3].
إن الغفلة حجاب عظيم على القلب يجعل بين الغافل وبين ربه وحشة عظيمة لا تزول إلاَّ بذكر الله تعالى.إن حال هؤلاء يصدق فيه قول القائل:
نهارك يا مغرور سهو وغفـلةٌ.. ... ..وليلك نومٌ والردى لك لازمٌ
وشغلك فيما سوف تكره غبه ... ..كذلك في الدنيا تعيش البهائم
إن من أعظم أسباب الغفلة الجهل بالله عز وجل وأسمائه وصفاته. والحق أن كثيرًا من الناس لم يعرفوا ربهم حق المعرفة، ولو عرفوه حق المعرفة ما غفلوا عن ذكره، وما غفلوا عن أوامره ونواهيه؛ لأن المعرفة الحقيقية تورث القلب تعظيم الرب ومحبته وخوفه ورجاءه، فيستحي العارف أن يراه ربه على معصية، أو أن يراه غافلاً
ومن أعظم أسباب الغفلة الاغترار بالدنيا والانغماس في شهواتها. قال الله عز وجل: (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)[الحجر:3].
وإذا كان أهل الجنة يتأسفون على كل ساعة مرت بهم في الدنيا لم يذكروا الله فيها، فما بالنا بالغافل اللاهي؟!!
(حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ.
فاحرصوا عباد الله أن تكونوا من أهل الآخرة الذين يصرفون أوقاتهم الثمينة في السعي لها والحذر منها واحذروا أن يهلككم اللهث وراء دنيا فانية تزول ويعقبها الحسرة والندمة
فاللهم أعنا في شهر شعبان على الصيام والقيام وصالح الأعمال . اللهم إنا نعوذ بك من الشرك والشقاق والنفاق وسوء الأخلاق . اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام ونجنا من كربات يوم القيامة .