شرار الخلق

عبدالرزاق بن محمد العنزي
1444/01/14 - 2022/08/12 10:26AM

الخطبة الأولى ( شرار الخلق )14/1/1444هـ 

أيها المسلمون: عباد الله، الناس صنفان، صنف لهم قبول عند الناس، ترتاح القلوب لحديثهم، وتأنس النفوس بمجالستهم، وتسَرُّ برؤيتهم، يمازِحون ويمْزَحون، وصنف آخر عكسُ ذلك تمامًا، فحضورهم يعكر المجالس، وحديثهم يكدر الخاطر، كلماتهم لا تطيقها الأسماع، ويتقي الناسُ مُزَاحهم وحديثهم ومجادلتهم؛خوفًا من عواقب شرهم!                   

وحتمًا كلنا لاقى هذا الصِّنف من الناس، ممَّن يحمِلون وجهين،ويلبَسون قناعين،ويرتَدُون شخصيتين في ثوبٍ واحد، بل ربما أصبَحْنا نرى اليوم صِنفًا من الناس بإمكانه أن يُغيِّرَ شخصيتَه في كل ساعة،يفُوق في أدائه أبرَعَ الممثِّلين، فيتقمَّصُ عدة شخصيات في اليوم الواحد، كل هذا الصنيع ليجاريَ فلانًا أو ينتفع من علان، أو لينال حظوة من هذا أو ذاك.                                                                    

ذو الوجهين الذي قال عنه النَّبِيُّ  صلى الله عليه وسلم:« تَجِدُ مِنْ شَرِّ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ ذَا الْوَجْهَيْنِ ، الَّذِى يَأْتِي هَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ ».                                                                

وهذا الصنف من الناس يفسد ولا يصلح ، ويخون ولا يؤتمن ويفضح ولا يستر ، يبيح بالأسرار ، وينقل الأخبار ، ويزيد في الكلام بغرض الإفساد بين الناس ، هذا الصنف من الناس تراه يضحك في وجهك ، وهو يخبئ لك ما تكره ، ويظهر لك الود والحب وهو يبغضك ، يتظاهر بنفعك ، وهو يتمنى ضررك ، يلبس ثوب المصلحين ، وهو إمام المفسدين ، يأتي هؤلاء القوم بوجه حسن ، ثم ينقل عنهم أسوأ ما قالوا ؟

فذو الوجهين هو المتلون و الإسلام لا يحب التلون، ولا يرضى بسياسة تعدد الوجوه ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ كَانَ لَهُ وَجْهَانِ فِي الدُّنْيَا كَانَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِسَانَانِ مِنْ نَارٍ ».       

فعلينا جميعًا أن نهجر هذا الخُلق الذميم، الذي يكرهه رب العالمين، وحذرنا منه الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم.                                       

بارك الله لي ولكم ،،،

الخطبة الثانية:                                                     

ومن شر الناس منزلة عند الله ، من قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم :  « إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ »، وفي رواية عند الإمام أحمد (الَّذِينَ إِنَّمَا يُكْرَمُونَ اتِّقَاءَ شَرِّهِمْ ». ، فهذا الصنف من الناس تراه فظا غليظ  القلب ، غليظ الطباع ، قبيح الكلام ، سليط اللسان ، وبالجملة فهو سيئ الأخلاق ، لا يرجى خيره ، ولا يؤمن شره ، ولذلك يبتعد عنه الناس ، ويتركونه ، ويتقونه ، خشية أن يصيبَهم شرُه ، وقد يكرمونه ويُلينُونَ معه الكلامَ اتقاءً لشره ،وقبح طباعه ، وفحش قوله .                                    

مر رجل على مجموعة من الرجال فقال أحدهم، إن هذا يحمل إناء فيه عسل خلطه بسم ،وقال الثاني: إنه يحمل فيه لبن قد سرقه، وقال آخر: إنه يحمل خمراً والعياذ بالله وبدأ كل واحد يقول ما يعتقد أنه موجود في الإناء ،وهم لا يعلمون ما فيه.. ثم التفت لهم الرجل وقال :لم تحسنوا النية، بل هذا ماءٌ حارٌ مغليٌ أريد ان اسكبه في وجوهكم لأنكم.....                      

( شر الناس) فاحذروا هذه الآفة الخطيرة والعادة القبيحة فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ،،،                      

ثم صلوا وسلموا...

 

المشاهدات 2727 | التعليقات 0