شجار الزوجين وأثره في نفسية الأولاد . .
رشيد بن ابراهيم بوعافية
1434/06/02 - 2013/04/12 17:31PM
[font="]شجار الزوجين وأثره في نفسية الأولاد . .[/font]
[font="] سلوكٌ سلبيٌّ أثيم ،كم كان سببًا في تدميرِ حياةِ الأبناءِ ، وتحطيم معنويّاتِهم وقُدُراتِهم ، ونسفِ آمالِهم ، وزرعِ الشّروخِ الدّائمةِ في نفسيّتِهم و انفعالاتهم ![/font]
[font="] سلوكٌ سلبيٌّ أثيم هو سببُ نشوءِ الأولادِ والبنات على العُقدِ النفسيّةِ المستعصية التي هي سببُ كُلّ وبالٍ وشر ، سلوكٌ سلبيٌّ أثيمٌ هو من غَذَّى في تلك النفوس البريئة الانطواءَ والانعزال ، والخنوعَ والاستسلام ،و الانحرافَ و الإدمان ، والتمرّد والعدوان على كُلّ شيءٍ جميلٍ في الحياة ،[/font]
[font="] سلوكٌ سلبيٌّ أثيم هو السببُ الرئيسُ في أعتا مشاكلِ الشباب و الشابات . . و السببُ في كلّ هذا وذاك جهلُ وحرصُ وأنانيّةُ الوالدين ! . [/font]
[font="] فإلى الله العظيمِ المشتكى من تلكُمُ الأنانيةِ و ذلكَ الجهل ! : سقوفٌ لا تجدُ تحتها إلاَّ الصّراخَ والعويل ، والرّفس والنّطح ، و التكسير والتدمير ، لا تسمع فيها إلا الشتائمَ و النقد والتجريح ، صراعاتٌ لا تنتهي ، و كلماتٌ قاسيَةٌ تُقصفُ بها الأسماعُ منذُ السنوات الأولى للزّواج لم تتبدّل ولم تتغيّر ! [/font]
[font="] يقعُ كلُّ هذا من الأزواجِ منذ السنوات الأولى للزواج وهما في كلّ مرَّةٍ يصعّدان النّزاع ، ولا تزيدُهما الأيّامُ إلاَّ قُوّةً في الصّراع ، وابتعادًا في وُجهات النّظر ، وعدمَ تفكيرٍ في المراجعة ولا في الانتصاحِ ولا حتّى في التنازُلِ لوجه الله ثم لمصلحةِ الأبناء . . ! . [/font]
[font="] أيها الأحباب : كم طالعتنا الدّراساتُ والبحوثُ العلميّةُ على خطورةِ هذا التصرّفِ و حتميّةِ مراجعةِ الأزواجِ أنفُسِهم في هذا السلوك ! ، و الدّراساتُ العلميّةُ الميدانيّةُ جزءٌ من السير الذي أمرَ اللهُ به في القرآن الكريم في قوله : [/font][font="][font="]][/font][/font][font="]أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى[/font][font="] [/font][font="]الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور[/font][font="][font="][[/font][/font][font="] ( [/font][font="]الحج 46[/font][font="] [/font][font="]) . [/font]
[font="] [/font][font="]فقد أثبتت الدراسات والأبحاث النفسية أن عدم استقرار الحياة الزوجية للوالدين يكون سببًا في الاكتئاب والاضطراب النفسي لدى الأطفال، وأن الطفل المتزن، المنسجم الشخصية؛ لا يكون إلا في أسرة متحابّة متفاهمة[/font][font="] ، فهل يُحسُّ الزوجُ والزوجةُ وهما يتخاصمان ويتدافعان و يصرُخان أنّهما في الحقيقةِ يصنعان لولدِهما الحبيبِ الاكتئابَ والاضطرابَ النفسي ؟! ، وهل يفهمان في تلكَ اللحظة أنَّهما يُحطّمان لهُ الشخصيّةَ التي هي ثمرةُ حياتهما و نتاجُ تعبِهِما في الحياة ؟! . قطعًا لا يفهمان هذا ولا يستحضرانِهِ وإلاَّ لتمَّ فضُّ النّزاعِ في الحين وإدارةِ الخلافِ في غرفةِ النومِ أو خارجَ البيتِ في نزهةٍ بعيدًا عن الأبناء ! . [/font]
[font="] كما أثبتت الدراسات[/font][font="] والأبحاث[/font][font="] النفسية أن هناك دلائلَ قطعيةً على وجود علاقةٍ بين شخصية الطفل المشاغب كثير الحركة ، العنيدِ والمتمردِ والعدواني، وبين الأم كثيرة الغضب التي تصرخ دائمًا، وتهدد بأعلى صوتها حين الغضب[/font][font="] [/font][font="].[/font][font="] فهل تفهمُ الأمُّ التي تعوّدت على الصّراخ والعويل ، هل تعلمُ أنَّها في تلكَ اللحظة إنّما تحطّمُ شخصيّةَ ولدِها التي هي ثمرةُ حياتها و نتاجُ تعبِهِا في الحياة ؟! . قطعًا لا تفهمُ هذا ولا تستحضره ، إنّما تستحضرُ الأنانيّةَ و الحرص على مصالح الذات وحرقِ كلّ شيءٍ في سبيل تحقيق الغلَبَةِ والانتصار المزعوم ! . [/font]
[font="] معشر القرّاء الأعزّاء : أدعوا كلَّ واحدٍ من الزوجين إلى الوعي الحقيقيّ بهذا الموضوع ، و إلى بذل ما يستطيعُ من جهته لتجنيبِ بيتِهِ وأبنائِهِ الآثارَ الوخيمةَ لهذا السلوكِ الخاطئ : [/font]
[font="] الحياةُ الزوجيّةُ لا يمكنُ أن تخلوا من خِلافات ، بل الحياةُ كلُّها لا تخلوا من ذلك ، لأنَّ الاختلافَ سُنّةٌ قضاها اللهُ على البشر ؛ وهي نتاجُ تبايُنٍ طبيعي في وجهات النظر ، و الفروق الفرديةِ بين الناس في التفكير والدوافع والعادات ، بالإضافة إلى أثرها الإيجابيِّ على الروابِطِ ، لما تُكسبُ النفوسَ من فهمٍ للآخرين ، و خبرَةٍ على التوافُقِ معهم ، وتطويرٍ لكيفيّة التعامل الإيجابي معهم . [/font]
[font="] ولكن أين الإيمانُ والعدل والرحمةُ و الإنصافُ عند الاختلاف ؟! [/font]
[font="] أينَ نحنُ من التفكيرِ في الطرف الثالث عند الاختلاف – أعني الأبناءَ الصّغارَ المساكين - ؟! [/font]
[font="] أين نحنُ الرّجال من التفكيرِ في الرّجولةِ الحقيقيّةِ عند الاختلاف - أعني قوله تعالى -[/font][font="][font="])[/font][/font] [font="]وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ [/font][font="][font="]([/font][/font][font="] [/font][font="][ البقرة : من الآية 228 ][/font][font="] .[/font][font="]وهي[/font][font="] [/font][font="]درجةُ الصبرِ والتحمُّل والتنازُل عن بعض الحقوق[/font][font="] ! كما نقلَهُ شيخُ المفسّرين ابن جريرٍ الطبري - رحمه الله- عن حبرِ الأمّةِ ابن عباس . [/font][font="] [/font]
[font="] أين الزوجاتُ و الأمّهاتُ من الرحمةِ الزائدةِ و العطف الخالص الذي خصَّ اللهُ به جنسَ النساءِ على الرّجال ؟! ، فلماذا الصّراخُ والعويل والرفسُ والتكسير ؟! [/font]
[font="] و أين الزوجينِ معا وهما يبحثان عن المصلحة الشخصيّةِ عند الاختلاف من قوله صلى الله عليه وسلم :" أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المِرَاءَ وإن كان مُحِقًّا " [/font][font="]( صحيح الترغيب والترهيب 2648 )[/font][font="] [/font][font="]، هذا في من تركَ الجدال والخصومة و الملاحاةَ وهو صاحبُ الحق ، فكيف إذا كان الزوجُ أو كانت الزوجةُ يعلمُ أنّهُ إنَّما يُجادلُ بباطلٍ و في سبيلِ هلاكِ مستقبلِ الأبناءِ وصحّتهم النفسيّة ؟! [/font]
[font="] [/font][font="]هداكما الله ، ودمتم طيّبين سالمين أحبّتي . [/font][font="][/font]