شروط الصدقـــة وآدابـــها
rebii rebii
1440/12/29 - 2019/08/30 11:34AM
حضنا الله ورسوله على الصدقة ووضع لها شروطا وآدابا تضمن فضائلها وتصونها مما قد يبطلها وينقص ثوابها؛ فما تصدق أحد بصدقة إيمانا واحتسابا إلا وجدها عند الله هي خيرا وأعظم أجرا. فأكثروا من الصدقة وتحروا شروطها وكونوا لقبول الصدقة أشد اهتماما منكم بالصدقة نفسها، فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه.
1/ وجوب الاهتمام بالقبول وشروطه
عائشة: قُلْتُ يَرَسُولَ اللَّهِ (وَالَّذِينَ يُوتُونَ مَا ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) أَهُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يَزْنِي وَيَسْرِقُ وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ؟ قَالَ: لاَ يَبِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ يَصُومُ وَيَتَصَدَّقُ وَيُصَلِّي وَهُوَ يَخَافُ أَنْ لاَ يُتَقَبَّلَ مِنْهُ. ت.
أم سلمة: أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ يَقُولُ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ يُسَلِّمُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا وَرِزْقًا طَيِّبًا وَعَمَلاً مُتَقَبَّلاً. ة.
قال الله تعالى: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ اَلْمُتَّقِينَ. المائدة 27.
2/ آداب الصــدقـــة
الإخلاص
قال الله تعالى: وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا اَبْتِغَاءَ وَجْهِ اِللَّهِ. البقرة 272.
قال الله سبحانه: إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اِللَّهِ. لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا. الإنسان 9.
قال الله تعالى: وَسَيُجَنَّبُهَا اَلاَتْقَى اَلَّذِي يُوتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى. الليل 17-18.
أبو مسعود الأنصاري: إِذَا أَنْفَقَ الْمُسْلِمُ نَفَقَةً عَلَى أَهْلِهِ وَهْوَ يَحْتَسِبُهَا، كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً. متفق عليه.
قال الله سبحانه: وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ. المدثر 6.
أبو هريرة: إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ: رَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلاَّ أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ. قَالَ كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ هُوَ جَوَادٌ. فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ. م.
التصدق عن طيب خاطر
عبد الله بن معاوية الغاضري: ثَلاَثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فَقَدْ طَعِمَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ عَبَدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَأَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَعْطَى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ رَافِدَةً عَلَيْهِ كُلَّ عَامٍ وَلاَ يُعْطِي الْهَرِمَةَ وَلاَ الدَّرِنَةَ وَلاَ الْمَرِيضَةَ وَلاَ الشَّرَطَ اللَّئِيمَةَ وَلَكِنْ مِنْ وَسَطِ أَمْوَالِكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَسْأَلْكُمْ خَيْرَهُ وَلَمْ يَأْمُرْكُمْ بِشَرِّهِ. د.
قال الله تعالى: وَمَا مَنَعَهُمُ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَـتُهُمُ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَاتُونَ اَلصَّلَوةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَـرِهُونَ. التوبة 54.
قال الله سبحانه: وَإِذَا حَضَرَ اَلْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَـمَى وَالْمَسَـكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ. وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا. النساء 8.
جرير بن عبد الله: إِذَا أَتَاكُمُ الْمُصَدِّقُ فَلْيَصْدُرْ عَنْكُمْ وَهُوَ عَنْكُمْ رَاضٍ. م.
إخفاء الصدقة وعدم الجهر بها إلا لمصلحة
أبو ذر الغفاري: ثَلاَثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللَّهُ رَجُلٌ أَتَى قَوْمًا فَسَأَلَهُمْ بِاللَّهِ وَلَمْ يَسْأَلْهُمْ بِقَرَابَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ فَمَنَعُوهُ فَتَخَلَّفَ رَجُلٌ بِأَعْقَابِهِمْ فَأَعْطَاهُ سِرًّا لاَ يَعْلَمُ بِعَطِيَّتِهِ إِلاَّ اللَّهُ وَالَّذِي أَعْطَاهُ. ت.
عبد الله بن عمر: مَنْ سَمَّعَ النَّاسَ بِعَمَلِهِ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ سَامِعَ خَلْقِهِ وَصَغَّرَهُ وَحَقَّرَهُ. ح.
التصدق من الكسب الحلال الطيب
قال الله تعالى: يَأَيُّهَا اَلَّذِينَ ءَامَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَـتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ اَلاَرْضِ. البقرة 267.
أبو هريرة: مَا تَصَدَّقَ أَحَدٌ بِصَدَقَةٍ مِنْ طَيِّبٍ، وَلاَ يَقْبَلُ اللَّهُ إِلاَّ الطَّيِّبَ، إِلاَّ أَخَذَهَا الرَّحْمَنُ بِيَمِينِهِ، وَإِنْ كَانَتْ تَمْرَةً، فَتَرْبُو فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ حَتَّى تَكُونَ أَعْظَمَ مِنَ الْجَبَلِ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ. متفق عليه.
عبد الله بن عمر: لاَ تُقْبَلُ صَلاَةٌ بِغَيْرِ طُهُورٍ وَلاَ صَدَقَةٌ مِنْ غُلُولٍ. م.
القاسم بن مخيمرة: مَنِ اكْتَسَبَ مَالًا مِنْ مَأْثَمٍ فَوَصَلَ بِهِ رَحِمَهُ، أوْ تَصَدَّقَ بِهِ، أوْ أنْفَقَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، جُمِعَ ذَلِكَ كُلُّهُ جَمِيعًا فَقُذِفَ بِهِ فِي جَهَنَّمَ. د.
عبد الله بن مسعود: لاَ يَكْسِبُ عَبْدٌ مَالاَ مِنْ حَرَامٍ فَيُنْفِقَ مِنْهُ فَيُبَارَكَ لَهُ فِيهِ وَلاَ يَتَصَدَّقَ بِهِ فَيُقْبَلَ مِنْهُ وَلاَ يَتْرُكَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ إِلاَّ كَانَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ. إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يَمْحُو السَّيِّئَ بِالسَّيِّئِ وَلَكِنْ يَمْحُو السَّيِّئَ بِالْحَسَنِ. إِنَّ الْخَبِيثَ لاَ يَمْحُو الْخَبِيثَ. ح.ض.
التصدق من أجود المال وأحبه
قال الله سبحانه: لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ. وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اَللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ. آل عمران 92.
عائشة: أُتِيَ النَّبِيُّ ﷺ بِضَبٍّ فَلَمْ يَأْكُلْهُ فَقُلْتُ أَلاَ نُطْعِمُهُ الْمَسَاكِينَ قَالَ: لاَ تُطْعِمُوهُمْ مِمَّا لاَ تَأْكُلُونَ. ح.
عوف بن مالك: لَوْ شَاءَ رَبُّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ تَصَدَّقَ بِأَطْيَبَ مِنْ هَذَا، إِنَّ رَبَّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ يَأْكُلُ حَشَفًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. د.
تجنب المن والأذى
قال الله تعالى: اِلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَلَهُمْ فِي سَبِيلِ اِللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواْ مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمُ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ. البقرة 262-266.
أبو ذر الغفاري: ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ الْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى وَالْمُسْبِلُ إِزَارَهُ وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ. ن.
عبد الله بن عمرو: لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنَّانٌ وَلاَ عَاقٌّ وَلاَ مُدْمِنُ خَمْرٍ. ن.