شطارة الشيعة! / محمود سلطان

احمد ابوبكر
1436/02/30 - 2014/12/22 04:06AM
[align=justify]مرجعية شيعية إيرانية شهيرة، قالت إن الشيعة يمثلون أقلية عددية.. ولكنهم يعتبرون "أغلبية استراتيجية".. تعبير "جميل" يلخص الأوزان النسبية للقوى الحقيقية على الأرض. يقول المصريون تهكمًا على الأعداد التي لا لزوم لها: "العدد في الليمون"!!.. وفي الموروث النبوي الشريف "كثير كغثاء السيل".. فالمسألة ليست في العدد ولكن في القدرة على التأثير وصنع الواقع والخرائط على الأرض. إسرائيل لا تتعدى ـ بحسب آخر تقرير ـ 8 ملايين، ربعهم من العرب.. ومع ذلك تفرض إرادتها وتفوقها على أكثر من 400 مليون عربي، وذلك بحسب إحصائية 2012. الولايات المتحدة الأمريكية تعدادها 316 مليون ـ بحسب إحصائية 2013 ـ ومع ذلك تحكم العالم كله. ولذا فإن السيطرة والتفوق.. لا يتحقق بغطرسة وعنجهية الجماهيرية والتعداد السكاني الكبير.. فهذا كله في "الهجايص". الشيعة شطار في هذه المسألة، ونجحوا في تحويل مفهوم الأقلية، إذ لم تعد الأخيرة مرهونة بالعدد ولكن بالتأثير، حتى لو كانوا عن طريق تأسيس "لوبيات" وجماعات ضغط، لها حضورها في أية حسابات محلية أو إقليمية أو دولية. المرجعية الشيعية التي أشرت إليها في مستهل هذا المقال، قالت "الأقلية الشيعية" تسيطر الآن على أربع عواصم عربية سنية: بغداد، دمشق، بيروت وصنعاء.. بل قالت إن النفط السني كله تقريبًا بات تحت رحمة إرادة الأقلية الشيعية. الشيعة اليمنيون "الحوثيون" يشكلون نسبة 2% من اليمنيين.. والسنة يشكلون 95% وبقية الطوائف تشكل 3%.. وبمعنى آخر، فإن عدد الحوثيين لا يتجاوز 500 ألف يمني.. مقابل 19 مليون يمني سني.. ومع ذلك يسيطر الآن الحوثيون على اليمن، وسقطت "صنعاء" في أيديهم، وحددوا إقامة الرئيس اليمني في قصره، وأحالوه إلى رئيس "كومبارس".. ويسيطرون ويهددون الحدود السعودية والأمن القومي المصري، بسيطرتهم على "باب المندب" والذي يعتبر الرئة الجنوبية التي يتنفس بها المجرى المائي قناة السويس. والشيعة ليسوا جماعات سياسية وطنية، وإنما ولاؤهم الأساسي عابر للحدود، وبالتحديد، لولي الفقيه في "قم" الإيرانية.. وتعتبر إيران عاصمة دولة الشيعة الجديدة، التي تمتد من العراق إلى لبنان مرورًا بسوريا شمالا.. وإلى اليمن جنوبا.. ويستقي النظام الديني الإيراني المتطرف شرعيته من دوره في حماية الشيعة في العالم.. فالشيعي مواطن إيراني بالتبعية حتى لو كان في الصين الشعبية. المهم .. أنه الآن بدأ ينضج المشروع الإيراني ويجني ثمارًا لم يكن يحلم بها.. فيما يبقى أهل السنة بلا مشروع.. وبلا حماية.. حتى الأنظمة السياسية السنية الحاكمة.. بلا حماية هي أيضا.. ومعظمها في دول الخليج تحت المظلة الأمنية الإيرانية. الانتصار الشيعي في اليمن على وجه التحديد.. عقد الحسابات، وسيعيد اصطفاف الخنادق لصالح الشيعة، حال فكرت الدول السنية المتضررة من الصعود الشيعي في اليمن، مواجهة الحوثيين.. فالمدد لن يأتي لهم من الدولة ـ الأم "إيران" وإنما من جماعات إسلامية سنية على عداء مع الأنظمة السنية المناهضة للإسلاميين في دول الربيع العربي.. وهو موضوع آخر سنكتب عنه لا حقًا.

المصدر: المصريون
[/align]
المشاهدات 929 | التعليقات 0