شركيات منتشرة

أبو ناصر فرج الدوسري
1439/02/11 - 2017/10/31 08:27AM
الحمدلله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ واحذروا من الشرك وأهله ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً﴾
عباد الله: إن الأصل الأعظم الذي لا تصح عبادة الله إلا به والجنة حرام على من تركه ونقضه هذا الأصل هو إفراد الله بالعبادة وهو الأصل الذي أمر الله به عباده وبعث به الرسل جميعا قال تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾
وقال تعالى ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾
وقال تعالى ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾
فالرسل كلهم بعثوا بكلمة التوحيد لا إله إلا الله، ومعناها لا معبود بحق إلا الله، فكل ماعُبد من دونه فهو معبود بالباطل.
قال تعالى ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾
فمن عبد غير الله فهو مشرك كافر والجنة عليه حرام قال تعالى: ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾
وعمله كله حابط، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾
والشرك أعظم الذنوب فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألتُ النبيَّ ﷺ أيُّ الذنبِ أعظمُ عندَ اللهِ؟ قال: (أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ) رواه البخاري.
وهذه أمثلة على بعض العبادات التي جعلت لغير الله في كثير من بلدان المسلمين فمنها الدعاء والاستغاثة بغير الله فيما لايقدر عليه إلا الله.
وقد نهى الله عباده عن دعاء غيره معه فقال تعالى ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ وبين لهم أنه وحده بيده دفع الضر وكشفه لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع ولا راد لما قضى، قال تعالى: ﴿وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ﴾
وقال تعالى: ﴿ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾
فبين سبحانه أن المدعو من دون الله، من أصنام أو جن أو ملائكة أو أنبياء أو صالحين، لا يسمعون دعاء من دعاهم: ﴿إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ﴾ وأنهم ما يملكون من قطمير، وهو اللفافة التي على نواة التمر، فهم لا يملكون ما يطلب منهم ولا يسمعون دعاء من دعاهم: ﴿إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ﴾ ثم قال تعالى: ﴿وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ﴾ فلو فُرض أنهم سمعوا لم يستجيبوا لعجزهم، ثم قال تعالى: ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ﴾ فسمى دعاءهم إياهم شركاً.
فلله ما أعظمها من آية كافية شافية في إبطال حُجج المشركين.
ومن أنواع العبادة الذبح قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ والنُسُك هو الذبح، وخص الله هاتين العبادتين الصلاة والذبح لشرفهما وفضلهما.
قال العلامة ابن سعدي رحمه الله: ومن أخلص في صلاته ونسكه استلزم ذلك إخلاصه لله في سائر أعماله. ا.هـ
فمن ذبح لغير الله فهو مشرك كافر كفراً أكبر لجعله العبادة لغير الله.
وقد لعن رسول الله ﷺ من ذبح لغير الله فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله ﷺ يقول: (لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ) رواه مسلم.
فمن ذبح مثلاً لقبر من القبور يزعم أن صاحب هذا القبر يشفع له عند الله فقد ضاهى المشركين الذين أُنزل فيهم القرآن فهو بذبحه هذا قد خرج عن ملة الإسلام.
فإن كان يعتقد فيه أنه ينفع أو يضر من دون الله فهذا أعظم وأشد فيكون قد أشرك في ألوهية الله وفي ربوبيته سبحانه وتعالى.
وكذلك من ذبح للجن وهذا يكثر طلبه من السحرة فيأمرون من يأتيهم بذبح بعير أو شاة والمقصود بها الجن فهذا شرك أكبر كما تقدم.
أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم...

الخطبة الثانية
أما بعد: فاتقوا الله تعالى الذي يخلق ويهدي، ويُطعِم ويَسقي، ويُمرِض ويَشفي، ويُحيي ويميت، ويغفر الخطايا يوم الدين.
﴿ وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾
عباد الله: أعلموا أنه لا يجوز للمسلم أن يُعلِّق شفاءه من الأمراض، أو حمايته للنفس والعين بما يُسمَّى تمائم، وهي: ما يُعلَّق في الأعناق، أو تحت الوسائد، أو في الصناديق، لمن لا يُولَد لها، وتسمى تعويذة وحظاظة وكل ذلك حرام، وشرك بالله، ومِثل ذلك ما يُعلَّق بالسيارات مخافةَ العين، أو جلب الرزق، أو ما يُتَّخذ من الرقى، وهي: العزائم المخالفة للطريق المشروع، والتي تكتب بحروف مقطَّعة أو بغير العربية.
فهذه التمائم التي تعلق على السيارات، حيث توضع خرقة في مقدمة السيارة أو مؤخرتها يعتقد أنها تدفع الحسد وتمنع الحوادث فإن هذا من جنس عمل أهل الجاهلية حيث كانوا يقلدون البهائم خوفاً عليها من العين ، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطعها، فعن أبي بشير الأنصاري رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله ﷺ في بعض أسفاره فأرسل رسولاً: (ألَا يَبْقَيَنَّ فِي رَقَبَةِ بَعِيرٍ قِلَادَةٌ مِنْ وَتَرٍ، أَوْ قِلَادَةٌ إِلَّا قُطِعَتْ) متفق عليه.
جاء عشرة رجال إلى النبي ﷺ ليبايعوه، فَبَايَعَ تِسْعَةً وَأَمْسَكَ عَنْ بَيْعَةِ رَجُلٍ مِنْهُمْ ، فَقَالُوا: مَا شَأْنُ هَذَا الرَّجُلِ لَا تُبَايِعُهُ؟ فَقَالَ ﷺ: (إِنَّ فِي عَضُدِهِ تَمِيمَةً)، فَقَطَعَ الرَّجُلُ التَّمِيمَةَ ، فَبَايَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ثُمَّ قَالَ: (مَنْ عَلَّقَ فَقَدْ أَشْرَكَ).
فاتخاذ حلقة أو خاتم أو حبل أو أي حرز لجلب الخير أو دفع الشر،شرك بالله, فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: (إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ، وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ) والتولة شيء تصنعه بعض النساء لأزواجهن لتزداد محبته لها.
وإن من البدعة ما يفعله بعض العوام حيث يتداوون ببعرة الجمل ثم يطلبون شخص خواله عمامه ويقول كلام لا معنى له مثل حزازه بزازه وهذا من البدعة.
وكذلك اذا وقع السن يجمع معه 7 حصوات وترمى باتجاه الشمس.
وكذلك صب الرصاص على رأس المريض فهذا من عمل السحر والعياذ بالله.
اللهم اجعلنا من أهل التوحيد والسنة واجعلنا ممن دعا إلى ذلك وتوفيته عليه…
أسأل الله العلي العظيم أن يتقبل منا أعمالنا وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم إنه سميع مجيب.
اللهم انصر دينكَ، وكتابكَ، وسنةَ نبيِّك محمدٍ ﷺ، وعبادكَ المؤمنين المُجاهِدين الصادقين.
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ ﷺ اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اسقنا من حوضه
اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
اللهم أرضى عن خلفائه الراشدين وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلى أفضل أتباع المرسلين وعن بقية الصحابة أجمعين
اللهم أرضى عنا معهم وأصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين
اللهم عليك بمن انتقص من عرض رسولك في شخصه أو زوجاته أو صحابته عليك اللهم به.
عباد الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نِعَمِهِ يزدكم، ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾








https://docs.google.com/document/d/1GyqYPFh3hIHG76Ld63PoqWqroMNGfjx4Eva1zc4_5hw/edit?usp=sharing
المشاهدات 1241 | التعليقات 0