شَعْبَانُ أقْبَلَ قُمْ بِنَا يا صَاحِ 2/8/1438هـ
خالد محمد القرعاوي
1438/07/29 - 2017/04/26 17:09PM
شَعْبَانُ أقْبَلَ قُمْ بِنَا يا صَاحِ 2/8/1438هـ
الحمدُ لله بيدِهِ الأمرُ، فضَّل شَهرا على شَهرٍ،خصَّ بعضَها بِمَزيدِ الأَجْرِ،نَشهدُ ألَّا إله إلَّا اللهُ وحده لا شريكَ لَه،يَعلَمُ السِّرَ والجَهْرَ.ونَشهدُ أنَّ نبِيَّنا مُحمَّداً نَبِيُّ الرَّحمَةِ واليُسرِ، دَائِمُ العَمَلِ والِبشْرِ، صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليه,أَزْكى مَنْ تَعَبَّدَ للهِ وَصَامَ,وَابْتَهَلَ للهِ وَقَامَ,حتى تَفَطَّرت منه الأَقدَامَ، وَمَنْ تبِعَهم بِإحسَانٍ وإيمانٍ على الدَّوامِ.أمَّا بعدُ:فَأوصيكم عبادَ اللهِ ونفسي بِتَقوى اللهِ تعالى القَائِلِ: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ*الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ*لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ) [يونس:62-64].أيُّها المؤمنونَ:للهِ الحِكْمَةُ البَالِغةُ،فَمِنْ تَعْظِيمِ اللهِ لِشَهْرِ رَمَضَانَ,أَنْ هَيَّأَ قَبلَهُ شَهْرَ شَعبَانَ, ولهذا كانَ لِشَهرِ شَعبَانَ عندَ رَسولِنا من الحفاوةِ والعَمَلِ ما يفُوقُ الوصفَ والمَقَالَ! وبِحمدِ اللهِ، بِالأمْسِ وفَد علينا هذا السَّفيرُ الكريمُ،فَلْنُكْرِمْ سَفِيرَ حَبِيبِنا، فَمِن حَقِّ رَمَضَانَ علينا أَنْ نَصِلَ قَرِيبَهُ،ونُكرمَ قَرِينَهُ.عبادَ اللهِ:إنَّ شعبانَ "شَهرٌ يغفُلُ النَّاسُ عنه" كمَا وَصَفَهُ رَسُولُ اللهِ ،وَهُنا فَائِدَةٌ يذكرها العلماءُ دائِماً،وَهِيَ اسْتِحْبَابُ عِمَارَةِ أَوقَاتِ غَفْلَةِ النَّاسِ بالطَّاعاتِ،وَأَنَّ ذَلك مَحبُوبٌ عندَ الله عزَّ وجلَّ، لأنَّهُ أَخفَى لِلعمَلِ وَأَدْعَى للإخْلاصِ وَالقَبُولِ. نَعَمْ العمَلُ الصَّالِحُ في وقتِ غفلةِ الناسِ شاقٌّ على النُّفُوسِ، لِذَا كانَ أَجرُهُ أَعْظَمَ؛لقول النَّبيِّ لعائِشةَ رضي اللهُ عنها:"إنَّ لَكِ مِنْ الأَجْرِ عَلى قَدْرِ نَصَبِك وَنَفَقَتِكِ".صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ. أيُّها المُؤمِنُونَ: لَقَدْ كَانَ رَسُولُنا الكريمُ في شَهرِ شَعبَانَ يحثُّ المًسْلِمِينَ وَيُوَجِّهُهُم إلى زِيَادَةِ الأعْمَالِ الصَّالِحَاتِ!فَكَانَ كَمَا قَالَتْ أُمُّنَا عَائِشَةُ رَضِي اللهُ عنها:"يَصُومُ،شَعبَانَ،حَتَّى نَقُولَ:لا يُفْطِرُ،وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ:لا يَصُومُ،وَمَا رَأَيتُ رَسُولَ اللهِ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إلاَّ شَهْرَ رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيتُهُ فِي شَهْرٍ أَكثرَ صِيَامَاً مِنْهُ فِي شَعْبَانَ"رواه البخاري ومسلم.وفي روايةٍ:كانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّه.وَكَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إلاَّ قَلِيلاً.وَعَن أُسَامَة بْنَ زَيْدٍ رَضِي اللهُ عنهما قَالَ: قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللَّهِ،لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ!قَالَ:"ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ،بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ،وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ،فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ"حسَّنهُ الألبانيُّ.فَذَكَر النَّبِيُّ سَبَبَينِ لِتَفضِيلِهِ: أنَّهُ شَهرٌ يغفُلُ النَّاسُ عَنه لِوُقُوعِهِ بينَ شَهرَينِ عَظِيمَينِ، والثَّانِي أنَّهُ تُرفَعُ فِيهِ أَعمَالُ العِبادِ إلى اللهِ تَعَالَى,فأرادَ أن يُرفعَ عَملُه وهو صائمٌ.إخْوَانِي:ومادُمنا بِحمدِ الله في ثَانِي أيَّامِهِ فَلْنَعْقِدِ العَزَمَ عَلى التَّزوُّدِ من الطَّاعاتِفِيهِ,وَالمُنافَسَةِ فِي الخَيْرَاتِ.حتى لا يَأْتيَ رَمَضَانُ إلاَّ وَقضدْ ارْتَقَينَا مَنَازِلَ عَالِيةٍ مِن الطَّاعةِ والعبَادةِ قالَ اللهُ تعالى: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الحديد:21].
مضى رجبٌ ومـا أحسنتَ فيـه *** وهـذا شهرُ شـعبانَ المبـارَك
فيا من ضيَّـع الأوقـاتَ جهـلاً *** بِحُرمتهـا أفِق واحـذَر بَوارَك
تدارَك ما استطعتَ مـن الخطايـا *** بتوبةِ مخلـصٍ واجعل مـدارَك
على طلبِ السلامـةِ من جحيـمٍ *** فخَيرُ ذوي البصائرِ من تدارَك
عباد اللهِ: الصِّيامُ في شَعبَانَ من أفضلِ التَّطوُّعِ؛ لأنَّهُ قَريبٌ من صِيامِ فَرْضِ رَمضَانَ، فيكونُ بِمَنزلَةِ السُّنَنِ الرَّواتِبِ مَعَ الفَرائِضِ قَبلَها, وصيامُ السِّتِ من شوال كالبعديةِ لرمضانَ، قالَ الإمامُ ابنُ رَجَبٍ الحنبليُّ رحمه الله:"صَومُ شعبَانَ كالتَّمرِينِ على صِيَامِ رَمَضَانَ؛لئِلَّا يَدخُلَ في صومِ رمضانَ على مَشَقَّةٍ وَكلفَةٍ،بل يكونُ قد تَمرَّنَ على الصيام واعتادَه وَوَجَدَ بِصيامِ شَعبَانَ قَبلَهُ حلاوةَ الصِّيامِ ولَذَّتَهُ، فَيدخُلُ في صيامِ رَمضَانَ بقوةٍ ونشاطٍ" انتهى كلامه رحمهُ اللهُ.فاحرصوا رَحِمَكُم اللهُ على صيامِ وَلَو بَعْضَ أيَّامِهِ,وحُثُّوا أَبنَاءَكَم وَدَرِّبُوهم عليهِ؛حتى لا يُصابُوا بِثِقَلٍ أو تَعَبٍ فِي رَمَضَانَ.ولا يَنْبَغِي أنْ نَتَحَجَّجَ بِدِرَاسَةٍ أو ضَغْطِ اخْتِبَارَاتٍ!فَلْتَبْشِر أيُّها الصَائِمُ بِالعَونِ والتَّوفِيقِ والتَّسْدِيد والأجْرِ الوَفِيرِ,فَنَبِيُّا قَالَ:"مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْماً في سَبِيلِ اللهِ إِلاَّ بَاعَدَ اللهُ بِذَلِكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفَاً"متفقٌ عَلَيْهِ.فاللهمَّ أعنَّا جميعا على ذِكرِكَ وشُكرِكَ وحُسنِ عبادتكِ.أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:الحمدُ لله ذي العظمةِ والجلالِ، نحمده سبحانه على نعمِه في الحالِ والمآلِ، ونشهدُ ألَّا إله إلَّا الله وحدَه لا شريك له الكبيرُ المتعَال، ونشهَدُ أنَّ نَبِيَّنا محمَّدًا عبدُ الله ورسولُه, دَلَّنا على الفَلاحِ وحذَّرَنا من الضَّلالِ, اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابعينَ لَهُم ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ ما تَعَاقَبَ الزَّمانُ.أمَّا بعدُ:فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ, واحمدوا اللهَ على نِعَمةِ الصِّحَةِ والفراغِ، فَكلُّ يومٍ لنا فِي هذه الدُّنيا فهو غَنِيمَةٌ لِلتَّزَوُّدِ من الصَّالِحاتِ،ألم يَقُلِ اللهُ تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورً)[الفرقان:62] .أيُّها الأخُ الكَرِيمُ:ضَيفُنا المُبارَكُ وغَائِبُنا الحبيبُ سَيحِلُّ بِنَا بَعدَ شَهرٍ,وَمَا أَسْرَعَ قُدُومَهُ!أفَلا يَحسُنُ بنا أن نَستَعِدَّ وَنَتَهيَّأَ لهُ؟بلى والله!فَلَقَد كَانَ رَسُولُنا يستَعِدُّ لِرَمَضَانِ من شَهْرِ شَعْبَانَ كَمَا عَلِمنا آنِفاً.أَلَا وإنَّ مِمَّا يُسنُّ عَمَلُه في شَعبانَ الإكثارُ من قراءةِ القرآنِ، قال أَنسُ بنُ مالكٍ رضي الله عنهما: "كانَ المُسلِمُون إذا دَخَلَ شَعبَانُ أَكَبُّوا على المَصَاحِفِ فَقَرؤوها, وأَخَرجُوا زَكاةَ أَموالِهم؛ تَقوِيَةً لِضَعِفِيهم على الصَّومِ".وَقَالَ سَلَمَةُ بنُ كُهَيلٍ: كَان يُقَالُ: شَهرُ شَعبَانَ شَهرُ القُرآنِ.اللهُ أكبرُ عبادَ اللهِ:مَا أَدَقَّ فَهْمَ السَلَفِ لِشرعِ اللهِ!وما أحرصَهم على تَحقيقِ التَّقوى والإيمانِ!كُلُّ ذلِكَ تَمريناً لِلنَّفسِ وتَهيِئَةً لَهَا عَلى البَقَاءِ مَعَ القُرَآنِ لِفترةٍ أَطولَ في شَهرِ القُرآنِ! ومِمَّا يَنبَغي أنْ نَتواصى بِهِ هَذِهِ الأيَّامَ أنْ نُعَوِّد أنفُسَنَا على قِيامِ الَّليلِ, فَلقدَ قَدُمَ عَهدُ بعضِنا بِقيَامِ الليلِ فلا يَذكُرُونهُ إلاَّ في رَمضانَ الماضي!ولو أنْ نَبدأَ من الليلَةِ بِثَلاثِ ركَعاتٍ, ثمَّ بِخمسٍ،وهكذا, حتى نَنْشَطَ ونَتَمَرَّن عليه خِلالَ شهرِ رَمَضَانَ.وما أسرعَ تَصَرُّمَ الأيامِ!.واستمِعوا إلى التَّوجيهِ البَليغِ والنُّصحِ اللطيفِ من مُعَلِّمنا الأولِ حينما ذُكِرَ عِنْدَهُ الصَّحابِيُّ الجَلِيلُ مَخْرَمَةُ بنُ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،فَقَالَ :"ذَاكَ رَجُلٌ لا يَتَوَسَّدُ الْقُرْآنَ" رواه الإمامُ أحمدُ والنَّسائيُ. وَمَعْنَاهُ أنَّه لا يَنَامُ بِالَّليلِ وَيَترُكُ حِزبَهُ من القُرآنِ، فَيَا لَهَا مِنْ بَلاغَةٍ نَبَوِيَّةٍ،وَتَوجِيهٍ لَطِيفٍ.أيُّها المُؤمنونَ:ومِمَّا يُؤكَّدُ عليهِ في شَعبَانَ صِلَةُ الأرحامِ,وتركُ التَّشَاحُنِ والبَغضَاءِ,واجتنابُ التَّقَاطُعِ والتَّدَابُرِ,وفي أحاديثَ صحَّحها بعضُ العُلماءِ أنَّ النبيِّ قال:"يَطَّلِعُ اللهُ إلى جَمِيعِ خَلقِهِ لَيلةَ النِّصفِ مِن شَعبَانَ فَيغفِرُ لِجَمِيعِ خَلقِه إلاَّ لِمُشركٍ أو مُشاحِنٍ".وقالَ :"إنَّ الله لَيطِّلِعُ على عبادِه ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ،فَيَغفرُ لِلمؤمنينَ، ويُملِي للكافرين، ويَدعُ أهلَ الحِقدِ بحقدِهم حتى يَدَعُوه".فيا أيُّها الأبرارُ والأخيارُ:علينا في هذا الشَّهرِ بالتَّصافي والتَّوادِ,والمَحَبَّةِ والرحمةِ,علينا بالتَّوبةِ الصَّادِقَةِ النَّصوحِ،والاستغفارِ من جميع الآثامِ،فرمضانُ سَيَحِلُّ بنا قريباً، إن كَتَبَ الله لنا الحياةَ،فهيئ نَفسَكَ، وقدِّر نعمة الله عليك، واسأله أن يُبَلِّغكَ رمضانَ، وأن يُعينكَ فيه على ذكره وشكره وحسن عبادته.
إذا أنتَ لم تزرع وأبصرتَ حاصداً *** نَدمتَ على التفريط ِفي زمن ِالبذرِ.
عباد اللهِ: ومن كان عليه أيامٌ من رمضانَ الماضي فليبادر بقضائِها من الآن, ومن كانت لأخيه مظلمةٌ أو حقٌ فليؤدِّها قبل ألاّ َيكونَ دِرهمٌ ولا دِينارٌ. رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ. اللهم آتِ نُفُوسَنَا تقواها، وزَكِّها أنتَ خيرُ مَنْ زَكَّاها، أنتَ وَلِيُّها ومَولاها.اللهم تب على التائبين، واغفر ذنوب المستغفرين، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، ربنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.اللهم أدم علينا نعمة الأمن والإيمان، ووفقنا لما تحبُّ وترضى يا رحمان, اللهم وفق ولاة أمورنا لما تحبُّ وترضى، وأعنهم على البرِّ والتقوى, وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا ربَّ العالمين.اللهم اجعل مستقبلنا خيرا من ماضينا, اللهم اهدنا واهدِ بنا يا ربَّ العالمين. اللهم بلغنا رمضان، وارزقنا فيه حُسنَ القولِ والعملِ.اللهمَّ أعزَّ الإسْلامَ والمُسْلِمِينَ وانْصُرْ مَنْ نَصَرَ الدِّينَ,اللهم انصُرْ جُنُودَنا واحفَظْ حُدُودَنا,وَتَقَبَّلَ شُهَدَاءَنا فِي الصَّالِحِينَ,وَرُدَّ كَيدَ الكَائِدِينَ يَاربَّ العالمِينَ.رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
الحمدُ لله بيدِهِ الأمرُ، فضَّل شَهرا على شَهرٍ،خصَّ بعضَها بِمَزيدِ الأَجْرِ،نَشهدُ ألَّا إله إلَّا اللهُ وحده لا شريكَ لَه،يَعلَمُ السِّرَ والجَهْرَ.ونَشهدُ أنَّ نبِيَّنا مُحمَّداً نَبِيُّ الرَّحمَةِ واليُسرِ، دَائِمُ العَمَلِ والِبشْرِ، صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليه,أَزْكى مَنْ تَعَبَّدَ للهِ وَصَامَ,وَابْتَهَلَ للهِ وَقَامَ,حتى تَفَطَّرت منه الأَقدَامَ، وَمَنْ تبِعَهم بِإحسَانٍ وإيمانٍ على الدَّوامِ.أمَّا بعدُ:فَأوصيكم عبادَ اللهِ ونفسي بِتَقوى اللهِ تعالى القَائِلِ: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ*الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ*لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ) [يونس:62-64].أيُّها المؤمنونَ:للهِ الحِكْمَةُ البَالِغةُ،فَمِنْ تَعْظِيمِ اللهِ لِشَهْرِ رَمَضَانَ,أَنْ هَيَّأَ قَبلَهُ شَهْرَ شَعبَانَ, ولهذا كانَ لِشَهرِ شَعبَانَ عندَ رَسولِنا من الحفاوةِ والعَمَلِ ما يفُوقُ الوصفَ والمَقَالَ! وبِحمدِ اللهِ، بِالأمْسِ وفَد علينا هذا السَّفيرُ الكريمُ،فَلْنُكْرِمْ سَفِيرَ حَبِيبِنا، فَمِن حَقِّ رَمَضَانَ علينا أَنْ نَصِلَ قَرِيبَهُ،ونُكرمَ قَرِينَهُ.عبادَ اللهِ:إنَّ شعبانَ "شَهرٌ يغفُلُ النَّاسُ عنه" كمَا وَصَفَهُ رَسُولُ اللهِ ،وَهُنا فَائِدَةٌ يذكرها العلماءُ دائِماً،وَهِيَ اسْتِحْبَابُ عِمَارَةِ أَوقَاتِ غَفْلَةِ النَّاسِ بالطَّاعاتِ،وَأَنَّ ذَلك مَحبُوبٌ عندَ الله عزَّ وجلَّ، لأنَّهُ أَخفَى لِلعمَلِ وَأَدْعَى للإخْلاصِ وَالقَبُولِ. نَعَمْ العمَلُ الصَّالِحُ في وقتِ غفلةِ الناسِ شاقٌّ على النُّفُوسِ، لِذَا كانَ أَجرُهُ أَعْظَمَ؛لقول النَّبيِّ لعائِشةَ رضي اللهُ عنها:"إنَّ لَكِ مِنْ الأَجْرِ عَلى قَدْرِ نَصَبِك وَنَفَقَتِكِ".صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ. أيُّها المُؤمِنُونَ: لَقَدْ كَانَ رَسُولُنا الكريمُ في شَهرِ شَعبَانَ يحثُّ المًسْلِمِينَ وَيُوَجِّهُهُم إلى زِيَادَةِ الأعْمَالِ الصَّالِحَاتِ!فَكَانَ كَمَا قَالَتْ أُمُّنَا عَائِشَةُ رَضِي اللهُ عنها:"يَصُومُ،شَعبَانَ،حَتَّى نَقُولَ:لا يُفْطِرُ،وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ:لا يَصُومُ،وَمَا رَأَيتُ رَسُولَ اللهِ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إلاَّ شَهْرَ رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيتُهُ فِي شَهْرٍ أَكثرَ صِيَامَاً مِنْهُ فِي شَعْبَانَ"رواه البخاري ومسلم.وفي روايةٍ:كانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّه.وَكَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إلاَّ قَلِيلاً.وَعَن أُسَامَة بْنَ زَيْدٍ رَضِي اللهُ عنهما قَالَ: قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللَّهِ،لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ!قَالَ:"ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ،بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ،وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ،فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ"حسَّنهُ الألبانيُّ.فَذَكَر النَّبِيُّ سَبَبَينِ لِتَفضِيلِهِ: أنَّهُ شَهرٌ يغفُلُ النَّاسُ عَنه لِوُقُوعِهِ بينَ شَهرَينِ عَظِيمَينِ، والثَّانِي أنَّهُ تُرفَعُ فِيهِ أَعمَالُ العِبادِ إلى اللهِ تَعَالَى,فأرادَ أن يُرفعَ عَملُه وهو صائمٌ.إخْوَانِي:ومادُمنا بِحمدِ الله في ثَانِي أيَّامِهِ فَلْنَعْقِدِ العَزَمَ عَلى التَّزوُّدِ من الطَّاعاتِفِيهِ,وَالمُنافَسَةِ فِي الخَيْرَاتِ.حتى لا يَأْتيَ رَمَضَانُ إلاَّ وَقضدْ ارْتَقَينَا مَنَازِلَ عَالِيةٍ مِن الطَّاعةِ والعبَادةِ قالَ اللهُ تعالى: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الحديد:21].
مضى رجبٌ ومـا أحسنتَ فيـه *** وهـذا شهرُ شـعبانَ المبـارَك
فيا من ضيَّـع الأوقـاتَ جهـلاً *** بِحُرمتهـا أفِق واحـذَر بَوارَك
تدارَك ما استطعتَ مـن الخطايـا *** بتوبةِ مخلـصٍ واجعل مـدارَك
على طلبِ السلامـةِ من جحيـمٍ *** فخَيرُ ذوي البصائرِ من تدارَك
عباد اللهِ: الصِّيامُ في شَعبَانَ من أفضلِ التَّطوُّعِ؛ لأنَّهُ قَريبٌ من صِيامِ فَرْضِ رَمضَانَ، فيكونُ بِمَنزلَةِ السُّنَنِ الرَّواتِبِ مَعَ الفَرائِضِ قَبلَها, وصيامُ السِّتِ من شوال كالبعديةِ لرمضانَ، قالَ الإمامُ ابنُ رَجَبٍ الحنبليُّ رحمه الله:"صَومُ شعبَانَ كالتَّمرِينِ على صِيَامِ رَمَضَانَ؛لئِلَّا يَدخُلَ في صومِ رمضانَ على مَشَقَّةٍ وَكلفَةٍ،بل يكونُ قد تَمرَّنَ على الصيام واعتادَه وَوَجَدَ بِصيامِ شَعبَانَ قَبلَهُ حلاوةَ الصِّيامِ ولَذَّتَهُ، فَيدخُلُ في صيامِ رَمضَانَ بقوةٍ ونشاطٍ" انتهى كلامه رحمهُ اللهُ.فاحرصوا رَحِمَكُم اللهُ على صيامِ وَلَو بَعْضَ أيَّامِهِ,وحُثُّوا أَبنَاءَكَم وَدَرِّبُوهم عليهِ؛حتى لا يُصابُوا بِثِقَلٍ أو تَعَبٍ فِي رَمَضَانَ.ولا يَنْبَغِي أنْ نَتَحَجَّجَ بِدِرَاسَةٍ أو ضَغْطِ اخْتِبَارَاتٍ!فَلْتَبْشِر أيُّها الصَائِمُ بِالعَونِ والتَّوفِيقِ والتَّسْدِيد والأجْرِ الوَفِيرِ,فَنَبِيُّا قَالَ:"مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْماً في سَبِيلِ اللهِ إِلاَّ بَاعَدَ اللهُ بِذَلِكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفَاً"متفقٌ عَلَيْهِ.فاللهمَّ أعنَّا جميعا على ذِكرِكَ وشُكرِكَ وحُسنِ عبادتكِ.أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:الحمدُ لله ذي العظمةِ والجلالِ، نحمده سبحانه على نعمِه في الحالِ والمآلِ، ونشهدُ ألَّا إله إلَّا الله وحدَه لا شريك له الكبيرُ المتعَال، ونشهَدُ أنَّ نَبِيَّنا محمَّدًا عبدُ الله ورسولُه, دَلَّنا على الفَلاحِ وحذَّرَنا من الضَّلالِ, اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابعينَ لَهُم ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ ما تَعَاقَبَ الزَّمانُ.أمَّا بعدُ:فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ, واحمدوا اللهَ على نِعَمةِ الصِّحَةِ والفراغِ، فَكلُّ يومٍ لنا فِي هذه الدُّنيا فهو غَنِيمَةٌ لِلتَّزَوُّدِ من الصَّالِحاتِ،ألم يَقُلِ اللهُ تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورً)[الفرقان:62] .أيُّها الأخُ الكَرِيمُ:ضَيفُنا المُبارَكُ وغَائِبُنا الحبيبُ سَيحِلُّ بِنَا بَعدَ شَهرٍ,وَمَا أَسْرَعَ قُدُومَهُ!أفَلا يَحسُنُ بنا أن نَستَعِدَّ وَنَتَهيَّأَ لهُ؟بلى والله!فَلَقَد كَانَ رَسُولُنا يستَعِدُّ لِرَمَضَانِ من شَهْرِ شَعْبَانَ كَمَا عَلِمنا آنِفاً.أَلَا وإنَّ مِمَّا يُسنُّ عَمَلُه في شَعبانَ الإكثارُ من قراءةِ القرآنِ، قال أَنسُ بنُ مالكٍ رضي الله عنهما: "كانَ المُسلِمُون إذا دَخَلَ شَعبَانُ أَكَبُّوا على المَصَاحِفِ فَقَرؤوها, وأَخَرجُوا زَكاةَ أَموالِهم؛ تَقوِيَةً لِضَعِفِيهم على الصَّومِ".وَقَالَ سَلَمَةُ بنُ كُهَيلٍ: كَان يُقَالُ: شَهرُ شَعبَانَ شَهرُ القُرآنِ.اللهُ أكبرُ عبادَ اللهِ:مَا أَدَقَّ فَهْمَ السَلَفِ لِشرعِ اللهِ!وما أحرصَهم على تَحقيقِ التَّقوى والإيمانِ!كُلُّ ذلِكَ تَمريناً لِلنَّفسِ وتَهيِئَةً لَهَا عَلى البَقَاءِ مَعَ القُرَآنِ لِفترةٍ أَطولَ في شَهرِ القُرآنِ! ومِمَّا يَنبَغي أنْ نَتواصى بِهِ هَذِهِ الأيَّامَ أنْ نُعَوِّد أنفُسَنَا على قِيامِ الَّليلِ, فَلقدَ قَدُمَ عَهدُ بعضِنا بِقيَامِ الليلِ فلا يَذكُرُونهُ إلاَّ في رَمضانَ الماضي!ولو أنْ نَبدأَ من الليلَةِ بِثَلاثِ ركَعاتٍ, ثمَّ بِخمسٍ،وهكذا, حتى نَنْشَطَ ونَتَمَرَّن عليه خِلالَ شهرِ رَمَضَانَ.وما أسرعَ تَصَرُّمَ الأيامِ!.واستمِعوا إلى التَّوجيهِ البَليغِ والنُّصحِ اللطيفِ من مُعَلِّمنا الأولِ حينما ذُكِرَ عِنْدَهُ الصَّحابِيُّ الجَلِيلُ مَخْرَمَةُ بنُ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،فَقَالَ :"ذَاكَ رَجُلٌ لا يَتَوَسَّدُ الْقُرْآنَ" رواه الإمامُ أحمدُ والنَّسائيُ. وَمَعْنَاهُ أنَّه لا يَنَامُ بِالَّليلِ وَيَترُكُ حِزبَهُ من القُرآنِ، فَيَا لَهَا مِنْ بَلاغَةٍ نَبَوِيَّةٍ،وَتَوجِيهٍ لَطِيفٍ.أيُّها المُؤمنونَ:ومِمَّا يُؤكَّدُ عليهِ في شَعبَانَ صِلَةُ الأرحامِ,وتركُ التَّشَاحُنِ والبَغضَاءِ,واجتنابُ التَّقَاطُعِ والتَّدَابُرِ,وفي أحاديثَ صحَّحها بعضُ العُلماءِ أنَّ النبيِّ قال:"يَطَّلِعُ اللهُ إلى جَمِيعِ خَلقِهِ لَيلةَ النِّصفِ مِن شَعبَانَ فَيغفِرُ لِجَمِيعِ خَلقِه إلاَّ لِمُشركٍ أو مُشاحِنٍ".وقالَ :"إنَّ الله لَيطِّلِعُ على عبادِه ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ،فَيَغفرُ لِلمؤمنينَ، ويُملِي للكافرين، ويَدعُ أهلَ الحِقدِ بحقدِهم حتى يَدَعُوه".فيا أيُّها الأبرارُ والأخيارُ:علينا في هذا الشَّهرِ بالتَّصافي والتَّوادِ,والمَحَبَّةِ والرحمةِ,علينا بالتَّوبةِ الصَّادِقَةِ النَّصوحِ،والاستغفارِ من جميع الآثامِ،فرمضانُ سَيَحِلُّ بنا قريباً، إن كَتَبَ الله لنا الحياةَ،فهيئ نَفسَكَ، وقدِّر نعمة الله عليك، واسأله أن يُبَلِّغكَ رمضانَ، وأن يُعينكَ فيه على ذكره وشكره وحسن عبادته.
إذا أنتَ لم تزرع وأبصرتَ حاصداً *** نَدمتَ على التفريط ِفي زمن ِالبذرِ.
عباد اللهِ: ومن كان عليه أيامٌ من رمضانَ الماضي فليبادر بقضائِها من الآن, ومن كانت لأخيه مظلمةٌ أو حقٌ فليؤدِّها قبل ألاّ َيكونَ دِرهمٌ ولا دِينارٌ. رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ. اللهم آتِ نُفُوسَنَا تقواها، وزَكِّها أنتَ خيرُ مَنْ زَكَّاها، أنتَ وَلِيُّها ومَولاها.اللهم تب على التائبين، واغفر ذنوب المستغفرين، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، ربنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.اللهم أدم علينا نعمة الأمن والإيمان، ووفقنا لما تحبُّ وترضى يا رحمان, اللهم وفق ولاة أمورنا لما تحبُّ وترضى، وأعنهم على البرِّ والتقوى, وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا ربَّ العالمين.اللهم اجعل مستقبلنا خيرا من ماضينا, اللهم اهدنا واهدِ بنا يا ربَّ العالمين. اللهم بلغنا رمضان، وارزقنا فيه حُسنَ القولِ والعملِ.اللهمَّ أعزَّ الإسْلامَ والمُسْلِمِينَ وانْصُرْ مَنْ نَصَرَ الدِّينَ,اللهم انصُرْ جُنُودَنا واحفَظْ حُدُودَنا,وَتَقَبَّلَ شُهَدَاءَنا فِي الصَّالِحِينَ,وَرُدَّ كَيدَ الكَائِدِينَ يَاربَّ العالمِينَ.رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
المرفقات
1295.doc
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق