شر الوليمة-الغيبة-24-7-1443هـ-مستفادة من خطبة الشيخ هلال الهاجري
محمد بن سامر
شر الوليمة-الغيبة-24-7-1443هـ-مستفادة من خطبة الشيخ هلال الهاجري
إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)، أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ-تعالى-، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ-صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وآلِه وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ.
وبعدُ: فيا أيُّها الأخُ المُباركُ: تخيَّلْ أنكَ قد دُعيتَ إلى وجبةِ عشاءٍ، فتحدَّثَ الحاضرونَ طويلًا في مواضيعَ كثيرةٍ، تكلموا عن جارِهم وما يتحلَّى به من الصِّفاتِ السيئةِ الخَلْقية والخُلُقيةِ، وذكروا المسؤولَ الفُلانيَّ وما يمتازِ به من السُّلوكياتِ السَّلبيةِ، وعابوا على أحدِ جماعةِ المسجدِ ما فيه من التسرعِ والعصبيةِ، ولم ينسوا صديقًا قَديمًا لهم في تصرفاتِه الغبيةَ، وفي غمرةِ حديثِهم الماتعِ دعاهم صاحبُ البيتِ إلى القيامِ إلى الطَّعامِ، ولكن.. عندما دخلَ الضُّيوفُ إلى مكانِ العَشاءِ، وجلسوا على الصُّحونِ، رأيتَ شيئًا غريبًا.
رأيتَ الصَّحنَ الأولَ وقد وُضعَ عليه الجارُ مَشويًّا، والصَّحنَ الثَّاني قد وُضعَ عليه المسؤولُ مَقليًّا، والثَّالثَ عليه صاحبُ المسجدِ مَحشيًّا، والرَّابعَ عليه الصَّديقُ القَديمُ مَسلوقًا، والعَجيبُ أن الحضورَ يأكلونَ من لحومِ أجسادِ إخوانِهم، ويتلذَّذونَ ويستمتعونَ، وكأنَّ الأمرَ طبيعيٌّ لا حرامَ فيه ولا حرجَ، فما هو موقفُكَ من هذه الوليمةِ؟
لماذا نعجبُ من ذلكَ واللهُ-سبحانَه وتعالى-يقولُ في كتابِه: (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ)، فما الفرقُ بينَ ما كانوا يفعلونَه في المجلسِ وما يفعلونَه في غرفةِ الطَّعامِ؟ أليسَ ما حدثَ في المجلسينِ، هو أكلٌّ لِلَّحمِ الإخوانِ، ومعصيةٌ للعزيزِ الرَّحمنِ؟
ولو قالَ قائلٌ: نحنُ لم نتحدَّثْ إلا بالواقعِ، وكلُّ ما ذكرناه في هؤلاءِ فهو حقيقةٌ بشهادةِ الجميعِ، فنقولُ: هذهِ واللهِ الغِيبةُ بعَيْنِها، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآلِه وَسَلَّمَ-: "أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ، قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ"، فالغيبةُ هي ذِكرُكَ لما في أخيكَ المسلمِ من الصِّفاتِ والأفعالِ والألقابِ مما يكرهُه في غيابِه، وأما إن لم يكن فيه ما ذكرتَ، "وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ"، والبُهتانُ: أشدُّ الكذبِ، وهذا أَكبرُ وأَعظمُ.
تقولُ أمُنا عائشةُ-رضيَ اللهُ عنها-: "قلتُ للنَّبيِّ-صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّمَ-: حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا-وأشارت يَعْنِي قَصِيرَةً-، فاسمع ماذا قالَ عن هذه الإشارةِ التي قالتْها بسببِ الغَيرةِ بين الضرائرِ، فَقَالَ: "لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ"، كلمةً لو خُلِطتْ بماءِ البحرِ لأفسدتْ طعمَه ولونَه وريحَه، فماذا عسى أن يُقالَ فيما هو أعظمُ من ذلكَ من السبِ واللعنِ، والسُّخريةِ والهَمزِ، والعيبِ واللَّمزِ، والطَّعنِ في الأحسابِ، والتنابزِ بالألقابِ.
مر النبيُ -صلى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلمَّ-بقبرينِ فقال: "إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ-يعني وما يعذبانِ في أمرٍ صعبٍ شاقٍ لا يستطيعانِ تركَهُ بل هو أمرٌ مقدورٌ عليه-، أَمَّا أَحَدُهُمَا: فَيُعَذَّبُ فِي الْبَوْلِ-لا يتنزه ولا يتطهرُ منه-، وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُعَذَّبُ فِي الْغَيْبَةِ"، وفي روايةِ: "وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُعَذَّبُ فِي النميمةِ".
لما اعترف ماعزٌ-رضي الله عنه-بالزنا، وأراد تطهير نفسه في الدنيا، أَمَرَ بِهِ النبي-صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ-فَرُجِمَ، فَـ"سَمِعَ النَّبِيُّ-صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ-رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: انْظُرْ إِلَى هَذَا الَّذِي سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَلَمْ تَدَعْهُ نَفْسُهُ حَتَّى رُجِمَ رَجْمَ الْكَلْبِ، فَسَكَتَ عَنْهُمَا، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً حَتَّى مَرَّ بِجِيفَةِ حِمَارٍ، فَقَالَ: " أَيْنَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ؟ فَقَالَا: نَحْنُ ذَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: انْزِلَا فَكُلَا مِنْ جِيفَةِ هَذَا الْحِمَارِ، فَقَالَا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَنْ يَأْكُلُ مِنْ هَذَا؟ قَالَ: فَمَا نِلْتُمَا مِنْ عِرْضِ أَخِيكُمَا آنِفًا أَشَدُّ مِنْ أَكْلٍ مِنْهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ الْآنَ لَفِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ يَنْغَمِسُ فِيهَا".
لماذا أصبحتْ كثيرٌ من مجالسِنا مجازرَ تُنحرُ فيه رقابُ المسلمينَ، وتُسلخُ جلودُهم، وتُقطَّعُ لحومُهم؟
لماذا أصبحتْ الغيبةُ فاكهةَ المجالسِ، وحديثُ المُؤانِسِ؟ فأينَ الرحمةُ والإحسانُ، بينَ الأحبةِ والإخوانِ؟
اسمع إلى وصيةِ الحبيبِ-صلى اللهُ عليه وآلِه وسلمَ-في أعظمِ مقامٍ، في البلدِ الحرامِ، في اليومِ الحرامِ، في الشَّهرِ الحرامِ، أمامَ أكثرِ من مئةِ ألفٍ، قالَ في خطبتِه يومَ النَّحرِ: "فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا"، فَأَعَادَهَا مِرَارًا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟"
أستغفر اللهَ لي ولكم وللمسلمين...
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ كما يحبُ ربُنا ويرضى، أَمَّا بَعْدُ:
فاسمعوا إلى عذابِ المغتابينَ في القبورِ، ودماءُهم تَنزفُ على وجوهِهم والصَّدورِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِه وَسَلَّمَ-: "لَمَّا عُرِجَ بِي، مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمِشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُم، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلاءِ يَا جِبْرِيلُ؟، قَالَ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ"، ثُمَّ يُحشرونَ مَفاليسَ، في يومِ الحِسابِ والمَقاييسِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِه وَسَلَّمَ-: "إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ"، نَعوذُ باللهِ منِ الخسرانِ: حسناتُ السِّنينَ، تذهبُ في لمحِ العَينِ.
فيا أيُّها المُغتابُ تحلَّلْ اليومَ واطلبْ العفوَ والسماحَ من أخيك المسلمِ، قبلَ أن تذهبَ حسناتُكَ، فإذا عَلمتَ أنه قد يغضبُ منكَ وقد تقعْ بينكم خصومةٌ وقطيعةٌ، فامدَحهُ في المجالسِ التي اغتَبتَهُ فيها، وأكثرْ له من الاستغفارِ، لعله يعفو عنكَ.
وأنتَ يا صاحبَ المجلسِ، ويا رئيسَ القومِ، ويا كبيرَ العائلةِ، قولوا للمغتابِ اسكتْ، وقولوا للهمَّازِ اصمتْ، واحفظوا مجالسَكم من لحومِ المسلمينَ، واملؤوها بذكرِ ربِّ العالمينَ، تَكنْ بركةً وخيرًا وعتقًا من النارِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِه وَسَلَّمَ-: "مَنْ ذَبَّ-دافعَ-عَنْ لَحْمِ أَخِيهِ فِي الْغِيبَةِ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُعْتِقَهُ مِنَ النَّارِ".
من صورِ الغِيبةِ التي يغفلُ عنها كثيرٌ من الناسِ وهي غيبةٌ لأنك تقصدُه بنيتِك بسوءٍ:
-الدعاءُ قد يكونُ غيبةً؛ فعندما يُذكرُ مسلمٌ فتقول: الله يهديه.
-تقليدُهُ في أي شيءٍ بغرضِ السخريةِ والانتقاصِ منه.
-انتقاصُه وتحقيرُه بجنسيتِه أو شعبهِ أو قبيلتِه أو لونهِ أو عملِه.
والخلاصةُ: كلُّ ما تقولهُ أو تفعلُه في ظهرِ أخيك المسلمُ وهو يكرهُهُ فهو غيبةٌ؛ لأنه مدحٌ لنفسِك وإعجابٌ بها، وذمٌ واحتقارٌ له.
يا حيُّ يا قيومُ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ، لا إلهَ إلا أنتَ سبحانَك إنَّا كنَّا من الظالمينَ، أسألكَ بأسمائِك الحُسْنَى، وصفاتِك العُلَى، اللهم أصلحْ وُلاةَ أُمورِنا وأُمورِ المسلمينِ وبطانتَهم، ووفقهمْ لما تحبُ وترضى، وانصرْ جنودَنا المرابطينَ، ورُدَّهُم سالمينَ غانمينَ، اللهم اهدنا والمسلمينَ لأحسنِ الأخلاقِ والأعمالِ، واصرفْ عنا وعنهم سيِئها، اللهم اغفرْ لوالدينا وارحمْهم واجعلْهم في الفردوسِ الأعلى من الجنةِ وإيانا والمسلمينَ، اللهم إنَّي أسألك لي وللمسلمينَ من كلِّ خيرٍ، وأعوذُ وأعيذُهم بك من كلِّ شرٍ، وأَسْأَلُكَ لي ولهم العفوَ والْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، والدينِ والأهلِ والمالِ، اللهم اشفنا واشفِ مرضانا ومرضى المسلمينَ، اللهم اجعلنا والمسلمينَ ممن نصرَك فنصرْته، وحفظَك فحفظتْه، حسبيَ اللهُ ونعمَ الوكيلُ لا إلهَ إلَّا هوَ عليهِ توكلتُ وهو ربُّ العرشِ العظيمِ، اللهُمَّ عليك بأعداءِ الإسلامِ والمسلمينَ والظالمينَ فإنهم لا يعجزونَك، اكفنا واكفِ المسلمين شرَّهم بما شئتَ، اللهُمَّ إنَّا نجعلُكَ في نـُحورِهم، ونعوذُ بكَ مِنْ شرورِهم، اللهُمَّ اسقنا وأغثنا(ثلاثًا).
اللهم صلِ وسلمْ وباركْ على نبيِنا محمدٍ وأنبياءِ اللهِ ورسلِه وآلِهِ وصحبِهِ، والحمدُ للهِ ربِ العالمينَ.
المرفقات
1645763564_شر الوليمة-الغيبة-24-7-1443هـ-مستفادة من خطبة الشيخ هلال الهاجري.docx
1645763567_شر الوليمة-الغيبة-24-7-1443هـ-مستفادة من خطبة الشيخ هلال الهاجري.pdf