شحذ -تسول- الأطفال عند الإشارات متى ينتهي؟

مقالة محبكم في صحيفة الجزيرة
(شحذ -تسول- الأطفال عند الإشارات متى ينتهي؟)
في مشهدٍ يكاد يكون يومياً, نرى الأطفال الأبرياء عند إشارات المرور, مهنتهم الشحاذة, أطفالٌ يبدو عليهم آثار الضعف, فوجوههم شاحبة, يعلو قسَماتها آلامٌ وهموم, نظرات عيونهم حزينة, كأنما هي ناطقةٌ بأحوالهم, وملابسهم رثَّة؛ أبلتها الأيام على ما يعلوها من ركام, من ينظر إليهم يرى حالة يرثى لها, كيف بطفولةٍ تُوأد من طفلٍ حقُّه أن يعيش عيشة كريمة وأن يُربَّى تربية نظرائه.
إنَّ المرء يقع في حيرة تجاه أولئك الأطفال, يتمنى لو أعطاهم مالاً يسد شيئاً من عوزهم؛ لكنَّه يخشى أن يكون خلفهم عِصابة تجمع الأموال بطفولتهم؛ لتنفيذ مآربهم, فيُقصِر المرء يده عنهم مع تحسُّره على طفولةٍ وُئدت, إلا أنَّ رأياً يراه البعض في إعطاء أولئك الأطفال أكلاً نظيفاً مغلَّفاً يسد الجوع أو ماءً بارداً يروي العطش أو لعبة تفرح وتسلِّي.
إنَّ القلب يعتصر ألماً على أولئك الأطفال, شفقة عليهم ورحمة بهم, من أين أتوا؟ ومن هو الذي رمى بهم عند إشارات المرور الضوئية؟ ولماذا فعل بهم ذلك؟ فإن كان والداً نوقش وسعي في العلاج, وإن كانت عِصابةً تمتهنهم؛ لجمع الأموال عوقبت العقاب الرادع, مع أهمية العناية بأولئك الأطفال واحتضانهم ورعايتهم, ثم أين هم أولئك الباحثون الاجتماعيون؟ ليبحثوا آثار هذه الظاهرة من جوانب متعددة, أمنيَّة واجتماعية وأخلاقية ويبينوا أسبابها وكيفية اجتثاثها وطرق علاجها؛ وما هو أثر ذلك على الطفل في حاله ومستقبله؛ حفظاً لحقوق الأطفال.
إنَّ الاهتمام بالدراسات ومن ثَمَّ الاستشارات والعمل على تنفيذ التوصيات لحلِّ أيِّ ظاهرةٍ سلبيةٍ أمرٌ في غاية الأهميَّة صيانةً للمجتمع وحفظاً له.
وقفة: المسلمون متكافلون فيما بينهم, مكمِّلون لبعضهم, يعطي الغني فقيرهم الزكاة التي فرضها الله والصدقة التي رغَّب فيها الإسلام, ويُحسن محسنهم إلى ضعيفهم, ويكافحون الجرائم ويعاقبون مرتكبها, ويتعاونون جميعاً على الخير وعلى البر والتقوى ولا يتعاونون على الإثم والعدوان.

عمر بن عبدالله بن مشاري المشاري
رابط المقال على صحيفة الجزيرة
http://www.al-jazirah.com/2017/20170522/rj2.htm
المشاهدات 737 | التعليقات 0