شدة الحر من فيح جهنم
مريزيق بن فليح السواط
1433/06/20 - 2012/05/11 03:37AM
الحمد لله ذي العز المجيد، المُبدئ المعيد، المُكرم لمن خافه واتقاه بدار لا يفنى نعيميها ولا يبيد، المنتقم ممن عصاة بالنار بعد الإنذار بها والوعيد، "من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد" وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، ولا كفو له ولا ضد ولا نديد، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، الساعي بالنصح للقريب والبعيد، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه صلاة وسلاما لاتزال على كر الجديدين في تجديد، أما بعد ...
يا رب عفوك لا تأخذ بزلتنا
وارحم أيا رب ذنبا قد جنيناه
كم نطلب الله في ذنب أحل بنا
فإن تولت خطايانا نسيناه
ندعوه في البحر أن يُنجي سفينتنا
فإن رجعنا إلى الشاطئ عصيناه
ونركب الجو في أمن وفي سعة
فما سقطنا لأن الحافظ الله
عباد الله:
إن الله خلق الخلق ليعرفوه ويعبدوه، ويحبوه ويخافوه، ونصّب لهم الأدلة على عظمته وكبريائه ليهابوه، ووصف لهم شدة عذابه ودار عقابه التي أعدها لمن عصاه وخالف أمره، فكرر سبحانه في كتابه ذكر النار، وماأعده فيها لأعدائه من العذاب والنكال، ليتقوه بصالح الأعمال، فيمتثلوا أمره ويجتنبوا نهيه.
النار أعظم من أن يصفها الواصفون، أو يتحدثُ عنها الخطباء والمتكلمون، جاء رجل إلى بن مسعود رضي الله عنه فقال له: حدثنا عن النار كيف هي؟ فقال له بن مسعود: لو رأيتها لزال قلبك من مكانه. إنها النار كم أفزعت من قلوب، وكم أسالت من دموع سُكوب، تفطرت لذكرها قلوب المخبتين، وطردت النوم عن جفون الصالحين، قال النبي عليه الصلاة والسلام: "مارأيت مثل النار نام هاربها ولا مثل الجنه نام طالبها".
النار لما خُلقت طارت من هولها قلوب الملائكة المقربون، واستوحش لمكانها أهل السموات الأَعْلُون قال محمد بن المنكدر: لما خلقت النار فزعت الملائكه حتى طارت أفئدتها!! فلما خلق الله أدم سكن ذلك عنهم. سَئل النبيُّ صلى الله عليه وسلم جبريل "مالي لا أرى ميكائيل ضاحكا"؟؟ فقال: ما ضحك منذ خلق الله النار.
النار لايغفل عنها إلا جاهل، ولا يأمن شرورها وهولها إلا غافل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لما خلق الله النار قال: يا جبريل اذهب فأنظر إليها، فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها، فحفها بالشهوات ثم قال: يا جبريل إذهب فأنظر اليها، فذهب فنظر إليها، ثم جاء فقال: وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد" فالشهوات المحرمة طريق النار وهذه الأمة تتبع الشهوات "فخلف من بعدهم خلْف أضاعوا الصلاة وأتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا". غي وادي في جهنم أعده الله لأهل الشهوات.
شهوات وشرور، وفواحش وفجور، شهوات فروج زنا ولواط، نظر إلى القنوات الفضائحية، ومشاهدةٍ للصور الخليعة، وسفر إلى البلاد الموبؤة، والأماكن المشبوهة، ليطلق العنان لشهوته، ويقضي وطره وبغيته، غافلا عن عذاب الله ومقته. شهوات بطون، شُرب للمسكرات، وتعاطي للمخدارات، وجمع للمال من طرق محرمة من الربا والرشوة والسرقة لا يبالي فالحلال ما حل في يده، والنعيم ما عجل له في حياته، أما الآخرة وثوابها وعذابها فلا وزن لها، ولا قيمة ليعمل من أجلها يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: "يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة واحدة ثم يقال: ياأبن أدم هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟فيقول: لا والله يارب" ينسى نعيم الدنيا وملذاتها وشهواتها بغمسة في النار.
عباد الله:
هذه الأيام ما أن يخرج الإنسان في وقت الظهيرة ليؤدي فرضا، أو يقضي غرضا ألا رجع يشتكي شدة الحر،وقوة الشمس، وصداع الرأس، ولو تفكر في الآخرة لهان عليه ما يلقى "قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون".
النار حرها فظيع شديد، لا يطيقه الحديد، ولا تثبت له الصخور الجلاميد، قال تعالى: "وما أدراك ماسقر. لا تُبقي ولا تذر. لواحة للبشر" قال بعض السلف: تأكل العظم واللحم والمخ ما هو تصدع بالرأس!!! "كلا أنها لظى. نزاعة للشوى" قال الضحاك: تنزع الجلد واللحم عن العظم.
النار دار البوار، ومسكن الخزي والعار، حرها شديد، وقعرها بعيد، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ناركم هذه التي توقدون جزء من سبعين جزأ من نار جهنم" قالوا يا رسول الله: والله إن كانت لكافيه!! قال: "إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزاء كلها مثل حرها".
أما قعرها فياتاعسة من هوى فيه، فما أبعده وما أسحقه، جلس النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه فسمع وجبة -الصوت الشديد- فقال لأصحابه: "أتدرون ما هذا ؟" قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال عليه الصلاة والسلام: "هذا حجر رُمي في جهنم منذ سبعين خريفا فهو يهوي في النار، الآن انتهى إلى قعرها" "يوم نقول لجهنم هل امتلأت فتقول هل من مزيد"
لقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته النار، وخافها عليهم، فقال عليه الصلاه والسلام: "لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم".
أوصاف تحير العقول، وترعب القلوب، قال الحسن البصري يرحمه الله يصف حال أهل النار: ما ظنك بقوم قاموا على أقدامهم خمسين ألف سنة لم يأكلوا فيها أكلة، ولم يشربوا فيها شربة، حتى أنقطعت أعناقهم عطشا، واحترقت أجوافهم جوعا، ثم انْصُرف بهم الى النار "إذا أُلقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور. تكاد تميز من الغيظ" ملئها الله غيظا عليهم فإذا رأوها انقطعت قلوبهم أسفا، وذابت أكابدهم كمدا وحزنا، فإذا دخولها فما أعظم عذابهم، وما أشد عقابهم. قال عمر لكعب الأحبار، يا كعب خوفنا بالنار!! فقال يا أمير المؤمنين: لو فُتح من جهنم قَدْرُ مِنْخَر ثور بالمشرق ورجل بالمغرب لغلا دماغه، حتى يسيل على الأرض فغشى على عمر. دخل الأوزاعي على المنصور يخوفه بالله فقال يا أمير المؤمنين: لو أن ذَنُوبا من نار جهنم صُبَّ على الأرض لاحترقت فكيف بمن يتجرعه يوم القيامة، يا أمير المؤمنين لو أن ثوبا من ثياب جهنم وضع على الأرض لأحترقت فكيف بمن يتقمصه يوم القيامة. "يا أيها الذين أمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون".
الحمد لله على إحسانه ....
عباد الله:
ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أشتكت النار إلى ربها فأذن لها بنفسين في كل عام، نَفَس في الشتاء ونفس في الصيف فأشد ما تجدون من الحر من سمومها، وأشد ما تجدون من البرد من زمهريرها" والمسلم مطلوب منه أن يتقي النار، ويحذر منها، قال تعالى: "واتقوا النار التي أعدت للكافرين" قال أبو حنيفة رحمه الله: هذه أخوف آية في كتاب الله لأن الله تعالى أوعد المؤمنين بالنار المعدة للكافرين إن لم يتقوه. فلا بد من معرفة أسباب الوقاية من النار، والعمل بها، وسلوك سبيلها، وأعظمها تحقيق التوحيد، وتجريد العبادة للعزيز الحميد، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذالك وجه الله" فلا يقولها بطرف لسانه، دون يقين من قلبه، وعمل من جوارحه.
ومن أسباب الوقاية الإستعاذة بالله من النار قال تعالى في وصف عباد الرحمن: "الذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما. إنها ساءت مُستقرا ومُقاما"وأخبر تعالى أن من دعاء المؤمنين "ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار" عن إبن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرأن يقول قولوا: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات" وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة اللهم أدخله الجنة، ومن أستجار من النار ثلاثا مرات قالت النار اللهم أجره من النار" سأل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا "ماتقول في صلاتك"؟؟ قل أتشهد وأقول اللهم إني أسالك الجنة وأعوذ بك من النار أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ -أي الادعية الكثيرة التي يدعون بها- فقال النبي صلى الله عليه وسلم للأعرابي: "حولها ندندن".
ومن أسباب النجاة من النار المحافظة على الصلوات الخمس يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئها وعلى مواقيتها وركوعها وسجودها يراها حق لله تعالى عليه حرمه الله على النار" والله تعالى حرم على النار أن تاكل من ابني آدم أثر السجود.
ومن أسباب النجاة من النار الصيام فهو جنة يتقي به الصائم شدة حرها، وسوء شرابها وطعامها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا".
وكذلك الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام، والقائد إلى دار السلام، والحرز الواقي من النار يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار" وكذلك والبكاء من خشية الله، والكف عن محارم الله، وحراسة الثغور في سبيل الله، عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا تمسهم النار عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله، وعين كفت عن محارم الله" والكلمة الطيبة، والصدقة وأن كانت يسيرة من أسباب النجاة من النار يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة".
يا رب عفوك لا تأخذ بزلتنا
وارحم أيا رب ذنبا قد جنيناه
كم نطلب الله في ذنب أحل بنا
فإن تولت خطايانا نسيناه
ندعوه في البحر أن يُنجي سفينتنا
فإن رجعنا إلى الشاطئ عصيناه
ونركب الجو في أمن وفي سعة
فما سقطنا لأن الحافظ الله
عباد الله:
إن الله خلق الخلق ليعرفوه ويعبدوه، ويحبوه ويخافوه، ونصّب لهم الأدلة على عظمته وكبريائه ليهابوه، ووصف لهم شدة عذابه ودار عقابه التي أعدها لمن عصاه وخالف أمره، فكرر سبحانه في كتابه ذكر النار، وماأعده فيها لأعدائه من العذاب والنكال، ليتقوه بصالح الأعمال، فيمتثلوا أمره ويجتنبوا نهيه.
النار أعظم من أن يصفها الواصفون، أو يتحدثُ عنها الخطباء والمتكلمون، جاء رجل إلى بن مسعود رضي الله عنه فقال له: حدثنا عن النار كيف هي؟ فقال له بن مسعود: لو رأيتها لزال قلبك من مكانه. إنها النار كم أفزعت من قلوب، وكم أسالت من دموع سُكوب، تفطرت لذكرها قلوب المخبتين، وطردت النوم عن جفون الصالحين، قال النبي عليه الصلاة والسلام: "مارأيت مثل النار نام هاربها ولا مثل الجنه نام طالبها".
النار لما خُلقت طارت من هولها قلوب الملائكة المقربون، واستوحش لمكانها أهل السموات الأَعْلُون قال محمد بن المنكدر: لما خلقت النار فزعت الملائكه حتى طارت أفئدتها!! فلما خلق الله أدم سكن ذلك عنهم. سَئل النبيُّ صلى الله عليه وسلم جبريل "مالي لا أرى ميكائيل ضاحكا"؟؟ فقال: ما ضحك منذ خلق الله النار.
النار لايغفل عنها إلا جاهل، ولا يأمن شرورها وهولها إلا غافل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لما خلق الله النار قال: يا جبريل اذهب فأنظر إليها، فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها، فحفها بالشهوات ثم قال: يا جبريل إذهب فأنظر اليها، فذهب فنظر إليها، ثم جاء فقال: وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد" فالشهوات المحرمة طريق النار وهذه الأمة تتبع الشهوات "فخلف من بعدهم خلْف أضاعوا الصلاة وأتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا". غي وادي في جهنم أعده الله لأهل الشهوات.
شهوات وشرور، وفواحش وفجور، شهوات فروج زنا ولواط، نظر إلى القنوات الفضائحية، ومشاهدةٍ للصور الخليعة، وسفر إلى البلاد الموبؤة، والأماكن المشبوهة، ليطلق العنان لشهوته، ويقضي وطره وبغيته، غافلا عن عذاب الله ومقته. شهوات بطون، شُرب للمسكرات، وتعاطي للمخدارات، وجمع للمال من طرق محرمة من الربا والرشوة والسرقة لا يبالي فالحلال ما حل في يده، والنعيم ما عجل له في حياته، أما الآخرة وثوابها وعذابها فلا وزن لها، ولا قيمة ليعمل من أجلها يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: "يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة واحدة ثم يقال: ياأبن أدم هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟فيقول: لا والله يارب" ينسى نعيم الدنيا وملذاتها وشهواتها بغمسة في النار.
عباد الله:
هذه الأيام ما أن يخرج الإنسان في وقت الظهيرة ليؤدي فرضا، أو يقضي غرضا ألا رجع يشتكي شدة الحر،وقوة الشمس، وصداع الرأس، ولو تفكر في الآخرة لهان عليه ما يلقى "قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون".
النار حرها فظيع شديد، لا يطيقه الحديد، ولا تثبت له الصخور الجلاميد، قال تعالى: "وما أدراك ماسقر. لا تُبقي ولا تذر. لواحة للبشر" قال بعض السلف: تأكل العظم واللحم والمخ ما هو تصدع بالرأس!!! "كلا أنها لظى. نزاعة للشوى" قال الضحاك: تنزع الجلد واللحم عن العظم.
النار دار البوار، ومسكن الخزي والعار، حرها شديد، وقعرها بعيد، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ناركم هذه التي توقدون جزء من سبعين جزأ من نار جهنم" قالوا يا رسول الله: والله إن كانت لكافيه!! قال: "إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزاء كلها مثل حرها".
أما قعرها فياتاعسة من هوى فيه، فما أبعده وما أسحقه، جلس النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه فسمع وجبة -الصوت الشديد- فقال لأصحابه: "أتدرون ما هذا ؟" قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال عليه الصلاة والسلام: "هذا حجر رُمي في جهنم منذ سبعين خريفا فهو يهوي في النار، الآن انتهى إلى قعرها" "يوم نقول لجهنم هل امتلأت فتقول هل من مزيد"
لقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته النار، وخافها عليهم، فقال عليه الصلاه والسلام: "لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم".
أوصاف تحير العقول، وترعب القلوب، قال الحسن البصري يرحمه الله يصف حال أهل النار: ما ظنك بقوم قاموا على أقدامهم خمسين ألف سنة لم يأكلوا فيها أكلة، ولم يشربوا فيها شربة، حتى أنقطعت أعناقهم عطشا، واحترقت أجوافهم جوعا، ثم انْصُرف بهم الى النار "إذا أُلقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور. تكاد تميز من الغيظ" ملئها الله غيظا عليهم فإذا رأوها انقطعت قلوبهم أسفا، وذابت أكابدهم كمدا وحزنا، فإذا دخولها فما أعظم عذابهم، وما أشد عقابهم. قال عمر لكعب الأحبار، يا كعب خوفنا بالنار!! فقال يا أمير المؤمنين: لو فُتح من جهنم قَدْرُ مِنْخَر ثور بالمشرق ورجل بالمغرب لغلا دماغه، حتى يسيل على الأرض فغشى على عمر. دخل الأوزاعي على المنصور يخوفه بالله فقال يا أمير المؤمنين: لو أن ذَنُوبا من نار جهنم صُبَّ على الأرض لاحترقت فكيف بمن يتجرعه يوم القيامة، يا أمير المؤمنين لو أن ثوبا من ثياب جهنم وضع على الأرض لأحترقت فكيف بمن يتقمصه يوم القيامة. "يا أيها الذين أمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون".
الحمد لله على إحسانه ....
عباد الله:
ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أشتكت النار إلى ربها فأذن لها بنفسين في كل عام، نَفَس في الشتاء ونفس في الصيف فأشد ما تجدون من الحر من سمومها، وأشد ما تجدون من البرد من زمهريرها" والمسلم مطلوب منه أن يتقي النار، ويحذر منها، قال تعالى: "واتقوا النار التي أعدت للكافرين" قال أبو حنيفة رحمه الله: هذه أخوف آية في كتاب الله لأن الله تعالى أوعد المؤمنين بالنار المعدة للكافرين إن لم يتقوه. فلا بد من معرفة أسباب الوقاية من النار، والعمل بها، وسلوك سبيلها، وأعظمها تحقيق التوحيد، وتجريد العبادة للعزيز الحميد، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذالك وجه الله" فلا يقولها بطرف لسانه، دون يقين من قلبه، وعمل من جوارحه.
ومن أسباب الوقاية الإستعاذة بالله من النار قال تعالى في وصف عباد الرحمن: "الذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما. إنها ساءت مُستقرا ومُقاما"وأخبر تعالى أن من دعاء المؤمنين "ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار" عن إبن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرأن يقول قولوا: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات" وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة اللهم أدخله الجنة، ومن أستجار من النار ثلاثا مرات قالت النار اللهم أجره من النار" سأل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا "ماتقول في صلاتك"؟؟ قل أتشهد وأقول اللهم إني أسالك الجنة وأعوذ بك من النار أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ -أي الادعية الكثيرة التي يدعون بها- فقال النبي صلى الله عليه وسلم للأعرابي: "حولها ندندن".
ومن أسباب النجاة من النار المحافظة على الصلوات الخمس يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئها وعلى مواقيتها وركوعها وسجودها يراها حق لله تعالى عليه حرمه الله على النار" والله تعالى حرم على النار أن تاكل من ابني آدم أثر السجود.
ومن أسباب النجاة من النار الصيام فهو جنة يتقي به الصائم شدة حرها، وسوء شرابها وطعامها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا".
وكذلك الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام، والقائد إلى دار السلام، والحرز الواقي من النار يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار" وكذلك والبكاء من خشية الله، والكف عن محارم الله، وحراسة الثغور في سبيل الله، عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا تمسهم النار عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله، وعين كفت عن محارم الله" والكلمة الطيبة، والصدقة وأن كانت يسيرة من أسباب النجاة من النار يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة".
المشاهدات 5200 | التعليقات 6
أخي محمد الشكر لله
أسعدني مرورك، جزاك الله خيرا
جزاكم الله خيرا
شرفني مرورك ومشاركتك أخي أحمد فجزاك الله عني خير الجزاء
جزاك ربي الفردوس الأعلى
وأجارنا من النار يارب العالمين
شكرا لمرورك وتعليقك أخي الفاضل
تقبل الله دعائك ومن النار أجارنا وأجارك
محمد علي الفاهمي
مشكوورررررررررررررررررررر
تعديل التعليق